ساعدي جسمك على المقاومة
تستفيد الفيروسات والميكروبات من تعبنا للتفشي والانتشار. لذا، نشطي جسمك وعززي مناعتك لمحاربتها.
تنتشرالفيروسات والبكتيريا للتأثير سلباً في صحتنا. لمواجهة هذه الأعداء المؤذية التي تسبب لنا الزكام والتهاب القصبات الهوائية، عليك تقوية جهاز المناعة المزود أساساً بنظام دفاعات طبيعية. إلا أن عدداً من العوامل، مثل التوتر، والتعب، والبرد، والرطوبة، والتلوث، وغياب الضوء والضعف، تجعل الجسم أكثر هشاشة وأقل مقاومة للأمراض. يكمن الحل إذاً في تعزيز الدفاعات المناعية لحماية الجسم قدر الإمكان.
الفيتامين C لمحاربة التعب
يشتهر الفتيامين C بخصائصه المضادة للتعب، وهو منشط عام ممتاز للجسم. إنه يسهّل امتصاص الحديد المسؤول عن قتل البكتيريا والفيروسات. صحيح أن الفيتامين C لا يستطيع الحؤول دون التعرض للزكام أو الشفاء منه، لكنه يستطيع تخفيف الأعراض وتقصير مدة المرض.
حاولي الحصول على الفيتامين C الطبيعي (كما في الحمضيات، والكيوي، والفاكهة الحمراء، والبقدونس، والملفوف، والفيلفلة الخضراء...). وإذا أردت الحصول على جرعة فورية، تناولي المكمل المتعدد الفيتامينات (أي مزيج من الفيتامين C والفيتامين E والبيتاكاروتين والزنك والسيلنيوم). تجدر الإشارة إلى أن الكمية الموصى بها يومياً من الفيتامين C هي 110 ملغ للكبار، أو أكثر إذا كنت تدخنين أكثر من 10 سجائر يومياً.
العلاج المثلي للوقاية
يوفر العلاج المثلي (Homéopathie) مزايا عدة ومنها تحفيز إنتاج الأجسام المضادة وتسريع الشفاء في حال وجود التهاب. هكذا، فور ظهور أولى علامات البرد أو خلال فترة الوباء، تناولي 2 إلى 6 جرعات من Oscillococcinum يومياً، بفارق 6 ساعات (إسألي الصيدلي عن هذه المادة).
كما تتوافر في الصيدليات علاجات مثلية وقائية أكثر تخصصاً، مثل تلك المخصصة لمحاربة التهابات الأنف، أو التهابات القصبات الهوائية، أو لتوفير وقاية شاملة للجسم.
الزيوت العطرية لهواء نقي
هناك بعض الزيوت العطرية الفعالة جداً في الوقاية من أمراض الشتاء. لا تنتظري لتصابي بالمرض، وإنما احرصي دوماً على تنقية هواء المنزل أو المكتب بالزيوت العطرية المطهرة، المضادة للبكتيريا والمضادة للفيروسات.
تتوافر في الأسواق ماركات تجمع أنواعاً عدة من الزيوت العطرية المطهرة، مثل زيوت الصعتر والأوكاليبتوس والخزامى وإكليل الجبل. وإذا كنت تستخدمين وسائل النقل العام أو تتعرضين للكثير من التلوث وخطر العدوى، ضعي القليل من الزيت العطري على محرمة ورقية واستنشقيه.
وفي المساء، ضعي بضعة قطرات من الزيوت العطرية على وسادة نومك.
النباتات لمقاومة طبيعية
قبل بدء البرد الحقيقي للشتاء، لا تترددي في تناول علاج نباتي على مدى شهر كامل. هناك بعض العلاجات النباتية التي تجعل جهاز المناعة أكثر فاعلية. على سبيل المثال، تستطيع نبتة الأخيناسيا، بفضل أزهارها وجذورها، مساعدة الجسم على محاربة الفيروسات، ولاسيما فيروسات الزكام (إذ تخفف الخطر إلى النصف تقريباً).
هناك أيضاً جذور الجنسنغ المنشطة والمفيدة لمحاربة التعب والتهابات الأنف والأذن والحنجرة. في الصيدليات، تتوافر خلاصات النباتات على شكل أكياس شاي أو أقراص أو سوائل مركزة، وتختلف الجرعة حسب التركيبة الصيدلانية. لذا، استشيري الصيدلي أو الطبيب.
الوخز بالإبر لطاقة حيوية
عند تحفيز نقاط معينة في الجسم، يسهل الوخز بالإبر دورة الطاقة الحيوية ويتيح للجسم والعقل استعادة أداء أفضل. بالفعل، تساعد هذه التقنية التقليدية الصينية على تعزيز دفاعات المناعة في الجسم، ويوصى بها خصوصاً للأشخاص المعرضين للتعب أو كآبة الشتاء أو الالتهابات المتكررة في الأنف والأذن والحنجرة.
يكفي عموماً الخضوع لجلستين أو ثلاث جلسات من الوخز بالإبر للوقاية من هذه المشكلات. ويفضل دوماً استباق المشكلة والمباشرة في العلاج التقليدي قبل ظهور الأعراض الأولى.
منتجات النحل لطاقة مركزة
تكشف منتجات النحل عن خصائص مطهرة ومنشطة جداً في فترة البرد. فالعسل غني بالمعادن والعناصر الأساسية وهو مضاد مثالي للبكتيريا. يصح الشيء نفسه على مادة العكبر اللزجة (propolis) الغنية بالفلافونويد المضادة للتأكسد والبوليفنولات المطهرة.
أما الهلام الملكي فهو مقوٍ ممتاز لجهاز المناعة إذ يزيد المقاومة للتعب بفضل تركيزه الكبير بالفيتامينات B (ولاسيما B5 الذي يسهم في عمل الخلايا). تتوافر كل هذه المنتجات في أشكال مختلفة: كبسولات، أقراص، شراب مركز...، باستثناء العسل طبعاً. ويستحسن عموماً تناول منتجات النحل على شكل علاج مكثف لفترة محددة.
العناصر المغذية الأساسية لطاقة وحيوية
تحسن العناصر المغذية الأساسية دفاعات الجسم وتسهل الشفاء وتحول دون التعب والإرهاق. فالزنك، بالترافق مع السيلنيوم، يضعف قدرة الفيروسات على التوالد.
أما الكبريت فيقوي المجاري الهوائية ويمنع ترسب الميكروبات، فيما النحاس ينشط الأيض ويحمي الجسم من الالتهابات ويكشف عن خصائص مضادة للالتهاب. تجدر الإشارة إلى أن كل هذه العناصر الأساسية متوافرة في الصيدليات على شكل كبسولات قابلة للمص.
البروبيوتيك لمحاربة الالتهاب
البروبيوتيك، أو الكائنات الحية المجهرية ، تكشف عن الكثير من المزايا المفيدة للصحة. فهي تعزز صحة الأمعاء وتقوي مناعة الجسم. وقد أثبتت الدراسات أن تناول البروبيوتيك بشكل يومي يخفف عدد الالتهابات الشتوية ومدتها، سواء تمثل ذلك في الزكام أو التهابات المعدة.
تتوافر البروبيوتيك عبر بعض مشروبات الحليب أو على شكل أقراص تحتوي على أنواع عدة من البروبيوتيك والفيتامينات والمعادن. يوصى عموماً بتناول قرص واحد كل يوم خلال الشتاء.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024