تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الإسهال لدى الأطفال

يعتبر فيروس روتا Rotavirus أحد أكثر أسباب الإسهال شيوعاً لدى الأطفال والمسبب الأساسي للجفاف لديهم. ويمكن القول أن معظم الأطفال يصابون بفيروس روتا بدرجة معينة قبل سن الخمس سنوات. وتكمن المشكلة في قلّة الوعي والإدراك لخطورة هذا الفيروس الذي قد يتطلب إدخال الطفل إلى المستشفى ومن المحتمل أن يسبب وفاته نتيجة جفاف السوائل في الجسم. الحل الوقائي الأساسي في اللقاح الخاص بالفيروس الذي يسمح بالحد من أخطار المرض وتجنب مضاعفاته وأعراضه القوية، إلى جانب إجراءات وقائية أساسية يجب اتخاذها لتجنب انتقاله من طفل إلى آخر، خصوصاً في موسم انتشار الفيروس. هذا، إضافةً إلى تفاصيل أخرى تتعلّق بالفيروس وأعراضه وأخطاره وطرق انتقاله بالعدوى، تحدثت عنها طبيبة الأطفال اللبنانية ماري- جوال حاج  التي شددت على سهولة انتقال هذا الفيروس بالعدوى من طفل إلى آخر.

- ما هو فيروس روتا Rotavirus؟
هو فيروس يصيب الأمعاء ويسبب التهاباً فيها مما يؤدي إلى إسهال وارتفاع في الحرارة.

- ما الأعراض التي تميّزه عن الإسهال العادي الذي يمكن أن يصيب الطفل؟
لا  طريقة للتمييز بينه وبين الإسهال العادي إلا بإجراء فحص «خروج» لعزل الفيروس، وهي الطريقة الوحيدة لكشف الفيروس.

- ما أعراض فيروس روتا؟
أهم أعراض فيروس روتا هي الإسهال وارتفاع الحرارة والتقيؤ. ويمكن أن يعاني الطفل الأعراض الثلاثة معاً أو أحدها أو اثنين منها.

- هل صحيح أنه ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر؟
ينتقل فيروس روتا كأي فيروس إسهال آخر. فعند تغيير الأم الحفاضات دون أن تغسل يديها قد ينتقل الفيروس إلى طفلها الآخر الذي تعتني به. قد يعيش الفيروس على الملابس واليدين وعلى المرحاض أو أي مساحة أخرى لساعات. وفي حالات نادرة يمكن أن ينتقل في الهواء أيضاً. كما يمكن أن ينتقل في الأكل أو لدى اللعب بالأغراض نفسها لدى وضعها في الفم. حتى أنه يمكن أن ينتقل أيضاً من خلال ملابس المريض لدى غسلها مع ملابس أطفال آخرين. ونظراً إلى ارتفاع احتمال انتقال العدوى، من الأفضل عدم إرسال الطفل المريض إلى الحضانة لتجنب نقله العدوى إلى أطفال آخرين.

- هل يمكن الإصابة بفيروس روتا في أي فترة من السنة، أو في مواسم معينة كما في حالة فيروس الانفلونزا؟
ينتشر فيروس الانفلونزا في مواسم معينة وتحديداً يتبع موسمه موسم فيروس الانفلونزا ابتداءً من شهر شباط/فبراير حتى شهر نيسان/أبريل.

- لماذا يصاب به الأطفال وحدهم؟
يصيب الفيروس الراشدين أيضاً وينتقل بالعدوى إليهم ومنهم، لكنهم أقل حساسية من الأطفال في حال الإصابة به ويمكن أن يتحمّلوه بشكل أفضل. وبقدر ما يكون الطفل صغيراً يتأثر بأعراض المرض أكثر ويكون أكثر عرضة لمضاعفاته، وقد تكون هناك حاجة لإدخاله إلى المستشفى. أما الراشد فقد يصاب بالفيروس دون أن يشعر بذلك أو يمكن أن يصاب بإسهال بسيط.

- هل يصاب به الأطفال في سن معينة؟
قد يصاب الطفل بفيروس روتا ابتداءً من سن الستة أشهر أو قبل ذلك حتى سن السنتين أو أكثر.

