منال البيّات: هكذا فزنا بإكسبو 2020
في صحراء قاحلة حطّت التكنولوجيا رحالها، بعزيمة وإرادة وتعاون سعياً نحو مستقبل الحلم، الحلم الذي حاكت إمارة دبي أولى خيوطه. بعد ثلاث سنوات فقط، أي في العام 2020، سيشهد الشرق الأوسط الحدث الأبرز إذ ستستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً إمارة دبي «إكسبو 2020»، المعرض الأضخم في الشرق الأوسط والعالم، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وسيشهد الحدث المشاركة الأولى للسيارة الكهربائية في الشرق الأوسط خلال فترة المعرض.
- لم تكن دبي المدينة الوحيدة التي رُشحت للفوز بـ«إكسبو 2020»، فلماذا دبي؟
تجيب عن هذا السؤال نائب رئيس أول- دمج وتطوير الأعمال في «إكسبو 2020 دبي» منال البيّات، قائلةً: «المنافسة كانت شديدة بين المدن Yekaterinburg في روسيا وساو باولو في البرازيل، إضافة إلى أزمير في تركيا. كل دولة خصّصت شعاراً رئيساً لها وقدّمت ملفها الى المنظمة الدولية للمعرض، ونحن قدمنا خططنا من ناحية التطور والمعارض والزوّار، وهذه المشاريع هي عبارة عما نقدّمه للعالم يومياً. ملفنا كان مهماً من ناحية الموقع، وسيكون أول معرض في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، كما أن فريق العمل الذي كان يتابع تقديم الطلب بذل مجهود كبيراً، وبالتالي عوامل عدة ساهمت في فوزنا بـ«إكسبو 2020»، أهمها الإنجازات التي قدمتها دولة الإمارات، ولا سيما إمارة دبي خلال الفترات السابقة، وأثبتت قدرتنا على هذا الإنجاز الضخم».
- تحدثتم عن الاستدامة، هل ستبذلون مجهوداً إضافياً لتفوز دبي مرة أخرى بمعرض جديد؟
الاستدامة ليست شعاراً نتحدث عنه. الموقع والطاقة المتجددة التي سنستخدمها، والحلول التي نبحث عنها، إضافة إلى البرامج المختلفة مثل «إكسبو لايف»، وسنحافظ على المدينة التي شيّدناها إلى ما بعد انتهاء المعرض. نحن مقتنعون بأن الاستدامة عامل مهم للعالم كله وللشركات والشباب، ويداً بيد سنعمل لتحقيق أهم الإنجازات. «إكسبو 2020 دبي» سيكون الإرث الذي سيتحدثون عنه، وبالتالي سيعكس الجهود التي بذلناها في هذا المعرض، ونأمل أن يكون «الاكسبو» مدينة حيوية لجهة القطاعات التي نرغب في جذبها خلال فترة المعرض.
- في ظل الأزمات الأمنية والاقتصادية التي يعيشها العالم العربي، كيف تتجاوزون هذه الصعوبات؟
في ما يتعلق بالأمن، تنعم دولة الإمارات بالاستقرار، وسنستمر في التعاون مع الهيئات المعنية، لأن الأمن والأمان عنصران مهمان لأي حدث عالمي، يستقطب زوّاره من مختلف دول العالم. لذا ننظر إلى هذه المسألة بجدٍ، ونحرص على التعاون مع مختلف الهيئات.
- هل سيحافظ «إكسبو دبي 2020» على لمسة الثقافة العربية؟
من المهم جداً أن يكون تراثنا العربي حاضراً، لكن لا يمكن أن ننسى أن دولة الإمارات تستضيف نحو 200 جنسية تعيش بأمان في ربوعها، ومن الضروري أن نسلّط الضوء على تراثهم أيضاً، وأن يعرف العالم أننا نفتح أبوابنا لهم، كما نحرص على أن يكون هناك تعاون بين وطننا العربي ودول العالم.
هذا وقد أعلن «إكسبو 2020 دبي» عن انضمام شركة Nissan لصناعة السيارات إلى برنامج شراكة «إكسبو 2020 دبي» بصفتها شريك السيارات الرسمي الأول، وسيتعاون الطرفان معاً لتسليط الضوء على مستقبل التنقل الذكي خلال الوجهة العالمية المرتقبة، ويشمل ذلك أسطول المركبات الذي تقدمه الشركة لـ«إكسبو»، بما في ذلك السيارات الكهربائية.
