رامي عياش: رحيل والدتي ووفاة صديق عمري أصعب المواقف في حياتي
هو فنان من طراز رفيع، استطاع في السنوات الأخيرة أن يحقق الكثير من النجاحات، ويحصل على العديد من الجوائز، فإلى جانب أعماله الفنية لم ينسَ دوره الإنساني والاجتماعي تجاه أبناء بلده.
رامي عياش يتحدث في حواره مع «لها»، عن تجربته في التمثيل من خلال مسلسل «أمير الليل»، وإلى أين يرغب في الوصول بهذا المجال، كما يتكلم عن حفلته الأخيرة في دار الأوبرا المصرية، والجوائز العديدة التي حصل عليها أخيراً من مهرجان الفضائيات في مصر وجمعية مي شدياق في لبنان، والفنان المصري الذي يتمنى العمل معه، وتفاصيل أغنيته الجديدة التي يستعد لطرحها. كما يكشف علاقته بابنه «أرام” وما يعلّمه إياه، ودور زوجته داليدا في حياته وتربية ابنه.
- لماذا انسحبت مؤخراً من مسلسل «حبيبي اللدود»؟
لأنني اكتشفت عدم توافر المقومات التي تناسب مكانتي لدى الجمهور، وذلك مع كل احترامي لصناع العمل.
- هل نجاحك في تجربتك الأولى في “أمير الليل»، يجعلك تنوي تكرار تجربة التمثيل؟
لا شك في ذلك، لكنني قرأت نصوصاً عدة عُرضت عليَّ، لكنها لم تحمّسني بدرجة كبيرة، وعندما أعثر على العمل الذي أقتنع به تماماً لن أتردد في تكرار التجربة.
- وإلى أي مدى أنت راضٍ عن تجربتك في مسلسل «أمير الليل»؟
كتجربة أولى في الدراما أعتبرها جيدة، رغم وجود بعض الثغرات الإخراجية التي لا تعتبر من مسؤوليتي، لكن رغم ذلك حقق المسلسل نجاحاً غير مسبوق في لبنان حين عرضه، ونال إعجاب الجمهور وإشادته، والدليل على ذلك تحقيقه أرقاماً قياسية من حيث نسبة المشاهدة.
- حققت الكثير في الغناء وأصبحت لك مكانتك في هذا المجال، لكن أين ترغب في الوصول بالتمثيل؟
التمثيل محطة فقط في مسيرتي، ومع ذلك أسعى الى أن تكون ناجحة، لأنني لا أقبل إلا بالنجاح، وأحظى بثقة كبيرة من جمهوري، الذي يعلم دائماً أنني أتعب كثيراً في أي عمل أقدّمه له، فلا يمكن أن أخذل هذه الثقة، وأتمنى أن تحظى الأعمال التي أقدمها بإعجاب جمهوري دائماً، لكن في الوقت نفسه، الأساس بالنسبة إليّ هو الغناء، وأسعى من خلال بعض الأعمال الغنائية الى ترك بصمة.
- لكن متى سنراك في عمل درامي مصري؟
عُرض عليَّ أكثر من دور، وآخرها عمل منذ فترة قريبة، والدور كان جيداً ومختلفاً، لكننا اختلفنا على بعض التفاصيل التي حالت دون المشاركة في العمل، لكن بالتأكيد سيتم ذلك في أقرب فرصة، وعلينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث خلال الأيام المقبلة.
- هل انشغالك بالتمثيل في الفترة الأخيرة أثّر في تركيزك على الغناء؟
أبداً، شغفي في الموسيقى غير عادي، حتى بعد الانتهاء من تصوير أي عمل فني، أذهب إلى الاستوديو الخاص بي لتأليف الموسيقى، والدليل مجموعة الأعمال التي طرحتها هذا العام، فلا يمكن إطلاقاً أن أقصّر تجاه الموسيقى، فهي عشقي، وأنا دائم البحث والعمل على تقديم كل ما هو جديد فيها.
