تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مرض السيلياك وطرق التعايش معه

يمكن أن يتعايش مريض السيلياك مع مرضه ويمكن أن يعيش حياة طبيعية شرط أن يتمتع بالثقافة الغذائية اللازمة ليحسن اختيار ما يناسبه وما يمكن أن يؤذيه. ولأن الحمية الغذائية هي الحل الوحيد له ولا علاج للمرض بوسيلة أخرى، استشرنا اختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور صاحبة عيادات «صحي وسريع» ومقدمة برنامجي «صحي وسريع» على قناة الآن و«مع مونيك»على إذاعة «صوت لبنان»، فتحدثت عن كل التفاصيل المتعلّقة بمرض السيلياك  وبطرق التعايش معه لتكون حياة المريض طبيعية ولكي لا يعاني مضاعفات المرض الخطيرة.

- كيف يمكن التعريف بمرض السيلياك، وما خصائصه؟
مرض السيلياك هو الداء الذلاقي أو الداء الباطني ّالذي يعاني فيه الشخص عدم قابلية هضم مادة Gluten الموجودة في القمح نتيجة حساسية زائدة على هذه المادة.

- ما مدى الأضرار التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بالمرض؟
مرض السيلياك مزمن ويمكن الإصابة به لسنوات طويلة دون علم بوجوده. لكن تكمن المشكلة في أنه يلحق ضرراً كبيراً بشعيرات المعي ويسبب التهاباً وتلفاً في البطانة المعويّة بحيث لا تعود شعيرات المعي قادرة على امتصاص المكوّنات الغذائية الأساسية للجسم كالفيتامينات والمعادن والبروتينات والسكريات.

- ماذا عن المشكلات الصحية التي قد تنتج عنه؟
تتعدد المشكلات الصحية التي يمكن أن يتعرّض لها مريض السيلياك في حال عدم الوقاية. وتظهر عادةً لدى التأخر في تشخيص المرض أو في حال عدم اتباع المريض الحمية الغذائية المطلوبة. وأهم هذه المشكلات فقر الدم والنزف وترقق العظام وسوء التغذية وتأخر النمو وزيادة احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء والسكري ونقص الفيتامينات والمعادن في الجسم وتقرّح الفم وضعف عملية الهضم والانهيار العصبي وعدم القدرة على امتصاص مادة اللاكتوز(سكر الحليب). هذا إضافةً إلى المشكلات النسائية التي يمكن أن تتعرّض لها المرأة في عملية الولادة وفي موعد الطمث.

- هل يمكن أن ينتقل المرض بالوراثة؟
مرض السيلياك هو وراثي وقد ينتقل من أم إلى طفلها. وقد تكون أسبابه جينية حيث لوحظ وجوده في العائلات. كما ينتشر بكثرة في سورية وإيرلندا والبلاد التي يكثر فيها التزاوج ضمن العائلة الواحدة.

- هل تختلف الأعراض التي تصيب الأطفال عن تلك التي تصيب  من هم أكبر سناً؟
تلاحظ أعراض معينة لدى الأطفال مما يشير إلى احتمال إصابتهم بالمرض وهي الغضب الدائم وسرعة الانفعال والإنتفاخ في البطن والنقص في النمو والتأخر في البلوغ.

- كونه مرضاً يمكن الإصابة به سنوات طويلة دون العلم بذلك، هل هذا يعني أن أعراضه لا تظهر بوضوح؟
صحيح أن أعراض مرض السيلياك قد لا تظهر لدى المريض من الطفولة لدى تناوله أي غذاء يحتوي على مادة Gluten. كما أن أعراض المرض هي الإسهال مع خفض الوزن رغم زيادة الشهيّة والتشنجات العضليّة والتعب والإرهاق والتقيؤ والغازات والإمساك، وهي كلّها أعراض تشبه إلى حد بعيد الأعراض الناتجة عن مشكلات الجهاز الهضمي. لكن عندما يعاني طفل هذه المشكلة، تلاحظ أمّه أولاً أنه يعاني بطئاً في النمو وصعوبة في امتصاص الغذاء.

- هل هذا يعني أن تشخيص المرض ليس سهلاً؟
وحده طبيب الأطفال المتخصص في مشكلات الأمعاء والجهاز الهضمي قادر على تشخيص المرض.

- كيف يتم التشخيص؟
يتم التشخيص بفحص الدم وبالخزعة.

- ما السن التي يظهر فيها المرض عادةً؟
قد يظهر المرض بعد سن الثلاثين أو أكثر. لكنه يظهر في الطفولة في معظم الحالات.

- ما العلاج المتّبع في هذه الحالة؟
يصف الطبيب علاجاً بالأدوية لالتهابات الأمعاء الناتجة عن المرض. لكن في الواقع الحل الوحيد للمرض في الحمية الغذائية لأن الأدوية تشفي المضاعفات الناتجة عن المرض فقط.

- هل يمكن الشفاء نهائياً من المرض؟
مرض السيلياك مرض مزمن ولا بد من التقيّد بالحمية الغذائية طوال الحياة لتجنب مضاعفاته.

- هل تظهر أعراض المرض مباشرةً لدى تناول أحد الأطعمة التي يمنع على المريض تناولها؟
يختلف الأمر بين شخص وآخر، فقد تظهر الأعراض مباشرةً لدى بعض الأشخاص كما يمكن أن تظهر بعد فترة. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض المرض ومضاعفاته قد لا تظهر في الأمعاء بل في الجلد من خلال نوع من الطفرة الجلدية.

- هل يمكن أن يتناول المريض الطعام خارج المنزل؟
يصعب على مريض السيلياك تناول الطعام خارج المنزل كون الاختيارات تكون محدودة لديه. إذ لا يمكن أن يتناول إلا اللحم مع الخضر، ويمنع عليه في المقابل تناول الأطعمة التي تحتوي على الطحين ومشتقات القمح.

- ألا يعتبر صعباً التعايش مع المرض؟
ممكن التعايش مع المرض شرط الحصول على الثقافة اللازمة للامتناع عن كل ما يمكن أن يسبب الأذى ومعرفة أدق التفاصيل المتعلّقة بالمرض.

- هل يعيش مريض السيلياك لسنوات أقل؟
في حال اتباع الحمية الغذائية المطلوبة، لا يؤثر المرض على حياة المريض.

- ما الأطعمة التي يمنع على مريض السيلياك تناولها؟
يمنع على مريض السيلياك تناول الخبز والمعكرونة والقمح والبرغل والشعير والكورن فليكس ومعظم النشويات. يمكن في المقابل التركيز على الأرز والذرة والبطاطا.

 

ملاحظة
يمكن مراجعة كتاب «التغذية ومرض السيلياك» لاختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور، الذي يحتوي على كل المعلومات اللازمة عن المرض وعن الممنوع والمسموح وعلى إرشادات لمريض السيلياك حول طرق تحضير الطعام والتبضّع وطريقة الأكل خارج المنزل وتحضير الوجبات الصحية المناسبة للمريض.

 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080