منتدى قادة علاج السكري...
فيما تظهر للنمو الاقتصادي والإجتماعي المتسارع إيجابيات كثيرة، تبرز تداعيات خطيرة في المقابل على صحة الإنسان نظراً إلى التغيرات الكبيرة التي تطرأ على نمط الحياة. ويعتبر مرض السكري إحدى هذه النتائج الخطيرة التي لا يمكن إهمالها، إذ يتوقع أن يتضاعف عدد المصابين به عام 2030 ليصل إلى 51،7 مليون شخص. عناصر عدة تلعب دوراً في التزايد السريع للمرض، فمتوسط حياة الإنسان صار أطول، كما أن نمط الحياة السائد حالياً يتسم بقلة النشاط الجسدي ويقوم على الأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية بالدهون والوحدات الحرارية، مما يساهم أيضاً في ازدياد معدلات السمنة وفي الوقت نفسه في ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري. هذا كلّه ينذر بالخطر مع تحوّل السكري إلى وباء تصعب السيطرة عليه، مما دفع الأمم المتحدة إلى إصدار قرار بتصنيف السكري تهديداً عالمياً للبشرية في كانون الأول/ديسمبر 2006.
عندما نعلم انه في كل 5 ثوان، يتم تشخيص حالة جديدة من السكري، نشعر بأهمية التحرّك السريع لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي يهدد البشرية. والأخطر من ذلك أن عدد مرضى السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ حوالي 27 مليوناً في عام 2010 ، مما يدعو إلى اتخاذ الخطوات العملية اللازمة على الفور، إذ يتوقع أن تتضاعف هذه الأرقام المخيفة لتصل إلى 51،7 مليون مريض عام 2030.
علماً أن ست بلدان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تندرج ضمن قائمة الدول العشر الأولى في العالم من حيث نسبة انتشار السكري، وهي البحرين ومصر والكويت وعمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة. نظراً إلى خطورة الوضع في المنطقة، كان لا بد للحكومات المعنية من التحرك السريع فكانت نقطة الانطلاق من خلال منتدى قادة علاج السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA Diabetes Leadership Forum 2010 برعاية نائب حاكم دبي الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وبالتعاون بين وزارة الصحة الإماراتية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي. وأقيم اللقاء برعاية شركة نوفو نورديسك في دبي بحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة كولي عهد الدنمارك الأمير فريديريك، ووزير الصحة الإماراتي الدكتور حنيف حسن علي قاسم والأميرة هيا بنت الحسين التي عيّنت سفيرة لمرض السكري، والرئيس الأميركي السابق للولايات المتحدة الأميركية بيل كلينتون، ورئيس الاتحاد الدولي لمرض السكري جان كلود مبانيا وغيرهم.
ساهم المؤتمر في وضع داء السكري على قائمة أولويات الحكومات المختلفة في المنطقة بهدف التحرك السريع لمواجهة الخطر ولتدريب الاختصاصيين على الكشف المبكر للمرض ومعالجته قبل فوات الأوان. كما بحث في سبل معالجة السلوكيات الخاطئة والممارسات غير الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري.
مع الإشارة إلى أن الإمارات هي الدولة الرابعة في العالم التي تنظم هذا الملتقى بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين. كما شكل المؤتمر فرصة مهمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كونه يمهّد الطريق لمؤتمر الأمراض غير المعدية الذي تنظمه الأمم المتحدة والكونغرس العالمي للسكري في دبي العام المقبل.
يعتبر داء السكري أحد أكبر التحديات التي تواجهها المنطقة اليوم كونه ينتشر بسرعة هائلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضاً للخطر مختلف الفئات المجتمعية، علماً أن عدد المصابين به يبلغ 26،6 مليون مصاب. وسيؤدي التضاعف المتوقع لهذا الرقم في عام 2030 إلى نتائج خطيرة تساهم في تعطيل الحياة الاجتماعية في حال عدم الشروع فوراً في تداركه ومعالجته، خصوصاً بعد النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة عام 2006 لتوفير كل الجهود اللازمة لمكافحة الداء من خلال إطلاق مبادرات إقليمية، ومن خلال تغيير نمط حياة الناس في المنطقة بدءاً من الأطفال . خلال المؤتمر، تم اقتراح أفكار مهمة لتأكيد التزام الحكومات مكافحة داء السكري.
