تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الطفل الأصم

ينظر أحمد إلى أترابه محدّقًا إلى شفاههم محاولاً أن يحل أحجية ما يقولونه، يجلس وحيدًا يتأمل من حوله ، فأذناه لا تسمعان صوت الموسيقى إذا صدح،  و بوق سيارة تحذره أثناء عبور الشارع. إنها حال الطفل الأصم الذي حُرم إحدى حواس الإنسان الخمس. ولكن الحرمان من حاسة السمع يمكن التعويض عنها بلغة الإشارة التي تعتبر لغة طبيعية بالنسبة إلى الأصم. ما هي أسباب الصمم؟ وما إشارات الإصابة به؟ ومن هم الأطفال الأكثر عرضة للصمم؟ وهل يمكن تفادي الإصابة بالصمم؟ وكيف يتعامل الأهل مع طفلهم الأصم؟ «لها» التقت الطبيب اللبناني  أندريه عازار اختصاصي أنف أذن حنجرة، والاختصاصية في تقويم النطق ربى الخوري اللذين أجابا عن هذه الأسئلة وغيرها.

 يشرح الطبيب أندريه عازار اختصاصي أنف أذن وحنجرة أسباب الصمم عند الطفل بقوله:«أسباب التشوّه السمعي عند الطفل عديدة. فالأذن مؤلفة من ثلاثة أقسام: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية. الصمم سببه تلف في الأذن الداخلية، أي العصب الذي ينطلق من الأذن الداخلية إلى الدماغ.

أما الأسباب، فتكون إما تشوّهات خلقية أو أن الأم خلال حملها تعرضت لالتهابات حادة أو تناولت أدوية تضر بعصب السمع أو تعرضت لضربة على بطنها أثناء حملها، أو أي سبب قلل من نسبة وصول الأكسيجين إلى الجنين من الممكن أن يعرض عصب السمع للتلف. وهناك عوامل أخرى منها القرابة بين الزوجين، أو تاريخ العائلة أي يوجد في العائلة أفراد مصابون بالصمم أي الوراثة، وانتقل بعد أجيال عدة».

- أليست مهمة طبيب الأطفال تنبيه الأهل إلى مشكلة السمع عند طفلهم؟
طبيب الأطفال ليس مؤهلاً لأن يشير ما إذا كان الطفل يسمع أم لا. ولكن من الطبيعي أن يكون لديه معلومات كافية عن وضع الطفل الصحي وعن وضع الأهل والأم خلال الحمل.  وفي كل الأحوال هناك فحص   oto acoustique emission screening test  يخضع له الطفل لحظة الولادة وهو معتمد في كل دول العالم، يبين ما إذا كان المولود يعاني مشكلة في السمع أم لا،  ويجرى لتفادي مشكلة الصمم مبكرًا حتى لا يصل إلى مكان يصبح العلاج الجراحي معقدًا. ولكن للأسف في بلادنا ليس هناك توجيه للقيام بهذا النوع من الفحوص، ولكنْ من الضروري إجراؤه خصوصًا إذا كان يوجد في تاريخ العائلة صمم أو إذا كانت الأم قد تعرّضت خلال حملها لمرض. فالتشوّهات الخلقية يصبح تشخيصها أسهل إذا أجري فحص OAE، فكما يخضع الطفل عند الولادة لكل الفحوص يجب أن يضاف هذا الفحص أيضًا، خصوصًا في الحالات التي يشتبه  فيها في إمكان ولادة طفل لديه تشوه سمعي.

- ما هي إشارات الصمم؟
عدم الالتفات إذا صدر صوت قوي، لا يكون لديه أي رد فعل لأي صوت مفاجئ، أي أن ردود الفعل الغريزية غير موجودة عند الطفل.

- هل يمكن تصحيح السمع إذا ما اكتشف التشوّه؟
بعد التشخيص أي بعد إجراء كل الفحوص لتخطيط العصب ABR لنعرف التكوين العصبي للأذن الداخلية، وصور MRI  للرأس تظهر وجود الماء وما إذا كان يوجد خلايا حيوية وعصبية في الأذن الداخلية أم لا، وتجرى فحوص متقدمة لمعرفة ما إذا كان العصب موجودًا أم لا. وإذا تحدد التلف في الحلزونة التي هي العنصر السمعي في الأذن الداخلية يخضع الطفل لعملية جراحية صارت معروفة عالميًا وتطورت الآن وتعرف بزرع إليكترودي في الرأس يمرر عبر الأذن الموجات السمعية بطريقة مبرمجة إلى داخل الأذن الداخلية، ومن خلالها يتم نقل المعلومات التي تأتي من موجات سمعية لتتحوّل إلى موجات كهربائية تسير في العصب إلى الدماغ، عندها يتعرّف الطفل إلى الكلمات بطريقة من الأكيد ليس كالطفل العادي ولكن تدريجا مع مقوّمة النطق بعد العملية يصير لديه نظام شيفرة. أي نبرمج الآلة في رأسه ومقوّم النطق يدربه على النطق. ويعاد تأهيله خلال ستة أشهر بعد العملية الجراحية، ويصبح في إمكان الطفل الذهاب إلى مدرسة عادية.

- في أي سن يظهر على الطفل أنه يعاني الصمم؟
هناك فحص طبي لقياس نسبة السمع لدى الطفل. في أوروبا مثلا يبدأ فحص السمع منذ الولادة، فإذا لم يلتفت الطفل إلى الصوت يكون هناك شك بأن لديه مشكلة في السمع. وهذا الفحص لا يخضع له كل المواليد بل إذا كان هناك في العائلة من يعاني صممًا وبالتالي يكون هناك شك. ويرافق الفحص تقدم سن الطفل.

