تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حياة الرجل صعبة

حياة الرجل صعبة

يتوقع العالم من النساء أن تتغيّر أمزجتهن ويسمح لهنّ بأن ينفعلن ويكن سريعات الغضب في الأيام القليلة التي تسبق موعد الدورة الشهرية. وهكذا نكتفي بإلقاء الملامة على هرمونات المرأة ونعذرها على سرعة غضبها...

لقد ذهل الأميرال البريطاني الشهير نلسون، من التغييرات الدقيقة التي طرأت على البحر والسماء والتي أنبأت بتغيير وشيك في المناخ. وكان نلسون يدرس المناخ ويسجل ملاحظاته حوله، سواء أكان في السماء أو على الأرض، مرتين يومياً طوال حياته. وبالتالي مكّنت الخبرة هذا البحار العظيم من استباق مجيء عاصفة نحوه قبل وصولها بأيام، وكانت قدرته هذه على استباق العاصفة هي التي سمحت له بالاستفادة من الأمواج العالية في معركة الطرف الأغر. وهكذا دمّرت الأمواج العالية الهدف الفرنسي وبررت المناورات الخطيرة التي يبدو أنها وضعت الأسطول البريطاني تحت رحمة القناصة الفرنسيين.

الأمر نفسه ينطبق على الرجل الذي درس شخصية شريكته طوال سنوات عدة، بحيث أصبح يستطيع أن يتوقع تغييراً محتملاً في مزاجها حتى قبل أن تعرف هي أن موعد دورتها الشهرية التالية قد حان. تماماً كنلسون الذي كان قادراً على توقع عاصفة عندما كان في عرض البحر، هكذا يستطيع الرجل عندما يكون في المنزل أن يجري تعديلات على تكتيكاته لكي يتدارك خلافاً مستقبلياً بينه وبين زوجته.
هل أن العيش مع رجل أشبه دائماً بالإبحار السهل؟ هذا ما تتوقعينه لو أن مزاج الرجال وردات فعلهم كانت متوقعة ومنطقية فعلاً كما يحلو لهم أن يفكروا.

في الواقع، تلعب هرمونات الرجال هي أيضاً دوراً مهماً في تحديد حالتهم النفسية. إلا أن الرأي المتفق عليه في شكل عام هو أن هرمونات الرجال مسؤولة عن التغيير في مزاجهم فقط عندما يبدأ إفراز هرمونات التستوسترون بالانخفاض في أواخر سنّ الكهولة (٤٠- ٦٠ سنة). على غرار أي تغيير انحطاطي آخر، يكون التغيير في مزاج الرجال تدريجياً وإنما متواصلاً. أخيراً، وضع المعالج النفساني الأميركي جاد دايموند كتابه الذي يحمل عنوان "متلازمة الانفعال لدى الرجال" The Irritable Male Syndrome  والذي يطرح فيه نظرية قائمة على أن الرجال أيضاً قد يعرفون تغيرات في هرموناتهم وغيرها من التغيرات الكيميائية الحيوية، وأن هذه التغيرات مسؤولة جزئياً عن مستويات متفاوتة من الإحباط والغضب والإرهاق والمزاجية والقلق وفقدان الشهية الجنسية.

معظم الأطباء غير مقتنعين تماماً بأن الفوارق الصغيرة نسبياً التي نجدها في مستويات هرمونات الرجال في أوقات مختلفة من الساعة أو اليوم أو الأسبوع مهمة بما فيه الكفاية لكي تسبب بين الحين والآخر ثورة من الغضب لدى الرجل. بالأحرى، فهم يميلون الى موافقة المعالج النفساني دايموند الرأي حول المقدمة المنطقية الأخرى القائلة بأن جوانب عديدة من الحياة العصرية تجعل الحياة صعبة بالنسبة الى الرجال وأنها هي المسؤولة عن تلك الأيام النادرة التي قد يبدو فيها الرجال غير منطقيين.

