سرطان عنق الرحم.. سببه معروف ويمكن الوقاية منه باللقاح
لا يعرف الكل أن المرأة عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم طوال فترة ممارسة العلاقة الزوجية. ويمكن أن تلتقط الفيروس حتى دون إقامة العلاقة الزوجية الكاملة إذ يكفي أن يحصل احتكاك بجلد الرجل المصاب. تشخص سنوياً أكثر من 500000 إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم في العالم تؤدي إلى وفاة 280000 امرأة مصابة. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، تسجّل كل ساعة وفاة امرأة واحدة في الشرق الأوسط بسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم. هذه أرقام خطيرة تستدعي التوعية حول هذا المرض الذي يجهل كثر مدى خطورته. وما يدعو للتفاؤل هو أن سرطان عنق الرحم من السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها بفضل اللقاح المتوافر لهذه الغاية والذي يسمح بمكافحة المرض في سن مبكرة. الطبيب السنغافوري الاختصاصي بالجراحة النسائية والمتخصص بأورام الجهاز التناسلي عند المرأة كويك سوي شونغ تحدث تفصيلاً عن سرطان عنق الرحم وخطورته وسبل الوقاية منه باعتباره من السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها.
- كيف يمكن التعريف بسرطان عنق الرحم ؟
سرطان عنق الرحم هو من أنواع السرطان القليلة في الجسم التي يعرف طبياً سببها المحدد. حتى أنه يمكن القول أنه من السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها. مع الإشارة إلى أنه ليس صحيحاً ما يقال عن أنه يمكن الوقاية من سرطان الثدي، لأن الأصح أن الكشف المبكر وحده ممكن لا الوقاية من السرطان. أما في حالة سرطان عنق الرحم فيمكن رصد أي تغيّر في خلايا قبل أن تتحوّل إلى سرطانية.
- ما هو سبب الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
السبب الأساسي لسرطان عنق الرحم هو فيروس HPV الذي يمكن الإصابة به خلال علاقة عاطفية في أي سن كانت ويتحوّل خلال سنوات إلى سرطان في عنق الرحم.
- هل يعتبر خطر الإصابة بالفيروس لدى إقامة علاقة عاطفية مرتفعاً؟
الكل عرضة للإصابة بفيروس HPV لدى إقامة علاقة عاطفية. ويصل احتمال إصابة الرجل أو المرأة به إلى 80 في المئة. لذلك يعتبر هذا الفيروس من ضمن الأمراض الفيروسية المنتقلة في العلاقات العاطفية.
- هل يتحوّل الفيروس حكماً إلى سرطان عنق الرحم؟
لا يتحوّل الفيروس إلى سرطان دائماً بل في حالات قليلة. لكن يبقى الاحتمال موجوداً. ورغم ارتفاع احتمال التقاط الفيروس في العلاقة العاطفية، يتخلّص الجسم منه في معظم الأحيان. لكن في نسبة 10 في المئة من الحالات، لا يتخلّص منه الجسم بل يبقى فيه سنوات عدة.
- كم من الوقت يتطلّب تحوّل الفيروس إلى سرطان؟
يبقى الفيروس في الجسم سنوات طويلة قبل أن يتحوّل إلى سرطان. وتراوح المدة بين 10 سنوات و20 سنة.
- لماذا لا يتحوّل الفيروس إلى سرطان عند الرجل رغم أنه يلتقطه؟
يحمل الرجل الفيروس قبل المرأة وغالباً ما يكون مصدر إصابتها. لكن الخلايا في جسم المرأة في تغيّر دائم مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بعد التقاط الفيروس، بعكس الرجل الذي يعتبر جسمه في حالة ثبات أكثر من المرأة.
- هل العلاقة العاطفية هي المصدر الوحيد للفيروس؟
معظم الذين يصابون بفيروس HPV يلتقطونه من خلال علاقة عاطفية. أما في حال عدم إقامة علاقة عاطفية، فلا احتمال للإصابة.
- هل من أعراض تشير إلى احتمال الإصابة بالفيروس؟
ظهور الأعراض دليل على أن المرض صار موجوداً وأن الوقت قد تأخر.
- كيف يمكن كشف الإصابة بالفيروس؟
يسمح PAP Test بكشف التغيّر في الخلايا قبل أن تتحوّل إلى سرطانية. وفي هذه الحالة يمكن الشفاء من المرض نهائياً قبل ظهوره.
- هل ينتقل الفيروس بالعدوى؟
ينتقل الفيروس بالعدوى من خلال الجلد. لكن يصعب أن ينتقل من خلال الطبقة الخارجية للجلد أو في الحمام مثلاً، بل يمكن أن يمكن أن ينتقل بسهولة من خلال جلد الأعضاء التناسلية.
- هل من الضروري إقامة علاقة عاطفية كاملة لالتقاط الفيروس؟
ليس ضرورياً أبداً أن تكون العلاقة كاملة لالتقاط الفيروس، بل يكفي أي اتصال عاطفي لالتقاطه.
- هل من سبل للوقاية من سرطان عنق الرحم؟
أظهرت الدراسات أن اللقاح وفّر حماية بنسبة 68،4 في المئة ضد 12 نوعاً من فيروس الورم الحليمي البشري المسببة للسرطان التي لم يشملها اللقاح لدى النساء اللواتي لم يصبن سابقاً بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب للسرطان. وخلال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين لفيروس الورم الحليمي الذي عقد في السويد، أُعلن أن لقاح Cervarix حقق درجة أعلى في استجابة المناعة حيث أن مستويات المضادات لدى النساء اللواتي شاركن في الدراسة كانت أعلى مرتين من تلك التي ظهرت لدى استعمال لقاح Gardasil للوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري من نوع 16 والذي يعتبر المسبب الأوّل لسرطان عنق الرحم. وتجدر الإشارة إلى أن الأنواع 16 و18 و31 و45 تسبب 80 في المئة من إصابات سرطان عنق الرحم في العالم. فرغم وجود 100 نوع تقريباً من فيروس الورم الحليمي البشري ، يسبب 15 نوعاً منها الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- متى يجب الحصول على اللقاح ليكون فاعلاً؟
تصاب نسبة 80 في المئة من النساء بفيروس الورم الحليمي البشري في حياتهن، ونسبة 50 في المئة منهن تصاب بأحد الأنواع المسببة للسرطان. ورغم أن معظم الإصابات بالفيروس تختفي بشكل مفاجئ، يمكن أن تستمر الحالة فتتعرّض المرأة لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. وللوقاية بطريقة فاعلة من المرض، ينصح بالحصول على اللقاح قبل العلاقة العاطفية الأولى. هذا مع أهمية الخضوع لفحص كشف سرطان عنق الرحم.
- هل من نساء لا يحتجن للحصول على اللقاح؟
يمكن أن تحصل كل النساء تقريباً على اللقاح لأنه:
- يمكن أن تتعرّض المرأة للفيروس في أي مرحلة من حياتها.
- حتى في حال تعرّض المرأة لفيروس الورم الحليمي البشري، يمكن أن تتعرض لإصابات لاحقة.
- أظهرت الدراسات أنه مع تقدّم المرأة بالسن تستمر إصابتها بفيروس الورم الحليمي البشري مدة أطول، وقد يسبب ذلك ظهور آفات ما قبل السرطان التي تؤدي لاحقا إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024