مشكلات السمع
لا تقتصر مشكلات السمع على فئة معينة من الناس، وإنما تطال جميع الأشخاص من كل الفئات العمرية. فالتلوث الضجيجي والشيخوخة المبكرة للجهاز السمعي والأماكن العامة الكثيرة الضجة هي من العوامل المسببة لمشكلات السمع، وما من أحد بمنأى عنها...
لا شك في أن صحة الأذنين مهمة للإحساس بالرفاهة والصحة الإجمالية. فمن دون الأذنين، لا يمكننا التواصل مع الآخرين. لكن الأذنين تتعرضان للأسف بشكل يومي ومتواتر للكثير من التهديدات الخطيرة، مما يسبب أحياناً مشكلات في السمع.
نعلم جميعاً أن حاسة السمع هي حاسة دقيقة جداً، لأن الخلايا الموجودة في قاعدة الأذن الداخلية والتي تساعد على السمع هي في الواقع قليلة نسبياً ولا تتكاثر أبداً. ورغم ذلك، نعرّض الأذنين للكثير من التجارب القاسية. في ما يأتي لمحة عن أبرز المعتقدات الشائعة حول مشكلات السمع، لتتمكني من التمييز بين الصح والخطأ.
الكثير من الضجيج يسبب الصمّ
صح: المسألة هي مسألة ديسيبيلات ووقت والديسيبيل هو مقياس للطاقة المطلقة. فبدءاً من 85 ديسيبيل، يصاب السمع بأضرار دائمة لا يمكن ترميمها. يكفي التعرض لهذا المستوى من الضجيج لثماني ساعات كل يوم حتى يصاب السمع بتلف مهم.
وفي مستوى 95 ديسيبيل، يكفي التعرض لأربع ساعات من الضجيج لحصول الضرر نفسه. وفي مستوى 100 ديسيبيل، تكفي ساعتان فقط لكي يصاب السمع بتلف كبير. وإذا تخطت قوة الضجيج 115 ديسيبيل، تكون الدقائق المعدودة كافية لإحداث ضرر دائم في السمع.
الضجيج يؤثر في الصحة
صح: فقد أظهرت كل الدراسات أن تأثيرات الضجيج تتخطى النطاق السمعي إذ يسبب الضجيج أيضاً الدوار، والصم الجزئي أو حتى الكلي، والالتهابات في الأذن... كما أن التعرض اليومي للضجيج قد يسبب حالة قلق دائمة، مع ما يرافق ذلك من تعب، وأرق، وتوتر، وعصبية، واكتئاب، ومشاكل في النوم والذاكرة.
وقد يؤثر الضجيج أيضاً في كل الجسم ويسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، أو مشاكل هضمية، أو خلل في جهاز القلب والشرايين.
الطنين يسبّب انخفاضاً في السمع
خطأ: الطنين الذي نسمعه في الأذن في غياب أي مصدر صوتي لا يسبب في الواقع أي انخفاض في مستوى السمع. واللافت أن الطنين يظهر أحياناً في الوقت نفسه مع الصمّ، أو بعد التعرض لأصوات قوية جداً.
قد يحدث الصمّ فجأة
صح: قد يحدث الصم نتيجة صدمة على الرأس، أو ضربة (صفعة مثلاً)، أو التعرّض لضجيج قوي، وكذلك بعد مشكلة في الأوعية الدموية أو التهاب (زكام موسمي أو التهاب السحايا). في أية حال، يجب استشارة الطبيب على الفور عند حصول فقدان مفاجئ للسمع، يحصل خلال ساعات قليلة ولا يختفي بعدها.
بعض النباتات والأطعمة مفيدة للسمع
صح: فخسارة السمع تنجم غالباً عن تلف خلايا الأذن الداخلية، التي لا يمكن تعويضها. إلا أن بعض الأدوية، عبر تحفيز وصول الدم إلى الأذن، قد تؤخر تدهور السمع. يصح الشيء نفسه على أطعمة أو نباتات ذات خصائص مضادة للتأكسد.
فاستهلاك السمك الدهني، الغني بأحماض أوميغا 3، مرتين في الأسبوع، يخفف بنسبة 40 في المئة تقريباً خطر التعرض للصم المرتبط بالتقدم في العمر.
التهابات الأذن أثناء الطفولة تفضي إلى الصم في سن الرشد
خطأ: التهابات الأذن المتوسطة الحدة، وهي الأكثر شيوعاً عند الأطفال، لا تفضي إلى مشاكل في السمع إذا تمت معالجتها بشكل صحيح. إلا أن الخطر ينجم في الواقع عن التهابات الأذن المصلية، التي تنجم عن الالتهابات المتوسطة المتكررة.
وبما أن هذه الالتهابات لا تسبب الألم عادة، قد تبقى غير ملحوظة ولا تتم معالجتها على الفور مما يؤثر في السمع على المدى القصير، في مرحلة ما قبل المدرسة أو مرحلة الحضانة، ولكن ليس على المدى الطويل، أي في سن الرشد.
صمغ الأذن قد يكون سبب خسارة السمع
خطأ: صحيح أن صمغ الأذن (أي المادة الشمعية التي تفرزها الأذن) يعرقل السمع، لكن هذه العرقلة لا تتعدى 8 ديسيبيل. ولا يعتبر صمغ الأذن خطيراً أبداً، لأنه لا يفضي إلى أية مضاعفات بعد إزالته من قبل الطبيب المتخصص أو بواسطة محلول خاص متوافر في الصيدليات.
بعض الأدوية مؤذية للسمع
صح: هناك أدوية قد تسبب انخفاضاً في السمع عند الأشخاص الحساسين. هذه هي مثلاً حال الأسبيرين الذي يتم تناوله بجرعات كبيرة، بحيث يسبب مشكلات مؤقتة في السمع. وينطبق ذلك أيضاً على بعض المضادات الحيوية، ومدرات البول، ومضادات السرطان، ومضادات حب الشباب، التي قد تحدث تبدلاً دائماً في السمع.
لتنظيف الأذنين يستحسن استعمال الرذاذ بدل العيدان القطنية
خطأ: تملك القناة السمعية شعيرات صغيرة تدفع صمغ الأذن إلى الخارج بصورة تلقائية. لذا، يكفي استعمال زاوية ناعمة من محرمة ورقية لإزالة هذا الصمغ.
يمكن استعمال العيدان المزودة بكرات قطنية في طرفها، شرط عدم إدخالها عميقاً في الأذن خشية حصول جرح في الأذن ودفع الصمغ إلى الداخل وجعله يتراكم، مما يسبب الألم والانسداد.
بالنسبة إلى الرذاذ، فإنه ينظف الأذن عبر تطرية الصمغ، لكنه قد يسبب الحساسية والأكزيما. يستحسن استعماله مرة واحدة فقط في الشهر، وقبل الاستحمام.
السدادات المضادة للضجيج غير مفيدة
خطأ: هذه السدادات فعالة جداً إذا تم استعمالها بطريقة صحيحة. سواء كانت على شكل رغوة أو شمع أو سيليكون، فإنها تحمي الأذن وتخفف الضجيج بنسبة 20 إلى 30 ديسيبيل.
إلا أن هذه السدادات لا تحمي طبعاً من الصدمات السمعية. صحيح أن السدادات تصفي لغاية 30 ديسيبيل في بيئة ضجيج من 60 ديسيبيل، فإنها لا تكفي أبداً في بيئة من 120 ديسيبيل (كما في حفلة موسيقية).
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024