تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

خطوات صحية لمراهقة سليمة

السمنة مشكلة شائعة تعانيها نسبة مهمة من المراهقين وتتفاقم مع الوقت. حلول كثيرة تطرح باستمرار دون أن نتمكن من تحديد الصحيح منها والخطأ. يمكنك أن تفعلي الكثير حيال الموضوع. فالحل يكون في خطوات واضحة وواقعية يمكن أن يتقيّد بها المراهق دون أن يشعر بالحرمان. لا تعتقدي بوجود حلول سحرية لمعالجة المشكلة بل يجب أن تعلمي أن السبيل الوحيد لتنجحي في ذلك يكمن في اعتماد عادات صحية تدوم وترافقك مدى الحياة.


1- ابدأي بالمصارحة
إذا كان أحد أبنائك يعاني زيادة في الوزن، لا بد انه يشعر بالقلق والتوتر بسبب هذا الموضوع أيضاً مثلك تماماً. فإضافةً إلى المضاعفات الصحية التي يمكن أن تنتج عن السمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، يمكن أن تشكل الآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن السمنة كارثة للمراهق. قدمي له يد العون وأظهري له تفهماً لمشكلته ورغبة في تقديم المساعدة لتتمكنا من السيطرة على المشكلة معاً. أظهري له أن المسألة تتطلب منه الإرادة والرغبة في معالجة المشكلة وان المسألة ليست خاصة به وحده.

2- فسّري له مفهوم الوزن السليم والمناسب له
تعتبر مسألتا الوزن والشكل حسّاستين جداً ومهمتين، خصوصاً بالنسبة إلى المراهقات. فعندما يحين موعد خفض الوزن، فسّري لابنتك أنه لا وجود لوزن أمثل يجب بلوغه أو حتى جسم رائع يجب الحصول عليه. إذ أن الوزن الذي يعتبر الأمثل بالنسبة إلى أحدنا قد لا يكون كذلك بالنسبة إلى آخر. فبدلاً من التحدث عن السمنة والنحول، من الأفضل تشجيع المراهق على اتباع عادات سليمة ونمط حياة صحي يساعده في بلوغ الوزن الصحي.
ويمكن أن يساعد الطبيب بتحديد الأهداف الواقعية التي يمكن أن يحققها المراهق بحسب وزنه وطوله وحالته الصحية بشكل عام.

3-  حاربي القواعد الثابتة والجامدة
ساعدي ابنك في أن يفهم أن عملية خفض الوزن والحفاظ عليه ترتبط بنمط وعادات لا بد من الالتزام بها طوال الحياة. اعلمي أن الحمية السريعة التي يلجأ إليها المراهقون عادةً لخفض الوزن بسرعة يمكن أن تسبب له مشكلات صحية عديدة كنقص الحديد والكالسيوم ومكونات غذائية أخرى. كذلك بالنسبة إلى عقاقير خفض الوزن التي لا تعالج صلب المشكلة بحيث تكون نتائجها عادةً قصيرة المدى وسرعان ما تعود المشكلة نفسها من الأساس بعد زيادة الوزن مجدداً. لذلك، لا يفيد خفض الوزن دون تغيير العادات الحياتية بشكل دائم وثابت لأنه سرعان ما يرتفع مجدداً مع كيلوغرامات إضافية حتى.

 4- شجّعيه على الحركة
تماماً كالراشدين يحتاج المراهقون إلى ممارسة الرياضة ساعة كل يوم. لكن هذا لا يعني أنه ضروري ممارسة التمارين القاسية خلال ساعة بشكل متواصل، إذ يفيد أيضاً ممارسة النشاطات المختلفة بشكل متقطع خلال النهار في حرق الوحدات الحرارية.
وتعتبر ممارسة الرياضة ضمن مجموعة مع الأصدقاء من الطرق المثلى لتشجيع الأطفال والمراهقين على ممارسة الرياضة. لكن إذا لم يكن ابنك رياضياً أو من عشّاق الرياضة، يمكنك أن تشجّعيه على المشي أو ممارسة رياضة ركوب الدراجة. يمكن أن يمارس الحركة بشكل خفيف بأمور بسيطة كالخروج في نزهة سيراً على القدمين.ويمكن حتى أن يتولّى مهمة غسل السيارة.

5- الفطور ضروري
قد يكون صعباً أن ينهض المراهق باكراً لتناول الفطور. هي مهمة صعبة لكن تعتبر أساسية في نمط حياته، إذ أن تناول الفطور الغني بالمكونات الغذائية يحفّز عملية الأيض لديه بشكل واضح ويؤمن له مزيداً من النشاط طوال النهار. كما أنه لا بد من الإشارة إلى أن تناول الفطور يحول دون إفراطه في الأكل خلال النهار. لكن إذا كان يرفض تناول حبوب الفطور الغذائية الغنية بالألياف أو التوست المحمّص الكامل الغذاء، اقترحي عليه ما تبقى من طعام العشاء. يمكن أن يكتفي حتى بقطعة من الجبن أو حفنة من المكسرات أو حبة من الفاكهة.

