صداع الشقيقة بين الصح والخطأ
يعاني ملايين الناس حول العالم من صداع الشقيقة (Migraine). إنه مرض غير قابل للشفاء... إنه مرض جسدي ونفسي... هناك الكثير من المعتقدات الشائعة المرتبطة بصداع الشقيقة، لكنها ليست صحيحة كلها. إليك جولة أفق حول أبرز الحقائق المرتبطة بصداع الشقيقة...
لا يوجد أي حل لصداع الشقيقة
خطأ.
يشعر العديد من المصابين بصداع الشقيقة أنه لا يوجد أي حل لمرضهم، لكن هذا ليس منطقياً. صحيح أنه لا يمكن إخفاء المرض بصورة كاملة أو الحؤول دون نوبات صداع الشقيقة عند كل الناس، إلا أنه يمكن على الأقل استباق النوبة أو تخفيف حدتها وتقصير أمدها. والواقع أن الأدوية المتوافرة حالياً تتيح السيطرة على 70 إلى 80 في المئة من النوبات تقريباً، وتخفف تواترها عند شخصين بين كل ثلاثة أشخاص.
إنه مرض عائلي
صح.
هناك عائلات أكثر عرضة لصداع الشقيقة من غيرها. فعند 70 في المئة من الأشخاص المصابين بصداع الشقيقة، نلاحظ وجود سوابق عائلية.
وإذا كانت العوامل الوراثية تؤدي دوراً مهماً في المرض، فإن الجينات الوحيدة التي تم التعرف إليها حالياً تطال شكلاً نادراً جداً من المرض، ألا وهو صداع الشقيقة الفالجي العائلي. إنه مرض نادر جداً ويكون مسبوقاً بشلل في نصف الجسم.
التصوير بالرنين المغنطيسي غير ضروري لتشخيص المرض
صح.
فتشخيص صداع الشقيقة يرتكز على الفحص السريري للمريض (تقييم التوازن والحركة عند المريض). أما الفحوصات الإضافية، مثل السكانر أو التصوير بالرنين المغنطيسي فلا تعتبر ضرورية، إلا في حال الشك في شيء ما. إلا أن معايير تشخيص صداع الشقيقة دقيقة جداً ولا تستلزم اللجوء إلى تقنيات التصوير المتطورة.
يمكن اعتماد المداواة الذاتية في صداع الشقيقة
خطأ.
فأثناء النوبة، يمكن اللجوء إلى المداواة الذاتية، شرط أن تكون خاضعة لإشراف الطبيب. واعلمي أن الأدوية المحاربة لنوبات صداع الشقيقة، بما في ذلك الأسبيرين والباراسيتامول، ليست آمنة تماماً وقد تكشف عن تأثيرات جانبية سلبية، وتحول صداع الشقيقة العرضي إلى صداع يومي مزمن.
لذا، يجب الامتناع عن اللجوء إلى الدواء فور المعاناة من نوبة الصداع، واستشارة الطبيب قبل اتخاذ أية خطوة.
صداع الشقيقة عند الطفل له الأعراض نفسها مثل صداع الشقيقة عند الراشد
خطأ.
فعند الأطفال، يتجلى صداع الشقيقة بأوجاع رأس كما هي الحال عند الراشدين، لكن النوبات تكون أقصر، والألم في كلا الجهتين من الرأس، مع تواتر أكبر لمشاكل الرؤية. إلا أن أعراض صداع الشقيقة عند الأطفال تتمثل غالباً على شكل تقيؤ وأوجاع في البطن.
والواقع أن أوجاع البطن الشديدة هي التي تدفع الأهل في أغلب الأحيان إلى اصطحاب الطفل لعند الطبيب، ظناً منهم أن المشكلة هي في المعدة أو الأمعاء.
ثمة ميزة أخرى يجب الانتباه إليها في صداع الشقيقة عند الأطفال، وهي أن النوبة تتوقف عموماً مع النوم.
صداع الشقيقة هو مرض نفسي
خطأ.
صداع الشقيقة هو مرض فيزيولوجي فهم الأطباء آلياته بصورة أفضل على مر السنوات. صحيح أن التوتر والقلق والضغوط مسؤولة عن تحفيز ظهور صداع الشقيقة، لكنها ليست عوامل مسببة للصداع.
وفي بعض نوبات صداع الشقيقة، يكون العامل النفسي غائباً تماماً.
النساء أكثر عرضة من الرجال لصداع الشقيقة
صح.
فثلاثة أرباع المصابين بصداع الشقيقة هم من النساء. والواقع أن الرابط كبير بين الحياة الهرمونية للنساء وظهور نوبات صداع الشقيقة. بالفعل، تظهر النوبات بشكل متواتر عند سن البلوغ، وعند بدء دورة الطمث، وتتحسن النوبات خلال أشهر الحمل أو بعد سن اليأس. من هنا، يمكن الظن أن صداع الشقيقة هو مرض هرموني... إلا أن التبدلات الهرمونية المختلفة هي عوامل مسببة للنوبات وليست عوامل مسببة للصداع بحد ذاته.
الطب الخفيف لا يجدي نفعاً
خطأ.
صحيح أن الوخز بالإبر أو الطب المثلي لم ينجح في إثبات فاعليته في معالجة صداع الشقيقة بطريقة علمية، لكن بعض المرضى يتحدثون عن تحسن كبير في حالتهم بفضل هذه الأنواع من الطب الخفيف.
ويصح الشيء نفسه على العلاج اليدوي لتقويم العظام. والواقع أن دراسات عدة أثبتت فاعلية طرق الاسترخاء والتنويم المغنطيسي، المرتبطة أو غير المرتبطة بالتلقيم الرجعي الأحيائي (Biofeedback)، الذي هو تقنية لتعلم السيطرة على وظائف الجسم.
صداع الشقيقة يتوقف أثناء فترة الحمل
صح.
فمعظم النساء المصابات بصداع الشقيقة يتحدثن عن تضاؤل النوبات أو حتى اختفائها خلال أشهر الحمل، ولاسيما خلال أول فصلين. ويعزى هذا التوقف للنوبات إلى استقرار في معدل الهرمونات. إلا أن تواتر النوبات يعود إلى طبيعته مباشرة بعد الولادة.
البرد قد يخفف النوبة
صح وخطأ.
تتحسن النوبة عند بعض المرضى بعد وضع كيس من الثلج على العنق، فيما يفضل أشخاص آخرون وضع منشفة ساخنة للإحساس بالراحة. يتضح إذاً أن لكل شخص طريقته في تخفيف الألم. ومن الطرق الشائعة نذكر شرب كوب من الكولا المثلجة أو القهوة المرّة، أو تدليك الصدغين بالزيوت العطرية...
صداع الشقيقة خلال دورة الطمث مرتبط بالهرمونات
صح.
فنوبات صداع الشقيقة التي تحصل خلال دورة الطمث (قبل يومين ولغاية ثلاثة أيام بعدها) مرتبطة حتماً بانخفاض معدلات الاستروجين في هذه المرحلة من الدورة الشهرية. لذا، يمكن لرقعة من الهرمونات أو لهلام خاص بالبشرة يتم استعماله قبل يوم إلى ثلاثة أيام من بداية الطمث وطوال فترة الطمث أن يحول دون هذا الانخفاض المفاجئ في الهرمونات.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024