تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أطفئي سيجارتك الآن!

ما من شيء يسرّع شيخوخة البشرة والشعر والأظافر مثلما يفعل التدخين. فإذا لم تقنعك المخاطر الصحية لغاية الآن في ضرورة الإقلاع عن التدخين، إليك ما قد تفعله السجائر في جمالك. تعرفي أيضاً إلى أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين.

التدخين وتأثيره في الصحة
يحتوي دخان التبغ على أكثر من 4000 مادة كيميائية، بعضها مسبب للسرطان. وتؤثر هذه المواد الكيميائية في البشرة تماماً مثلما تؤثر في كل أعضاء الجسم.
وكشفت الدراسات أن التدخين يزيد كثيراً خطر التعرض لسرطان الرئة والعديد من أمراض الرئة الأخرى، مثل الالتهاب الشعبي (bronchitis) وانتفاخ الرئة والتهاب الرئة.
كما يسهم التدخين في تضييق الشرايين (تصلّب الشرايين) وخفض مستويات الكولسترول الجيد (HDL) في الدم. وإذا كنت تتناولين حبوب منع الحمل، تكونين أكثر عرضة للجلطات الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية من المرأة التي لا تدخن، خصوصاً إذا تجاوزت عمر 35 عاماً.
من جهة أخرى، يجعلك التدخين أكثر عرضة لقرحة المعدة. كما تشيخ بشرة المرأة المدخنة بسرعة أكبر وتظهر التجاعيد على نحو بارز.
ولا تقتصر التأثيرات السلبية على هذا الحد إذ هناك إعتام عدسة العين والضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، وهما من الأسباب الرئيسية لفقدان النظر عند التقدم في العمر.
واللافت أن التدخين يمكن أن يؤدي أيضاً إلى حصول سن اليأس في عمر مبكر. فدخان السجائر يجعل البيوض في المبيضين تموت أسرع، ولذلك يحتمل أن تشهدي سن اليأس قبل عامين تقريباً مما هو مفترض.
وتشير النساء المدخنات إلى أن أعراض سن اليأس تكون أسوأ عندهن، ولاسيما نوبات التوهج. كما جرى ربط التدخين بازدياد خطر التعرض لترقق العظام.

تأثيره في الجمال
يفضي التدخين إلى بشرة شاحبة ومتعبة لأنه يضيّق الأوعية الدموية ويعرقل الدورة الدموية مما يحرم البشرة من الأوكسيجين والمواد المغذية الأساسية. كما يسرّع التدخين ظهور التجاعيد لأنه ينتج الجذور الحرّة- أي الجزيئات التي تسرّع شيخوخة البشرة.
كما أظهرت الأبحاث أن التدخين يخفض مخزون الجسم من الفيتامين A الذي يحمي من الجذور الحرة المؤذية القاتلة للخلايا. كما تخفف السجائر من كمية المرنين في البشرة مما يجعل هذه الأخيرة مفتقدة إلى المرونة.
من جهة أخرى، يؤدي الخلل في تدفق الدم إلى البشرة إلى جعل الأوعية الدموية أرق وأكثر هشاشة، مما يفضي إلى أوردة على شكل خيوط العنكبوت في البشرة. ولا يخفى على أحد أن التدخين يغير لون الأصابع والأظافر والأسنان ويجعلها صفراء بشعة.
وأخيراً وليس آخراً، تتأصل التجاعيد حول الفم والعينين عند تدخين كل سيجارة بسبب زمّ الفم لسحب السيجارة وإغماض العينين لتفادي دخول الدخان إليهما.

هل فات الأوان للإقلاع؟
مهما مضى وقت على تدخينك للسجائر، فإن الإقلاع يوقف خطر تعرضك للأمراض المرتبطة بالتدخين ويزيد من احتمال عيشك لأمد أطول. وحتى لو كنت تعانين الآن من مرض مرتبط بالتدخين، يبقى بإمكانك الاستفادة من مزايا الإقلاع.
فإذا عانيت مثلاً من نوبة قلبية، يمكن للإقلاع عن التدخين أن يخفض خطر تعرضك لنوبة أخرى والموت نتيجة مرض القلب بنسبة 25 إلى 50 في المئة.

الإقلاع وزيادة الوزن
حين تقلع المرأة عن التدخين قد يزداد وزنها اثنين إلى أربعة كيلوغرامات تقريباً. والسبب في ذلك أن التدخين يسرّع أيض الجسم (معدّل حرق الطعام) ولجوء العديد من الأشخاص إلى الأكل بدل إشعال السيجارة.
إذا كنت تتناولين غذاء صحياً وتمارسين التمارين الرياضية بانتظام، ثمة احتمال ضئيل أن يزداد وزنك. وتذكري دوماً أن التدخين يضرّ بصحتك أكثر مما تفعل تلك الكيلوغرامات الزائدة التي قد تكتسبينها نتيجة الإقلاع عن التدخين.

أفضل طريقة
إن الرغبة في التوقف عن التدخين هي أول خطوة في عملية الإقلاع عن التدخين. عليك من ثم تحضير نفسك عقلياً. فالنيكوتين هو مادة مسببة للإدمان ولذلك يمكنك تحسين فرص نجاحك في الإقلاع عن التدخين من خلال استعمال العلاجات البديلة للنيكوتين، مثل الرقع اللصوقة والعلكة ورذاذ الاستنشاق.
يمكن لهذه البدائل أن تخفف توقك إلى السيجارة، ما يسهل العملية قليلاً. قد يصف لك الطبيب أيضاً عقار Zyban، وهو قرص غير محتوٍ على النيكوتين يقال إنه يمنع التوق إلى النيكوتين ويحول دون أعراض الانقطاع.
ويجد بعض الأشخاص أن العلاجات المكملة، مثل المعالجة بالتنويم المغنطيسي والوخز بالإبر، مفيدة فعلاً على رغم عدم وجود دليل داعم لفاعليتها في المدى الطويل.


نصائح مفيدة

  • حددي تاريخاً معيناً للتوقف عن التدخين وأخبري الأصدقاء والعائلة والزملاء وكل الأشخاص الذين يستطيعون مساعدتك.
  • إعتادي على أشياء جديدة. فقبل الإقلاع عن التدخين، عوّدي نفسك على الانهماك في أشياء أخرى تلهيك وتصرف انتباهك عن التدخين.
  • مارسي التمارين الرياضية بانتظام. فالمدخنون الذي يمارسون الرياضة ينجحون عموماً في الإقلاع عن التدخين ولا يكتسبون الكثير من الكيلوغرامات الزائدة لاحقاً.
  • بدّلي طريقة تفكيرك. ذكّري نفسك دوماً بفوائد الإقلاع عن التدخين والأسباب التي دفعتك أصلاً إلى توقيف التدخين.
  • خططي للأسبوع الأول. فالأسبوع الأول هو الأصعب عادة. تجنبي الأماكن والأشخاص الذين يذكرونك بالتدخين. وابقي بعيدة عن الأماكن التي يكثر فيها التدخين.
  • حاربي توقك إلى السيجارة من خلال أخذ نفس عميق وشرب كوب من الماء كلما شعرت بحاجة إلى إشعال سيجارة. قومي بنزهة قصيرة أو تحدثي إلى صديق أو شاهدي فيلمك المفضل وتذكري أن التوق سيختفي بعد فترة.
  • لا تستسلمي. فإذا لم تنجحي، حاولي معرفة السبب واستفيدي من هذه الأخطاء للمحاولة مجدداً. هناك العديد من الأشخاص الذين اضطروا إلى التجربة مرات عدة حتى نجحوا أخيراً في الإقلاع عن التدخين.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078