الحساسية في الطفولة سبب للربو
نرفض عادةً تقبّل فكرة الإصابة بالربو، وكثر يفضلون تبرير تلك الأعراض المزعجة التي يتعرضون لها بكونها ناتجة عن الحساسية. في الواقع، يؤكد رئيس قسم الأمراض الصدرية والإنعاش الطبي في مستشفى أوتيل ديو في بيروت جورج خياط أن الإصابة بالحساسية في الطفولة مؤشر للإصابة بالربو. لكن في الوقت نفسه، يؤكد أن الربو لا يعتبر مرضاً مخيفاً بل يمكن التعايش معه ومتابعة حياة طبيعية شرط الحصول على العلاج المناسب لأن ظهور الأعراض لدى القيام بجهد ليس إلا دليلاً على سوء العلاج.
- مزج كثر بين حالات الربو والحساسية، كيف يمكن التمييز بينهما؟
تسبب الحساسية الربو في معظم الحالات، خصوصاً عند الشباب. فكل من يعاني الربو قد يكون سببه الحساسية، خصوصاً عند الصغار. أما عند الكبار فقد ينتج الربو عن سبب آخر. وتجدر الإشارة إلى انه عندما يعاني المريض نوبة ناتجة عن الحساسية، فهذا يشير إلى الإصابة بالربو دائماً.
- ما الأعراض التي تظهر في حال الإصابة بالربو؟
أهم الأعراض الشائعة الناتجة عن الربو هي ضيق النفس والسعال عند التعرض لأي من العناصر المسببة. ومن لديه حساسية يتعرّض لنوبة واضحة.
- هل تظهر الأعراض باستمرار أم استثنائياً عند القيام بجهد؟
قد تظهر الأعراض بشكل دائم لدى البعض، وفي هذه الحالة تزداد حدةً عند القيام بجهد.
- هل يعتبر العامل الوراثي سبباً دائماً للإصابة بالربو؟
لا شك أن الوراثة تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالربو. إذ أنه في حال إصابة الأهل أو على الأقل أحد الوالدين، تظهر الحساسية عند الأطفال. لكن في الوقت نفسه، قد لا يكون أي من الوالدين مصاباً ويولد الأطفال مصابين بالحساسية. في الواقع لا نجد سبباً واضحاً للإصابة بالربو بل إن السبب جيني.
- ما مسببات الربو الأكثر شيوعاً؟
يعتبر الغبار والعث المنزلي والأعشاب وأهمها ما يعرف بعشبة الزجاج من أكثر مسببات الربو شيوعاً، إضافةً إلى الأزهار.
- ألا يظهر الربو إلا في الطفولة؟
يظهر الربو عادةً عند الأطفال أكثر من الكبار . لكن قد يظهر عند الكبار أيضاً. لكن مع التقدم في السن يصبح احتمال أن تكون الحساسية سبباً أقل، فلا تعود الحساسية هي السبب للإصابة بالربو.
- هل تكفي الوقاية من المسببات وحدها لمحاربة المرض دون حاجة إلى أدوية؟
لا تكفي الوقاية وحدها لتجنب المرض وأعراضه لأنه يستمر ويتفاعل اكثر، خصوصاً أن المسببات التي يمكن التعرّض لها كثيرة كالتلوّث والدخان وتغيير الطقس. قد تساعد الوقاية في تجنب حصول نوبة الربو لكنها لا تمنع المرض.
- هل الإصابة بالربو تعني، إذاً، عدم إمكان الشفاء وضرورة متابعة العلاج طوال الحياة؟
لا يمكن الشفاء نهائياً. وتكمن المشكلة في أن أعراض المرض تختفي أحياناً لفترة طويلة فيعتقد المريض أنه شفي ويوقف العلاج. حتى الآن يعتبر علاج الربو مزمناً ولا يمكن وقفه نهائياً.
- هل يمكن أن يتناول المريض الدواء عند التعرّّض للأعراض أم يجب تناولها طوال الوقت؟
من الأفضل تناول الدواء بانتظام بهدف السيطرة على المرض لأنه بقدر ما تتم السيطرة على المرض تخف النوبات التي يتعرض لها المريض حدةً ويكون علاجها أكثر سهولة.
- إلى أي مدى يمكن أن تصل خطورة المرض؟
في حال إهمال حالة الربو وعدم معالجتها بالشكل المناسب، يمكن أن يدخل المريض المستشفى والعناية الفائقة لدى التعرّض لنوبة قوية. وتجدر الإشارة إلى أن المرض لا يكون مضبوطاً عندما تتكرر النوبة أكثر من مرة في فترات متقاربة.
- ما الإجراءات التي يجب أن يتقيّد بها المريض في حياته لتجنب مضاعفات المرض؟
لا يعتبر الربو مرضاً مخيفاً، بل يمكن أن يعيش المريض حياةً طبيعية شرط أن يتبع العلاج بانتظام لا بشكل استثنائي . علماً انه في حال ضبط المرض قد لا تكون حاجة إلى الأدوية التي تسيطر على الأعراض.
- ما أنواع الأدوية التي تعطى لمريض الربو؟
ثمة أدوية تعطى لمريض الربو عند الحاجة عند التعرّض للأعراض والشعور بالانزعاج بهدف توسيع القصبات الهوائية، وأخرى تؤخذ بانتظام حتى في حال عدم ظهور أعراض.