رئيس الاتحاد الدولي للسكري البروفسور جان كلود مبانيا
ركز البروفسور مبانيا على أهمية الاستفادة من الفرصة التي تقدمها قمة الأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية التي تعقد على مستوى رؤساء الدول التي تشكل فرصة نادرة لن تتكرر لوضع الحلول الفاعلة في مواجهة التهديد العالمي الذي تشكله الأمراض غير المعدية ومنها داء السكري. وأشار إلى أن الأمراض المزمنة تخلق صعاباً كبيرة في وجه الدول. فثمة بيانات أتت من مصر تظهر أن هذه الأمراض تخفف من إنتاجية دول المنطقة.
وقال «لدينا فرصة كبيرة للتغيير والتصرف من خلال قمة الأمم المتحدة للأمراض غير المعدية من اجل مستقبل الشباب، حتى لا ينتشر داء السكري بشكل أكبر ويزداد الوضع سوءاً. لذلك، ندعو الكل للمشاركة بهدف منع الصعاب المستقبلية التي تواجهها المنطقة. فالمسؤولية لا تقع على الفريق الطبي فحسب، بل على المجتمع ككل لأن التغيير يتم من خلال المجتمع أفراداً ومسؤولين.
لذلك من المهم بناء الشراكات لتحقيق هذه الغايات ولتخفيف مخاطر المرض في المنطقة . من الضروري توحيد الجهود استعداداً للقمة. كما أشار البروفيسور مبانيا إلى أنه عندما نعرف أن شخصاً من كل ستة أشخاص في المنطقة مصاب بالسكري وأن عدد المصابين يبلغ 26 مليون شخص، ندرك خطورة الوضع. هذا مع الإشارة إلى أن الأعراض هي القاتل الأول في السكري، لذلك يمكن العمل على تجنب الوفيات في الأمراض غير المعدية كالسكري التي تنتشر أكثر في الدول الناشئة. «السكري هو وباء يسير ببطء والكل يعلم تبعاته على الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة. على الرغم من ذلك، لا يزال العالم يتجاهل هذا القاتل الأكبر فيما يموت الأطفال لأن أهلهم لم يساعدوهم بالشكل المناسب.
من هنا أهمية العمل بشكل جماعي لمواجهة هذا المرض. مع الإشارة إلى أن صفحة قد طويت عندما تم التصويت في الأمم المتحدة في اعتبار السكري من الأمراض غير المعدية التي ثمة حاجة ملحة إلى العمل على مواجهتها».
وأكد مبانيا الحاجة الملحة إلى خبراء للكشف عن المشكلة وإيجاد الحلول وتغيير حياة ملايين من المصابين ومنع تطور مرض السكري من النوع الثاني تحديداً لأنه يمكن التأثير عليه من خلال تجنب عوامل معينة كالتدخين، خصوصاً أن السكري من النوع الثاني صار منتشراً بنسبة زائدة ولا بد من معالجة هذا الوضع.
كما دعا إلى البدء بمشاريع فاعلة وتأسيس خطط تعتمد في العالم وليس فقط في الخليج، فقال «قطعنا شوطاً كبيراً لنضمن مستقبل أطفالنا وأحفادنا. حين نزيد الإمكانات التي لدينا نحقق نتائج إيجابية ونتغلب على المرض ونعيش حياةً أفضل بكثير. لا نريد أن يصبح الأصحاء أقلية في مجتمعاتنا».
كلينتون
وتساءل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عن سبب تحوّل السكري إلى وصمة عار للمريض في مواجهة المجتمع. وأكد انه يجب ألا يشكل هذا الداء عاراً على المريض. كما دعا شركات الأدوية إلى تقديم الدعم والمساعدة لأن كل من يقدر على ذلك يجب أن يقدّم يد العون.
وأضاف «يجب البدء بالعمل مع الصغار الذين يعانون البدانة، فهنا أساس المشكلة. كما انه من الضروري حث الأطفال على ممارسة الرياضة والمشاركة في النشاطات الاجتماعية التي تخفف التوتر بدلاً من اعتماد حياة الركود.
هذه دعوة غير سياسية لتعزيز دور الحكومات في مواجهة المرض. كما يبرز دور المدارس، فمن الضروري حشد المدارس والهيئات الصحية والشركات المنتجة للغذاء لاعتماد مشروع نبيل والتعامل مع المشكلة بشكل فاعل لتجنب الوصول إلى كارثة. «وشدد على أهمية تعاون شركات الأدوية من خلال تحسين أسعار الأدوية كمساعدة للمرضى، "إذ أن كل بلد يحتاج إلى كل أفراده ليزدهر ويتطور. ولا شك أن هذه المبادرة التي تم إطلاقها في المنطقة مهمة جداً».
