داء الصرع ليس جنوناً
تحيط بداء الصرع أفكار شائعة كثيرة لا أساس لها من الصحة. فإما أن نسمع أن مريض داء الصرع مجنون أو يعتبر مريضاً نفسياً وغيرها من الأقاويل التي لا تستند إلى أساس علمي. قد تبدو الإصابة بداء الصرع مسألة مخيفة، لكن في الواقع يكفي أن يحسن المريض التعامل مع حالته وأن يعرف المحيطون أيضاً كيف يتصرفون عند تعرّضه لأزمة.
تتوافر العلاجات التي تسمح بالتخلص من المرض بعد علاج لفترة لا تقل عن سنتين أو ثلاث، وحتى في الحالات التي لا يمكن فيها التخلص نهائياً من المرض، تكفي السيطرة عليه ليعيش المريض ومَن حوله حياةً طبيعية. هذا مع الإشارة إلى أن من يعاني داء الصرع يتمتع بمستوى ذكاء طبيعي ويمكن أن يتفوق في حياته ولا داعي لأن يعامل بطريقة مختلفة، فشخصيات كبرى في التاريخ أمثال نابوليون وسقراط وألفرد نوبل سجّلت إنجازات في التاريخ دون أن يكون لداء الصرع الذي أصابها أي تأثير عليها.
رئيس الهيئة اللبنانية لمكافحة داء الصرع د. أحمد بيضون تحدث، ضمن مؤتمر إطلاق الحملة المدرسية لمكافحة الصرع في لبنان، عن المرض وطرق التعامل معه وعن المفاهيم الخاطئة التي تحيط به، مشيراً إلى أن الطفل الذي يعاني داء الصرع لا يحتاج إلى حماية زائدة بل هو طبيعي ولديه معدل ذكاء طبيعي ويمكن أن يتفوق في دراسته، بعكس ما يعتقد كثر.
- كيف يمكن التعريف بداء الصرع؟
داء الصرع هو عبارة عن أزمات تحصل عندما تظهر شحنات كهربائية دماغية زائدة ومفاجئة، في حين يقوم عمل الدماغ على نشاط كهربائي مستمر ومنتظم.
- متى يعتبر الشخص مصاباً بالصرع؟
عندما يتعرّض الشخص لأزمتين أو اكثر يعتبر مصاباً بالصرع.
- هل يمكن التعرض لأزمة دون الإصابة بداء الصرع؟
يمكن التعرض لنوبة دون الإصابة بداء الصرع. قد يحصل ذلك نتيجة التعرض لارتفاع في الحرارة أو لحالة حادة من جفاف الماء في الجسم. وعندما تتكرر النوبات دون سبب واضح، يعتبر المريض مصاباً بداء الصرع.
- هل من أعراض واضحة تشير إلى الإصابة بداء الصرع؟
أهم الأعراض التي تظهر عند حصول أزمة داء الصرع هي الاختلاجات الجزئية في الأطراف والاضطرابات السلوكية موقتة، وذلك عندما تكون الأزمات جزئية. أما في الأزمات الكلية فيعاني المريض حالة شرود أو غيبوبة مع اختلاجات شاملة في كل الأطراف نتيجة الانتشار الشامل للشحنات الدماغية. فيفقد المريض السيطرة على نفسه وتصبح حركاته لا إرادية.
- هل تعرف أسباب داء الصرع؟
غالباً ما لا يظهر سبب واضح لداء الصرع. أما أهم الأسباب المعروفة فهي التعرض لضربة في الرأس ووجود جلطة دماغية قديمة ووجود ورم في الدماغ ونقص الأوكسيجين في الدماغ والاختلال في أحد المكونات المعدنية في الدم . ومن الأسباب المهمة أيضاً القابلية الجينية لداء الصرع.
- كيف يشعر المريض بعد التعرض لأزمة الصرع؟
يشعر المريض عادةً بالضعف والنعاس والتعب والارتباك خلال دقائق أو ساعة أو اكثر بعد انتهاء النوبة. وتجدر الإشارة إلى أن المريض قد لا يتذكر بعد النوبة ما حصل معه خلال النوبة وما حصل قبلها مباشرةً. إلا أن ثمة أشخاصاً يبقون متيقظين ويتذكرون ما حصل خلال النوبة وقبلها.
- كم من الوقت تستمر نوبة الصرع؟
تستمر معظم نوبات الصرع لبضع ثوان أو دقائق.
- هل يظهر داء الصرع في مرحلة الطفولة دائماً؟
كثر يصابون بداء الصرع في سن مبكرة وفي مرحلة الطفولة، إذ أن نسبة 50 في المئة من الحالات تظهر قبل سن العشر سنوات. لكن قد يظهر المرض أيضاً في مرحلة لاحقة.
- كيف يتم تشخيص داء الصرع؟
يشخص الطبيب عادة الحالة على أساس رواية الشهود الذين وجدوا قرب المريض الذي تعرض لأزمة داء الصرع. وبعد الفحص السريري تجرى أيضاً بعض الفحوص الدقيقة كتخطيط الدماغ للكشف عن وجود شحنات كهربائية ناتجة عن الصرع. كما تجرى صورة للدماغ بالرنين المغناطيسي، وفحص للدم للتأكد من عدم وجود خلل في المكونات المعدنية في الدم.
