هشام حداد: مدرسة طوني خليفة ونيشان ووسام بريدي انتهت.
استطاع هشام حداد خلال ثلاثة مواسم من برنامج «لهون وبس»، أن يشكل حالة إعلامية مميزة على شاشة التلفزيون. وكان حداد قد بدأ مسيرته في عالم تقديم البرامج، ببرنامج LOL الذي اتصف بالجرأة، ولم يتوقع أحد أن هذا المذيع سيصبح هاجساً للكثيرين في دنيا الإعلام.
- بدأ أخيراً عرض فيلم «حبة كاراميل» في الصالات، ماذا تقول عن دورك في هذا العمل؟
أجسد شخصية تاجر «بوتوكس» وأدوات طبية، شرير بأسلوب كوميدي، ينظر الى المرأة على أنها سلعة، ومن خلال حادثة ما ومضغه حبّة كاراميل، تتحوّل شخصيته.
- هل تعتبر أن هذا الفيلم خطوة الى الأمام في مسيرتك المهنية؟
بصراحة، أريد من خلال مشاركتي في الأفلام السينمائية، أن أُحدث صدمة إيجابية للجمهور. والبداية، كانت دوري في فيلم «كاراميل» المأخوذ من مسلسل ناجح جداً بطله الممثل العالمي ظافر العابدين، وإنتاجه جيد جداً، وبطلته ماغي بو غصن المعروفة بأن أفلامها تحقق نجاحاً معيناً، وذلك كله يترافق مع المردود المادي الجيد الذي شجعني على المشاركة.
- يبدو أن مشاركتك في الأفلام السينمائية هدفها مادي؟
ليس الهدف مادياً فقط، وإنما تشكل هذه المشاركة أيضاً إضافة الى مسيرتي، فالأمران مهمّان بالنسبة إليّ.
- من الواضح أن ليس من أهدافك أن تكون ممثلاً، إنما ينصب تركيزك على تقديم البرامج؟
هدفي أن أكون مقدّم برامج تهكمياً ساخراً، وأن أصبح الأقوى والأول في هذا النوع من البرامج. أما عملي في مجالات أخرى، فيعزز مسيرتي ويشكل إضافة الى مسيرتي كمقدّم برامج.
- لديك عرض مسرحي كوميدي تقدّمه على خشبة المسرح، ماذا تقول عنه؟
مسرحية laugh story أول عمل خاص بي، وأعتبرها إضافة الى مسيرتي، وهي عبارة عن «شونسونييه مودرن» تشبه ما كان يقدّمه الراحل وسيم طبارة، إنما بأسلوب حديث. وإذا أردت أن أرتّب أولوياتي، يأتي التلفزيون في المرتبة الأولى، يليه المسرح ومن ثم السينما.
- ألم تُعرض عليك المشاركة في مسلسلات درامية لبنانية؟
لم أتلقَّ أي عرض حتى الآن، وحين يقدَّم إليّ نص ما، عندها سأدرسه بتأنٍّ.
- في الموسم الثالث من «لهون وبس» الذي يُعرض على شاشة LBCI، لاحظنا أن التغييرات بدأت من مظهرك الخارجي، إذ بدوت أنحف بكيلوغرامات عدة، هل طُلب منك ذلك؟
أبداً، لم يطلب مني أحد أن أخسر من وزني، كل ما في الأمر أنني قبل البدء بتصوير الموسم الثالث من «لهون وبس»، كان لدي كمّ من الأعمال المتواصلة جعلني أفقد خمسة كيلوغرامات من وزني.
- صرحت سابقاً بأنك وقّعت عقداً يتضمن تقديم ثلاثة مواسم من البرنامج، وبعد الانتهاء منها تبحث عن فكرة جديدة، هل ما زلت مصراً على موقفك؟
ربما يكون البرنامج المقبل «لهون وبس» إنما معدّلاً. ورغم أن الموسم الثالت من أي برنامج تلفزيوني يكون حساساً جداً، إلا أن الموسم الثالث من برنامجي يحقق أعلى نسبة مشاهدة، ففي الموسم الأول كانت الانطلاقة بطيئة والمنافسة قوية وظهرتُ خاسراً ليلة الثلثاء.
في الموسم الثاني، استطعت الفوز في المنافسة بعد عرض حلقات عدة. أما في الموسم الثالث، فقد تفوّقت في كل الأرقام عبر نِسب المشاهدة ومواقع التواصل الاجتماعي، وربما يجعلني هذا النجاح أقف حائراً بين رأي يقول بأن أتوقف ببلوغي القمة، وآخر يستحسن أن أستكمل البرنامج في موسم رابع، وهذا القرار لا أتخذه بنفسي بل بالمشاركة مع إدارة المحطة.
- برنامج «هيدا حكي» الذي يقدّمه عادل كرم، حقق نجاحاً كبيراً في مواسمه الأولى، إنما في الموسم الخامس خسر كثيراً، مما يعني أن الانسحاب قبل الفشل أجدى نفعاً!
لو لم يدخل برنامج «لهون وبس» في المنافسة، لبقي «هيدا حكي» في القمة. وبصراحة، كانت المؤسسة اللبنانية للإرسال تبحث عن برنامج يكون منافساً لـ«هيدا حكي»، فكان «لهون وبس».