كما دعا كلينتون إلى تنظيم حملة شاملة في كل بلد يتم ربطها بالنظام التعليمي لتحقيق التوعية على صعيد المدارس. كما شدد على وجوب معالجة انعدام الثقة بين القطاعين العام والخاص.
وأخبر الرئيس الأميركي عن خسارته لأحد الأصدقاء المقربين بسبب مضاعفات السكري، مشيراً إلى أنه عندما يكون السكري من النوع الأول يكون موجوداً من الولادة، لكن المشكلة الحقيقية في إصابة نسبة كبرى من الناس بالسكري بسبب نمط الحياة الذي يعيشونه. وتحدث عن تجربته في ما يتعلّق ببرامج مكافحة السكري أثناء ولايته الرئاسية، قائلاً: «عندما كنت رئيساً، وضعنا برنامجاً محدداً قابلاً للتطبيق يمكن أن يعتمده مرضى السكري. كما بدأنا نثقف الأشخاص المتقدمين في السن ونظهر أخطار الإصابة بالسكري بعد سن الستين ونجري فحصاً مجانياً .
كنا نقول إننا كأميركيين الأكثر تقدماً في موضوع السكري. بعدها بدأت العمل بشكل مباشر في مكافحة السكري، على أثر خضوعي لعملية للقلب عام 2004. عندها طلبت مني الجمعية الأميركية لأمراض القلب التعاون معها على مشروع أعدّته.
لكني لم أكن متحمساً لأكون مجرد متحدث في الموضوع. أردت أن أقوم بعمل فاعل وأن أحدث تغييراً في مسار المرض في الولايات المتحدة. بدأنا بالعمل على بدانة الأطفال كونها المشكلة الصحية الأولى لدينا وتؤدي إلى ارتفاع مخيف في نسب انتشار السكري في البلاد، مما يسبب بالتالي تقصير العمر نتيجة الإصابة بالذبحات القلبية والجلطات وبعض أنواع السرطان. في العام الماضي ، اتخذت الجمعية الأميركية لأمراض القلب قراراً مؤداه عدم اعتبار السكري من النوع الثاني من الأمراض التي تظهر في سن متأخرة، إذ انه قبل عامين أصيبت فتاة في سن التاسعة بالسكري من النوع الثاني وكذلك بالنسبة إلى فتاة أخرى، قبل 3 أعوام، في السن نفسها. هذه الظاهرة ليست إلا نتاج العالم الحديث نتيجة نمط الحياة الذي نعيشه والنظام الغذائي الذي نعتمده وممارستنا للرياضة أو عدمها ومستوى التوتر والضغط الذي نعيشه. ندفع الكثير ثمن تكاليف هذا الوباء الخطير وسنتكلّف أكثر من هذا بكثير، نحن وكل دولة أخرى، ما لم نتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهته. هي مشكلة إنسانية كبرى والخطر يتوجه إلينا بسرعة الضوء.
يشكل ذلك خطراً على إنتاجية الدول واقتصادها نتيجة التكاليف الضخمة على النظام الصحي، بشكل يصعب فيه على أي دولة تحمله. لكن المطمئن أنه يمكن أن نحد من الخطر إذا تحرّكنا لأنه يمكن الحد من انتشار السكري من النوع الثاني بتغيير نمط الحياة والغذاء الصحي المتبع. كوننا نعلم أن نسبة السكري تزيد بشكل واضح نتيجة بدانة الأطفال، يجب أن نتصرف حيال ذلك. في الولايات المتحدة طفل من ثلاثة يعاني السمنة أو زيادة الوزن والوضع هو نفسه في دول الخليج. تعلّمت أنه إذا قدّمنا الاختيارات الصحية للأطفال والشباب وشجعناهم ليمارسوا الرياضة ويقوموا بنشاطات، وإذا قدم لهم أهلهم الدعم يمكن أن يغيروا نمط حياتهم وأن يحفظوا هذه التغييرات في المستقبل. عملنا على ذلك في جوانب مختلفة وتعاونا مع المعنيين لتأمين الأطعمة المناسبة والمشروبات للشباب، ثم مع المدارس ومع الأطفال أنفسهم ومع الأهل وعلى صعيد المجتمعات ليكون التغيير شاملاً.
