عائدون إلى المدرسة
يأتي العام الدراسي الجديد وسط حالة من الرعب الذي يعيشه الآباء خوفاً على أبنائهم من خطر أنفلونزا الخنازير خاصة مع تحذيرات الأطباء من تطور الفيروس خلال فصل الشتاء.
الكل يترقّب موعد البدء باستعمال لقاح أنفلونزا A - H1N1 لعلّه يكون فاعلاً في الحد من انتشار هذا الوباء العالمي. ورغم أن اللقاح صار موجوداً لكنه لم يصبح متداولاً بعد. وحتى الآن لم يحدد ما إذا كان الكل سيحصل على اللقاح أم فئات معينة اكثر عرضة للإصابة بالمرض أو لمضاعفاته الخطيرة. في هذا الوقت، ينتشر المرض بسرعة جنونية في مختلف دول العالم دون أن توقفه حدود.
- كيف ظهرت أنفلونزا A - H1N1 ؟
عندما يلتقي نوعان من الفيروس، يمكن أن يتبادلا المكوّنات أو يمتزجا ويولد فيروس ثالث منهما. وهذا ما حصل في هذه الحالة فانتقل الفيروس من الخنازير إلى الإنسان ثم أصبح ينتقل من إنسان إلى آخر.
- ما مدى خطورة هذا الفيروس؟
غالباً ما تكون الإصابة بهذا الفيروس بسيطة ولا تتعدى نسبة الوفيات 1 في الألف، وتعتبر هذه النسبة قريبة من نسبة الوفيات في الأنفلونزا الموسمية. لكن تكمن الخطورة في أن هذه الفيروسات يمكن أن تتبدّل تركيبتها مما يزيدها خطورةً وقابليةً للانتشار.
- كيف يمكن الإصابة بالعدوى؟
لا يمكن التقاط الفيروس في الغذاء، بل السبيل لالتقاطه هو من خلال الفم والشفتين والأنف والعينين . وبالتالي يعتبر التنفس أكثر سبل انتقال الفيروس شيوعاً حيث يتم التقاط رذاذ اللعاب من شخص مصاب يسعل أو يعطس. لكن لا بد من الإشارة إلى أن العدوى قد لا تحصل بطريقة مباشرة، إذ يمكن أن يبقى الفيروس حيّاً على موضع معيّن 24 ساعة إلى 48، ويمكن التقاطه بسهولة بلمس الموضع الملوّث ثم لمس العينين أو الفم أو الأنف. لذلك من الضروري غسل اليدين باستمرار.
- هل يعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة؟
تصيب أنفلونزا A - H1N1 الذين هم أصغر سناً والأطفال أكثر من غيرهم لأن المناعة لديهم تكون أقل من تلك التي لدى الراشدين نتيجة تعرّض هؤلاء المستمر للأنفلونزا. كما يعتبر الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية وضعفاً في جهاز المناعة والمدخنين أكثر عرضة.
- هل يشكل السفر خطراً؟
لم تحظّر منظمة الصحة العالمية السفر. لكن ليس ضرورياً التوجّه إلى البلدان التي ينتشر فيها المرض بنسبة كبرى ككندا والولايات المتحدة الأميركية واليابان والمكسيك وباناما وجمهورية الدومينيكان.
- ماذا في حال إصابة أحد أفراد العائلة؟
في حال إصابة أحد أفراد العائلة ينصح بعزله في غرفة منفردة. كما يجب أن يضع الشخص الذي يهتم به قناعاً ليحمي نفسه أثناء العناية به. إضافةً إلى أهمية غسل اليدين باستمرار، خصوصاً بعد لمس المريض، وتهوئة الغرفة التي يكون فيها . أما في حال الإعلان عن حالة في مكان العمل أو في المدرسة التي يقصدها الطفل، فمن الأفضل الامتناع عن الذهاب إلى المكان خلال أيام ووضع قناع .
- ماذا إذا كنت أشك باحتمال إصابتي بالفيروس؟
في حال ارتفاع الحرارة إلى درجة عالية مع سعال وألم في الحنجرة، ينصح بملازمة المنزل والاتصال بالطبيب ووصف الأعراض والالتزام بتعليمات. وفي حال التأكد من الإصابة يجب إعلام الأشخاص الذين في المحيط بالأمر.
- كيف تتم المعالجة؟
العلاج هو نفسه علاج الأنفلونزا الموسمية ويرتكز على الراحة والإكثار من شرب الماء وتناول الدواء للسعال والفيتامين C . كما يمكن أن يصف الطبيب في حالات معينة مضادات فيروسية تخفف مدة المرض يوماً أو اثنين والقدرة على نقل العدوى في حال تناولها خلال يوم أو اثنين من الإصابة. لكن في معظم الحالات لم يتم اللجوء إلى المضادات الفيروسية وتم الشفاء تلقائياً. أما المضادات الجرثومية فلا تنفع إلا في حال الإصابة بالتهاب جرثومي حاد.
- هل من علاجات وقائية؟
لا يفيد تناول مضادات فيروسية قبل الإصابة بالفيروس. بل من الأفضل الانتظار حتى تكون هناك حاجة إلى تناولها في حالات معينة. علماً أن تناول المضادات الفيروسية قبل الأوان يجعلها غير فاعلة عند الحاجة إليها في حال تناولها بعد الإصابة. لكن ينصح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بالحصول على لقاح الأنفلونزا الموسمية للحد من مضاعفاتها في حال الإصابة بها مع أنفلونزا A - H1N1.
- هل يجب أن يحصل الكل على اللقاح؟
يعتمد ذلك على مدى انتشار الوباء وعلى فاعلية اللقاح وقدرة الجسم على تقبّله. قد يكون كافياً تلقيح الأشخاص الذين يعتبرون عرضة للخطر والذين هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024