الربو... سرّ اللعبة في ‘السيطرة’
يعتبر الربو من الأمراض السهلة التي يمكن أن تتحوّل إلى شديدة الصعوبة إذا لم تتم السيطرة عليها بالشكل المناسب. ففيما يمكن متابعة حياة طبيعية دون التأثر بوجود الربو في حال اتباع العلاج المناسب والالتزام بالتعليمات الموصى بها من الطبيب، يمكن أن يعاني المريض مضاعفات المرض الخطيرة التي تؤثر على حياته ككل من النواحي الإجتماعية والإقتصادية والنفسية. حتى أن نسبة مهمة من المرضى الراشدين يعجزون عن الذهاب إلى العمل ويعجز الأطفال عن الالتزام بالذهاب إلى المدرسة. الطبيب اللبناني الاختصاصي بالأمراض الصدرية جودي بحوث تحدث عن الربو وعن أسبابه ومضاعفاته مشدداً على الحاجة الملحة للسيطرة على المرض من بدايته لتجنب مضاعفاته وعلى استعمال الأدوية التي تسيطر على المرض أكثر من تلك التي تسمح بالحد من الأعراض.
- ما حقيقة مرض الربو؟
الربو هو مرض تحسسي مزمن التهابي. هو من الأمراض غير الجرثومية غير المعدية التي تصيب القصبات الهوائية. وتجدر الإشارة إلى أنه أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في العالم، إذ يصل مجموع المصابين إلى 300 مليون في العالم.
- هل يظهر في سن معينة؟
قد يظهر الربو في أي سن وليس صحيحاً ما يقال عن أنه يظهر فقط في مرحلة الطفولة.
- ما أهم العلامات التي تشير إلى احتمال الإصابة بالربو؟
أهم علامات نوبة الربو هي ضيق النفس والسعال والصفير . أما نوبات الربو فيمكن أن تكون خفيفة إلى قوية وخطيرة. ويمكن أن يستيقظ مريض الربو الذي يعاني نوبة الربو ليلاً بسبب السعال وصعوبة التنفس.
- هل من مؤشرات معينة تدل على أن حالة المريض تزداد سوءاً؟
ثمة مؤشرات تدل على سوء حالة المريض وأهمها تكرر نوبات الربو والأعراض المزعجة أكثر من العادة في فترات متقاربة وزيادة الصعوبة في التنفس وزيادة الحاجة إلى استعمال موسعات القصبات الهوائية القصيرة المفعول.
- إلى أي مدى تبرز أهمية التحكم في مرض الربو؟
ثمة حاجة ملحة للسيطرة على مرض الربو في بدايته لتجنب المضاعفات الحادة المحتملة في المدى البعيد في الجهاز التنفسي. كما تبرز أهمية السيطرة على المرض لتحسين نوعية حياة المريض. وقد تبين في استطلاع للرأي بعنوان'معطيات وواقع الربو في لبنان' إن نسبة لا تتعدى 35 في المئة من مرضى الربو في لبنان تسيطر على المرض بشكل جيد، فيما نسبة تصل إلى 78 في المئة تعاني أعراضاً شديدة يمكن تفاديها.
كما أن نسبة 70 في المئة من الأطفال المرضى يتغيّبون بانتظام عن مدارسهم وتتغيّب نسبة أكثر من 30 في المئة من الراشدين المصابين بالربو عن العمل بسبب مضاعفات المرض.
هذه الأرقام ليست إلا مؤشراً خطيراً يدل على واقع الربو في لبنان في حين تبرز أهمية التحكم في المرض لتحسين حياة المريض والحد من مضاعفات المرض.
- ما أهم محفزات نوبات الربو؟
ثمة عوامل عدة تساهم في حصول نوبات الربو لدى الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة وأهمها الركض والعمل الشاق والوجود قرب حيوانات ذات فراء والتعرض لدخان السجائر أو النرجيلة والغبار والروائح القوية ورحيق الأزهار والأشجار وتقلبات الطقس.
- هل يحكم على مريض الربو أن يتعرض لنوبات الربو طيلة حياته؟
عندما يعالج الربو بالطريقة الصحيحة ويصبح تحت السيطرة، يمكن أن يتجنب المريض النوبات وان يعمل ويمارس الرياضة بشكل طبيعي. في الواقع، ليس ضرورياً أن يؤثر الربو على النشاط اليومي للمريض إذا عولج بالشكل الصحيح.
فعندما يكون الربو تحت السيطرة تكون الشعب الهوائية خالية من الإفرازات ويتدفق الهواء بسهولة إلى داخل وخارج الرئتين عبر الممرات الهوائية.
- هل من علاج يسمح بالشفاء نهائياً من المرض؟
حتى الآن لم يتوصل العلم إلى علاج نهائي للربو بل تتوافر العلاجات التي تسمح بالسيطرة على المرض. علماً أن لكل مريض علاجاً يناسب حالته. تكمن المشكلة في انه تنقص مريض الربو الثقافة حول المرض والمعلومات التي تسمح بالسيطرة عليه بشكل أفضل.
فعلى سبيل المثال يفرط المرضى بالاعتماد على موسعات الشعب الهوائية التي تسيطر على أعراض المرض فحسب، في حين يجب التركيز على الأدوية التي تسمح بالسيطرة على المرض. ويجب أن يعرف المريض أنه من الضروري السيطرة على المرض في بدايته لتجنب المضاعفات التي قد تحصل في الجهاز التنفسي، ولتحسين نوعية الحياة.
- ما أنواع الأدوية المعتمدة في معالجة الربو؟
هناك نوعان من الأدوية التي تسمح بمعالجة الربو الأولى هي التي تستعمل عند الحاجة لتخفيف الأعراض الناتجة عن المرض والثانية هي الأدوية الضابطة التي تستعمل بانتظام بهدف السيطرة على المرض.
ما العوامل المسببة للربو؟
لا تزال الأسباب المباشرة للإصابة بالربو مجهولة، لكن ثمة عوامل تزيد احتمالات الإصابة بالربو وهي
- وجود حالة ربو في العائلة، إذ تلعب الوراثة دوراً مهماً في الإصابة بالربو إذ نجد ثمة عائلات فيها حالات عدة من الربو.
- الإصابة بالحساسية
- التدخين
- زيادة الوزن
- التدخين السلبي
- أن تكون الأم قد دخنت أثناء الحمل
- التعرّض للتلوث بمختلف أنواعه
- التعرض للكيماويات
- الولادة بوزن منخفض.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024