دعونا الأهل إلى تحضير الأطباق الصحية للأطفال، كما تعاونا مع أحد الطهاة المعروفين على شاشة التلفزيون للتشجيع على التغذية الصحية من خلال برنامج خاص. وأعتقد انه يمكن القيام بذلك في أي بلد كان بهدف تشجيع الأهل على إعداد الأطباق الصحية والأطفال على تناولها. تضمن المشروع أيضاً التعامل مع العاملين في الجسم الطبي ومع شركات التأمين. ففي ما يتعلّق بالأطفال الذين يعانون السمنة لم نكن نريد أن يعالجوا بعد إصابتهم بالمرض، بل ساهمنا مادياً ليزوروا اختصاصيي التغذية 4 مرات في السنة والطبيب 4 مرات في السنة أيضاً إذا كانت الحالة تستدعي ذلك. ولدينا ملايين الأطفال اليوم الذين يحصلون على هذه المساعدات، ولدينا 10000مدرسة انضمت إلى برنامجنا الصحي للمدراس الذي نحاول من خلال تثقيف الطلاب والعاملين في المدراس والجامعات. اتفقنا أيضاً مع الشركات المصنّعة للمشروبات على وضع نسبة اقل من السكر في المشروبات وجعل الكميات أصغر. بهذه الطريقة، تمكننا من تقليل كمية الوحدات الحرارية في المشروبات التي يتناولها أطفالنا في المدارس بنسبة 88 في المئة.
وأود الإشارة إلى أن تعاوننا في العمل لمكافحة السكري يجب أن يتسع في العالم، إذ ينتشر المرض بشكل خطير، كما لاحظنا في الدول التي في طور النمو. من الضروري التسويق لهذا المؤتمر في كل دول العالم لتدرك كل الدول أهمية الخطر وتتصدى له من خلال تشجيع الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والحد من التوتر الناتج عن الحداثة والذي يسبب السكري من النوع الثاني في سن مبكرة، والحد من تناول المشروبات المؤذية الغنية بالسكر ومن التدخين من خلال النشاطات الإجتماعية.
يجب أن تكون شركات التأمين الصحي معنية بالموضوع في كل دول العالم، إضافةً إلى كل فرد في المجتمع. وقد جعلت السيدة الأميركية الأولى موضوعنا هذا ضمن أولوياتها وجنّدت المزيد من الأشخاص للمساهمة فيه .
نعمل اليوم على مليوني طفل في برنامجنا الخاص للوقاية الصحي وقررنا التوسع إلى 6،5 مليون طفل.
من المهم اليوم أن تكون كل دولة على علم بحجم المشكلة وكيفية انتشار المرض ومدى انتشاره لتتمكن من مواجهته من خلال استراتيجيات مدروسة. أشير هنا إلى وجود حالات لدينا من السكري من النوع الثاني حيث تم اعتماد الأدوية في المراحل الأولى للمرض ثم تم الاستغناء عنها بفضل تحسين التغذية وممارسة الرياضة.\لكن هذا يحتاج إلى الكثير من التنظيم والوعي. أخشى كثيراً من فكرة إصابة ثلث الأميركيين دون سن 25 سنة بالسكري. هذا يشكل خطراً كبيراً إنتاجية البلاد ويقصّر سنوات العيش. كيف يمكن أن نعتني بهم كلّهم وأن نستمر بالإنتاج. ولا أتصوّر كيف يمكن أن تتغلّب على انتشار الوباء في الدول التي في طور النمو والمهددة بنسبة عالية. يجب أن نعمل على تجنب حدوث ذلك. لكن إذا لم نواجهه بحزم، سوف يحصل. أنا مستعد لتقديم أي مساعدة وأنا واثق أن كل الدول قادرة على وضع حد لهذا الوباء بفضل الثقافة والوعي والجهود المجتمعة».
القمة
من جهته قال نائب المدير العام لقسم الأمراض غير المعدية والصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية د. علاء علوان أن قمة الأمم المتحدة التي ستقام في أيلول/سبتمبر 2011 لن تحدث تغييراً في الالتزام الدولي في حال عدم الاستعداد لها بالشكل المناسب، معتبراً أن الدول العربية هي الأساس في ذلك. وأضاف «لدينا مسؤولية كبرى في التوصل إلى توصيات لها جدوى ومنفعة .
يجب أن نعمل على تطوير مبادرتنا في الوقاية والسيطرة على المرض من خلال خطط تنمية عالمية . ويجب أن تكون النتيجة من هذا اللقاء وثيقة يقر فيها رؤساء الدول خطط عمل لمواجهة التحديات والتحضر بأكمل وجه للمنتدى العالمي. لذلك أوصى المشاركون في المؤتمر بالتركيز على رؤساء الدول للتحرك بشكل فاعل لمواجهة التحديات بوضع آليات لإشراك القطاع الخاص ولتعزز الدول إمكاناتها بهدف الحد من استعمال التبغ ومراقبة البرامج الخاصة بالأطفال وما تروّج له من مواد غذائية تساهم في انتشار مرض السكري أكثر فاكثر.
