سرطان في العائلة؟
كشفت الدراسات أن 10 في المئة من حالات السرطان تعزى إلى أسباب وراثية. ولحسن الحظ، يتوافر اليوم اختبار طبي يتيح لك معرفة ما إذا كان لديك استعداد وراثي لهذا المرض الخبيث، مما يتيح لك اتخاذ الإجراءات الوقائية في مرحلة مبكرة والحؤول دون إصابتك به...
كشفت الدراسات والإحصاءات أن 10 في المئة من الحالات السرطانية تعزى إلى أسباب وراثية. وللحؤول دون هذه الحالات السرطانية تحديداً، توصل العلماء إلى اختبار وراثي يكشف ما إذا كان الشخص ورث من أهله الجينة المعدّلة التي تقف وراء السرطان. والواقع أن هذا الاختبار الوراثي موجه إلى كل شخص، مهما كان عمره، لديه ثلاثة أقارب مصابين بالنوع نفسه من السرطان أو بسرطان مرتبط، مثل سرطان المبيض وسرطان الثدي أو سرطان القولون وسرطان الرحم، لجهة الأم أو لجهة الأب. كما يوصى بإجراء هذا الاختبار في حال أصيبت الأم بسرطان ثنائي في كلا الثديين، مثلاً، أو إذا ضربها السرطان قبل عمر الخمسين عاماً.
ما هو الاختبار؟
عند زيارة الطبيب في المرة الأولى، يطرح عليك الطبيب مجموعة من الأسئلة تتعلق بعدد أفراد العائلة الذين أصيبوا بالسرطان، وما كان عمرهم، وما نوع الورم الذي أصابهم، وما هي درجة السرطان. ينجز الطبيب من ثم تحليلاً وراثياً بأخذ عينة من دمك وفحصها في المختبر لمعرفة ما إذا كان لديك "الجينة المعدّلة" المسؤولة عن السرطان. لكن عليك الانتظار بضعة أشهر قبل الحصول على النتيجة. وإذا كانت النتيجة إيجابية، يقترح الطبيب إجراء الاختبار نفسه لبقية أفراد عائلتك للوقوف على حقيقة وضعهم الصحي. والسبب في ذلك أن الشخص الذي يرث الجينة المعدلة من أهله يكون عرضة للسرطان بنسب مختلفة وفقاً لنوع السرطان. بالفعل، تراوح النسبة من 100 في المئة في سرطان الغدة الدرقية إلى 40 في المئة في سرطان المبيض، مروراً بنسبة 70 في المئة في سرطان الثدي.
ما هي الفائدة؟
هل هناك فائدة فعلية إذا عرفت أنك تملكين استعداداً وراثياً للسرطان؟ نعم، لأن المعرفة قد تنقذ الحياة... فمع توافر وسائل التشخيص والوقاية الفعالة، يستطيع الأطباء فعلاً حمايتك من مرض السرطان. لنأخذ مثلاً سرطان الثدي. أثبتت الدراسات أن جينتين، هما BRCA1 وBRCA2، هما المسؤولتان غالباً عن سرطان الثدي. يتيح التصوير بالرنين المغنطيسي IRM كشف أورام الثدي في مرحلة باكرة جداً ولذلك توصى كل امرأة لها استعداد مسبق لسرطان الثدي بإجراء هذا الفحص مرة كل سنة بعد عمر الثلاثين للتقليل من خطر إصابتها بسرطان الثدي. ففي حال كشف الورم في مرحلة مبكرة، يزداد أكثر فأكثر احتمال الشفاء.
من جهة أخرى، يمكن الحؤول أحياناً دون الإصابة أساساً بالسرطان. فللحؤول مثلاً دون سرطان الغدة الدرقية، يتم استئصال الغدة عند الشخص الذي له استعداد لهذا النوع من السرطان. وللتعويض عن غياب الغدة الدرقية، يتم وصف هرمونات درقية اصطناعية بحيث يعيش الشخص حياة طبيعية. أما المرأة التي لها استعداد لسرطان الثدي، والتي تبقى مشككة في قدرة التصوير بالرنين المغنطيسي على كشف المرض في حالة مبكرة، فيمكنها استئصال كلا الثديين. إلا أن هذه العملية مرعبة فعلاً ولها آثار سلبية على الصعيدين الجسدي والنفسي.
تعمل المختبرات العلمية حالياً على تطوير دواء ينتمي إلى عائلة قامعات الأروماتاز الذي يكبح إنتاج الاستروجين. وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذا الدواء قادر على تخفيف خطر التعرض لسرطان الثدي بنسبة 50 في المئة وهو يمثل بالتالي أملاً في العلاج الوقائي للمرأة ذات الاستعداد المسبق للسرطان.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024