الفنان الكويتي جمال الردهان: ابنتاي جمهوري الأول والسُمنة عرّضتني لمشاكل نفسية وصحية
يعترف بأن الشائعات أصبحت لا تشغله مثلما كانت في بداياته الفنية، بل وأحياناً يضحك عندما يستمع إليها.
الفنان الكويتي جمال الردهان، يتحدث عن فيلمه الأخير «سرب الحمام» الذي شارك في بطولته مع الفنان داوود حسين، وأعماله الدرامية الجديدة، كما يكشف عن الأمنية التي يريد تحقيقها مع «الزعيم» عادل إمام ويحيى الفخراني وعبلة كامل، ويكشف من هم أقرب أصدقائه، وعلاقته بابنتيه، والمشاكل النفسية والصحية التي عاناها بسبب السُمنة، ورأيه في انتقاد الفنانة الكويتية مي العيدان له، وأسباب استيائه من الممثل العالمي آل باتشينو، والمضايقات التي تعرض لها في مشروعه التجاري للمعدّات البحرية.
- ما الذي حمّسك للمشاركة في الفيلم الكويتي «سرب الحمام»؟
هناك مجموعة من العوامل التي شجعتني على الانضمام إلى فريق عمله، أولها ثقتي الكبيرة في مخرجه رمضان خسرو، فهو يمتلك الموهبة وصاحب رؤية إخراجية فريدة، واستطاع أن يثبت ذلك من خلال النجاح الذي حققه في فيلمه السابق «حبيب الأرض»، إضافة إلى دعم الشيخة انتصار سالم العلي للفيلم، وإيمانها الشديد بمخرجه، وهذا الدعم يؤكد أن العمل مميز ويستحق المشاركة فيه.
أيضاً، طرح العمل العديد من القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية، من خلال موضوع يمسّ كل فرد من أفراد الشعب الكويتي، والأهم من ذلك الشكل والصورة اللذان قُدّم بهما الفيلم، الذي يعتبر نقلة نوعية للسينما الكويتية... ذلك كله جعلني لا أتردد للحظة واحدة في الموافقة على المشاركة فيه.
- ما شعورك بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته التاسعة والثلاثين؟
فخور باختيار الفيلم للمشاركة في مسابقة الأفلام العربية «آفاق» بالدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة، فمصر هي هوليوود الشرق، وأنجبت عمالقة الفن في عالمنا العربي، ولمهرجان القاهرة تاريخ كبير، ويعتبر من أهم المهرجانات في الشرق الأوسط، ومجرد المشاركة في الفيلم يعني شهادة تقدير ووساماً يوضع على صدر كل من شارك فيه، ومتعتنا الحقيقية تجسّدت بعيداً من الجوائز والمنافسة، وأتمنى أن يشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية الأخرى.
- ما سبب استيائك من اعتذار الممثل العالمي آل باتشينو عن عدم تلبية دعوة المهرجان له؟
أدهشني طلبه توفير طائرة خاصة من أجل الموافقة على حضور المهرجان، وفوجئت بأنه لم يكن وحده من طلب ذلك، بل إن هناك عدداً من النجوم العالميين اعتذروا للسبب نفسه، فمصر لا تحتاج إلى نجوم عالميين كي يحضروا مهرجانها السينمائي، لأنها أم الفنون في الشرق الأوسط.
- ماذا عن الدراما التلفزيونية؟
أصوّر حالياً مسلسلاً جديداً بعنوان «سعد وسعيد»، والذي من المفترض عرضه في شهر رمضان المقبل على تلفزيون أبو ظبي، وهو بطولة مشتركة بيني وبين الفنان الإماراتي سعيد سالم، والعمل يدور في إطار كوميدي إنساني اجتماعي، ويناقش العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع العربي في الفترة الحالية، ومنها على سبيل المثال الإرهاب المتمثل في «داعش»، و«الربيع العربي» الذي عصف بالمنطقة العربية، إضافة إلى عدد من القضايا المهمة مثل قضية المخدرات وانتشارها بشكل ملحوظ في الدول العربية في الأعوام الأخيرة. كما أُحضّر لمسلسل آخر بعنوان «خفايا»، لكنني سأبدأ تصويره بعد الانتهاء من «سعد وسعيد».