6- وجبة صغيرة صحية
لا بد من التركيز على حسن اختيار الوجبات الصغيرة التي يتناولها المراهق. قد يصعب أحياناً القيام بالاختيارات الصحية عندما تكثر المغريات في المدرسة من شوكولا وتشيبس وسكاكر، لكن يبقى الأمر ممكناً. اكتفي بتشجيعه في البداية على أن يبدل كيساً من رقاقات التشيبس المقلية بوجبة صغيرة صحية يختارها من المنزل:

  • الليمون أو الفريز(الفراولة) أو غيرها من أصناف الفاكهة الطازجة.
  • البندورة(الطماطم)الكرزية
  • الجزر
  • اللبن(الزبادي) القليل الدسم
  • رقاقات البسكويت الهش
  • شرائح الجبن


7- راقبي جيداً حجم الحصص

عندما يحاول المراهق خفض وزنه، يؤثر حجم الحصص التي يتناولها. لذلك من المهم أن تشجعيه على تناول كميات أقل والتوقف عن الأكل ما أن يشعر بالشبع. قد يكتفي بتناول شريحة من البيتزا أو نصف طبق المعكرونة. كما يمكن أن تشجعيه على مشاركة الطبق مع شخص آخر أو طلب نصف حصة في المطعم أو تناول ما تبقى من الحصة التي تناولها في المنزل في اليوم التالي.

8- لا تنسي أن تحسبي الوحدات الحرارية في المشروبات
تحتوي قنينة بالمشروبات الغازية العادية على أكثر من 150 وحدة حرارية وعشر ملاعق من السكر. كما أن السكر المضاف إلى عصير الفاكهة والقهوة وغيرها من المشروبات يضيف المزيد من الوحدات الحرارية. لذلك يساعد شرب الماء بدلاً منها في خفض الكثير من الوحدات الحرارية التي لا فائدة منها في النظام الغذائي. ويمكن تناول الماء الغازي بنكهة الفاكهة في سبيل التنويع.

9- اسمحي له بتناول الأطعمة الدسمة استثنائياً
لا يعني تناول المراهق البيتزا في ساعة متأخرة مع الأصدقاء أن نظامه الغذائي الصحي قد أفسد. انصحيه ببعض العادات السليمة والصحية كأن يتناول الخبز مع الصلصة الصحية بدلاً من الخبز بصلصة الثوم الغنية بالمايونيز والزبدة. كما يمكن أن تشجعيه على تناول نصف وجبة بالمشاركة مع صديق بدلاً من تناول الطبق بكامله. ساعديه ليشعر بأنه قادر على السيطرة على نفسه وانه يمسك بزمام الأمور وأن تناول وجبة دسمة مرة بشكل استثنائي لا يعتبر مشكلة كبرى. الأهم أن يتجه أكثر فأكثر إلى العادات الصحية تدريجاً.

10- اتبعي العادات السليمة مع العائلة ككل
بدلاً من الضغط على ابنك المراهق وحده حاولي اتباع العادات الصحية مع العائلة ككل، خصوصاً أن تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة يعتبر مفيدان للكل.

  • شجعي أفراد العائلة كلّهم على تناول المزيد من الفاكهة والخضر والحبوب الكاملة. وكوني مثالاً جيداً لهم.
  • لا تشتري الأطعمة الدسمة. ومع أن الأطعمة الصحية قد تكون أغلى ثمناً، لكن النتيجة تستأهل التضحية.
  • جرّبي وصفات صحية جديدة وقدّميها للعائلة لتجنب الروتين.
  • تجنبي الأطعمة التي يمكن تناولها أمام شاشة التلفزيون دون إدراك الكميات الكبيرة التي يمكن تناولها عندها.
  • نظّمي نزهات للعائلة كنزهات المساء سيراً على الأقدام أو إلى المجمّعات في عطلة نهاية الأسبوع.


11- كوني متساهلة

أن يعاني ابنك المراهق زيادة في الوزن لا يعني بالضرورة أن يرافقه شعور بقلة الثقة بالنفس طوال حياته. يلعب موقفك من مشكلته دوراً مهماً هنا، إذ أنه من المهم أن تمدحي جهوده والإنجازات التي يحققها في طريقه لخفض وزنه لتزيدي ثقته بنفسه. اجعليه يثق بان حبك له غير مشروط ولا يرتبط بخفض وزنه. ساعديه ليتعلّم الطرق السليمة ليعبّر عن مشاعره كأن يكتب مذكراته مثلاً. أما إذا لاحظت انه يجد صعوبة في التأقلم مع مشكلته بطريقة صحية وفي تقبّلها، لا تترددي في استشارة اختصاصي يساعد في تقبّل الوضع بسهولة أكبر على نحو يخفف عنه الضغوط الاجتماعية الناتجة عن زيادة وزنه ويزيد ثقته بنفسه ويعطيه مزيداً من الدفع لخفض وزنه. أما النتيجة فتدوم طوال حياته.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079