- من هو الفنان الذي تتمنى أن تشاركه التمثيل في عمل فني؟
لدى تكريمي في مهرجان الفضائيات العربية في مصر، التقيت بالممثل القدير محمد سعد، ومن المعروف عني عشقي لشخصية «بوحة» التي قدّمها في عمل سينمائي منذ أعوام عدة، وأتمنى أن نجتمع في عمل فني مقبل.
- شاركت في مهرجان الموسيقى العربية في مصر، كيف استعددت لهذه الحفلة؟ وماذا عن ردود فعل الجمهور تجاهها؟
بالتأكيد، وكما يعلم الجميع، لدار الأوبرا المصرية رهبتها الخاصة، نظراً الى عراقة هذا المسرح الذي وقف عليه الكبار، لذلك استمتعت بكل أغنية قدّمتها على خشبته، وكذلك استقبال ردود فعل الجمهور الرائعة، وتفاعله مع الأغنيات المقدّمة له. وكما تعلمين، هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها حفلة غنائية في دار الأوبرا المصرية، فقد غنّيت في هذا المسرح سابقاً، وفي كل مرة أقف فيها على خشبته أشعر بفخر كبير، وأدرك جيداً عراقة هذا الصرح الفني، لكنني سعيد باختتام هذا العام في دار الأوبرا، بعد سلسلة النجاحات التي حققتها على مدار أشهر، من حفلات كبيرة وأغانٍ قدمتها ونالت إعجاب الجمهور.
- ماذا عن أغنيتك الجديدة؟
الأغنية رومانسية بامتياز، وهي من كلمات منير بو عساف ومن ألحاني وتوزيع داني حلو، وسأطرحها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فانتظروا عملاً جديداً ومختلفاً، وأتمنى أن يُعجب الجمهور.
- وهل ستصوّرها على طريقة الفيديو كليب؟
بالتأكيد سأصوّرها فيديو كليب مع المخرجة إنجي جمال، لكن اتفقنا على أن يتم التصوير خارج لبنان، وسيتم الكشف عن التفاصيل قريباً.
سيحمل الكليب رؤية جديدة ومختلفة تتناسب مع طبيعة الأغنية الرومانسية.
- هل ترى أن طرح ألبوم غنائي أصبح صعباً في الوقت الحالي؟
ليس صعباً، لكن في الأغنية المنفردة يكون التركيز أكبر لأعطيها حقها في الانتشار والتسويق الجيد، فهذا أفضل في هذا التوقيت، وما يهمني هو تقديم عمل جيد يلقى صدى عند الجمهور، وليس مجرد تقديم أغنيات كثيرة في توقيت واحد لا تحقق ما أطمح إليه أو أريده، لذلك أركز أكثر في الأغنية المنفردة.
- ما هو آخر ألبوم استمعت اليه وأعجبك؟
أفضّل البقاء في عالمي الموسيقي الخاص باللون الذي اخترته، والذي أظنه بعيداً بعض الشيء عن السائد اليوم.
- من يعجبك من المطربين الصاعدين؟
هناك أصوات عدة جميلة ومتميزة، وتحاول أن تقدم أعمالاً فيها مجهود بحثاً عن الاختلاف، فأتمنى لها النجاح والمثابرة على الاستمرارية، لأن المهم الاستمرار في النجاح والحفاظ عليه، وتقديم الأفضل وعدم التوقّف.
- في رأيك، ما سبب تراجع برامج اكتشاف المواهب في الفترة الأخيرة؟
أظنّ أن كثرتها أفقدتها الصدقية، أضيفي إلى ذلك كم المواهب الجميلة التي يبالغون في تسليط الأضواء عليها في فترة عرض البرنامج فقط، لتعود وتختفي بعد إسدال الستارة عليه، ولا نعلم عنها أي شيء بعد ذلك، وهذا أعتبره ظلماً بحق الشباب الذي يعيش وهم النجومية.
كما أن الأزمة الحقيقية اليوم تكمن في صعوبة إنتاج أعمال لهم تساعدهم على إثبات أنفسهم بعد نجاحهم في هذه البرامج، من هنا تأتي استحالة استمرار معظم تلك البرامج.
