تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

تقنيات تذويب الدهون...

كثرت الإعلانات المادحة بآلات تذويب الدهون دون جراحة، حتى صار من الصعب معرفة أي منها يجب أن نصدق.
فخلال مدة قصيرة تظهر آلة جديدة يتم تأكيد فاعليتها في القضاء على الدهون الزائدة في الجسم دون جراحة وتفوقها على الآلات التي سبقتها في النزول إلى السوق.
ثم تمر فترة قصيرة، وتظهر آلة أخرى يتم التأكيد أنها الأولى من نوعها ولم تسبقها أخرى بهذه الجودة والفاعلية. لا شك أن لكل الإعلانات التي نصادفها يومياً تأثيرها، خصوصاً بالنسبة إلى المرأة التي تبحث عن أي وسيلة يمكن أن تحسّن بواسطتها شكلها أو تزيد جمالها وتتخلّص من بعض الشوائب التي تؤثر سلباً في جمال جسمها، خصوصاً أن هذه الوسائل كلّها تدّعي التخلص من الدهون من دون الحاجة إلى الجراحة التي تسبب الخوف لكثر...

يشكّل ارتفاع نسبة الدهون تحت الجلد هاجساً جمالياً وتبرز تقنيات تذويب الدهون البديلة من الجراحة كحل أمثل للتخلص من تلك الدهون المزعجة. ثمة أساليب عدة كما يقول الأطبّاء المتخصّصون منها ما هو عدواني كعلاج الميزو Mesotherapy وتقنية تفتيت الدهون بالليزر ومنه ما هو غير عدواني.
ونظراً إلى خطورة هذه التقنيات والمضاعفات التي يمكن أن تنتج عنها، حُظرت تقنيات تذويب الشحوم في فرنسا بموجب مرسوم صدر عن الحكومة الفرنسية في 12 نيسان/أبريل 2011، وذلك بعد حصول مضاعفات عديدة مرتبطة بها.  كما أوقفت هذه التقنيات في الولايات المتحدة بقرار من إدارة الأغذية والأدوية التي وجهت في نيسان/أبريل 2010 إنذارات إلى ستة مراكز طبية تجميلية وإلى شركة برازيلية كانت تروّج لمستحضرات تحليل الدهون على موقعها الالكتروني.
وقد أكدت إدارة الأغذية والأدوية FDA أن هذه المستحضرات لم ترخّص ليتم تسويقها للحقن الموضعي بهدف إزالة الشحوم . كما تشير إلى أن فاعلية هذه المستحضرات وأمانها ليسا معلومين وإن استخدامها لا يستند إلى أي وصفة أو صيغة مصادق عليهما.
هذا مع الإشارة إلى أن إدارة الأغذية والأدوية قد أبلغت عن مضاعفات مرتبطة باستخدام هذه المستحضرات وعن آثار ندبية دائمة وتشوهات جلدية وتدرن عميق مؤلم في مستوى نقاط الحقن.
إنطلاقاً من هذه المعطيات، حذرت الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم العضو في الاتحاد الدولي لجراحة التجميل من خلال البروفيسورين بشارة عطية ونبيل حكيّم، من خطورة تقنيات تحليل الشحوم وتذويبها وما ينتج عنها من أخطار صحية كبرى، ودعت وزارة الصحة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الخصوص. عن هذه التقنيات وأخطارها ، تحدث تفصيلاً البروفيسور بشارة عطية موضحاً كل الحقائق عنها.

- ما هي تقنيات تذويب الدهون غير الجراحية؟
تستخدم هذه التقنيات كبدائل من الجراحة  من خلال تدمير الخلايا الدهنية دون شفط الدهون، علماً أن هناك نوعين منها هما التقنيات العدوانية كتفتيت الدهون بالليزر وحقن العوامل الكيمائية والتقنيات العدوانية.
وأما تلك غير العدوانية فهي التي يتم فيها اللجوء  إلى التردد الإشعاعي والليزر والأشعة ما دون الحمراء والموجات فوق الصوتية. ورغم كون هذه التقنيات لا تدمر الشحوم فعلياً فهي قد تساعد على شد الجلد وتحسين الدورة الدموية .
مع الإشارة إلى أن إدارة الأغذية والأدوية توافق على بعضها لمكافحة السيلوليت وتخفيف محيط الفخذين. أما التقنيات العدوانية وهي الأكثر خطراً فهي التي يتم فيها إدخال العامل الكيميائي تحت الجلد في النسيج الشحمي من خلال ثقب، فيجري عندها تحليل الخلية الشحمية الموجودة في الغشاء الشحمي في مساحات دهنية صغيرة عادةً.
لكن بعض هذه التقنيات قد تترافق مع شفط للدهون، خصوصاً في المساحات الكبرى.

