مشروبات الطاقة...
تزخر الأسواق بمشروبات الطاقة، تلك القناني المليئة بالكافين والثورين، والتي يقال إنها تمنح الجسم طاقة وحيوية. تلقى هذه المشروبات رواجاً كبيراً عند الشباب، لكن عدداً من العلماء والباحثين يدينونها بشدة. ما هي الحقيقة؟
يزداد يوماً بعد يوم عدد «مشروبات الطاقة» المتوافرة في الأسواق. وتلقى مشروبات الطاقة راوجاً كبيراً عند المراهقين والشباب الذين باتوا يستهلكونها لتساعدهم على الدرس، أو الاحتفال، أو الصمود خلال ساعات العمل الطويلة، أو تحسين أدائهم الرياضي.
لكن هل هذه المشروبات آمنة وخالية من المخاطر؟ حتى الوقت الحاضر، لم تكشف الدراسات عن أي عامل خطر أساسي مرتبط باستهلاك مشروبات الطاقة، شرط أن يكون هذا الاستهلاك معتدل وغير مبالغ فيه.
مشروبات الطاقة منشطة
صح. إنها مشروبات صودا غنية بالسكر، موجودة أيضاً في أشكال خالية من السكر خاصة بالحمية، وتحتوي على الكثير من الكافين في أشكال مختلفة. يكشف الكافين عن تأثيرات منشطة في الجهاز العصبي، بحيث يبقي الجسم في درجة معينة من الحماسة، مما يميل إلى زيادة الانتباه وتحسين الذاكرة والتركيز.
إلا أن هذه الإيجابيات قصيرة الأمد لسوء الحظ لأنها لا تتعدى مدة 90 دقيقة. باختصار، إذا كانت مشروبات الطاقة مثالية لتعزيز الطاقة، فإنها لا تسمح بمحاربة التعب إلا بصورة مؤقتة.
تحتوي مشروبات الطاقة على مادة موجودة أيضاً في مرارة الثور
صح. الثورين، الموجود في بعض أنواع مشروبات الطاقة، هو حمض أميني ينتجه الجسم البشري طبيعياً. وهو موجود أيضاً في محار البحر، والسمك والدواجن، وكذلك في بعض أنواع الحليب المجفف وفي مرارة الثور... ومن هنا جاءت التسمية. والواقع أن تأثيرات الجرعات الكبيرة من الثورين لا تزال مجهولة على المدى الطويل، مع الإشارة إلى أن قنينة ريد بول واحدة تمنح الجسم 1000 ملغ من الثورين فيما جسم الشخص الراشد لا ينتج أكثر من 120 ملغ من هذه المادة يومياً.
مشروبات الطاقة مضرّة للقلب
صح. والسبب أن الجرعات الكبيرة من الكافين يمكن أن تعدّل سرعة خفقان القلب. واللافت أن قنينة مشروب الطاقة تحتوي على ما يعادل كوب كامل من القهوة (80 ملغ تقريباً)، ولا داعي للهلع إذاً إلا إذا كان الشخص يعاني أصلاً من ارتفاع ضغط الدم أو من مشاكل في القلب.
وأثبت باحثون أميركيون أن خفقان القلب وضغط الشرايين يرتفعان بنسبة 10 في المئة عند الشباب الذين يشربون قنينتين من مشروبات الطاقة كل يوم. وكشفت دراسة أخرى أنه بعد مرور ساعة واحدة على تناول مشروب الطاقة، يصبح دم الشخص السليم لزجاً تماماً مثل دم الأشخاص المصابين بمرض في القلب أو الشرايين.
مشروبات الطاقة تحسن الأداء الجسدي
خطأ. فعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا تكشف هذه المشروبات عن أية فائدة بالنسبة إلى الأشخاص الرياضيين. إنها تعدّل الأداء الجسدي أو العقلي، بدل تحسينه.
وبما أن مشروبات الطاقة مركزة جداً وحمضية جداً، فإنها لا توفر ترطيباً جيداً للجسم، لا بل إنها تحفز جفاف الجسم في حال شرب كميات كبيرة منها، وتصبح الجروح أكثر سهولة! قد تفضي مشروبات الطاقة أيضاً إلى حساسية مفرطة وزيادة في القلق والعصبية... إنها إذاً أسباب متعددة تدفع الاختصاصيين إلى التحذير من استعمال مشروبات الطاقة قبل الأداء أو خلاله أو بعده.
يمكن استهلاك قنينتين من مشروب الطاقة كل يوم من دون أي خطر
خطأ. رغم ما تؤكده الشركات الصانعة لمشروبات الطاقة. فوزارات الصحة في أنحاء عدة من العالم توصي بتناول نصف قنينة على الأكثر من مشروبات الطاقة في اليوم الواحد، ولذلك، فإن الاكتفاء بقنينة واحدة من مشروب الطاقة يومياً يبدو حلاً مثالياً.
ويستحسن أيضاً تفادي الاستهلاك اليومي المنتظم لهذه المشروبات بسبب خطر الاعتياد عليها، نتيجة تناول الكافين والأعراض المرافقة له (مثل الأرق، والرجفة، والنشاط المفرط، والعصبية، والحساسية الزائدة، وزيادة سرعة خفقان القلب....)
القناني الصغيرة منشطة بقدر القناني الكبيرة
صح. فالقناني الصغيرة المتوافرة في الأسواق تحتوي عموماً على كمية الكافين نفسها الموجودة في القناني الكبيرة. وبما أنها أصغر حجماً، يكون الكافين فيها مركزاً خمس مرات أكثر.
وهذا ما يثير قلق الجمعيات الصحية والوزارات المختصة لأن الشباب يميلون إلى استهلاك عدد أكبر من القناني الصغيرة ظناً منهم أن حجمها الصغير يجعلها غير مؤذية البتة.
يمكن تناول مشروبات الطاقة في أي عمر
خطأ. لا يوصى باستهلاك مشروبات الطاقة قبل عمر 16 عاماً، لأن الأولاد والمراهقين لا يملكون القدرة على التحمل مثلما يفعل الراشدون، ويكون الجهاز العصبي لديهم غير مكتمل بعد.
لذا، يستحسن تفادي استهلاك مشروبات الطاقة قبل بلوغ سن الرشد. لا يوصى أيضاً بتناول هذه المشروبات إذا كنت امرأة حاملاً أو أماً ترضع طفلها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024