تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سرطان الثدي...

لا تشكل إصابة المرأة بسرطان الثدي خطراً على حياتها فحسب، بل تُشعرها بالهلع من مرض يمسّ جزءاً من أنوثتها مما يترك لديها أثراً نفسياً كبيراً يتطلّب الكثير من الدعم العاطفي والمعنوي.
ورغم أهمية الحملات التي تساعد على التوعية ضد سرطان الثدي وتشجع على أهمية الكشف المبكر لزيادة فرص الشفاء، تكثر حتى الآن الأفكار الخاطئة التي تبعدنا عن حقيقة هذا المرض الذي وصل العلم والطب فيه إلى مراحل متطورة.
البروفيسور جورج شاهين صحّح بعض الأفكار المتداولة بين الناس في موضوع سرطان الثدي مؤكداً تطور الطب في هذا المجال وأهمية الكشف المبكر لزيادة فرص الشفاء وتخطّي المرض بأقلّ ضرر ممكن.

1- يعتبر العامل الوراثي مسبباً رئيسياً لسرطان الثدي.
خطأ. ليس العامل الوراثي السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان بل يعتبر عاملاً مهماً يلعب دوراً بنسبة 10 في المئة. لكن في المقابل، ثمة عوامل كثيرة أخرى تلعب دوراً في الإصابة بالمرض غير العامل الوراثي.

2- يعتبر الحجم الزائد للثدي عاملاً يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
صح. قد يكون لحجم الثدي الكبير تأثيراً في الإصابة بسرطان الثدي اذ تبين أن نسبة المرض ترتفع في البلاد الأميركية والاسكندينافية حيث ترتفع نسبة البدانة والحجم الزائد للثدي. قد يكون للحجم الزائد للثدي دور مساهم، خصوصاً عندما يترافق مع زيادة الوزن.

3- إصابة المرأة بسرطان الثدي مرة تجعل المرأة أكثر عرضة لعودة المرض، حتى بعد الشفاء.
صح. من الطبيعي أن تكون المرأة التي أصيبت بسرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بالمرض مرة ثانية أو بظهور المرض في الثدي الثاني. ويعتبر خطر الإصابة أعلى لديها مقارنةً بامرأة أخرى لم تصب يوماً.

4- تصاب المرأة وحدها بسرطان الثدي.
خطأ. قد يصاب الرجل بسرطان الثدي في نسبة 1 في المئة. لكن يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بالنسبة الى المرأة بين مختلف أنواع السرطان. أما لدى الرجل فقد يظهر استثنائياً وبشكل نادر.

5- لا يمكن اتخاذ أي إجراءات لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
خطأ. ثمة عوامل عدة يمكن أن تلعب دوراً في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أبرها الغذاء القليل الدهون والحد من تناول اللحوم الحمراء وتناول الحليب القليل الدسم ومشتقاته.
كما تبرز أهمية ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي. تساعد هذه الإجراءات في الحد من الخطر. لكن يبقى التصوير الشعاعي السنوي للكشف المبكر للمرض ضرورياً لزيادة نسبة الشفاء من المرض.

6- التعرّض للفحص الشعاعي للثدي من سن مبكرة يمكن أن يشكل خطراً نتيجة التعرض الزائد للأشعة.
خطأ. لا خطر في الفحص الشعاعي للثدي في آلات الكشف المبكر لسرطان الثدي الحديثة، فالتعرض للأشعة مرة واحدة في الفحص الشعاعي للثدي يضاهي الأشعة التي يمكن التعرض لها عند الجلوس ساعتين تحت أشعة الشمس.

7- ينصح بالعلاج الكيميائي قبل الجراحة عند الإصابة بسرطان الثدي.
خطأ. للعلاج الكيميائي قبل الجراحة أسس معينة ولا يجرى في كل الحالات. لم يثبت علمياً حتى الآن أن العلاج الكيميائي يطيل عمر مريضة سرطان الثدي فيجرى لها قبل الجراحة أو بعدها. يفيد العلاج بعد الجراحة من الناحية العلمية ويتم الاستناد إليه في الدراسات العلمية.

8- ثمة سبب معيّن لسرطان الثدي.
خطأ. حتى الآن لا يعرف سبب معين للإصابة بسرطان الثدي بل ثمة عوامل عدة تساهم في الإصابة. أما السبب المباشر والأكيد فغير معروف بعد.

9- يمكن الاكتفاء بالجراحة أحياناً للقضاء على سرطان الثدي.
صح. في حالات معينة قد تكون الجراحة كافية وحدها للقضاء على المرض ويترافق معها علاج وقائي بالحبوب للحد من خطر عودة المرض أو ظهوره في الثدي الثاني. يمكن القضاء على المرض بالجراحة لكن يعتبر العلاج الوقائي لمدة 5 سنوات بعدها ضرورياً.

