تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شيرين عبد الوهاب: الحكاية الكاملة لإيقافها عن الغناء

شيرين عبد الوهاب: الحكاية الكاملة لإيقافها عن الغناء

لم تتخيل النجمة شيرين عبدالوهاب، أنها ستكون على موعد مع ليلة صعبة وقاسية تهدّد مستقبلها الفني كله، لكن هذا ما حدث، وذلك بعد تسريب مقطع فيديو من حفلة أحيتها في الشارقة قبل عام، ردّت فيه بسخرية على طلب إحدى الحاضرات منها غناء أغنيتها الشهيرة «ما شربتش من نيلها»، لتقول لها شيرين: «هيجيلك بلهارسيا اشربي مياه معدنية أفضل». تلك الجملة التي تفوّهت بها شيرين، واعتبرتها مزحة منها وهي على خشبة المسرح، فتحت النيران عليها من كل الاتجاهات، نقاداً وفنانين وإعلاميين ومحامين، الذين اعتبروا ما قالته شيرين إهانة بالغة لمصر وتشويهاً لصورتها في الخارج. لم يتوقف الأمر في تلك الليلة عند الهجوم على شيرين فقط وانتقاد ما قالته ووصفه بقلّة الوعي بل واتهامها في وطنيتها، فسرعان ما تطورت الأمور إلى مطالبات بإيقافها عن الغناء، وعلى الفور اتخذ هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، القرار بإيقاف شيرين وإحالتها الى التحقيق، وعدم منحها أي تصريح لإحياء أي حفلة إلا بعد أن ينتهي التحقيق معها وتظهر نتائجه.


شيرين: أنا آسفة
وعلى رغم أنه في حالات سابقة تورّطت فيها شيرين ببعض التصريحات الصادمة، سواء في هجومها على عمرو دياب أو سخريتها من تونس، كانت تستغرق وقتاً لتوضح موقفها وتعتذر، لكنها هذه المرة أصدرت فوراً بياناً اعتذرت فيه ودافعت عن نفسها وأوضحت حقيقة ما حدث».
فقالت شيرين: «بيان مني، أنا شيرين سيد محمد عبدالوهاب، الطفلة المصرية البسيطة التي نشأت في منطقة القلعة الشعبية، وتعلمت حب هذا الوطن والانتماء إليه من بسطاء مثلها، يحبون تراب هذا الوطن دون أي مقابل، الطفلة التي كبرت وأصبحت شخصية عامة معروفة تحاسب على كل نفس تتنفسه، وكل حركة تتحركها، لكنها ما زالت تحتفظ بطفولتها وعفويتها، وهو ما يسبب لها الكثير من المشاكل... أنا شيرين عبدالوهاب التي غنت لمصر وشهدائها، ولم تتأخر لحظة في تلبية نداء وطنها في أي وقت، بصوتها واسمها وكل ما حققته، رفضت الغناء في أي دولة على خلاف سياسي مع وطنها، مهما كانت الإغراءات أو المقابل، ودون أن يطلب منها أحد ذلك، وهذا ليس فضلاً، وإنما واجب وشيء بسيط مقارنة بما أعطته لها بلدها وأبناء بلدها، الذين جعلوها الآن في ما هي عليه».
وأضافت: «شيرين التي تفخر عندما تغني في أي دولة، ويسبق اسمها لقب المطربة المصرية، وتجده شرفاً ما بعده شرف، ونعمة من الله أنها نشأت في هذا الوطن، هذه المقدمة ليست للدفاع عن خطأ ولا للهروب من اعتذار واجب من دعابة لم تكن في محلها ومن تعبير خانها، فالخطأ خطأ والصواب صواب».
وتابعت: «هذا الفيديو الذي أصاب أبناء وطني بالصدمة من حفلة في الشارقة منذ أكثر من عام، ولن أبحث وراء من احتفظ به كل هذه المدة ليظهره الآن وفي هذا التوقيت، وعندما شاهدته شاهدته كما لو كان هذا الموقف يحدث أمامي لأول مرة، وكما لو كانت من تتحدث فيه شخصاً غيري، فأنا بالفعل لا أتذكر أني قلت هذا الكلام، لأنني بالطبع لا أعنيه ولا يعبر عما بداخلي تجاه وطني، وكما ذكرت سابقاً كانت دعابة سخيفة لو عاد الزمن بي بالتأكيد لما كررتها».
وأردفت: «وطني الحبيب مصر، وأبناء وطني مصر، أعتذر لكم من كل قلبي عن أي ألم سببته لأي شخص فيكم، ويعلم الله مدى حبي وانتمائي لبلدي مصر ولكم جميعاً، فلم ولن أنسى فضل مصر وفضلكم، وأعدكم بأن أتدارك مستقبلاً مثل هذه الأخطاء الساذجة التي تضعني الآن أمامكم في مثل هذا الموقف الذي أتمنى لو لم أكن فيه الآن».
وختمت قائلة: «أنا آسفة، المطربة المصرية، ولها الشرف، شيرين عبدالوهاب».

قضية وتهديد بالحبس
لكن اعتذار شيرين لم يشفع لها عند الكثيرين، الذين صعّدوا من حدة الهجوم عليها، حتى أن أحد المحامين أقام دعوى قضائية ضدها أمام محكمة جنح عابدين، واستند المحامي في دعواه إلى نص القانون الذي يقضي بمعاقبة كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو بث دعايات مثيرة، بالحبس وبالغرامة، وكان من شأن ذلك تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، وتكون العقوبة السجن. وحددت المحكمة يوم 23 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، كأول جلسة للنظر في الدعوى المقدمة ضد شيرين بتهمة الإساءة إلى مصر.

الجنسية والعقاب
ووصلت حدة الهجوم على شيرين إلى مطالبة البعض الآخر بسحب الجنسية المصرية منها، حتى أن الشيخ مظهر شاهين أجرى مداخلة هاتفية في أحد البرامج وطالب خلالها بسحب الجنسية من شيرين، واصفاً إياها بقوله: «لا تستحق أن تكون مصرية».
وفي عقاب جديد لها، أصدر رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قراراً بوقف إذاعة أغاني شيرين عبدالوهاب على شاشات التلفزيون الحكومي والإذاعات الحكومية أيضاً.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن هذا الموقف جاء بعد إهانة شيرين بلدها، بسخريتها من مياه نهر النيل، موضحاً أن الهيئة لن تغير موقفها إلا بعد انتهاء تحقيقات نقابة المهن الموسيقية معها.

موقف الوسط الفني
أما الوسط الفني فانقسم إلى فريقين، أحدهما هاجم شيرين بشراسة واتهمها بالجهل وقلة الوعي، وطالبها بأن تغني فقط من دون أن تتكلم، لأنها كلما تكلمت وقعت في ورطة كبيرة، وأبرز هؤلاء حسين فهمي وعمرو مصطفى ونبيل الحلفاوي ومحمود العسيلي وسامو زين، ومنهم من دافع عنها ورفض التشكيك في وطنيتها، واعتبر أن ما صدر منها كان مجرد مزحة غير مقصودة، ولا يستحق هذه الضجة المثارة حوله، وأبرز هؤلاء أنغام وغادة عبدالرازق وأصالة وإلهام شاهين، لكن تظل أزمة شيرين قائمة انتظاراً لموقف نهائي من نقابة الموسيقيين، وحكم قضائي من المحكمة أيضاً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079