9 شخصيات ذهبيّة في مقابلات حصرية طبعت تاريخ «لها»
شخصيات ذهبية في مقابلات خاصّة وحصرية طبعت مسيرة «لها» منذ انطلاقها قبل أكثر من 17 عاماً وحتى اليوم، وصنعت منها مجلة نخبوية بامتياز حائزة ثقة الشخصيات المرموقة في مجالات الشأن العام والموضة والفنّ. محطّات طبعت عملي الصحافي في مجلة «لها» منذ العدد الأول، وتركت أثرها في شخصيتي المهنيّة. أستعرض تسع شخصيات منها، تابعها القراء بشغف وحبّ.
إيلي صعب: The Man Behind The Brand
أجريت معه الحوار الأول الذي نُشر في الصحافة العربية وبعدها كرّت السُبحة... وكرّت معها الإعترافات الجميلة. من يرقب إبداعات صعب موسماً بعد آخر، ويتابع نجاحاته الكبيرة، يرسم في رأسه صورة أسطورية للمصمّم اللبناني ذي الموهبة الاستثنائية، الذي استطاع أن يبلغ العالمية، ويزيّن السجادة الحمراء في هوليوود بفساتين تخطف الأنظار، ويجعل من داره داراً عالمية موجودة عبر بوتيكات خاصة في عواصم الموضة والاقتصاد، تنتج مجموعات جاهزة واستثنائية موسمية وتتوسّع في مجال الأكسسوارات والنظّارات والعطور وغيرها. أجمل ما في لقاءات صعب أنها تكشف الجانب الإنساني الغني في شخصية المبدع الأسطوري. يقول: «أريد للأجيال المقبلة أن تذكرني بأنني المصمم الذي كافح كي يحقق حلماً، وسلاحه إرادته وتصميمه وموهبته». يحدّد سيّد الموضة الأناقة قائلاً: «عندما تفهم المرأة نفسها تنظر إليها بعين مجرّدة وتتقبّل عمرها ومقاييسها وتبحث عما يليق بها لا عمّا يليق بغيرها. ليس جمال المرأة محكوماً بمقاييس معيّنة ولا بعمر محدّد، بل بشخصيتها والنور الذي يشعّ من داخلها».
ريم عكرا: أسطورة في عالم الموضة
كانت قد مضت على انطلاق ريم عكرا في عالم التصميم خمس سنوات حقّقت فيها نجاحاً شكّل صدمة في السوق الأميركية. عندما أجريت معها مقابلة نُشرت في العدد الثاني من مجلة «لها»، تحدثت مصمّمة الأزياء الأميركية - اللبنانية ريم عكرا عن ذكرياتها في بيروت وسلمى الخيّاطة الماهرة التي تعلّمت منها شابة التعاطي المرهف والدقّة اللامتناهية في صقل القماش، وجدّتها أم أفتيم، العجوز صاحبة اليدين المباركتين التي علّمتها صنع الأزهار القماشية يدوياً، وسوق الأقمشة في وسط بيروت حيث تختار الفتاة الصغيرة التي كانت عليها، ثوبَ قماشٍ منسياً فوق رف عالٍ لفتها كي تصنع منه فستاناً جميلاً. بداية حكاية ريم مع العروض كانت في الجامعة الأميركية في بيروت حيث نظّم لها نادي تصميم الأزياء أول عرض لتصاميمها الخاصة لا تزال تحتفظ ببعض الصور منه. هل كانت ريم لتصل إلى ما وصلت إليه من نجاح لو بقيت في لبنان؟ «سؤال يصعب عليّ الإجابة عنه. لكنني أعرف تماماً أن ريم كانت ستتمكن من تحقيق ذاتها كامرأة عاملة ناجحة، بفضل إصرارها على النجاح... لم يكن الطريق إلى النجاح سهلاً. صحيح أن أميركا هي بلاد الفرص، لكن مواهب كثيرة ضاعت هناك، وتبدّدت أحلام كثيرة. أنا حققت «الحلم الأميركي». لم يكن الأمر سهلاً أبداً. اجتهدت وتعبت لكنني نجحت».
الملكة رانيا العبدالله: ملكة القلوب
في كل مرة التقيت فيها الملكة رانيا العبدلله تجاذبتني صورتان للملكة الأردنية الشابة: الأولى، تطل فيها شخصية نسائية عربية رائدة، تخطّت دورها الوطني والقومي إلى دور عالمي أكثر شمولية في إنسانيته وعطاءاته، وأكثر تأثيراً في حياة الأجيال القادمة، خصوصاً النساء والأطفال منها. والثانية هي صورة الملكة المتواضعة الودودة صاحبة الاستقبال الحار والشخصية الآسرة سيدة التفاصيل والحوار الذكي والممتع، التي إن التقيتها مرةً، لا تنساها أبداً. خلال لقاءاتي العديدة معها في الأردن وخارجها، كانت الملكة تردّد بثقة أنه «يمكن النساء أن يكنّ فاعلات، كما يمكنهن لعب دور مهم في إحداث تغيير حول العالم».
