الكولسترول جزء لا يتجزأ من الجسم الصحيح
بعكس ما يعتقد كثيرون ليس الكوليسترول وباء أو خطراً يهدد الصحة بشكل عام بل هو جزء لا يتجزأ من الجسم الصحيح إذ له دور في تجدد الخلايا وإنتاج الهرمونات وغيرها من الوظائف المهمة في الجسم. إلا أن المشكلة تكمن في ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم مما يزيد خطر التعرّض لأمراض القلب والشرايين ويؤدي إلى الإصابة بالذبحة القلبية. وبالتالي يمكن القول إن الكولسترول لا يعتبر خطراً بذاته بل تكمن خطورته في ارتفاع مستواه في الدم.
- ما هو الكولسترول السيئ؟
عندما يزداد مستوى الكولسترول السيئ في الجسم تتكدس الدهون شيئاً فشيئاً في الشرايين التي تغذي القلب والدماغ وتسبب انسدادها. ويساهم ظهور مشكلات عدة في القلب شيئاً فشيئاً في الإصابة بذبحة قلبية خصوصاً على أثر الإصابة بجلطة. ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم إلى أكثر من 160 ملغ/دسل يعتبر مؤشراً لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. أما بالنسبة إلى مريض القلب فيجب أن يكون مستوى الكولسترول السيئ لديه أقل من 100 نظراً إلى الخطورة الناتجة عن ارتفاع مستواه في الدم. وبقدر ما يقل مستوى الكولسترول السيئ يخف خطر التعرض لمشكلة في القلب.
- ما الكولسترول الجيد؟
بحسب الدراسات الطبية والأبحاث، ينقل الكولسترول الجيد الكولسترول بعيداً عن الشرايين وصولاً إلى الكبد الذي يصرّفه خارج الجسم. ويعرف الHDL بالكولسترول الجيد كون ارتفاع مستواه في الدم يمكن أن يحمي ضد أمراض القلب، كما أن انخفاض مستواه يزيد من خطورة التعرّض لأمراض القلب والذبحة القلبية بشكل خاص(أقل من 40 ملغ/دسل لدى الرجال و50 ملغ/دسل لدى النساء).
- ماذا عن الكولسترول والغذاء؟
نحصل عادةً على الكولسترول بطريقتين أولاهما الجسم الذي ينتج الكولسترول بنسب مختلفة (حوالي 100 ملغ في اليوم). أما الثانية فمن الأطعمة خصوصاً البيض واللحوم والدجاج وثمار البحر والحليب الكامل الدسم ومشتقاته. أما الأطعمة النباتية فلا تحتوي على الكولسترول كالفاكهة والخضر والحبوب. وينتج الجسم عادةً حاجاته من الكولسترول أي أننا لا نحتاجه من مصادر خارجية. أما أهم المصادر المسببة لارتفاع مستوى الكولسترول في الدم فهي الأحماض الدهنية المشبعة التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي الوقت نفسه، يساهم الكولسترول الموجود في الطعام في رفع مستوى الكولسترول في الدم، علماً أن قسماً منه يتخلّص منه الجسم من خلال الكبد. رغم ذلك، ينصح ألا يتعدى معدل الكولسترول الذي نحصل عليه يومياً من الغذاء 300 ميلليغرام. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون مشكلات في القلب فمن الأفضل ألا يحصلوا على أكثر من 200 ميلليغرام في اليوم. وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسى انه بخفض كمية الدهون المشبعة التي نحصل عليها يومياً من الغذاء نخفف محصولنا اليومي من الكولسترول من الغذاء بشكل ملحوظ إذ أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول عادةً. كما أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم قد يضطرون لخفض كمية الكولسترول التي يحصلون عليها يومياً من الغذاء على معدل أدنى. ونظراً إلى وجود الكولسترول في الأطعمة ذات المصدر الحيواني، لا بد من الحرص على خفض كمية اللحوم التي يمكن تناولها يومياً والسمك والدجاج وتناول الحليب الخالي من الدسم ومشتقاته. أما الأطعمة ذات المصدر النباتي والغنية بالبروتينات كالحبوب فتعتبر بدائل جيدة للبروتينات ذات المصادر الحيوانية.
- كيف يؤثر النشاط الجسدي على معدل الكولسترول في الدم؟
تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في زيادة معدل الكولسترول الجيد لدى بعض الأشخاص. أما ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد فيؤثر إيجاباً على احتمال الإصابة بأمراض القلب ويخفض احتمال الإصابة بها. أيضاً يساهم النشاط الجسدي في السيطرة على الوزن ومعدل السكر في الدم ومستوى ضغط الدم. وفيما تساهم التمارين الرياضية (أيروبيكس) في تحسين نبضات القلب والتنفس، تؤثر الرياضة المعتدلة إلى قوية كالهرولة والسباحة إيجاباً على وظيفة القلب والرئتين.
في المقابل يشكل الركود وقلة الحركة عامل خطر بالنسبة إلى القلب مما يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب. وحتى النشاطات المعتدلة القوة تساهم في الحد من الخطر لدى ممارستها يومياً ومنها المشي ضمن نزهة والأعمال المنزلية والرقص والتمارين الرياضية البسيطة التي تجرى في المنزل.
- كيف يؤثر التدخين سلباً على مستوى الكولسترول في الدم؟
يعتبر التدخين أحد عوامل الخطر الستة الأساسية المسببة لأمراض القلب والتي يمكن التحكم بها ومعالجتها. يسبب التدخين خفض مستوى الكولسترول الجيد HDL ويزيد القابلية لتخثر الدم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024