10- يمكن أن يظهر سرطان الثدي قبل سن الأربعين.
صح. ثمة حالات من سرطان الثدي في سن 20 أو 25 سنة لكن تعتبر هذه الحالات قليلة. في لبنان ترتفع أكثر من بلدان أخرى نسبة انتشار المرض قبل سن الخمسين.
11- يمكن ألا يكشف الفحص الشعاعي للثدي الورم السرطاني في الثدي.
صح. في 10 في المئة من الحالات، يمكن ألا يكشف الفحص الشعاعي للثدي وجود المرض وذلك إما بسبب طبيعة المرض أو بسبب طبيعة الثدي وكثافته. لكن في حال الشك أو إذا كان المرأة عرضة للإصابة، يجرى لها أيضاً فحص الرنين المغناطيسي MRI للتأكد من عدم وجود ورم.

12- يساعد الكشف المبكر دائماً في تحسين فرص الشفاء.
صح. يساعد الكشف المبكر في تحسين فرص الشفاء لكن يتطلب ظهور نتائج التوعية سنوات ولا تتم الاستفادة من التوعية على أهمية الكشف المبكر بشكل آني. يجب متابعة الصورة الشعاعية وإجراؤها سنوياً مع التذكير بأنها لا تلغي وجود المرض بل تسمح بكشفه في مرحلة مبكرة لتكون نسبة الشفاء أعلى.

13- يمكن أن يظهر سرطان الثدي ويتطور خلال سنة رغم إجراء الفحص الشعاعي السنوي؟
خطأ. من الصعب أن يظهر المرض خلال سنة ويتطور لكن يمكن أن تكون المشكلة في عدم كشف الصورة للمرض عند إجرائها.

14- تزيد حبوب منع الحمل خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
صح. ثمة دراسات متناقضة في هذا الموضوع حيث أن حبوب منع الحمل تساعد في الحد من خطر الإصابة بسرطان المبيض لكنها في المقابل قد تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة ضئيلة.
لذلك ينصح بإعطائها ضمن مراقبة طبية، خصوصاً أن ثمة حالات لا ينصح فيها بتناول حبوب منع الحمل ولا يمكن تناولها عشوائياً، خصوصاً في حال وجود حالات سرطان ثدي في العائلة.

15- يمكن أن يكون العلاج بالهرمونات كافياً لمواجهة سرطان الثدي في حالات معينة.
صح. يمكن أن يكون العلاج بالهرمونات فاعلا جداً وتشفى بواسطته المريضة دون حاجة إلى علاجات أخرى.

16- قد لا يتجاوب الجسم مع العلاج الكيميائي.
صح. قد لا يتجاوب الجسم مع العلاج الكيميائي في حالات معينة لأن الخلايا السرطانية بطبيعتها تتكاثر وتنمو وتخلق حماية، وقد يأتي وقت بعد فترة من العلاج الكيميائي تقاوم فيها العلاج، كما يحصل عند تناول المضادات الحيوية مثلاً.

17- الجراحة الناجحة تعني الاستئصال الكامل للثدي للتخلّص من الورم؟
خطأ. الاستئصال الكامل للثدي لم يعد مؤشراً لنجاح العملية ولشفاء المريضة، بل إن الاستئصال الجزئي مع العلاج الشعاعي الفاعل يعتبر أفضل سواء لجهة تحسين نسبة الشفاء أو لجهة الأثر النفسي الإيجابي على المريضة.
يمكن أن يكون الاستئصال الكامل ضرورياً لمنع عودة المرض في بعض الحالات لكن لا يتم اللجوء إليه في كل الحالات بل قد يكون الاستئصال الجزئي كافياً وفاعلاً.

18- بعض أنواع سرطان الثدي تتكرّر بشكل مستمر بعد استئصالها.
صح. عندما لا تكون الجراحة ناجحة يمكن أن يعود المرض. فالجراحة تتطلّب الكثير من الدقة والتأني لأنه يجب استئصال الورم بشكل محدد ودقيق. فإذا كانت الجراحة صحيحة وناجحة لا خطر في عودة المرض ولا تتعدى نسبة الخطر 1 أو 2 في المئة. أما إذا بقيت رواسب من الورم أو إذا لم يلاحظ الطبيب وجود نقاط أخرى مصابة فيمكن أن يظهر المرض مجدداً.

19- يمكن أن تساعد التغذية الصحيحة في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
صح. قد تلعب التغذية الصحيحة دوراً في تخفيف خطر الإصابة بالمرض من خلال الحد من تناول الدهون واللحوم الحمراء . كما أنه من الأفضل تناول الحليب الخالي من الدسم ومشتقاته وتجنّب المقليات لأن الغذاء الصحي القليل الدهون يساعد في تخفيف خطر الإصابة بسرطان الثدي.

20- ثمة حالات يكون فيها نوع سرطان الثدي شرساً وتصعب معالجته.
صح. لكن تعتبر نسبة الحالات التي لا يمكن شفاؤها قليلة حيث لا يتجاوب فيها الجسم مع العلاج ويقاوم المرض العلاج.  لكن النسبة التي لا يحصل فيها التجاوب لا تتعدى 1 في الألف. كما يمكن أن يتم التجاوب مع العلاج ثم تحصل مقاومة في مرحلة لاحقة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079