وقد دافع عن هذا الرأي أيضاً المؤلف جون غراي في كتابه "الرجال من كوكب المريخ، والنساء من كوكب الزهرة "Men Are From Mars, Women Are From Venus" عندما شرح أن الرجل العصري قد يصاب بالتوتر الى حد كبير بحيث بالكاد يستطيع أن يشغّل ذهنه في بعض الأوقات. فالضغوط المتزايدة، والرحلات اليومية المضنية الى العمل ومنه، والتهديد الدائم بأن يسرق شخص أصغر منه سناً منصبه في العمل أو حتى في قلب شريكته، كل هذا يعني أن بعض الرجال يعيشون حالة مستمرة من التوتر. كما أن المسؤوليات الأخرى التي تفرضها الحياة اليومية كالاهتمام بالأولاد والأهل المسنين والحساب المصرفي والرهن العقاري والفواتير المتصاعدة ومشاكل السيارة تقضي على ما تبقى من طاقة لدى الرجل.
ما شدد عليه المؤلف غراي في كتابه هو ضرورة أن نسمح للرجال بأن يبحثوا عن ملاذ وينسحبوا إليه من حين الى آخر لكي يستعيدوا قوتهم ونشاطهم قبل العودة الى ساحة الوغى... يحاول المؤلف غراي أن يبرهن أن النساء، على عكس الرجال، يستطعن أن يخففن من حملهنّ العاطفي عبر التكلّم، ولكنه يشدد على أن هذه الطريقة لا تنطبق في شكل طبيعي على الرجل الذي يحتاج الى استعادة نشاطه وطاقته بعيداً عن الناس. يقول غراي إن الرجال مبرمجون على حل المشاكل، عوضاً عن التخفيف من عبئها عبر مشاركتها مع الآخرين.

إلا أن العالم قد تغيّر منذ أن وضع غراي كتابه في العام ١٩٩٢، إذ إن تصرف الرجال والنساء، سواء أكان في المكتب أو في المنزل، يصبح متشابهاً أكثر فأكثر. بطريقة مماثلة، كل منهما لديه تطلعات شبه متساوية على الصعيد المهني. فالمرأة الآن غالباً ما تسعى وراء الاستقلال عن الرجل، وهي حتماً ليست في حاجة الى الاعتماد عليه ليملي عليها كيف تفكر أو لمن تصوّت أو حتى بمن تعجب. فالنساء الآن أصبحن سيدات قرارهن، ويدفعن فواتيرهن بأنفسهن، وقادرات على أن يكن زعيمات بقدر ما قد يكن مزعومات.
ويرى المعالج النفساني دايموند أن ثمة أسباباً رئيسية تؤدي الى الإصابة بمتلازمة الانفعال لدى الرجال ألا وهي التغيرات الهرمونية والكيمائية الحيوية، والتهديدات لهوية الذكر، والتوتر. في نظر معظم الأطباء، هذه هي الأسباب الرئيسية التي تدفع بالرجال في أي سن الى هاوية الإحباط أو العدائية أو العنف أو حتى الانتحار. إلا أن هذا النوع من المشاكل العاطفية التي يعانيها الرجال لا يصل الى أسوأ مراحله إلا في أوائل سن الكهولة (٤٠- ٦٠ سنة) أو لاحقاً بفترة طويلة عندما تبدأ قدرة الرجل الجنسية التراجع.

 

تستند حجة دايموند على دراسة أجريت إلى ٦٫٠٠٠ رجل اعترفوا بسرعة غضبهم وانفعالهم و٣٫٥٠٠ رجل شاركوا مشاعر الإحباط التي أصيبوا بها مع غيرهم. حوالي ٥٠ في المئة من الرجال اعترفوا بأنهم كانوا غالباً أو في معظم الأوقات متوترين، و٤٠ في المئة عبروا عن عدم رضاهم عن حياتهم الجنسية، و٢٠ في المئة قالوا إنهم محبطون غالباً أو في معظم الأوقات، و40 في المئة أقروا بأنهم غالباً ما يكونون سريعي الغضب وإنفاعليين. ٥ في المئة أقروا بأنهم يخشون الفشل، و٤٣ في المئة قالوا إنهم يعانون الإرهاق دائماً. وبالتالي لا نفاجأ اذا علمنا أن ٤٦ في المئة من الرجال قالوا إنهم يشعرون دائماً بالأسى على أنفسهم، وأن ٥١ في المئة منهم اعترفوا بأنهم يعانون مشاكل في النوم؟ وإذا كان هذا انعكاساً حقيقياً للحياة العصرية، لِم قد ترغب أي امرأة في العيش مع رجل؟


الانسداد الرئوي المزمن

تعاني نسبة ١٠ في المئة من الراشدين الذين تخطوا سن الأربعين في العالم مرض الانسداد الرئوي المزمن كما تبين في الدراسات العلمية التي نشرت أخيراً.
 ويعتبر الانسداد الرئوي المزمن داءً خطيراً يصيب الرئتين وينتج بشكل أساسي عن التدخين مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس لدى المعنيين.
ويودي الانسداد الرئوي المزمن بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنوياً، ويعتبر المسبب الرابع للوفاة في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية.