وجاء الإعلان عن الشراكة خلال مؤتمر صحافي عُقد في موقع «إكسبو 2020 دبي» في منطقة «دبي الجنوب»، حيث كشفت «نيسان» عن الجيل الثاني من سيارة «ليف» (LEAF) الكهربائية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط. وستوفر «نيسان» أسطولاً يضم حوالى 1000 مركبة، من بينها مركبات كهربائية ومركبات مدعومة بحلول تكنولوجية متطوّرة، بهدف دعم أعمال الاستعداد والتحضير لاستضافة «إكسبو 2020 دبي» وخلال فترة انعقاده. وسيتضمن الأسطول السيارات والمركبات باختلاف أنواعها حيث سيتم استخدامها لجملة من الأغراض تشمل أعمال الإنشاء وزيارات كبار الشخصيات ونقل المشاركين والمنظّمين. كما ستوفر «نيسان» في إطار الاتفاقية، خدمات دعم الأسطول كالصيانة والمساعدة على الطرقات والتأمين، إلى جانب الترويج لـ«إكسبو 2020 دبي».
وكانت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم إبراهيم الهاشمي، المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي» قد تحدثت عن سبب التعاون بين «إكسبو دبي 2020» وشركة «نيسان» المصنّعة للسيارات دون غيرها، فقالت: «يحتفي الإكسبو العالمي بالابتكار والإبداع البشري، ونرى الابتكار والإبداع يتجسّدان في الجهود الحثيثة التي تسعى إلى جعل التنقل أكثر ذكاءً واستدامة من خلال تقنيات السيارات الكهربائية والذاتية القيادة».
وأضافت: «نيسان» من الشركات السبّاقة إلى هذه التغيرات الثورية في قطاع صناعة السيارات، ونحن سعداء بالعمل معها كشريك رسمي أول في هذا المجال، مما سيتيح لنا التعاون معاً وتسخير «إكسبو 2020 دبي» كمنصة لاستعراض أحدث تقنيات وحلول التنقل الجديدة لملايين الناس من مختلف أنحاء العالم».
احتفاءً بالإبداع البشري سيستقطب «إكسبو دبي» خلال أشهره الستة ملايين الزوار من دول العالم...
من المتوقع أن يستقطب «إكسبو 2020 دبي» ملايين الزوار، خلال الفترة الممتدة من يوم افتتاحه الواقع فيه 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، الى حفل ختامه الذي سيُقام في 10 نيسان/ أبريل 2021. كما سيكون أكبر معرض في التاريخ من حيث عدد الزوار الدوليين.
ومن المتوقع أن يشارك فيه ما يزيد عن 200 مشارك، من ضمنهم دول ومنظّمات دولية، وشركات ومؤسسات تعليمية.
أعدّ «إكسبو 2020 دبي» برنامجاً مميزاً للمتطوعين يهدف إلى استقطاب ما يزيد عن 30 ألف متطوع من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات والخلفيات.
سيُقام المعرض على مساحة إجمالية تبلغ 4.38 كيلومتر مربع، من ضمنها منطقة مبوّبة مخصصة للمعرض مساحتها 2 كيلومتر مربع، في منطقة «دبي الجنوب» المجاورة لمطار آل مكتوم الدولي.
سيكون «إكسبو 2020 دبي» أول حدث دولي ضخم يُقام في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت العاصمة البريطانية لندن قد احتضنت أول معرض عالمي، والذي أطلق عليه اسم «المعرض العظيم» في «قصر الكريستال»، الأيقونة المعمارية التي شُيّدت خصيصاً للحدث. وكان «المعرض العظيم» بمثابة احتفاء بالإبداعات الصناعية البشرية في عالم اتسم بتطوراته وتغييراته المتسارعة. وشكلّ الحدث بكل تفاصيله، سواء على صعيد تصاميمه الهندسية ومعروضاته، أو مفهومه الرئيس: «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم»، منصةً اجتمعت عليها أمم الأرض لاستعراض مسيرة التقدم الصناعي المشتركة. وقد بدأ المشاركون في معارض إكسبو الدولية، بما في ذلك الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية، في الترويج لإنجازاتهم ومنتجاتهم وأفكارهم ومبتكراتهم وعلاماتهم الوطنية، وتسليط الضوء على بلدانهم كوجهات سياحية وتجارية واستثمارية.
ومرة جديدة تفاجئنا دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما إمارة دبي بدور المرأة الريادي في مختلف المجالات، ونلاحظ أن للمرأة الدور الأبرز في قيادة المشروع الابداعي الأضخم في الشرق الأوسط Expo Dubai 2020، وذلك لثقة الإمارة بقدرة المرأة العربية على المساهمة في بناء مستقبل إبداعي وابتكاري للعالم العربي والشرق الأوسط.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024