- ابتعدت عن تقديم الأعمال الكوميدية التي اشتهرت بها لتعود إليها أخيراً، ما السر وراء ذلك؟
اعتدت العمل بخطة منظمة ومدروسة، ووجدت أنني قدمت أعمالاً كوميدية كثيرة في مشواري الفني، ورغم أنها حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور، إلا أن هذا لا يعني إطلاقاً أنني يجب أن أقدمها طوال الوقت، لذا قررت التوجه لفترة إلى الأدوار التراجيدية، لأقيس من خلالها مدى تقبّل الجمهور لي في هذه النوعية من الأدوار، فوجدت نفسي قادراً على تقديمها بالشكل الذي يرضي المشاهدين، فعدت مرة أخرى إلى منطقة الكوميديا، ويمكن بعدها أن أنتقل إلى منطقة أخرى، إذ يعتبر تغيير الأدوار عاملاً مهماً بالنسبة الى الممثل، لأنه في كل مرة يظهر للجمهور بشكل وبطريقة أداء مختلفين، ربما لم يكن يتوقعهما منه.
- هل تنوي المشاركة في الدراما المصرية قريباً؟
أمامي فرصة كبيرة للمشاركة في الأعمال الفنية المصرية، سواء في السينما أو التلفزيون، لأنني قريب من مصر ولست بعيداً عنها، وأعرف طباع المصريين وعاداتهم، بحكم أن والدتي مصرية الجنسية، وعرض عليَّ خلال الأعوام الماضية عدد من السيناريوات لأعمال درامية مصرية، وأخرى سينمائية، لكنني كنت أعتذر عنها، لأنني فضّلت أن أكثّف وجودي في الدراما الكويتية، بحكم إقامتي الدائمة في الكويت، خصوصاً أنني أيضاً محاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية هناك، لذلك كانت تصعب عليَّ الإقامة في مصر طوال فترات التصوير، أما اليوم فثمة فرصة للمشاركة في الأعمال المصرية في حال عرض عليَّ عمل فني مميز، وتشرّفت بالمشاركة في عام 1991 بفيلم «زمن الغدر»، للمخرج تيسير عبود وبطولة الفنانة سوسن بدر، وكان أول فيلم سينمائي يعرض في السينما الكويتية بعد تحرّر الكويت من الغزو العراقي.
- من هم الفنانون الذين تتمنى العمل معهم؟
هناك العديد من الفنانين العمالقة في السينما والدراما المصرية، والذين أثّروا بفنهم وموهبتهم في كل الشعوب العربية، بل إن بينهم من أثرّوا فيَّ شخصياً، وأبرزهم الفنان الراحل أحمد زكي رحمه الله، لذا أتمنى العمل مع مجموعة كبيرة منهم، على سبيل المثال «الزعيم» عادل إمام وعبلة كامل ويحيى الفخراني وأحمد عبدالعزيز، الذي تجمعني به علاقة صداقة قوية منذ فترة طويلة، وكذلك الفنان طارق الدسوقي، أما من النجوم الشباب فيسعدني العمل مع أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي ومحمد رمضان ومحمد هنيدي.
- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
أعتز بكل الأعمال الفنية التي قدمتها، ولم أندم على أي عمل شاركت فيه، لأنه لو لم يعجبني لكنت اعتذرت عنه منذ البداية، وكل عمل قدّمته تأثرت به وأحمل له العديد من الذكريات الرائعة، كما أن كل مشروع فني دفعني خطوة الى الأمام في مشواري، وهناك الكثير من الأعمال التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور الى اليوم، ومنها مسلسل «أحلام نيران» بطولة إبراهيم الحربي وانتصار الشراح وإيمان محمد علي وباسمة حمادة، ومسلسل «الخطر معهم» بطولة طارق العلي وعبدالله السلمان، ومن الأفلام «زمن الغدر» و«شباب كوول»، بطولة لمياء طارق ومشاعل الزنكوري وليلى السلمان.
- ما سبب ابتعادك عن المسرح في الفترة الأخيرة؟
عشقي للمسرح ليست له حدود، وهذا ناتج من دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وحصولي على دورات عدة في الإخراج المسرحي والتلفزيوني، كما قدمت طوال مشواري الفني أكثر من أربعين عملاً مسرحياً، إضافة إلى أنني عضو في المسرح الشعبي في الكويت منذ عام 1984، وأحد أعضاء مجلس إدارته بين عامي 2002 و 2006 في منصب المدير الفني والثقافي للفرقة، وعضو الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية، وما زلت أمثّله في منصب المدير المالي والمدير الفني، وعضو مجلس أمناء اللجنة الدائمة لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي، وأحد مؤسسيه، وما زلت أشغل منصب المدير المالي والمدير الفني والثقافي للمهرجان.
