تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

التسمم خطر يفسد متعة الأكل

بعد أن نتلذذ بتناول وجبةً غنية، وفيما نجلس أمام التلفزيون يفاجئنا أحياناً مغص شديد وآلام مختلفة في المعدة. وقد نعتقد أن هذه الآلام لا تعني شيئاً عندما تزول فجأة، إلا أنها سرعان ما تعاودنا، إنما أكثر حدةً في هذه المرة، خصوصاً عندما نعجز عن التغلب على الرغبة المزعجة في التقيؤ.  يمكن أن تكون أعراض التسمم هذه بسيطة فتزول وحدها، كما يمكن أن تكون خطيرةً وتتطلب التدخل السريع. ضروري أن نعرف الإجراءات الوقائية التي تجنبنا التعرض لها.

تحتوي بعض الأطعمة على بكتيريا تسبب التسمم عندما لا تكون مطهوةً في شكل جيد أو عندما لا تحضّر بطريقة نظيفة في المطعم أو في المنزل. وتجدر الإشارة إلى أن كل الطعام الذي نتناوله يحتوي على البكتيريا ويمكن أن يسبب لنا حالة بسيطة من التسمم. إلا أن هذه البكتيريا قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص.
أما البكتيريا التي يمكن أن تسبب التسمم فهي موجودة خصوصاً في الأطعمة ذات المصادر الحيوانية كالدجاج والعصافير والبيض والحليب والسمك. أما أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً فهي السالمونيللا والليستيريا.  كما أن الأطعمة النيئة قد تحتوي على بكتيريا سامة، لذلك من الأفضل طهوها قبل تناولها، حتى أن هذه البكتيريا قد تكون موجودةً في الفاكهة والخضر النيئة التي تتلوث من المياه غير المعقمة. لذلك، من الضروري غسلها جيداً قبل تناولها. 
من جهة أخرى، من الضروري وضع الأطعمة التي يمكن أن تفسد مباشرةً في الثلاجة لأنها لا يمكن أن تدوم طويلاً خارجها كالحليب والبيض والجبنة. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه حتى الحلويات التي تحتوي على البيض تفسد لذلك، لا يجوز تناولها بعد فترة طويلة.

كيف نعرف أننا مصابون بالتسمم؟
هناك أعراض مختلفة تشير إلى احتمال الإصابة بالتسمم، وهي:

  • آلام المعدة.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • ارتفاع الحرارة.

وتجدر الإشارة إلى أعراض التسمم قد لا تظهر إلا بعد مرور ساعات على تناول الطعام.  كما أنه في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض إلا بعد أيام عدة. وفي ما يتعلق بحالات التسمم البسيطة فيمكن ألا تتكرر الأعراض خلال فترة طويلة فلا نشعر بأي انزعاج. ومن الأفضل استشارة أشخاص تناولوا الطعام نفسه المعرفة ما إذا كانوا يعانون أي أعراض.

عند استشارة الطبيب
من الطبيعي أن يبدأ الطبيب بطرح الأسئلة حول ما يشعر به المريض وعن المرة الأولى التي شعر فيها بالأعراض وعما تناوله خلال الأيام القليلة الماضية وما إذا كان هناك أحد آخر مريض أيضاً بسبب تناول الطعام نفسه.  كما يمكن أن يجري فحصاً للبول والغائط  للتأكد من البكتيريا التي تسببت بالتسمم، علماً أن العلاج يختلف بحسب نوع الجراثيم المسببة للتلوث. ويمكن أن يصف الطبيب دواءً، إلا أنه في معظم الحالات ليس هناك حاجة إلى ذلك.
ونادراً ما تتطلب حالة طفل يعاني تسمماً دخول المستشفى، إذ أن هذا لا يحصل إلا في حال جفاف الماء في الجسم بسبب فقدان كمية كبيرة من السوائل نتيجة التقيؤ والإسهال، علماً أنه لتجنب ذلك من الضروري الإكثار من شرب الماء والسوائل.
كما قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى في حال وجود دم في الغائط، ومن الضروري عندها استشارة الطبيب مباشرةً.

للوقاية من التسمم
لا يمكن دائماً تجنب الإصابة بالتسمم، إذ أنه عند تناول الطعام في المطاعم يصعب معرفة ما إذا كان طازجاً ونظيفاً، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية التي تجنبنا التسمم في كثير من الحالات، وهي:

  • يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، خصوصاً قبل تناول الطعام وبعده، علماً أن البكتيريا قد تنتقل من الطعام وإليه.
  • يجب طهو الطعام جيداً، علماً أنه يجب ألا يبقى اللحم زهري اللون في بعض الأماكن. لذلك، يمكن قطع اللحم للتأكد من ذلك. كما أنه يجب ألا يبقى البيض سائلاً بعد سلقه.
  • يجب حفظ الطعام في غطاء ووضعه في الثلاجة مباشرةً في حال عدم تناوله، علماً أنه لا يجوز تركه أبداً خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين.
  • يجب التدقيق في ما نتناوله وشم رائحته وفي حال ملاحظة أنه يبدو غريباً وأن رائحته مزعجة يجب رميه مباشرةً. ويعتبر ظهور الألوان في الطعام كالأخضر أو الزهري أو الأبيض أو البني دليلاً على أنه فاسد.
  • إحرصي على تسخين الطعام الذي كان موجوداً في الثلاجة في شكل جيد، علماً أن البخار الذي يتصاعد منه يقتل البكتيريا ويحميك من التسمم، إذ قد تكون البكتيريا قد نمت فيه أثناء وجوده في الثلاجة.
  • يجب تناول الطعام قبل انقضاء تاريخ الإنتهاء المدون عليه.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080