- هل يرافق داء الصرع المريض طيلة حياته؟
كثر يشفون من داء الصرع بعد العلاج خلال فترة لا تقل عن سنتين أو ثلاث يراقب خلالها الطبيب الحالة بدقة. وغالباً ما تقل نوبات داء الصرع شيئاً فشيئاً أو تختفي نهائياً، خصوصاً لدى الأطفال. لكن يستمر المرض لدى عدد قليل من المرضى طيلة الحياة.
- هل من عوامل معينة تؤذي المريض الذي يعاني داء الصرع؟
ثمة عوامل تزعج المريض وتزيد احتمال إصابته بالنوبة وهي:
- الأضواء القوية
- قلة النوم
- التوتر
- التركيز لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون أو أي عمل يتطلب التركيز لفترة طويلة
- ارتفاع الحرارة
- بعض الأدوية
- كيف يعالج داء الصرع؟
يعالج داء الصرع بالأدوية التي تسمح بالسيطرة على المرض ليتمكن المريض من أن يعيش حياته دون قيود. ويتم اختيار الدواء بحسب نوع الأزمات التي تصيب المريض وجنس المريض ووضعه الصحي العام. وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الأزمة الأولى، قد لا يحتاج المريض إلى علاج بالأدوية بل يكفي تثقيفه ليحسن التعامل معها. لكن الطبيب يحدد متى يجب البدء بالعلاج بحسب الفحوص التي يجريها للمريض. هذا مع الإشارة إلى انه على المريض ألا يتخذ أبداً القرار بوقف العلاج بمبادرة ذاتية لأن ذلك يشكل خطراً عليه.
- هل صحيح أنه يمكن إجراء جراحة لمعالجة داء الصرع؟
تفشل أحياناً الأدوية في السيطرة على داء الصرع. في هذه الحالة، قد تجرى بعض الفحوص المتكورة التي تسمح بتحديد النقطة التي ينطلق منها الخلل الكهربائي في الدماغ لإجراء الاستئصال بالجراحة أو لفصل هذه النقطة. كما يمكن زرع بطارية تحت الجلد لتصحيح هذا الخلل.
- هل يحتاج الطفل الذي يعاني داء الصرع إلى رعاية خاصة؟
يجب أن يكون المحيطون بالمرض على علم بمرضه لكن في الوقت نفسه يجب عدم الإفراط في حمايته وتدليله حتى لا يشعر بأنه مختلف عن الباقين. ويجب أخذ رأي الطبيب حول إمكان قيامه بنشاطات معينة. وتجدر الإشارة إلى أن الطفل المريض لديه نسبة ذكاء طبيعية وقد يتفوق ولا يحتاج إلى مدرسة خاصة لحالته بل يكفي إعلام المدرسة بحالته.
مشاهير عانوا داء الصرع
داء الصرع لا يؤثر على القدرات الفكرية أو الجسدية ولا يعتبر إعاقة كما قد يتصور البعض. فعدد كبير من المشاهير والعظماء في التاريخ كانوا مصابين بداء الصرع وحققوا إنجازات كبيرة في حياتهم ولم يؤثر عليهم المرض أبداً، ومنهم:
- الفيلسوف سقراط
- الملك الإسكندر الكبير
- القائد يوليوس قيصر
- الأمبراطور نابوليون
- الكاتب المسرحي موليير
- الرسام فان غوغ
- الموسيقار هندل
- الكاتب دوستويفسكي
- لاعب الكرة رونالدو
- العالم ألفرد نوبل
كيف نتصرف عندما يتعرّض أحدهم لنوبة داء صرع؟
من الضروري أن يكون الأشخاص الذين يكون معهم المريض باستمرار سواء في المدرسة أو الجامعة أو في المنزل أو في مكان العمل، على علم بمرضه وأن يعرفوا كيفية التصرف في حال تعرّضه لنوبة الصرع. إذ أن ثمة أموراً يمكن القيام بها لحماية المريض في هذه اللحظات ولمساعدته وتجنب تعرّضه لأخطار كبرى في حال وجوده في مكان يمكن أن يتأذى فيه:
- يجب عدم الانفعال.
- يجب عدم وضع اليد في فم المريض وعدم وضع شيء في فمه.
- يجب إبعاد الأغراض المؤذية والأدوات الحادة من حوله لأنها قد تشكل خطراً عليه.
- يجب تقديم المساعدة برفق وهدوء بتحركات هادئة لمساعدة المريض على الاستلقاء على جنبه.
- يجب حماية رأسه بوسادة أو شيء طري.
- من الأفضل أن يستلقي على فراش إذا توافر أو على سطح طري.
- يجب نزع نظارات المريض إذا كان يضع نظارات. كما يجب نزع كل ما قد يكون ضيقاً حول عنقه.
- يجب عدم مسك المريض أو إلزامه على حركة معينة بقسوة. كما أنه يجب عدم محاولة وقف الاختلاجات التي يتعرض لها بالضغط عليه.
- يجب البقاء إلى جانبه طوال فترة الأزمة.
- يجب التحدث معه بهدوء وبشكل مطمئن بعد انتهاء الأزمة.
- يجب مراقبة ما حصل جيداً بأدق التفاصيل خلال الأزمة وبعدها، لإبلاغ الطبيب لاحقاً.
أفكار خاطئة عن داء الصرع
- مرض الصرع ليس إعاقة عقلية
- مرض الصرع ليس مرضاً نفسياً
- مريض الصرع ليس مسكوناً بالجن بل يعاني مرضاً عضوياً يسهل تشخيصه ومعالجته.
- مرض الصرع لا يسبب الجنون ولا ينتج عن أي مرض نفسي
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024