وسائل منع الحمل
يحلم الزوجان باللحظة التي يصبحان فيها والدين، بولادة طفل يملأ حياتهما ويركض في أرجاء المنزل. كما يحلمان بالأيام التي تكبر فيها العائلة فتتألف من ثلاثة أفراد أو أربعة أو خمسة... لكن ماذا عندما لا تسمح الظروف الإقتصادية أو الإجتماعية أو غيرها من الأسباب بزيادة عدد الأفراد إلى هذه الدرجة أو أكثر؟ وماذا عن الزوجين اللذين يفضلان الانتظار لبعض الوقت قبل الإنجاب حتى يحين الوقت المناسب، لسبب أو لآخر؟ ليس الإنجاب حكماً يلزم الزوجين بل هو اختيار يقومان به بملء إرادتهما، حين تحين الفرصة فيشعران عندها بسعادة لا توصف، لأنهما مستعدان لتلك اللحظات المميزة التي ستغير حياتهما. أساليب منع الحمل كثيرة ومختلفة. قد يختار البعض منها تلك الآنية لفترة محددة وقصيرة، كما يمكن أن يفضل آخرون الانتظار لفترة أطول قبل إنجاب طفل، مما يلزمهم بالأساليب الطويلة الأمد... الطبيب اللبناني الاختصاصي بالأمراض النسائية والتوليد جورج أبي طايع تحدث عن وسائل منع الحمل المختلفة بأخطارها وحسناتها من أقدمها وأكثرها شيوعاً إلى أحدث الوسائل المتوافرة حالياً، مشيراً إلى فاعلية كل منها التي تختلف بحسب الطريقة المعتمدة.
ما وسائل منع الحمل المعروفة التي يمكن أن تلجأ إليها المرأة؟
تقسم وسائل منع الحمل المتعارف عليها إلى قسمين الأول يشمل الوسائل الطبيعية والثاني يتضمن الوسائل الطبية والأدوية.
يقصد بالوسائل الطبيعية الحسابات والقذف الخارجي:
- الحسابات: وهي طريقة قد يعتمدها الزوجان لتجنب اللجوء إلى الوسائل الطبية. لكن لتكون فاعلة تماماً وتنجح يجب أن تكون الدورة الشهرية منتظمة وأن تكون الحسابات على أكبر عدد أيام ممكن قد يصل إلى ٢٠ يوماً. وهذا ما قد يسبب مشكلة في هذه الطريقة، وبهذا يكون على الزوجين الحرص في العلاقة الزوجية خلال معظم أيام الشهر. لكن يمكن القول أنه بقدر ما يقل عدد الأيام التي يتم تحديدها في الحسابات ترتفع احتمالات فشل الوقاية وبالتالي حصول الحمل.
- القذف الخارجي أو الواسطة: في هذه الطريقة يمكن أن يقيم الزوجان علاقة طوال الشهر إلا أنها لا تكون طبيعية بنسبة ١٠٠ في المئة مما قد يزعج الزوجان. ويكمن الخطر فيها في أنه يمكن أن تدخل كمية قليلة من السائل المنوي قبل حصول القذف مما يسبب حصول الحمل. وتوجد طريقتان تقعان في موضع وسط بين الوسائل الطبيعية والوسائل الطبية باعتبارهما ليستا طبيعيتين بنسبة ١٠٠ في المئة وليستا من الوسائل الطبية أيضاً
- الواقي الذكري: يتميز بكونه يحمي من الأمراض التناسلية. لكن فاعليته ليست تامة بحيث يمكن أن يحصل حمل رغم الوقاية.
- التحاميل التي توضع قبل العلاقة هي أيضاً من الوسائل التي تحمي آنياً كالواقي الذكري. ودورها يقضي بقتل الحيوانات المنوية حتى لا يحصل الحمل. أما فاعليتها فهي أقل من فاعلية الواقي الذكري حتى.
أما بالنسبة إلى الوسائل الطبية والأدوية فهي تقسم إلى الوسائل التي تمنع الحمل آنياً وخلال فترة تناولها والوسائل التي تمنع الحمل بشكل دائم. أما الوسائل التي تمنع الحمل بشكل آني فهي:
- حبوب منع الحمل: توجد أنواع كثيرة منها، منها القديم ومنها الأنواع الجديدة الأكثر تطوراً. كما أن بعضها يتميز بجرعات عالية ويمكن أن تساعد في معالجة حب الشباب بالنسبة إلى الشابات اللواتي هن في سن مبكرة. لكن لا ينصح بالأنواع القديمة للسيدات اللواتي هن في سن متقدمة أو يعانين مشكلات ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
لا ينصح بحبوب منع الحمل بعد سن ٣٥ . كما أنه لا يمكن اللجوء إليها إلا إذا كان الهدف منع الحمل لفترة لا تتعدى السنتين كحد أقصى. وتكمن المشكلة فيها في وجود خطر ولو بسيط بالإصابة بسرطان الثدي حيث يزيد خطر الإصابة ١،٢٤ مرة أكثر في حال تناولها.