وعن حياتها كملكة قالت: «الملكة ليست من أنا، بل ما أقوم به وكيف أؤثر في من حولي. بالنسبة إليّ، الملكة هو مجرد لقب لمهنة مثل الطبيب أو المعلم أو المهندس. يعتقد الكثيرون أن حياة الملكة ليست مرتبطة بالواقع، لكن الحقيقة غير ذلك، فأنا أعتني بأولادي بنفسي وأساعدهم في دروسهم وأشاركهم ألعابهم».
الأميرة هيّا بنت حسين: أنا والشيخ محمد بن راشد
«التقيت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مباراة تنافسية للخيل. لم يكن حبّاً من النظرة الأولى بمقدار ما كان تحدياً رياضياً»... هكذا روت الأميرة هيّا بنت الحسين لقاءها الأول بزوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في مقابلة خاصة أجريتُها معها في دبي، وأضافت: «كان يقول لي إنه سيهزمني في المباراة، وكنت أؤكد له أنني من سينتصر!». من أجمل ما تضمنته تلك المقابلة، كلامها عن علاقتها الاستثنائية بالشيخ محمد وقولها: «جمعتنا الفروسية وحبّنا للشعر والكتابة وتاريخ العرب والإسلام وتجارب الحياة المختلفة. وأفضل ما يميّز علاقتنا كزوجين، تلك الصداقة التي تربطنا، فأنا أحكي للشيخ محمد كل شيء... هو زوجي وأخي وصديقي ورفيق دربي». وقد خصّت الأميرة هيّا مجلة «لها» بصور خاصة من ألبومها والشيخ محمد.
ماري روبنسن: نصيرة حقوق الإنسان والمرأة
الانطباع الأول الذي تتركه فيك ماري روبنسن رئيسة إيرلندا السابقة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بين عامي 1997 و2002، أنها امرأة دقيقة جداً، منظّمة جداً، وملتزمة جداً جداً. وتفاجئك كم أنها عالمة بهموم منطقتنا ونسائها. ومما قالته في المرأة العربية، في مقابلة خاصة معها: «الصورة التي يرسمها الغرب للمرأة العربية ليست دقيقة وتحوي الكثير من المغالطات... أعرف تماماً أن نساء هذه المنطقة متمكنات، فاعلات ومجتهدات لتحقيق الأفضل، ويبذلن كل جهد للنهوض بواقعهن، وعلينا أن نساعدهن كي يحقّقن المزيد»... مضيفةً أن أكثر من نائبة عربية أسرّت لها بأنها وجدت وزميلاتها أنفسهن معزولات تماماً لدى طرحهن أي قضية نسائية مناهضة للتمييز». وفي مجال آخر قالت: «إن النساء في مواقع القيادة أكثر عصرية وجدية في حل المشاكل، وهنّ بارعات في التواصل مع الآخرين، ويملكن شبكة علاقات مهمّة يسخّرنها في إحداث تغيير فعلي على أرض الواقع، لكن التاريخ لم ينصف المرأة القائدة أبداً».
هيرو طالباني: العراقية الكردية المناضلة حتى النفس الأخير
لا تفارق الشجاعة صوتها المجروح ببحّة شجيّة، ولا الحزن الدفين ابتسامتها المتفائلة. هيرو إبراهيم أحمد، عقيلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، كشفت لنا في حديث هو الأول لها، وربما الأخير، في الصحافة العربية، مشاهد كثيرة من حياتها النضالية الطويلة منذ طفولتها في مدينة السليمانية، مروراً بسنوات المنفى والمقاومة في جبال العراق، وصولاً الى انتخاب زوجها رئيساً للعراق. قالت هيرو: «جرّبت الجوع والبرد والحر والحرمان والوجع والنقص في الأدوية، والحياة في الخيم أو في بيوت من طين أو حجر... كنت أعتقد أن السجن هو المنزل الوحيد الذي يقيم فيه والدي، وأذكر عندما عاد والدي إلى البيت بعد سجن طويل كيف سألته مستغربةً: بابا ماذا تفعل في بيتنا؟ وقد ظلّ والدي يتندّر بهذه الحادثة حتى أيامه الأخيرة». الثورة لها «قدر المظلوم»، والحياة قطار نركبه ذات يوم، ثم نترجّل منه الواحد تلو الآخر. وعن المرأة وحقوقها قالت: «من الظلم أن تتخلّى المرأة عن اسم والدها لتحمل اسم زوجها».
