متى تصبح آلام الثدي مقلقة؟
صحيح أن خطر الإصابة بسرطان الثدي موجود دوماً، لكن معظم الأوجاع والأورام الحاصلة في الثدي تكون حميدة في أغلب الأحيان. إليك كل التفاصيل.
باستثناء فترة الحمل، في كل دورة طمث وطوال حياة المرأة، يشهد الثديان تقلبات مرتبطة عن كثب بالإفرازات الهرمونية. من الطبيعي إذاً أن تشعر المرأة بالألم أحياناً في ثدييها أو بتغير حجمهما خلال دورة الطمث من دون أن يكون ذلك مصدراً للقلق. يحتمل أيضاً أن يزداد حجم الثديين بفعل زيادة كبيرة للوزن- إذ يمكن أن تشكل الدهون لغاية ٨٠ في المئة من حجم الثديين- أو يذوبان ويصبحان مترهلين بفعل حمية غذائية صارمة وخسارة كبيرة للوزن.
أوجاع الثديين
لعل أوجاع الثديين الأكثر شيوعاً هي تلك الحاصلة مباشرة بعد الطمث وتترافق عموماً مع توتر وحساسية مفرطة. تحصل أيضاً هذ الأوجاع ذات المصدر الهرموني في مرحلة سن اليأس حين تكون جرعة الاستروجين كبيرة جداً في العلاج البديل للهرمونات. في هذه الحالة، يكفي غالباً تخفيف جرعة الاستروجين لتجري الأمور على ما يرام أو زيادة مأخوذ البروجسترون لمواجهة تأثيرات الاستروجين.
وهل تكون أورام الحلمات مؤلمة عادة؟ إنها عبارة عن كريات صغيرة على شكل حبيبات تنتفخ مباشرة قبل الطمث وتعود إلى حجمها الطبيعي بعد الطمث.
تميل هذه الأورام إلى التكاثر في المرحلة السابقة لسن اليأس.
ونادراً ما تكون الأوجاع دليلاً على سرطان الثدي، وإنما هي في الأغلب دليل على أورام ليفية تصيب ٣٠ إلى ٤٠ في المئة من النساء بعد عمر الثلاثين. يكمن الحل في تدليك الثدي بهلام من البروجستاتيفات أو قمع الإباضة بواسطة الأدوية. لكن المهم هو تفادي العملية الجراحية لعدم تشويه الثدي. يجب التحلي بالهدوء حتى لو بدت هذه الكريات في الثدي مقلقة.
من جهة أخرى، يمكن للأوجاع أن تعكس مشكلة لا علاقة لها أبداً بالثديين. يمكن الحديث في هذه الحالة عن أوجاع منقولة، مثل الروماتيزم بين الضلوع وعظم الصدر، وتتم معالجة المشكلة في هذه الحالة بواسطة مسكنات الألم ومضادات الالتهاب.
وأخيراً، قد تعزى أوجاع الثدي إلى أسباب نفسية ناجمة عن مشاكل زوجية أو اكتئاب أو وفاة أحد الأقارب...
مسألة "الأورام"
قبل عمر الأربعين، تكون الأورام الموجودة في الثدي حميدة في أغلب الأحيان. لكن بعد عمر الأربعين، يزداد خطر التعرض للسرطان، ويكشف الأطباء عن حذر أكبر ولذلك ينصحون النساء بإجراء صور الثدي بشكل منتظم، أو حتى إجراء خزعات لبعض خلايا الثدي لتحليلها والتأكد من عدم وجود سرطان. وبفضل هذه الفحوص، يمكن اكتشاف الأمراض باكراً ومعالجتها بسرعة مما يزيد من فرصة الشفاء.
لذا، يجب استشارة الطبيب فور الإحساس بورم في الثدي، حتى لو كان عمرك ٢٠ عاماً فقط. تجدر الإشارة إلى أن كتلة الخلايا التي تظهر على شكل دائري في الصورة، من دون شذوذ أو تشعبات، مع سائل داخلها، هي عبارة عن كيس بسيط وحميد يختفي تلقائياً لوحده. قد يكون سبب ظهور هذا الكيس نفسياً أو هرمونياً...
وإذا كانت الكتلة دائرية وجامدة، من دون سائل داخلها، تكون على الأرجح ورماً ليفياً حميداً أيضاً في أغلب الأحيان.
لكن لا بد في هذه الحالة من إجراء خزعة لهذا الورم بواسطة إبرة خاصة للتأكد من عدم وجود أي سرطان. وفي غياب الخلايا السرطانية، لا حاجة أبداً لإجراء عملية جراحية، إلا إذا كان الورم مؤلماً جداً أو غير ثابت أو يكبر بسرعة مع الوقت.
يحصل أحياناً أن يظهر ورم في الصورة الشعاعية على رغم عدم إحساس المرأة بأي شيء في ثديها وعدم اكتشاف الطبيب لهذا الورم خلال الفحص السريري. لا داعي للقلق أيضاً في هذه الحالة. فإذا كان الورم دائرياً، يمكن الاكتفاء بإجراء صورة جديدة بعد ستة أشهر. وفي حال عدم تغير أي شيء، يجب الخضوع لصورة شعاعية جديدة بعد سنة واحدة. وإذا بقي الورم بعد سنة ثابتاً وعلى حاله، يمكن معاودة الروتين الاعتيادي للصورة الشعاعية، أي مرة كل سنتين. لكن إذا كان الورم غير دائري في الصورة، يجب إجراء خزعة لخلاياه وتحليلها.
مشاكل أخرى
قد يفرز الثديان سائلاً حليبياً على رغم عدم وجود أي حمل. حتى في عمر الأربعين أو الخمسين. يعزى هذا السيلان من حلمة الثدي إلى ورم حميد في الغدة النخامية (غدة صغيرة موجودة في الدماغ)، وتكون المشكلة غير خطيرة في أغلب الأحيان. يكمن العلاج في تناول دواء لكبح الإفرازات الهرمونية. هناك أيضاً بعض الأدوية التي تسبب سيلاناً خفيفاً من الثديين (بضعة قطرات فقط)، أبرزها حبوب منع الحمل وبعض العلاجات الهرمونية الأخرى، وكذلك مضادات الاكتئاب ومضادات القلق والأدوية المحاربة لارتفاع ضغط الدم. في هذه الحالة، يكفي تخفيف جرعة الأدوية أو تبديل العلاج لوقف السيلان من الثديين. لكن احذري في المقابل سيلان الدم من ثدي واحد. لا بد حينها من استشارة الطبيب بأسرع ما يمكن لكشف المشكلة ومعالجتها فوراً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024