كما أن حبوب منع الحمل قد ترفع مستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم وتسبب آلاماً في الرأس ومشكلات في الشرايين، خصوصاً لدى المدخنات. لذلك يمنع على المرأة التي تعاني مشكلات في الشرايين تناولها. كما هي ممنوعة على من تعاني سرطاناً في عنق الرحم أو في الثدي وعلى المدخنة وعلى المرأة التي تخطت سن ٣٥. وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع من حبوب منع الحمل يتم تناولها طوال الوقت وتعطى عادة للمدخنة وللمرأة المتقدمة في السن وهي تحتوي على هرمون بروجيسترون فقط. كما توجد أنواع أخرى تتناولها المرأة ٢٤ يوماً وأخرى ٢٨ يوماً.
بالنسبة إلى الوسائل التي تمنع الحمل بشكل دائم أي لفترة تتخطى السنة فهي:
- اللوالب: ويوجد منها نوعان الأول يشمل اللولب المعدني ذا المفعول الميكانيكي فهو ليس دواء وليس هرموناً ويوضع في الرحم. لكن تكمن المشكلة فيها في وجود خطر حصول التهابات. كما أن الطبيب لا يضعها عادةً لسيدة لم تنجب بعد لأنه يمكن أن يسبب التصاقات في الرحم مما يمنع الإنجاب نهائياً.
هذا مع الإشارة إلى انه يمكن أن يسبب المزيد من الآلام في موعد الطمث ويمكن أن يصبح الطمث أكثر غزارة. وهو يوضع لفترة ثلاث سنوات إلى خمس. أما النوع الثاني فيعمل على هرمون واحد هو البروجيسترون ويوضع للمرأة التي تعاني طمثاً قوياً ونزفاً حاداً في موعد الطمث وتعاني مشكلات في الدورة الشهرية أي أنها غير منتظمة أو تسبب لها آلاماً حادة.
لكن يمكن أن يسبب ظهور دم طوال الشهر ويمكن أن يخف الطمث كثيراً ويمكن أن يتوقف تماماً حتى. لكن هذا اللولب لا يؤثر أبداً على القدرة الإنجابية ويمكن حصول الحمل بمجرد استئصاله. لكن حتى يوضع للمرأة يجب ألا تكون لديها رغبة في الإنجاب قبل سنوات.
- زرع Implanon في الذراع تحت الجلد، وهي تقنية حديثة تتميز بعدم وجود خطر التعرّض لالتهاب . حتى أنه يمكن أن تلجأ إليها سيدات لم ينجبن في السابق لأنه لا خطر فيها لكن في هذه الحالة أيضاً يجب ألا تكون هناك رغبة في الإنجاب قبل ثلاث سنوات، رغم إمكان إجراء الزرع ثم إعادة استئصاله لكن من الأفضل الانتظار.
والمشكلة الوحيدة في هذه التقنية في أنها قد تسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية، كما يمكن أن تخففها أو توقفها تماماً أيضاً خلال فترة وجودها في الذراع. ويمكن حصول الحمل مباشرةً بعد نزعه.
- عملية ربط الأنابيب: تجرى هذه العملية في سن معينة ولا تجرى للشابات. لكن يمكن القول إنها ليست عملية نهائية إذ يمكن إعادة فتح الأنابيب. أما فاعليتها فتصل إلى مئة في المئة. لكن تكمن الخطورة في العملية نفسها. وهي تجرى بشكل خاص للمرأة التي تعاني مشكلة ارتفاع ضغط الدم أو مشكلة في القلب تمنعها من الإنجاب أو تمنعها من اعتماد وسائل منع الحمل الأخرى.
هل تؤثر أي من وسائل منع الحمل على القدرة على الإنجاب بعد وقفها أو إزالتها؟
بشكل عام تعود الإباضة طبيعية بعد ثلاثة أشهر من وقف وسيلة منع الحمل المعتمدة أو إزالتها. ويمكن أن يحصل الحمل حتى مباشرةً بعد وقفها.
فاعلية كل من وسائل منع الحمل
تختلف فاعلية كل من وسائل منع الحمل، لكن لا يمكن القول أنها تحمي تماماً بل تتفاوت النسب بين وسيلة وأخرى.
- القذف الخارجي: ٦٠ أو ٧٠ في المئة
- الواقي الذكري: ٨٠ في المئة
- التحاميل: أقل فاعلية من الواقي الذكري
- حبوب منع الحمل: ٨٠ أو ٩٠ في المئة
- اللولب المعدني: ٩٥ في المئة
- اللولب بهرمون بروجيسترون: ٩٩ في المئة
- زرع Implanon في الذراع: ٩٩ في المئة
- عملية ربط الأنابيب: ١٠٠ في المئة
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024