إرجاء التقدّم في السن يوازي الصحة
شيئاً فشيئاً تتحوّل حياتنا إلى اختبارات وإلماعات مركّزة ومفيدة يتعقبّها الوقت. عالم مصغّر أمام شاشة وإزاء معلومة، هذا هو المفهوم الجديد لإرجاء التقدّم في السن وثمرة الأبحاث في عالم التغذية التي تعتبر علماً حديثاً.
سيناريوهان، المختبر الصغير المشخّص لـ»عمرك الصحّي» وخسارة الوزن الزائد، يقترحهما إختصاصي الجراحة التجميلية والترميمية الدكتور نادر صعب والمعالج النفسي والفيزيائي بول إيمري. كل ما سَيَلي هو مفتاح لتفادي الأسوأ والتحكّم بحياتك دون جراحة أو ألم.
النظام التشخيصي المحارب لعامل «التقدّم في السن» Anti-Aging Diagnostic System
معلومات دقيقة يعطيها هذا الجهاز المستقدم أخيراً من فرنسا والموجود في مستشفى الدكتور نادر صعب للجراحة التجميلية والترميمية. ساعة واحدة قد تساوي الحياة. اختبار ثم تشخيص ثم نصائح وتوصيات.
كل ما تقومين به هو الإقتراب من آلة متشعبة موصولة بشاشة، من مسجّل الECG) Electrocardiography) لتخطيط القلب ومقياس ضغط الدم إلى آلة قياس الوزن المثالي ومقياس النفس ونسبة الأوكسيجين في الدم (Spirometer وOximeter)... هذا المختبر الصغير يطرح على المريض أسئلة تتبدّل بحسب إجابات المريض الذي باستطاعته بسهولة القيام بالمهمة بمفرده.
أسئلة كثيرة متعلقة بعلم الوراثة وتفاصيل تحدّد مستوى الذكاء. وفي النهاية نتائج مضمونها توصيات يقدّمها آخر ما توصّل إليه الطب والعلوم لتقليص فرص التعرّض للمرض مستقبلاً وتعزيز الصحة. تحليلات للبول والدم والريق، يرصدها مركز متخصص في باريس.
عالم مصغّر وكأنه يحلّ مكان المختبرات والعيادات أو بالأحرى يتقدّمها لتوجيه المريض حول صحته وما يجدر به التنبّه إليه لكي لا يقع في مأزق صحي محتمل. وهذا من شأنه أن يستثمر وقت المريض بحكمة وجلسة صحية مكثفة وقصيرة. ففي حين عمد العلماء أخيراً إلى "تشريح الشر" البشري المرتبط أولاً بعامل "التشاعر" Empathy (مقال نشر في جريدة The Globe and Mail بعنوان The anatomy of Evilأخيراً)، بات "التقدّم في السن" مرضاً! وبالتالي يمكن إرجاء التقدم في السن وإطالة أمد الحياة وليس الإنسجام مع رقم السنوات التي تمضي.
العلماء لا تروقهم أبداً "غير قابل للشرح أو التفسير"، وبالتالي أمراض كثيرة بات بالإمكان اعتراضها قبل فوات الأوان.
وإيماناً بأن التقدّم في السن عامل يمكن إرجاؤه وإبطاء مساره، بات هذا العامل عنواناً رئيسياً في مفكّرة المؤتمرات الصحية والجمالية.
مفهوم جديد لمكافحة عامل التقدّم في السن
ما يلي هذه العملية الإختبارية هو تقرير تحصلين عليه، وهو شامل وسهل القراءة وممتع! تقرير قد يتخطى الأربعين صفحة، وهو الخطوة الأولى لتشخيص صحتك حاضراً ومستقبلاً، استراتيجية جديدة لمكافحة عامل "التقدّم في السن" مبكراً.
وذلك من خلال أسئلة دقيقة عن خلفية العائلة الصحية التي قد تطرح توصيات مستقبلية، خلفيتك الصحية خلال مرحلة الطفولة والبلوغ (حسب السن)، وضعك الصحي (غذاؤك وساعات النوم والجهد البدني وتعرّضك للتلوّث وكيفية التعامل مع الضغوط وبشرتك وشعرك وأظافرك ...)، إضافة إلى إختبارات مرونة وللنظر
AMD Test. وفي النهاية ستحظين بتقويم عمري، قد تكونين أصغر سناً أو أكبر من سنّك عند الولادة أو عمرك الإفتراضي. هذا ما لم تفرح به السيّدة الخمسينية كارلا التي قوّم الجهاز عمرها مضيفاً عقدين من الزمن. لكنه طلب منها إجراء فحوص للعظم والإستعانة بعلاج الوخز بالإبر الصيني Acupuncture، فالتقدّم قد يسترد أحياناً ما ابتكره القدماء.
كما طلب منها بحسب البيانات التي ذكرتها تناول الكثير من الخضر الورقية ولحم الكبد لأنها تحتاج إلى الفيتامين B واللوز والتين وتجنّب الحليب وتناول الخبز.
- ما تفسير وجود هذا الجهاز في مستشفى يُعنى بصقل الجمال الخارجي؟
الجراحة التجميلية اختيارية وإبعاد شبح الشيخوخة أيضاً عن جهاز Anti-Aging Diagnostic System، حدّثنا الدكتور نادر صعب. ولعل أوّل سؤال يجب أن يطرح هنا هو: ما تفسير وجود هذا الجهاز في مستشفى يُعنى بالجمال الخارجي؟ يجيب الدكتور صعب بأن "الجمال اليوم ليس المظهر الخارجي، يمكنني بكل سهولة أن أحقن البوتوكس في وجه سيّدة، ولكن ما نفع هذا الأمر إن كانت تعاني صحياً.
تشمل المؤتمرات الجمالية اليوم عامل مكافحة التقدّم في السن Anti-Aging term لإعادة إنتاج الخلايا وتجديدها من الداخل بمعزل عن الجراحة والتجميل. الجراحة التجميلية هي خيار وإبعاد شبح الشيخوخة بات خياراً أيضاً. لقد دخلنا مجالاً علمياً يمنح الإنسان آفاقاً تستشرف الصحة مستقبلاً.
فالشيخوخة لا تعني فقط السنوات والعقود الماضية بل صحة الجسم وسلامته. يجب أن تدرك كل امرأة تبحث عن الجراحة التجميلية أن ثمة ما هو أهم من الشباب الخارجي وهو الصحة التي توازي الشباب الدائم".
من رأسك حتى أخمص قدميك، فحوص كاملة ومكثفة لا يمكن أن تخطئ بنتيجتها أو تتشابه من مريض إلى آخر. وعن هذه النقطة بالتحديد يقول: "تختلف الأسئلة من مريض إلى آخر، قد تزداد وقد تتقلص وقد تختلف، من مريض يعاني مشاكل في القلب إلى مريض معافى".
ويلفت إلى عدم اكتراث البعض بمعرفة احتمال إصابته بمرض وراثي من عدمه قائلاً: "يجب أن ندرك بوعي الثمرة العلمية والإنجازات والبحوث دون إغماض العينين واحتمال الوصول إلى مرحلة الMetastase (الإصابة بالسرطان وانتقاله من عضو إلى آخر) وبالتالي حياة "الجحيم". يمهّد لنا العلم فرصة الحياة دون أمراض، مثلاً ما يمكن أن يفعله المرء لكي لا يصاب بداء الألزهايمر المحتمل استناداً إلى البيانات التي قدمها وعادت بتوصيات وفيرة عبر البريد الإلكتروني".
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024