أما أعراض المرض فتظهر لدى المدخنين أو لدى المقلعين عن التدخين الذين تخطوا سن الأربعين، وأهمها السعال وإفراز البلغم في مراحله الأولى، ثم ضيق التنفس عند المشي ولو لمسافات قصيرة أو لدى القيام بالأعمال اليومية البسيطة في المراحل المتقدمة للمرض. ويؤكد الأطباء أنه تتوافر علاجات فاعلة لتخفيف أعراض المرض والحد من تفاقمه، إلا أنها تكون أكثر فاعلية لدى كشفه في مرحلة مبكرة.
وللحد من تفاقم المرض ينصح الأطباء المرضى بخفض نسبة تعرّضهم لعوامل الخطر المسببة للمرض وأهمها التدخين. كما يمكن أن يحسّن المريض وضعه الصحي بالالتزام بإرشادات الطبيب وممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على النشاط واتباع نظام غذائي صحي.


طرق طبيعية لرفع مستويات التيستوستيرون عند الرجل

ينخفض مستوى التيستوستيرون عند الرجل مع تقدمه بالسن إذا لم يسع إلى الحفاظ عليه مما يؤثر سلباً عل حياته العاطفية. من هنا أهمية الحفاظ عليها من خلال طرق صحية طبيعية. إليك بعض النصائح التي يمكن التقيّد بها لتنشيط هذا الهرمون الأساسي للرجل بطريقة آمنة وطبيعية.
حاول رفع مستويات هذه الهرمون بممارسة الرياضة وخفض الوزن قبل الخضوع لعلاج هرمون التيستوستيرون. ابدأ بالتمارين الرياضية في سن مبكرة. علماً أن مستويات التيستوستيرون تنخفض تدريجاً وبانتظام وبالتالي يبدو أن رفع مستوياتها بطريقة طبيعية في العشرينات والثلاثينات قد يساعد على الحفاظ على مستويات أعلى منها في سنوات لاحقة.
تساهم زيادة الوزن في خفض إنتاج التيستوستيرون وارتفاع إنتاج الأستروجين في الجسم. لذلك ينصح بالحفاظ على وزن صحي. علماً أن زيادة كيلوغرامين أو ثلاث على الوزن الطبيعي لا يؤثر فعلاً بل يكون التأثير الفعلي في حال الزيادة المفرطة في الوزن.
في حال الرغبة بخفض الوزن، ينصح بخفضه تدريجاً وببطء. إذ أنه في حال الإفراط بممارسة الرياضة وتخفيف الأكل بنسبة تتعدى ١٥ في المئة يقوم الجسم بردة فعل عكسية ويوقف إنتاج التيستوستيرون بحيث تنخفض قدرته على حرق الدهون بفاعلية فتذهب محاولات خفض الوزن سدىً.
الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن علماً أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات وقليل النشويات قد يخفض مستويات التيستوستيرون في الجسم.
عند رفع الأثقال ، ينصح بممارسة التمارين التي تعمل فيها المجموعات العضلية الكبرى لأنها تساعد على رفع مستويات التيستوستيرون أكثر من غيرها من التمارين.
ينصح برفع الأوزان الثقيلة بمعدل ثلاث مجموعات من كل تمرين لأن هذا ينشط إنتاج التيستوستيرون في الجسم.
احرص على أن يحتوي نظامك الغذائي اليومي على الدهون الأحادية غير المشبعة لأنها تساهم برفع مستويات هرمون التيستوستيرون.
تعتبر الراحة ضرورية لأن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يكون له تأثير معاكس ويؤثر سلباً على مستويات التيستوستيرون في الجسم . لذلك ينصح بان ترتاح العضلات يوماً كاملاً بعد ممارسة الرياضة.
لا تهمل تناول الوجبات لأن الجسم يحتاج إلى الحصول على المغذيات بانتظام لإنتاج التيستوستيرون. لذلك ينصح بتناول خمس وجبات أو ست يومياً لتأمين حاجات الجسم بانتظام.
النوم سبع ساعات أو ثماني ليلاً ليرتاح الجسم ويعوّض عن ساعات التعب ويتمكن من إنتاج التيستوستيرون بشكل طبيعي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078