زنّار النار لا يعدي...
أعاني الزونا منذ سبعة أيام. في البداية، شعرت بألم في الرأس فوق الأذن. وقد اعتقدت أولاً أن أسناني هي السبب. لذلك، استشرت طبيب الأسنان الذي قلع لي سني ظناً أنه السبب.
ثم ظهرت حبتان حمراوان في رأسي، عندها قالت لي كنّتي مباشرةً عند رؤيتهما أنني أعاني زنار نار. وبعد زيارة الطبيب تناولت دواء. في اليوم الثاني، امتدت البثور في وجهي: في جبيني وعيني. كما استمر ألم الرأس حيث كنت أشعر بلمعان في رأسي. كما أنني لم أنم طوال ليلتين وكنت أشعر بانزعاج كبير.
وفي البداية كانت البثور تسبب لي حكاكاً، إلا أنني لم أكن أستطيع حكها كونها مؤلمة. وأنهيت الدواء وأشعر الآن بتحسن كبير وقد يبست البثور وتحولت إلى قشرة. وما أريد تأكيده أن الزونا التي أعانيها فيروس ولم تنتج عن عدوى كما لا يمكن أن تتنقل بالعدوى. وقد سألت الطبيب عن هذا الموضوع للتأكد خوفاً على أحفادي الصغار.
رغم ما هو شائع حول انتقال زنار النار (الزونا) بالعدوى، يؤكد طبيب الأمراض الجلدية والزهرية اللبناني فاروق مغربل أنها تنجم عن فيروس لا يمكن أن يعدي.
رغم ذلك، لا يمكن الاستهانة بأعراض الزونا ومضاعفاتها كونها شديدة الخطورة ويمكن أن تترك آثاراً دائمة وأضراراً كفقدان البصر.
أما الحل لمواجهتها، فهو في تشخيصها في مرحلة مبكرة ومعالجتها بالطريقة المناسبة قبل فوات الأوان.
- ما التعريف الطبي لزنار النار؟
زنار النار هو طفح جلدي حاد تصحبه، في كثير من الأحيان فقاقيع وألم في مواضع مختلفة من الجسم. وهو التهاب ناتج عن فيروس الجدري الذي يصيب الأطفال.
- أين يظهر في الجسم؟
يمكن أن يظهر في أي موضع في الجسم، خصوصاً في الصدر والبطن والظهر. إلا أنه يمكن أن يظهر أحياناً في الوجه والرأس.
- ما أسباب زنار النار؟
ينتج زنار النار عن إعادة تنشيط فيروسات جدري الماء التي تكون نائمة في الجسم وتظهر من جديد.
- من هم الأشخاص الأكثر عرضة؟
يصيب زنار النار الكبار في السن أكثر من الصغار. كما يعتبر الأشخاص الذين يكون جهاز المناعة ضعيفاً لديهم، كمرضى السيدا والسرطان، أكثر عرضة للإصابة بالزونا.
- ما أعراضه؟
يمكن أن يسبب زنار النار ألماً قبل ظهور الأعراض في الموضع المصاب. كما أنه بعد مرور بضعة أيام تظهر فقاقيع قد تتجمع في الموضع المصاب واحمرار، إضافةً إلى ألم حاد. ويمكن أن تبدأ الأعراض بارتفاع في الحرارة.
- هل ينتقل بالعدوى؟
لا يعتبر زنار النار معدياً، إلا أنه يمكن أن ينقل فيروس جدري الماء إلى غير المصابين به في السابق.
- ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها عند الإصابة به؟
تعتبر الراحة التامة في المنزل ضرورية عند الإصابة بالفيروس. لذلك، ضروري تجنب الإرهاق كونه يزيد المرض حدةً. كما يعتبر الغذاء الجيد أساسياً لمكافحة المرض، إضافةً إلى العلاج المناسب في الوقت المناسب. إذ أنه بقدر ما يكون التشخيص مبكراً تكون النتيجة أكثر فاعلية وسرعة.
- ما مدى خطورة مضاعفاته؟
عندما يصيب زنار النار الرأس، يكمن خطره في احتمال إصابة العين مما يؤدي إلى العمى الدائم. علماً أنه يصيب جذور العصب. وفي هذه الحالة، ضروري استشارة طبيب الجلد وطبيب العيون لحماية العين.
- ما درجة الألم الذي يعانيه المريض؟
يمكن أن يستمر الألم الحاد فترة طويلة فيحرم المريض النوم. كما يمكن أن يترك زنار النار آثاراً.
- ما فترة العلاج؟
يمتد العلاج أسبوعين أو ثلاثة، يشفى المريض خلالها عادةً. إلا أن المناعة تلعب دوراً في ذلك. لذلك، يمكن أن تمتد فترة العلاج أكثر. أما الأهم فالمعالجة في الوقت المناسب.
- ما العلاج الذي يخضع له المريض؟
يتطلب العلاج الراحة التامة وتناول الأدوية بانتظام. وإذا كان المرض في بدايته لدى الكبار في السن، من الأفضل أن يتناولوا مسكنات الألم Corticoids لتخفيف حدة الألم، إضافةً إلى المضادات الخاصة للفيروس.
- هل يمكن أن يعود المرض مرةً ثانية بعد الشفاء؟
يصعب أن يعود المرض بعد الشفاء، إذ أنه يشفى نهائياً بعد المعالجة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024