تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ارتفاع الحرارة لدى الأطفال

صحة الطفل تشكل الهاجس الأول لكل أم ومن الطبيعي أن تقلق وتطرح أسئلة كثيرة في كل مرة يمرض فيها طفلها. ارتفاع الحرارة يعتبر المؤشر الأول لمرض الطفل أياً كانت سنه. وصحيح أن مجرد ارتفاع حرارة الطفل وحده يثير القلق والتساؤلات لدى الأهل، لكن في الواقع ارتفاع الحرارة يشير إلى أن جسم الطفل يدافع عن نفسه في مواجهة المرض.
أسئلة كثيرة تطرح حول ارتفاع الحرارة لدى الطفل، علماً أن بعض الأجوبة المتداولة في هذا الموضوع خاطئة ولا أساس لها من الصحة. طبيبة الأطفال اللبنانية الاختصاصية في الالتهابات لدى الأطفال ماري- جوال حاج تجيب هنا على كل الأسئلة التي قد تطرحينها كأم في ما يتعلّق بارتفاع حرارة طفلك، وتصحح الأفكار الخاطئة في هذا الموضوع.

- متى تعتبر حرارة الطفل مرتفعة؟
تعتبر حرارة الطفل مرتفعة عندما تتخطى ٣٨،٥ درجة مئوية لدى قياسها بالميزان.

- ما الموضع الذي يمكن فيه الوثوق أكثر بنتيجة قياس الحرارة بالميزان؟
يمكن قياس الحرارة تحت الإبط ومن الأذن ومن الفم ومن المؤخرة.

- هل صحيح أنه يجب زيادة نصف درجة لدى قياس الحرارة من الفم؟
هذا صحيح يجب زيادة نصف درجة إلى الحرارة لدى قياسها من الفم.

- عندما تكون حرارة الطفل ٣٨،٥ هل هذا يعني انه يجب الاتصال بالطبيب؟
عندما تكون حرارة الطفل ٣٨،٥ يمكن التفكير أولاً بالسخونة المفرطة . لذلك ينصح بنزع ملابس الطفل أولاً في حال عدم وجود أعراض لأن الحر يمكن أن يسبب ارتفاع الحرارة. كما يمكن أن ترتفع حرارته بعد اللعب أو بعد حمام ساخن. وبعد نزع ملابس الطفل بنصف ساعة ينصح بقياس الحرارة مجدداً.

- ما نوع ميزان الحرارة الأفضل لقياس حرارة الطفل؟
يمكن استعمال أي نوع من أنواع ميزان الحرارة بحسب ما يفضّل الأهل فكلّها جيدة ويمكن الوثوق بها.

- هل تختلف خطورة الحرارة المرتفعة بحسب سن الطفل؟
إذا كان الطفل دون سن الشهر ، في حال ارتفاع حرارته يجب الاتصال بالطبيب مباشرةً لأنه غالباً ما يتطلب ارتفاع الحرارة في هذه السن الدخول إلى المستشفى. أما إذا كان بين سن الشهر والثلاثة أشهر فيجب الاتصال بالطبيب حتى يحدد على أثر الفحص السريري مدى خطورة الحالة. وبعد الثلاثة أشهر، في حال ارتفاع الحرارة وعدم وجود أعراض مرافقة، يمكن الانتظار وخفضها بواسطة دواء Paracetamol. لكن يختلف الأمر بحسب الأعراض.

- ما الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الحرارة؟
توجد أسباب عدة لارتفاع حرارة الطفل لكن غالباً ما تكون الجراثيم هي المسبب الرئيسي. فإما أن يكون فيروساً هو السبب أو باكتيريا. فإذا كان الفيروس هو السبب يزول وحده ولا حاجة إلى العلاج. أما إذا كانت البكتيريا السبب فلا بد من اللجوء إلى المضادات الحيوية.

- على أي أساس يتم تحديد العلاج لارتفاع الحرارة؟
يحدد العلاج بحسب الأعراض المرافقة لارتفاع الحرارة. فعلى سبيل المثال إذا ترافق ارتفاع الحرارة مع السعال يكون الالتهاب الرئوي هو السبب .

- ما الأعراض التي تظهر عادةً مع ارتفاع الحرارة؟
إذا كان الطفل صغيراً ولا يتكلم تلاحظ الأم انه يبكي دون سبب. كما ترى احمراراً في وجهه وأنه لا يأكل جيداً أو يعاني إرهاقاً. عندها من الطبيعي أن تقوم بقياس حرارته . أما الطفل الأكبر سناً فقد يقول انه يعاني ألماً في رأسه وأوجاعاً في جسمه. كما قد تلاحظ ثقلاً في تنفس الطفل ليلاً.

- ما المدة التي يمكن انتظارها عند ارتفاع حرارة الطفل قبل اللجوء إلى الطبيب؟
إذا كان الطفل فوق سن ثلاثة أشهر يمكن انتظار ٢٤ ساعة قبل اللجوء إلى الطبيب، خصوصاً إذا كان يأكل بشكل طبيعي ويضحك أياً كانت الحرارة.

- ما المضاعفات التي قد تنتج عن ارتفاع الحرارة؟
لا تنتج مضاعفات عن ارتفاع الحرارة لأن ارتفاع الحرارة عارض وليست مشكلة صحية. بل على العكس ارتفاع الحرارة يشير إلى أن الجسم يدافع ويواجه المرض.