- ما الفترة التي تستمر خلالها أعراض المرض؟
يختلف الأمر بحسب الطفل وتفاعله مع الفيروس. فقد لا تظهر أعراض مهمة لدى بعض الأطفال ويقتصر الأمر على ارتفاع بسيط في الحرارة وتقيؤ لأيام قليلة، فيما يمكن أن تتطلب حالة بعض الأطفال دخول مستشفى. وقد يستمر المرض خلال عشرة أيام.

- ما المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بالفيروس؟
من المضاعفات الأولى للمرض جفاف السوائل في الجسم بسبب التقيؤ والإسهال، يليه خلل في مستويات السكر والأملاح في الجسم.

- كيف تظهر علامات جفاف السوائل في الجسم؟
يظهر تجويف في العينين نتيجة جفاف السوائل في الجسم. كما يلاحظ جفاف الجلد واللسان وخفض في الوزن ووقف التبوّل. كما تلاحظ الأم أن طفلها يعاني كسلاً وخمولاً. وقد تصل الحالة إلى فقدان الوعي.

- هل من الضروري إدخال الطفل إلى المستشفى في حال جفاف السوائل في الجسم؟
إذا كان الطفل يشرب كمية كافية وما يدخل جسمه يتخطى ما يخرجه في الإسهال والتقيؤ يمكن أن يبقى في المنزل شرط البقاء على اتصال بالطبيب. لكن في الوقت نفسه يعطى الطفل ماء مصل بكميات صغيرة كل فترة. فإذا كان لا يتقيأ الماء أو يخرجها ويلعب ويضحك كالعادة لا حاجة لإدخاله إلى المستشفى . وإلا فيحدد الطبيب بحسب درجة الجفاف وحالة الطفل ما إذا كانت هناك حاجة لإدخاله إلى المستشفى.

- كيف يمكن الوقاية من فيروس روتا؟
يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لتجنب إصابة الطفل بالفيروس في الموسم الذي ينتشر فيه وذلك من خلال غسل اليدين جيداً قبل العناية بالطفل وبعدها، خصوصاً في حال وجود أطفال آخرين. كما يجب تنظيف الحمام جيداً لتجنب انتقال الفيروس من طفل إلى آخر. ومن المهم  اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة إذا مرض أحد الأطفال لتجنب إصابة الأطفال الباقين. هذا دون أن ننسى أهمية اللقاح كحل وقائي.

- كيف يعطى اللقاح ومتى؟
يعطى اللقاح بالفم قبل سن الستة أشهر عن طريق جرعتين.

- هل يحمي اللقاح من الفيروس بنسبة ١٠٠ في المئة؟
يعتبر فيروس روتا متشعّباً جداً ، ولا يغطي اللقاح كل فروعه. لكن في الوقت نفسه يحمي اللقاح من أنواع الفيروس الأكثر خطورة.

- إذا مرض الطفل قبل الحصول على اللقاح، هل هناك حاجة لإعطائه اللقاح؟
حتى إذا مرض الطفل يمكن أن يعطى اللقاح لأنه قد يمرض من نوع آخر من فروع الفيروس. وفي كل الحالات إذا مرض الطفل مرة بعد حصوله على اللقاح لا يعاني أعراضاً قوية ولا يتعرّض لمضاعفات خطيرة كما لو أنه لم يحصل على اللقاح. إذ يحمي اللقاح من الحالات الخطيرة ويجنّب الطفل دخول المستشفى، فقد لا يعاني إلا ارتفاعاً بسيطاً في الحرارة وإسهالاً خفيفاً.

- ما الإجراءات العلاجية التي يتم اتخاذها؟
يتم خفض الحرارة بالدرجة الأولى ويعطى الطفل ماء مصل وسوائل مع نظام غذائي خاص للإسهال ويتم الانتظار بمراقبة طريقة تفاعل جسم الطفل.

- ألا توصف أدوية للطفل الذي يصاب بفيروس روتا؟
ماء المصل هو العلاج الوحيد للطفل الذي يصاب بفيروس روتا. هذا إلى جانب الغذاء المناسب للإسهال ولحالته. كما أنه من الضروري الاستمرار في الوقاية بالأكل حتى يصبح وضع الطفل عادياً فيعود شيئاً فشيئاً إلى الأكل الطبيعي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079