- هل تشكل ممارسة الرياضة خطراً على مريض الربو؟
لا خطر من ممارسة الرياضة على مريض الربو. أما إذا كان عاجزاً عن ممارسة الرياضة، فهذا يعني أن ثمة مشكلة في العلاج . يجب أن يتمكن المريض من أن يعيش حياةً طبيعية . أما في حال عدم معالجة المرض فيزداد سوءاً.
- ما الآثار الجانبية التي تنتج عن تناول الأدوية، خصوصاً أنه يتم تناولها لفترات طويلة؟
تعتبر الأدوية فاعلة دون آثار جانبية. ويمكن التأكيد انه لا مشكلة في العلاج بل في عدمه. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة 90 في المئة من أدوية الربو تتوافر بشكل بخاخات.
- إلى أي مدى يشكل التدخين خطراً على مريض الربو؟
يعتبر الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي أصلاً أكثر عرضة للإصابة بالربو. كما أن الخطورة الكبرى تكمن في تدخين الحامل فهي تعرض الجنين للإصابة بالربو لاحقا.ً
في مواجهة مسببات الربو
صحيح أنه لا مفر من العلاج المنتظم للسيطرة على حالة الربو، لكن في الوقت نفسه تشكل العناصر المحفزة للربو خطراً يواجهه المريض في كل لحظة سواء في المنزل أو في مكان العمل أو في الشارع. أما أهم العناصر التي تشكل خطراً عليه في المنزل فهي العث المنزلي والغبار والورود والحيوانات والصراصير وأدوية التنظيف. ويأتي بعدها التدخين السلبي الذي يشكل خطراً حقيقياً، خصوصاً بالنسبة إلى الطفل المريض.
كيف يحمي المريض نفسه في المنزل؟
- اغسلي أغطية السرير بالماء الساخن مرة في الأسبوع.
- لا تضعي السجاد في الغرفة وإلا يجب وضع قناع أثناء تنظيفه. كما ينصح بعدم تنظيفه أثناء وجود طفل يعاني الربو في الغرفة.
- بدّلي فلترات أجهزة التبريد وأجهزة التدفئة باستمرار.
- استبدلي الستائر ذات القماش السميك بحاجب الضوء الخاص بالنوافذ اغسليه بالماء الساخن من وقت إلى آخر.
- أزيلي الغبار باستمرار من مختلف الأماكن بفوطة رطبة.
- خففي من الفوضى في الغرفة واحفظي الألعاب والكتب على الرفوف أو في الخزائن.
- استبدلي ألعاب طفلك المصنوعة من القماش بتلك القابلة للغسل.
- احفظي الملابس في الخزائن المغلقة.
- لا تستعملي الوسادات والأغطية المحشوة بالريش.
- حافظي على مستوى رطوبة منخفض في الغرفة يراوح بين 25 في المئة و50، واستعملي جهاز إزالة الرطوبة.
- استعملي أجهزة التبريد عند الإمكان.
- نظفي الحمامات بانتظام بواسطة مستحضرات التنظيف المزيلة للجراثيم.
- لا تضعي السجاد في الحمام.
- احفظي النباتات المنزلية خارج غرفة النوم.
- استعملي بخاخات قتل الحشرات فيما تكون العائلة خارج المنزل. أيضاً، اعملي على تهوئة المنزل قبل أن تعودوا إليه بساعتين.
- ابقي نوافذ المنزل مغلقة في موسم الأزهار.
- يزيد تأثير رحيق الأزهار في الصباح ، خصوصاً في أيام الحر، قللي نشاطاتك خارج المنزل في هذه الفترة.
كيف تحمين طفلك من تأثير التدخين السلبي؟
- إذا كنت مدخنة، أقلعي عنه، إن لم يكن لنفسك، فافعلي ذلك من أجل طفلك على الأقل. كما أنه يجب أن تقنعي أفراد العائلة المدخنين بأهمية الامتناع عن التدخين تجنباً لأخطاره.
- لا تسمحي لأحد بالتدخين في منزلك أو في السيارة.
- انتقي بدقة الأماكن التي تقصدينها مع العائلة بحيث تكون خالية من التدخين وتجنبي تلك التي يسمح فيها بالتدخين.
تغذية سليمة لمريض الربو
- يعاني بعض مرضى الربو سوء التغذية. في هذه الحالة، يمكن الاستفادة من بعض النصائح التي نقدمها إلى كل مريض الربو ليتخطى هذه المشكلة:
- تناول حبة من الفيتامينات المتعددة ومكملات الكالسيوم يومياً لأنها تؤمن للجسم حاجاته، خصوصاً إذا كنت تعاني نقصاً في الشهية.
- تنفس بانتظام أثناء المضغ والأكل وحاول أن ترتاح بين الوجبات وتوقف عن الأكل عندما تشعر بالتعب لترتاح.
- زد كمية الأطعمة التي تحب واحفظ الكميات الإضافية في الثلاجة فتتناولها عند الشعور بالجوع.
- تناول الأطعمة الجاهزة لتخفف عن نفسك عناء تحضير الطعام، شرط ألا تفرط في تناولها لأنها غنية بالدهون والسكر والملح.
- قم بالنشاطات التي تتطلب منك الكثير من الطاقة عندما تشعر بالنشاط والحيوية.
- لا تقف فترات طويلة في المطبخ إذا كان من الممكن أن تجلس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024