- ما الإجراءات المنزلية التي يمكن اتخاذها في حال ارتفاع الحرارة؟
يمكن وضع كمادات الماء البارد على الجبين أو تحت الإبط أو بين الفخذين. ويمنع اللجوء إلى حمام الثلج لأن فارق الحرارة السريع والمباشر يشكل خطراً على الطفل.

- هل يمكن أن يستحم الطفل في حال ارتفاع حرارته؟
لا يشكل الحمام خطراً على الطفل شرط أن تكون حرارة الماء منخفضة درجتين عن حرارة جسم الطفل. لا يعتبر الحمام ممنوعاً، بل على العكس يفيد الطفل ويريحه، إلا إذا كان شعره طويلاً. عندها يجب تجفيف الشعر جيداً.

- كيف يجب أن تكون حرارة الغرفة التي يوجد فيها الطفل، وماذا يجب أن يرتدي؟
يرتجف الطفل فيما ترتفع حرارته، عندها يمكن لفّه بغطاء . لكن ليس صحيحاً أنه يجب أن يرتدي ملابس ثقيلة حتى يتعرّق. على العكس يجب تخفيف ما يلبس وأن تكون حرارة الغرفة التي يكون فيها طبيعية.

- ما الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتجنب التقاط الطفل الجراثيم؟
في حال وجود عدد من الأطفال في مكان واحد، يجب منع الأكل بملعقة واحدة تجنباً لانتقال العدوى. وإذا كان الطفل صغيراً، يجب منع اقتراب الأطفال الآخرين منه لأنهم قد يحملون فيروسات وينقلونها. كذلك من الأفضل ألا يقترب الكبار من الطفل. وفي ما يتعلّق بالأم، يجب أن تغسل يديها جيداً قبل أن تعتني بطفلها، خصوصاً في حال وجود أطفال آخرين تعتني بهم ويعانون إسهالاً أو التهاباً ناتجاً عن فيروس معيّن يمكن أن ينتقل إلى الطفل.

- ما الفترة التي يستمر خلالها ارتفاع الحرارة؟
يستمر ارتفاع الحرارة حتى يعالج السبب. على سبيل المثال إذا كان الطفل يعاني التهاباً في الأذن يستمر ارتفاع الحرارة حتى يعالج الالتهاب.

- هل تنخفض الحرارة مباشرةً بعد تناول الدواء؟
تنخفض حرارة الطفل عادةً خلال نصف ساعة من تناول الدواء.

- هل من الضروري وصف علاج للطفل الذي يعاني ارتفاعاً في الحرارة؟
أحياناً يكون من الضروري معالجة سبب ارتفاع الحرارة حتى تنخفض . ففي حال إصابة الطفل بالتهاب في الأذن من الضروري معالجة الالتهاب لخفض الحرارة. علماً أنه من الضروري إعطاء الطفل بالدرجة الأولى دواءً لخفض الحرارة قبل معالجة السبب.

- هل ينصح بخفض الحرارة بالدواء دائماً أم قد يشكل ذلك خطراً في حال عدم معالجة السبب في حالات معينة؟
يعطى الدواء لخفض الحرارة حتى يرتاح الطفل ويأكل بالدرجة الأولى لا لمعالجة السبب لأنه لا يمكن تركه مع حرارة مرتفعة مع ما يسببه ذلك من انزعاج. وفي الوقت نفسه خفض الحرارة لا يعني أن السبب قد زال بل يبقى موجوداً حتى معالجته بالعلاج المناسب وهي المضادات الحيوية عادةً مع علاج مناسب لكل حالة. وبشكل عام لا تشكل أدوية الحرارة خطراً على الطفل ولا مشكلة في إعطائها شرط أن تكون الجرعة صحيحة وأن يكون الوقت مناسباً لجهة الفترة التي تفصل بين جرعة وأخرى.

- هل من الضروري إعطاء الطفل دواء خفض الحرارة بانتظام حتى لا ترتفع الحرارة مجدداً؟
يعطى دواء خفض الحرارة حتى يرتاح الطفل لا أكثر، لذلك إذا كان نائماً ومرتاحاً لا داعٍ لإيقاظه لقياس حرارته وإعطائه الدواء.

- هل يمكن أن تنخفض الحرارة تلقائياً دون معالجة السبب؟
قد تنخفض الحرارة تلقائياً دون معالجة السبب إذا كان الطفل مصاباً بفيروس فيزول تلقائياً دون علاج. وعندها يكفي دواء خفض الحرارة ليرتاح الطفل. لهذا ينصح أحياناً بالانتظار إذا كانت سن الطفل تسمح بذلك.

- بعد كم من الوقت يزول الفيروس؟
قد يزول الفيروس خلال خمسة أيام. كما يمكن أن يزول خلال يوم واحد.

- هل العلاج هو نفسه في كل الحالات في حال ارتفاع الحرارة؟
يختلف العلاج بحسب الحالة . وقد ترتفع الحرارة لأسباب عدة كالتهاب الأذن أو البلعوم. يحدد العلاج حسب حالة الطفل.

- هل ارتفاع الحرارة أكثر يعني أن الحالة أكثر خطورة؟
هذا من الأخطاء الشائعة، إذ أن ارتفاع الحرارة أكثر ليس دليلاً على خطورة الحالة. فقد تكون المشكلة أقل خطورةً وتسبب ارتفاعاً كبيراً في الحرارة والعكس صحيح. على سبيل المثال يمكن أن تسبب حالة انفلونزا ارتفاعاً كبيراً في الحرارة وهذا لا يعتبر مؤشراً لأن الطفل يعاني مشكلة خطيرة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080