- قدمت أكثر من دويتو ناجح، فهل هناك دويتو جديد تقترب من تنفيذه؟
حالياً، فكرة تقديم دويتو غنائي بعيدة، علماً أن معظم الدويتوات التي قدمتها كانت وليدة الصدفة، ولم أخطّط لها، لكنني سعيد بالتأكيد بكل دويتو حقق نجاحاً.
- حصلت أخيراً على جائزة أفضل مطرب لبناني في مهرجان الفضائيات العربية، فما الذي تمثله لك هذه الجائزة؟
هذه الجائزة أسعدتني كثيراً، بخاصة أنها من بلد قدّم لي الكثير من الحب والوفاء على مدى سنوات طويلة، فمصر بشعبها الطيب بلدي الثاني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى أنني أزورها كثيراً، وأنا أقدّر هذا البلد وأحترمه، وله محبة خاصة في قلبي، لذلك حصولي على هذه الجائزة يعد شرفاً كبيراً، وأتمنى دائماً أن أكون عند حُسن ظن جمهوري المصري.
- وماذا يمثّل لك أيضاً احتلالك المرتبة 57 في قائمة أهم مشاهير الوطن العربي؟
طبعاً أسعدني ذلك، وأؤمن بأن دور الفنان لا يقتصر على الغناء فقط، بل يجب أن يكون قدوة ويؤثر إيجاباً في مجتمعه، وهو ما أسعى الى تحقيقه دائماً، ولا يمنعني انشغالي الدائم بأعمالي من القيام بواجبي تجاه المجتمع.
- حصلت أيضاً على جائزة أفضل فنان إنسان من مؤسسة مي شدياق، إلى أي مدى يجب أن يقوم كل فنان بدور إنساني تجاه بلده؟
في رأيي، إن لم يستثمر الفنان نجوميته في قضايا اجتماعية وإنسانية تهم المجتمع وتفيده، فهو لن يستطيع أن يترك بصمة فعلية، ولن تكون هناك قيمة حقيقية لما يقدّمه من خلال فنه، لأنه ينقصه دور مهم تجاه المجتمع، لذلك أنا أقوم بدوري على أكمل وجه.
- هل أصبحت السوشال ميديا مضرّة بالفنان؟
لا شك في أن السوشال ميديا مهمة جداً اليوم في حياة الفنان، لكن بالتأكيد أصبح البعض أسيرها، الأمر الذي ينعكس سلباً على صورته. وشخصياً، أستخدمها بمنطق وعند الضرورة، لأن كثرة استخدامها قد تضرّ بي كثيراً ولا تفيدني.
- ما أصعب المواقف التي واجهتها في مسيرتك؟
هناك أكثر من موقف صعب، أولها من دون شك رحيل والدتي، ثم صديق عمري منذ نحو عام، فهما من أكثر المواقف صعوبة بحيث لا يمكن نسيانهما مهما مر الزمن عليهما، فتلك اللحظات كأس لا بد منها، لكن الفراق صعب جداً ويترك جرحاً لن يندمل مدى الحياة.
- ما الذي تعلّمه لابنك، وهل عملك وانشغالك الدائم يؤثران في وجودك معه؟
مُمازحاً: لم ألحق أن أعلّمه شيئاً، فهو الذي يعلّمنا، “أرام” شقي جداً وأتمنى له أياماً حلوة.
- هل اهتمامك بأعمالك يأخذ من الوقت الذي تخصّصه له؟
وقت فراغي كله يكون له، إذ أعوّضه غيابي عنه بسبب انشغالاتي الفنية.
- إلي أي مدى تساعد زوجتك في تربيته؟
أحاول قدر المستطاع مساعدتها كلما سمح لي الوقت بذلك، لكن سبحان الله للمرأة قدرة أكبر على التحمّل والصبر، وأنا أقدّر داليدا وفخور بطريقة تربيتها لـ«أرام».
- ما الذي يزعجك في الحياة بشكل عام؟
عوّدت نفسي على ألا يؤثر أي شيء فيَّ مهما كان ومهما حدث.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024