- أين مكامن النجاح لديك، التي جعلت برنامجك ينجح بطريقة تصاعدية ويؤثّر في «هيدا حكي»؟
لقد درست نقاط الضعف ونقاط القوة لدي، وعندما نظرت الى المظهر الخارجي للبرنامج من ديكورات وإنتاج ومساحة، كانت الغلبة للبرنامج المنافس. لذا، عملت على جوانب أخرى، وهنا أريد أن أعدّد مكامن الضعف في «هيدا حكي» ليعرف القيّمون عليه مكامن القوة عندي.
فمثلاً، يلتزم عادل كرم وفريقه حرفية النص المكتوب، وتتكرر النكات، كما أن أشكال الكوميديا التي يقدمونها قديمة ولا تواكب العصر.
إنما في «لهون وبس»، فأنا وزميلي جاد بو كرم، نعمل بلا نص ونقدم أجواء تشبه الشباب وكل الناس في مختلف المناطق اللبنانية. كما أنني أنتمي الى جيل ما بعد «الربيع العربي»، الذي ظهر فيه باسم يوسف ببرنامجه الساخر. وهذا البرنامج قلب المقاييس لأنه نابع من روح البرامج الأميركية، وهذا النجاح جعل المحطات التلفزيونية اللبنانية تعدل عن شراء البرامج الأوروبية وتسعى الى البرامج الأميركية، وتطلب مقدّمي برامج يشبهون الناس في الشارع ويتحدثون بلغتهم وينقلون أفكارهم، وهذا هو سبب نجاح «لهون وبس».
إذ إن الأسلوب الإعلامي الذي كان سائداً في السنوات العشرين السابقة، التي كان نجومها طوني خليفة ووسام بريدي وزياد نجيم وزافين ونيشان، لم يعد مرغوباً.
- قبل عرض الموسم الخامس من «هيدا حكي»، صرحت بأنك في انتظار توليفة عادل كرم وعبّاس شاهين، لكن بعد حلقات عدة قلت إن المنافسة بينكما سقطت؟
بصدق أقول، إنني توقعت أن تكون مشاركة عبّاس شاهين مع عادل كرم خطوة الى الأمام، لكنها جاءت «دعسة ناقصة»، لأن الفكرة مكررة والتصنّع طاغٍ، ودخلتْ الى البرنامج وجوه عدة فأصبح برنامجاً غنائياً، ذلك كله ساهم في عدم نجاح «هيدا حكي». وفي رأيي، يجب أن يتوقف قريباً ويتم البدء بإعداد فكرة جديدة.
- في الموسمين السابقين من برنامجك، كنت تحاول أن تستضيف نجوم الصف الأول. وفي الموسم الثالث، استضفت يارا، إنما يبدو أن نوعية الضيوف تغيرت مع توالي الحلقات، لماذا؟
كل البرامج التي اتّكلت على نجوم الصف الأول خسرت، لأن الموسم الأول منها مثلاً نجح، لكنه سقط في الموسم الثاني. وأظن أن قوة برنامجي تكمن في مقدّم البرنامج وتوليفته بأكملها.
كما أن نوعية الضيوف لا تؤثر فيّ، إذ إن الاعتماد على نجوم أو نجمات صف أول سيرتب عليّ تحمّل مزاجيتهم وتأخيرهم... بينما أشعل ضيوفي الآخرون حماسة المشاهدين، فمثلاً عندما استضفت صاحبة لقب «ذا فويس» الأردنية نداء شرارة، استطاعت فقرتها التي لا تتعدى الــ15 دقيقة، أن تحقق نحو 15 مليون مشاهدة على «يوتيوب». على عكس برامج استضافت مثلاً، عاصي الحلاني وميريام فارس، وحققت نِسب مشاهدة ضيئلة جداً.
- لكن فقرة استضافة النجوم بدت متشعّبة، إذ اعتمد كثر على مبدأ التقليد، ألا تعتبر ذلك تكراراً؟
ليس هناك تكرار، ففي كل حلقة أسعى الى تقديم جديد. وأريد أن أؤكد هنا، أن برامج «التوك شو» لم تعد موجودة في أميركا في كل المجالات، وباتت لا تستقطب المشاهدين، كما هو حاصل في برنامج «المكتب الثاني» الذي يقدمه كلّ من رجا ناصر الدين ورودولف هلال. فالناس ملّوا من برامج الكلام وباتوا يميلون الى البرامج التي تُدخل الفرح الى قلوبهم.
- في العودة الى بدايتك الإعلامية عبر شاشة OTV من خلال برنامج النكات LOL، أين كنت قبل ذلك، وكيف دخلت الى هذا العالم؟
كان عمري 30 سنة عندما دخلت الى الـ OTV، وكنت أعمل قبل ذلك ولمدة عشر سنوات في مجال تجارة الأدوات الطبية مع عائلتي. كما أنني حاصل على أربع شهادات، إنما صداقتي مع المخرج شادي حنا الذي يعرف روحي الكوميدية، جعلته يرشّحني، وقد نجحنا معاً.
- بعد LOL قدمت برنامج «حرتقجي»...
«حرتقجي» هو الذي جعل الشيخ بيار الضاهر يلتفت إليّ ويعرض عليّ تقديم برنامج على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024