- ما الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عن هذه التقنيات وما مدى خطورتها؟
تشكل كل هذه التقنيات خطراً ولا يمكن التهاون في طرق إجرائها. وحتى التقنيات غير العدوانية يجب أن تجرى على يد طبيب ولا يمكن أن تجريها خبيرة التجميل أو الاختصاصية في العلاج الفيزيائي.
وإضافةً إلى عدم فاعلية هذه التقنيات، تكمن المشكلة في أنها تسبب ارتفاع حرارة داخل الجلد وحروقاً لا يمكن تصحيحها في مرات كثيرة وتشوهات.
وإضافةً إلى الآثار غير المرغوب فيها، تبرز مشكلة الحساسية ضد المستحضرات المحقونة في بعض هذه التقنيات كالميزو، وتلف خلايا النسيج الشحمي وتضرر الأنسجة المحيطة وتلوّن الجلد.
وبعض الآثار التي قد تنتج عنها قد يتطلب تصحيحاً بترميم الجلد لإزالة التشوهات. كما تجدر الإشارة إلى مشكلة الدهون التي تحرر في الجسم ولا يتم إخراجها منه ولا يعرف أين تنتقل في الجسم، مع ما قد ينتج عن ذلك من مشكلات صحية كارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية ومشكلات في القلب والكليتين.

- لكن هذه التقنيات انتشرت بشكل واسع وفي كل مكان وتطرح حلولاً تجميلية بديلة من الجراحة والتخدير، فهل يمكن أن تكون كلّها مؤذية وغير فاعلة؟
ظهرت كل هذه التقنيات كبدائل من جراحة شفط الدهون وكأنها تقنيات لطيفة لا خطر في إجرائها وتحوّلت إلى تجارة أكثر من علم، وفي كل مرة تظهر آلة جديدة يتم التأكيد أنها الأفضل، لكن في الواقع كل هذه الآلات التي تدخل الجلد تسبب أنواعاً من الحروق تحت الجلد وتنتج عنها مضاعفات.
هذا مع الإشارة إلى أنها تستعمل لسيدات يعانين ترهلاً في الجلد مما يعطي نتيجة سيئة جداً لأنها لا تقدّم حلاً لترهل الجلد. كما أن نسبة قليلة من هذه الآلات وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية  مثل Crypolisis وLow level lazer وradio frequency .
بشكل عام، التقنيات المعتمدة لتذويب الدهون دون شفطها من خلال تقنيات داخل الجلد هي مؤذية وتشكل خطراً ولا يمكن التهاون بشأنها.

- يكثر الحديث عن فوائد تقنية الميزو في التخلص من الدهون من خلال تذويبها، ما مدى فاعليتها وإلى أي مدى يمكن أن تكون خطيرة؟
يحتوي علاج الميزو على مجموعة من المواد التي تُحقن في الجلد والتي لم ترخص لأي منها إدارة الأغذية والأدوية. علماً أن الإعلان والتسويق لهذه المواد ليس مسموحاً.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية تستخدم ليستين الصويا المخصص لمعالجة الانسدادات الرئوية الشحمية الطبية  وتم تحويله لاحقاً إلى غايات تجميلية. كما أنه لا توجد جرعة معينة أو وصفة معيارية  محددة.

- ماذا عن التقنيات التجميلية بالليزر التي تطرح حلولاً سهلة وبديلة من الجراحة؟
في ما يتعلّق بتقنيات تذويب الدهون بالليزر، تكمن المشكلة في كونها غير فاعلة بقدر ما يشاع.
إذ تكثر الإعلانات التي تؤكد إنها تحل محل جراحة شفط الدهون، ودخل في أذهان الناس أن الليزر يصنع المعجزات وأنه أقل عدائية من عملية شفط الدهون، لكن في الواقع، هو كباقي التقنيات البديلة من الجراحة يدخل تحت الجلد وقد يسبب التهابات وحروقاً.
ولأن هذه التقنيات تحرق فهي تسبب نسبة أعلى من الالتهابات. أما عمليات شفط الدهون فتجرى في شروط معينة من النظافة والأمان وتبقى الأنسجة فيها حية.
وتبرز أيضاً خطورة تذويب الدهون بالليزر دون شفطها بكونها تؤدي إلى بقاء الدهون في الجسم مما يساهم في ظهور مشكلات في الكليتين والقلب. هذا إضافةً إلى احتمال لا يمكن إهماله للإصابة بالسرطان. بشكل عام تذويب  الدهون بالليزر يشكل خطراً على الصحة .
لا ننكر أن إدارة الأغذية والأدوية وافقت على استخدام الليزر لتذويب الدهون في مناطق صغيرة . أما المساحات الواسعة فتتطلب تخديراً  وتُتبع فيها تقنيات شفط مشابهة للعملية الجراحية لشفط الدهون، وبالتالي يمكن الاكتفاء بالعملية التي تتميز بنتائجها المضمونة.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080