يجب الالتزام لإدراج المرض ضمن أولويات الدول والتعاون بين مختلف القطاعات، خصوصاً تلك غير الصحية بهدف مراقبة سياساتها. كذلك، يجب أن تعمل الدول المتوسطة الدخل على تحسين إمكاناتها المخصصة لبرامج الوقاية من السكري. هذا مع التشديد على أهمية القطاع الخاص في مواجهة التحديات. يعتبر انتشار السكري في بلادنا خطراً يهدد الكل وليس مشكلة فردية. لذلك من الضروري توحيد الجهود في مواجهته».
العبء الاقتصادي
تحدث رئيس القسم الصحي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مارك بيرسون
مارك بيرسون عن العبء الاقتصادي للسكري على البلاد، وأوضح أن السكري سوف يتحوّل إلى كارثة اقتصادية مشيراً إلى أن ثلث سكان أميركا من البالغين يتعايشون مع السكري، داعياً إلى دمج هذا الموضوع في سياسات الدول لمواجهته. واشار إلى أنه من الخطأ التحدث عن علاج السكري والتشخيص، إذ يجب التركيز على الوقاية لأنها ممكنة وتسمح بتجنب المضاعفات الخطيرة، خصوصاً أن أموالاً طائلة تنفقها الدول على هذا المرض.
كما أكد أن الأرقام التي تشير إلى انتشار السمنة في منطقة الخليج وشمال أفريقيا مخيفة ولا بد من أخذ ذلك بعين الاعتبار، علماً انه مع كل زيادة وزن بمعدل 15 كلغ ترتفع احتمالات الوفيات نتيجة المرض بنسبة 3 في المئة. وتابع قائلاً «لا شك أن السكري هو داء الأغنياء، لهذا نراه منتشراً بكثرة في دول الخليج».
البدانة مسبب أساسي
ودعا المدير العام للجنة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق خوجة إلى القيام بجهود كبيرة بهدف مواجهة مرض السكري الذي ينتشر بسرعة كبرى ومخيفة، خصوصاً مع انتشار عوامل الخطر بشكل أكبر في الخليج حيث تراوح نسبة البدانة بين 60 في المئة و80، مما يدعو إلى مواجهة الخطر بكل الطرق الممكنة. وأضاف «نحن نحتل رأس القائمة بين الدول لجهة انتشار مرض السكري، مما يدعو إلى التحرك السريع والفاعل لأن انتشار المرض يزيد الأعباء بنسبة كبرى على المجتمع وعلى الدولة.
كما يجب العمل على تحسين العلاقة بين العيادات والمستشفيات ليتم التنسيق بشكل أفضل. هذا مع العلم أننا خرجنا بقرارات استراتيجية في المجلس الوزاري لتصحيح الوضع وبذل الجهود حيال انتشار الطعام السريع التحضير Fast Food وإدراج الغذاء الصحي في المناهج المدرسية. كما أنه يجب إنشاء لجان صحية ووضع سياسات بالتعاون مع المجتمع، إضافةً إلى البرامج الوقائية الضرورية. الخطر يهدد المجتمع ككل وليس مشكلة فردية يمكن مواجهتها فردياً، بل من الضروري وضع سياسات شاملة وخطط بالتعاون بين مختلف الأطراف المعنية. «ودعا إلى توحيد الجهود، بالدرجة الأولى، بالتعاون مع الإعلام العالمي. إضافةً إلى ضرورة تأمين المزيد من المعلومات حول تطور المرض في المنطقة.
وباء!
وقال رئيس الاتحاد الدولي للسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا د. أمير كمران نيكوسوخان تاير إن مرض السكري ينتشر كوباء مخيف في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأهم الأسباب التي أدت إلى ذلك هي التغيرات الكبيرة التي طرأت على نمط الحياة والتي ساهمت في انتشار مرض السكري بشكل أوسع. وشدد على أن ثمة حاجة كبرى إلى الموارد المخصصة لمواجهة هذه الأمراض، فنقص المال يشكل مشكلة أساسية.
كما دعا إلى التصرف بسرعة حيال انتشار التدخين وعدم وضع برامج فاعلة لمواجهته. وأضاف: «من الضروري التحرّك بسرعة والاهتمام بالتزامات كل عضو في المجتمع والمدارس والعيادات والحكومات لأن مستقبل الأجيال في خطر وثمة حاجة ملحة إلى أجندة تنموية للتأكد من التأثير الاقتصادي. هذا مع أهمية مشاركة القطاع الخاص في محاربة الوباء».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024