شيرين عبادي: أول مسلمة حازت جائزة نوبل للسلام
أحبّ هذه المرأة. شيرين عبادي المحامية الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام امرأة استثنائية. ليست مناضلة سهلة ولا يمكن أن تكون، «كي لا يصير العالم مكاناً أسوأ للعيش... كي تكوني مناضلة صلبة عليك أن تؤمني بالقضية التي تعملين لأجلها، وألا تساورك الشكوك مرة واحدة، وألاّ تتخاذلي كي تكوني مستعدة لدفع الثمن الضروري لتحقيق أهدافك. الخوف هو غريزة كالجوع تماماً... ومع السنوات تعلمت كيف أتغلّب على خوفي فلا يتحكّم في نشاطاتي ولا يغيّرني». في حوارها الكثير من المواقف الشجاعة: «أنا ضد الأسلحة النووية من حيث المبدأ وأعارض اقتناءها وأؤمن بأن لا دولة تحتاج إلى الأسلحة النووية لتحفظ أمنها، لا إيران ولا إسرائيل ولا باكستان ولا أميركا». ومن مواقفها أيضاً: «إن الغالبية التي تصل الحكم من طريق الانتخابات، لا يحق لها أن تفعل ما تريده، بل عليها أن تحفظ حقوق الأقلية التي لم تمثَّل في الحكم وتراعي الأطر العامة للديموقراطية وحقوق الإنسان، وخصوصاً حقوق النساء».
مونيكا بيللوتشي: المرأة الأكثر جاذبية أبداً
قابلتها مرتين: مرة في دبي وأخرى في باريس. حضورها الآسر والقوي وشخصيتها العميقة كافيان لتحديد موقف من أي مسألة تُطرح عليها. أما جمالها فحدّث ولا حرج. إنها المرأة الحلم الفائقة الجمال، فكيف استطاعت أن تحصد كل تلك الألقاب الجمالية العالمية وتصبح حلم كل رجل!... «لا يمكن الجمال وحده أن يجعل من امرأة حلم كل رجل، كما لا يمكن أن نصنع «ديفا» بحسابات مسبقة وتصورات على الورق. إنه تضافر أمور منطقية ولا منطقية عدّة، منها الكاريزما التي تجعل من جمال هذه الشخصية جمالاً لا ينال منه الدهر». وهل الجمال نعمة أم نقمة؟ «الجمال ليس ذنباً تحمله المرأة... على النساء أن ينزعن هذه الفكرة من رؤوسهن. الجمال نعمة أشكر الله عليها». ما الذي يبكي مونيكا؟ «كل شيء يبكيني، فأنا أبكي كل الوقت. عاطفية جداً وشديدة التأثّر. أعتقد أنني إيطالية حقيقية». وهل أنت من النوع الذي يضعف أمام كلمات الغزل؟... «كلمات الغزل مهمة، ولكن النظرات تفوقها أهميةً. بالنظرات يمكن أن نقول أشياء كثيرة. هي أبلغ من الكلمات. النظرات لغتي المفضلة التي أعبّر فيها وأفهمها أكثر».
شارون ستون: الجمال الذكيّ بشراسة
إنها المقابلة التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية، خصوصاً أنها تضمنت مواقف الممثلة الأميركية الجريئة شارون ستون من منطقتنا وعملية السلام. ورداً على سؤال هل السلام في الشرق الأوسط حلم صعب المنال؟ قالت: «أعتقد أن الشرق الأوسط بات مدمناً وضعه الحالي. لقد فوّت المسؤولون هنا الكثير من الفرص لصنع السلام، وكلما بدا الحل قريباً، سادت الأطراف المعنية حالة هستيرية، قوّضته. أعتقد أن الشعوب تستسهل أحياناً اختيار ما اعتادت عليه، وتخاف التغيير. لقد اعتادت شعوب المنطقة الحروب إلى حدّ باتت معه تخشى اختيار أي وضع آخر حتى لو كان هذا الوضع الآخر هو السلام. أشبّه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بطفل وقع ضحية اعتداءات وحشية في طفولته، لكنه عندما كبر اختار بملء إرادته الارتباط بجلاّده الذي مارس عليه شتى أنواع التعذيب، بعدما خيلت له عذاباته تلك حبّاً». وعن أحداث 11 أيلول/سبتمبر قالت: «لم أصدّق يوماً الرواية التي قدِّمت لنا عن انفجار البرجين في 11 أيلول/ سبتمبر. ولا أعتقد أن الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان والعراق سببها 11 أيلول... يؤلمني كثيراً تسليط الضوء على استشهاد نحو 4000 أميركي في العراق وتجاهل 600 ألف عراقي قضوا في هذه الحرب. لأي غاية قضى هؤلاء، وهل ساهم موتهم في حلّ الأزمة؟ أعرف الوجه الحقيقي للحروب وأرفضه».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024