تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

التعايش مع الاعتلال المفصلي...

قد يكون الاعتلال المفصلي (arthrose) مرض المفاصل الأكثر شيوعاً إذ يصيب ملايين الأشخاص حول العالم.
إليك لمحة عن هذه المشكلة الصحية وسبل الوقاية منها ومعالجتها.

- هل صحيح أنه حكم علينا جميعاً بالمعاناة من الاعتلال المفصلي؟
ثمة نوعان من المرض: مرض ثانوي ينجم عن رضة أو صدمة (تمزق الأربطة المتشابكة، مشكلة غضروف مفصلي...) تؤدي إلى تلف الغضروف المغلّف لطرف العظم.
هناك أيضاً المرض الأولي الناجم عن الشيخوخة الطبيعية لهذا الغضروف. فبعد عمر 50 عاماً، يصبح أي شخص معرضاً لهذا النوع من الاعتلال المفصلي. لكن رغم ذلك، لا يصاب كل الأشخاص باعتلال مفصلي وخيم ولا يعانون بالضرورة من أوجاع أو آلام. ثمة عوامل خطر مثل التاريخ العائلي، والوزن الزائد، وتقوس الساقين أو كونهما على شكل X.

- كيف يتطور الاعتلال المفصلي؟
يمكن أن يتطور الاعتلال المفصلي وفق ثلاثة أنماط. فالاعتلال المفصلي المدمر السريع هو الأكثر ندرة ويسبب أضراراً كبيرة جداً خلال أشهر قليلة.
هناك أيضاً شكل بطيء وتدريجي يتطور على مدى عشرات السنين، وهناك أخيراً الاعتلال المفصلي الذي يتطور بدفعات: يحدث التلف على مدى سنوات عدة، لكن المريض يعاني من نوبات التهابية مرتين أو ثلاث مرات سنوياً.

-  ما هي الأعراض الأولى؟
قد يعاني الشخص من انزعاج أو ألم عند ملتقى بعض الأعضاء (الركبتين، الوركين، الأصابع أو الكتفين). ويميل الانزعاج إلى التفاقم مع تقدم ساعات اليوم.
هكذا، يجد الشخص صعوبة في المشي، أو الركض، أو تسلق السلالم، أو رفع الذراعين، وحين يكون المفصل في وضعية مريحة، يختفي الألم. لكن خلال المرحلة الالتهابية، قد يشعر الشخص بألم قوي وتصلّب واضح منذ الصباح، لمدة تتجاوز النصف ساعة. قد يعيق الألم أيضاً النوم ويسبب أحياناً أرقاً ليلياً.

- ما الفرق بين الاعتلال المفصلي والتهاب المفاصل؟
هذان المرضان يصيبان المفاصل، لكن مصادرهما مختلفة. فالتهاب المفاصل ينجم عن التهاب في المفصل تحديداً، ويمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر، رغم أن مرحلة الذروة هي بين عمر 40 و50 عاماً.
وعلى عكس الاعتلال المفصلي، يكون الألم موجوداً بوضوح حين يكون المفصل جامداً وغير متحرك.

- هل من سبل للوقاية من الاعتلال المفصلي؟
يمكن تأخير تطور المرض. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، يستحسن عموماً ممارسة الرياضة بانتظام للاستمرار في تغذية الغضروف. في المقابل، يمكن لتقوية العضلات أن تخفف بصورة أفضل الصدمات المفصلية الناجمة عن التمارين الجسدية وتتيح بالتالي الحفاظ على العظام.
ينصح الأطباء بممارسة المشي، والسباحة، والركوب على الدراجة الهوائية، والتمارين الخفيفة لتقوية العضلات، ولاسيما تمارين التمدد. وينصح في المقابل بتجنب كل أنواع الرياضة التي قد تسبب صدمات ورضات (مثل كرة السلة أو كرة القدم أو الكرة الطائرة...) والتي تستلزم القفز أو الركض.