كما شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، والوقوف على خشبة المسرح يُشعرني بمتعة خاصة لم أتذوقها بعد في السينما أو الدراما، لذا بمجرد أن أجد النص الجيد سأقدمه على الفور، وأتمنى أن يحالفني الحظ في ذلك قريباً.
- تعمل كمخرج ومنتج إلى جانب التمثيل، أي من هذه المجالات الأقرب الى قلبك؟
صعب جداً الاختيار بينها، فلكل منها مكانة ومتعة خاصة بالنسبة إليّ، ولولا ذلك لما كنت قد فكرت في العمل بها، لأنني أعمل أساساً للشعور بالمتعة والسعادة، حتى أستطيع أن أنقل ذلك الى المشاهد، وأجد نفسي في الإخراج مثل الإنتاج والتمثيل، وأخرج في كل منها موهبة وطاقة وإبداعاً مختلفاً عن الآخر، فلا أنتج أعمالاً فنية من أجل الفوز بدور البطولة المطلقة فيها، كما يظن البعض، وإنما لأنني أجيد تلك المهنة وأحاول استغلال إمكاناتي من طريقها، والأمر نفسه بالنسبة الى الإخراج، وأتمنى أن أحظى بإعجاب الجمهور عند عرض مسلسلي الجديد «سعد وسعيد» كممثل ومخرج ومنتج أيضاً.
- ما ردك على انتقاد الفنانة الكويتية مي العيدان لك بفيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي؟
للأسف، لا أعرف عنه شيئاً، وبالتأكيد لو كنت سمعته لرددت عليها بكل حب واحترام، ومن حق أي شخص أن يوجّه لي الانتقاد، وبطبيعتي أستمع إلى آراء الجميع برحابة صدر، إذا كانت تحمل انتقاداً فنياً بنّاءً، لأنني أرفض أن يوجَّه إليّ أي انتقاد شخصي، ولا أقبل الإساءة أبداً، كما لا أخجل من الرد على أي شخص ينتقدني، ومن طباعي الجرأة والصراحة، ولا أغضب من أي شخص يكون صريحاً معي، طالما أنه لا يتجاوز حدود الاحترام.
- من هم أقرب أصدقائك؟
تجمعني علاقات طيبة بمعظم الفنانين الكويتيين، وأكنّ لهم جميعاً كل الحب والاحترام والتقدير على المستويين الشخصي والمهني، لكنني أتواصل مع بعضهم بشكل دائم، مثل الفنان داوود حسين، الذي تمتد الصداقة بيننا لأكثر من ثلاثين عاماً، وهي بدأت قبل أن أدخل المجال الفني، وتزداد قوة وصلابة بمرور السنين. أيضاً الفنان الإماراتي سعيد سالم من الشخصيات المقرّبة إلى قلبي، وأحتفظ معه بالعديد من الذكريات الجميلة التي لا يمكن أن تُنسى أبداً.
- ما هي هوايتك التي تمارسها في أوقات فراغك؟
أعشق صيد الأسماك، وهو هوايتي منذ الصغر، وما زالت مستمرة الى اليوم، بل أصبحت معروفاً بها في الكويت، خصوصاً أنني كنت أمتلك مشروعاً لمعدّات الصيد البحري، لكنني اضطررت الى وقفه أخيراً نظراً الى بعض الظروف التي أثّرت فيه سلباً، وهي بناء مجمّع سكني قُبالته، فقررت تغيير النشاط بما يتلاءم مع الأوضاع الجديدة. وعموماً، أمضي معظم وقتي مع البحر لحبي الشديد له، وأيضاً عائلتي كلها تحب البحر وتمارس هواية صيد الأسماك.
- هل حزنت بسبب إغلاق مشروعك التجاري؟
تضايقت كثيراً، وحاولت قبل إغلاقه البحث عن حلول أخرى، وبالفعل نقلت المشروع إلى مكان آخر، لكن تكرر معي الأمر نفسه، وتعرضت لمضايقات عدة، ولم يكن أمامي سوى إغلاقه والقيام بمشروع آخر، ويعتبر هذا الحدث من أسوأ الأحداث التي تعرّضت لها في عام 2017، لكن أتمنى في العام الجديد أن أُوفّق في المشروع المقبل.
