تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم

تحيط بحالة ارتفاع مستوى الكوليسترول أقاويل لا تعد ولا تحصى، فمنها ما يشير إلى أن التوتر هو سبب ارتفاع مستوى الكوليسترول، ومنها ما يؤكد أن لا حاجة إلى الدواء لدى ارتفاع النسبة بشكل بسيط...وغير ذلك من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة ويتبعها كثر نظراً لتداولها بين الناس. في الواقع، قلائل هم الذين يدركون مدى خطورة هذه الحالة التي لا تعبّر عن مجرد أرقام بل هي الطريق الذي يؤدي إلى انسداد الشرايين والإصابة بجلطة دماغية أو ذبحة قلبية. علماً أن كليهما ينتج حكماً عن ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.  الطبيب الاختصاصي في الطب العيادي من جامعة كورنيل الأميركية باسم المصري تحدث عن تفاصيل دقيقة في ارتفاع الكوليسترول وعن مختلف الحقائق المرتبطة به، مشيراً إلى أحدث الفحوص المتطورة التي تسمح باكتشاف مستوى الخطر لدى من هم عرضة له.

- متى يعتبر مستوى الكوليسترول في الدم مرتفعاً؟
لا يمكن التحدث عن ارتفاع مستوى الكوليسترول بالمطلق، إذ أنه لا بد من أن نأخذ في الاعتبار الكوليسترول الحميد والكوليسترول السيئ. فقد يكون مستوى الكوليسترول السيئ جيداً لكن ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً سلبياً  وتشكل خطراً. من هنا أهمية الفحوص المتقدمة. فقد لاحظنا أن مستوى الكوليسترول يكون منخفضاً لدى البعض ويصابون بجلطة دماغية أو ذبحة قلبية على الرغم من ذلك، علماً أن الذبحة والجلطة لا تحصلان إلا نتيجة انسداد الشرايين الناتج عن ارتفاع مستوى الكوليسترول. لذلك، من الضروري إجراء فحوص أكثر دقة.

- هل يعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول خطراً على أشخاص معينين أكثر من غيرهم؟
يعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول أخطر على من يعاني السكري ومن لديه مناعة على الأنسولين. ففي هذه الحالات يرتفع خطر الجلطة في الدماغ والذبحة القلبية ستة أضعاف.

- هل تختلف معدلات الكوليسترول المقبولة لدى الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة؟
يجب أن يكون مستوى الكوليسترول السيئ دون ال70 لدى الأشخاص الذين يعانون أمراض قلب وسكري وشرايين. أما الكوليسترول الحميد فيجب أن يكون بمعدل ما فوق 45 للرجل وفوق 55 للمرأة.

- هل يشكل ارتفاع مستوى الكوليسترول خطراً أكبر على المرأة أم على الرجل؟
تعتبر المرأة محمية من أمراض القلب حتى سن انقطاع الطمث، بعدها يتضاعف الخطر أربع مرات. علماً أن مستوى الكوليسترول الحميد يكون مرتفعاً أكثر عادةً عند المرأة.

- هل تظهر أعراض معينة نتيجة ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم؟
قد تظهر أعراض في حال ارتفاع مستوى الشحوم الثلاثية، أما الكوليسترول فيعتبر خبيثاً ولا تظهر أعراض له، حتى لو تخطى المعدل 500. فالعارض الأول الناتج عن ارتفاع مستوى الكوليسترول هو الجلطة القلبية. أما ارتفاع مستوى الشحوم الثلاثية فقد يؤدي إلى ألم في الأمعاء.

- إلى أي مدى يعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول وراثياً؟
في حال ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم لدى الأم أو الأب، تظهر المشكلة نفسها لدى الأبناء غالباً. وقد أظهرت الدراسات انه في حال إصابة الأب أو الأم بمرض قلب ناتج عن انسداد الشرايين، يزداد خطر إصابة الأبناء 40 مرة. كذلك يرتفع الخطر بوجود عوامل أخرى كالتدخين وقلة ممارسة الرياضة وسوء النظام الغذائي.

- ما سبب ارتفاع مستوى الكوليسترول في سن مبكرة لدى البعض؟
العامل الوراثي يسبب ظهور حالة ارتفاع مستوى الكوليسترول في سن مبكرة.

- هل من سبل للوقاية في حال وجود العامل الوراثي؟
قبل الوقاية يجب معرفة من يعتبر عرضة نتيجة عوامل خطر متوافرة من خلال فحوص متطورة تكشف خطر الإصابة بسنوات طويلة مقبلة. 

- هل من علاجات تسمح بخفض مستوى الكوليسترول بشكل نهائي؟
ثمة أدوية تخفض مستوى الكوليسترول في الدم، لكن لا بد من تناولها طيلة الحياة. ويجب تناول أدوية الكوليسترول يومياً لأنها تساعد في وقف إنتاج الكوليسترول في الجسم. ففيما يؤمن الأكل نسبة 25 في المئة من كمية الكوليسترول، ينتج الجسم النسبة المتبقية.

- هل يعطى العلاج فقط في حال وجود ارتفاع كبير في مستوى الكوليسترول؟
لا يمكن إهمال الارتفاع البسيط في مستوى الكوليسترول، بل تؤخذ في الاعتبار عوامل أخرى تشير إلى احتمال وجود خطر. لا يمكن إهمال الارتفاع البسيط في مستوى الكوليسترول حتى، لكن في الوقت نفسه، يتطلب انسداد الشرايين وقتاً أطول عندما يكون مستوى الكوليسترول أقل، مع الإشارة إلى أن الخطر يتسارع مع تقدم المرأة في السن بعد انقطاع الطمث.

- إلى أي مدى قد يكون للنظام الغذائي والرياضة دور في خفض مستوى الكوليسترول بدلاً من اللجوء للدواء؟
لا شك أن للنظام الغذائي الصحي والرياضة دوراً في تحسين مستوى الكوليسترول. لكن يصل تأثيرها هذا إلى نسبة 12 في المئة، أما الدواء فيلعب دوراً بنسبة 60 في المئة. هذا مع الإشارة إلى أنه حتى في حال تناول الدواء، يجب اتباع نظام صحي ولا يمكن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون.

- لماذا يقال إن المشي تحديداً يلعب دوراً في تحسين مستوى الكوليسترول؟
ليس صحيحاً أن المشي وحده يلعب دوراً في تحسين مستوى الكوليسترول. بل تعتبر الرياضة بشكل عام مهمة لتحقيق هذه الغاية، خصوصاً الهرولة والسباحة والتمارين الرياضية cardio التي تسمح بحرق الوحدات الحرارية وركوب الدراجة. علماً انه ينصح بممارسة الرياضة بمعدل ساعة يومياً.

- هل صحيح أن التوتر يلعب دوراً في ارتفاع مستوى الكوليسترول؟
ليس صحيحاً أن التوتر يؤثر سلباً على مستوى الكوليسترول في الدم. بل على العكس، لاحظنا أن مستوى الكوليسترول ينخفض في العمليات الجراحية تحت تأثير الخوف والتوتر.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079