- هل العلاجات فعالة؟
يتم عموماً الدمج بين العلاج الطبي والعلاج الوظيفي. قد يصف الطبيب مثلاً أدوية مضادة للالتهاب لتخفيف الألم أو يصف حقناً من حمض الهيالورونيك لتزييت المفصل وتخفيف الصدمات، على أن يترافق كل ذلك مع جلسات من العلاج الفيزيائي.
وبفضل هذه الإمكانات المختلفة، لم تعد هناك حاجة للجوء إلى العمليات الجراحية. لكن إذا كان الاعتلال المفصلي وخيماً جداً لدرجة أنه يعيق الحياة اليومية والعمل، قد يتم اللجوء إلى الجراحة الترميمية.


تمارين
رياضية للحفاظ على صحة المفاصل
يمكنك ممارسة هذه التمارين بشكل يومي، حتى في حال عدم المعاناة من نوبات الألم الموجعة، وذلك لتفادي تصلّب المفاصل وتقوية العضلات حول المفاصل.


للركبتين

  • تمددي على بطنك فوق فراش جامد، واجعلي القدمين والركبتين خارج السرير لتمديد ركبتيك. حافظي على هذه الوضعية لبضع ثوانٍ.
    اجلسي من ثم على كرسي، واجعلي ظهرك مستقيماً تماماً، وضعي كتاباً كبيراً أو ما شابه تحت نعل قدميك. مدّي الساق اليمنى على نحو أفقي من دون رفع الفخذ عن الكرسي. وجهي أطراف أصابع القدم نحوك وحافظي على هذه الوضعية لمدة 10 ثوانٍ. كرري التمرين 10 مرات متتالية لكل ساق.
  • استمري في الجلوس على الكرسي، واسحقي الكتاب الذي تحت قدميك بواسطة نعل قدميك لمدة 10 ثوانٍ، ثم استرخي. كرري هذا التمرين 10 مرات في كل قدم.


للأصابع

  • اغمسي يديك في الماء الفاتر وادعكي اسفنجة. حين تصبح مفاصلك طرية، جففي يديك. اجعلي السبابة والإصبع الوسطى لليد اليمنى على شكل "ملقط" وأمسكي إبهام اليد اليمنى بهذا "الملقط" ثم مدي الإصبع ببطء من القاعدة وحتى الظفر.
    كرري التمرين لكل إصبع من أصابع اليد اليسرى، ثم انتقلي إلى اليد اليمنى.
  • للحفاظ على ليونة المساحة الفاصلة بين الأصابع، ولاسيما المسافة الفاصلة بين الإبهام والسبابة، ضعي يديك قرب بعضهما البعض فوق بطنك.
    يفترض أن يتلامس طرف الإبهام والسبابة لكل يد. مددي أصابعك بعدها قدر الإمكان بحيث تقترب السبابتان من بعضهما. حافظي على هذه الوضعية لبضع ثوانٍ، ثم استرخي.


للوركين

  • استفيدي من أوقات المطالعة للتمدد على بطنك فوق فراش جامد أو على الأرض. ارفعي جذع جسمك، واستندي على مرفقيك وساعديك. بهذه الطريقة، يصبح الوركان أكثر ليونة من دون أن تدركي.
  • تمددي على السرير على ظهرك، واجعلي مؤخرتك عند حافة السرير فيما تتدلى الساقان في الهواء. اثني ساقاً واجعلي الركبة قريبة قدر الإمكان من صدرك. حافظي على هذه الوضعية لمدة 10 ثوانٍ ثم استرخي. كرري هذا التمرين 10 مرات في كل جهة.
  • استلقي على جانبك الأيمن واسندي رأسك على يدك اليمنى، واجعلي ظهرك مستقيماً تماماً. للحصول على المزيد من الاستقرار في الوضعية، اثني ركبتك اليمنى قليلاً (الموضوعة على الأرض) وضعي اليد اليسرى أمامك.
    ارفعي الساق اليسرى، وهي ممددة، واتركيها في الهواء لمدة 10 ثوانٍ. كرري التمرين 10 مرات متتالية من كل جهة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078