- صفة تميز شخصيتك؟
الصبر، وقد تعلمته من حبي لصيد الأسماك، وأفادني كثيراً في حياتي، وجعلني أكثر هدوءاً وشعوراً بالراحة النفسية، فلا أتسرّع في القيام بأي عمل، وصرت أثق بأن كل شيء يأتي في موعده المحدد، فلمَ العجلة إذاً؟ وأنصح كل أحبائي والقريبين مني بأن يتحلّوا بالصبر، ويغرسوا هذه الصفة في أولادهم، لأنها ستجعلهم يشعرون بالراحة الدائمة.
- عانيت لسنوات من السُمنة المفرطة، هل تغيرت حياتك بعد فقدان وزنك؟
تغيرت كثيراً للأفضل. السُمنة جعلتني عُرضة لمشاكل نفسية وصحية، وحاولت إنقاص وزني بممارسة الرياضة واتباع ريجيم قاس وطويل، لفترة تجاوزت العامين، لكنني للأسف فشلت في الوصول إلى النتيجة التي كنت أتمناها، لذا قررت أن أنقص وزني بالتدخل الجراحي، وبالفعل حققت نتيجة ممتازة، جعلتني أنظر إلى الحياة بشكل مختلف لم أكن أراه مع وزني الزائد، فأصبحت حركتي خفيفة وسهلة، وبعد بلوغي وزني المثالي، صرت أحاول الحفاظ عليه من طريق تناول الأطعمة المفيدة لجسمي وبكميات قليلة، مع ممارسة الرياضة لكن ليس بانتظام.
- هل ترى أن وزنك الزائد سابقاً كان يؤثر في عملك كممثل؟
كان يحصرني في أدوار معينة، إذ لم أكن أستطيع تقديم أدوار أخرى، ومعظمها أدوار مركبة ومعقدة، وهي نوعية الأدوار التي أعشق تقديمها، خصوصاً أنني أهوى تغيير جلدي الفني في كل شخصية ألعبها، وأسعى الى تجسيد الدور الكوميدي والشرير والاجتماعي، وغيرها... وهذا ما أُتيح لي بشكل أكبر بعد إنقاص وزني، كما أن المسألة بالنسبة إليّ لم تكن مرتبطة بعملي فقط، وإنما بحياتي العادية أيضاً، فالتغير شمل كل شيء فيها.
- طاولك العديد من الشائعات في مشوارك الفني، أي منها كان أكثر إزعاجاً لك؟
كل الشائعات مزعجة، وكنت في بداياتي الفنية أعيرها اهتماماً أكثر من اللازم، لكن الأمر أصبح مختلفاً الآن، وفي كثير من الأحيان أصبحت الشائعات تُضحكني، ومن الشائعات التي سبّبت قلقاً لمن حولي أكثر مما أزعجتني شخصياً، كانت شائعة وفاتي، ففي أحد الأيام استيقظت من النوم على رنين الهاتف المتواصل، وفوجئت بأن الجميع يطمئن على صحتي ويخبرني بانتشار تلك الشائعة، واكتشفت بعدها أنه حدث خلط بين اسمي واسم ابن عمي الذي توفي آنذاك.
- حبّك لابنتيك «دانة» و«دلال» كبير جداً، صف لنا شكل العلاقة بينكما؟
هما أغلى ما في حياتي، وتُعتبران سر السعادة بالنسبة إليّ، وحبي الشديد لهما لا يقلّ أبداً عن حبهما لي، والحمد لله حققتا حلمهما بعملهما في المجالات المفضلة لهما، فـ«دانة» تعمل مهندسة ديكور، و«دلال» طبيبة أسنان، وأتمنى لهما كل النجاح والتوفيق في حياتهما، لأن نجاحهما يسعدني أكثر من نجاحي الشخصي.
- هل تأخذ آراءهما في أعمالك الفنية؟
بعد عرض أي عمل فني لي، أحرص على معرفة رأييهما، فهما أول جمهوري، وأكثر ما يعجبني فيهما أنهما لا تجاملانني، بل تعلنان وجهة نظرهما بكل صراحة ووضوح، وأحياناً تنتقدانني في بعض الأعمال التي قدمتها، ولا أتضايق من ذلك أبداً، بل أسعد بهذا الانتقاد لأنهما تلفتان نظري الى بعض الأمور التي ربما لم أكن أنتبه إليها، وأحاول بعدها تفادي هذه الأخطاء.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024