- في أي سن تجرى هذه العملية؟
يمكن إجراء العملية قبل السنتين إذا اكتشفت المشكلة باكرًا. وكلما اكتشفت في سن مبكرة كان الأمر أفضل لأن إعادة التأهيل للطفل دون السنتين أسهل بكثير، وبالتالي لا يكون الطفل قد أضاع سنوات دراسية. طبعاً هناك حالات يفقد فيها الإنسان سمعه في سن متأخرة. ولكن نحن نتكلم على الطفل الذي اكتشفت مشكلته مبكرًا، لنعطيه الفرصة ليعيش حياة عادية مثل باقي الأطفال ولا يتعرض للإعاقة السمعية.

- من هم الأطفال الأكثر عرضة للصمم؟
من المعروف أن العائلات التي فيها أفراد صم يكون الصمم فيها  وراثيًا. فعندما يفقد الشخص سمعه إثر حادث معين يفقد نسبة من السمع وليس السمع كله. بينما الذي يعاني صممًا وراثيًا يكون الصمم لديه حادًا وعميقًا لذا من الضروري الفحص المبكر.

- كيف يمكن الأهل أن يشكّوا إذا لم تكن هناك مشكلة صمم في العائلة؟
إذا كان الطفل في سن مبكرة بمجرد أن يسمع صوتًا يلتفت، على الأهل التنبه  إلى أي نوع من الأصوات يلتفت، مثلا إذا انتفض الطفل بسبب طرق الباب هذا لا يعني أنه خاف من الصوت بل ربما أحس به بسبب الذبذبات، فإذا شعر الطفل بالأصوات التي تسبب ارتجاجًا لا يعني أنه يسمع بل أحس بها في جسمه.

 تقويم النطق لدى الأصم

وعن طريقة تقويم نطق الطفل الأصم أجابت رولا  الخوري الاختصاصية في تقويم النطق عن الأسئلة.

- كيف يمكن التنبه إلى مشكلة في سمع الطفل؟
من المعلوم أن الرضيع يبدأ بالمناغاة في شهره الثالث بينما الأصم  يتوقف عن المناغاة لأنه لا يسمع شيئًا، و لا يسمع والدته بل يرى حركات شفاه ولا يسمع  صوتًا. ومن إشارات وجود مشكلة سمع إنه عندما تنادي الأم طفلها من الخلف تلاحظ ما إذ التفت إليها أم لا. فإذا قامت الأم بطقطقة أصابعها والتفت الطفل إلى اتجاه الصوت فهذا مؤشر لأن سمعه سليم. أما إذا كان الطفل لا يتفاعل مع صوت الأم أو الأصوات الخفيفة التي ترافقها ذبذبات فإن هذا مؤشر لوجود مشكلة. وعلى الأم أن تنتبه إلى أن هناك فرقًا بين متابعة الطفل الصوت بناء على النظر، أي إذا كانت تطقطق بأصابعها وهو يتابع الأصابع لأنها مثلا تضع طلاء أظافر أم إذا كانت تطقطق من الخلف ويتابع الصوت فقط. فإذا لم يلتفت الطفل إلى مصدر الصوت فهذا مؤشر يجب أخذه في الاعتبار.

وأحيانًا يقلّد الطفل من حوله، فمثلا عندما تضع الأم موسيقى ويشاركها في الرقص، فالطفل ربما يقلّدها فحسب من غير أن يتفاعل مع الموسيقى، فمثلاً إذا توقفت الموسيقى واستمرت الأم بالرقص وطفلها أيضًا فهذا يدل على أنه يقلدّها.

وعندما يكبر الطفل ونناديه ولا يرد فهذا مؤشر لوجود مشكلة ولكن علينا أن ننتبه ما إذا كان الطفل يعاني مشكلة سمع أم لأنه يركز على شيء لا يريد أن يتوقف عن اللعب. و عمومًا يرد الطفل الصغير عندما تناديه والدته، ولكن عندما تناديه باسمه ولا يلتفت وتقول له مثلاً:« هيا تعال كل شوكولاته» ولم يرد، يكون هناك مشكلة، لأنه في العادة الطفل عندما تقول له والدته تعال لتأكل شوكولاته يترك كل شيء ويأتي أو يرد بالقول «أنا آتٍ».

من الإشارات أيضًا، إذا لاحظت الأم أن طفلها يركز على حركة شفتيها عندما تتحدث إليه وإذا أدارت رأسها وأكملت الحديث يلاحق شفتيها، فهو ينظر دائما إلى الشفتين حتى يسمع، وهذا مؤشر لوجود مشكلة سمع وهو يعوّض نقص السمع بمتابعة حركة الشفتين.

تأخر  في الكلام والاعتماد على لغة الإشارة. فلغة الإشارة تتطور عند الطفل الأصم كما تتطور لغة الكلام عند الطفل السليم. مما يعني أن الإشارة عند الطفل العادي مع تقدم السن لا تعود مهمة بينما تتطور عند الطفل الأصم لأنها اللغة الطبيعية بالنسبة إليه للتواصل مع الآخرين. فقنوات السمع مغلقة وهو يبحث عن قنوات أخرى تكون باللمس والنظر كي يعوّض ضعف السمع لديه.

هناك مدرستان تربويتان، الأولى تدعو إلى ضرورة تعليم الطفل الأصم اللغة الشفوية من خلال تمرين القناة السمعية الصحيحة، بينما تدعو الثانية إلى تعليمه لغة الإشارة لأنها وبحسب هذه المدرسة هي اللغة الأم الطبيعية بالنسبة إلى الطفل الأصم، فهي ترتكز على القنوات البصرية - الحركية التي تساعده في اكتشاف المحيط حوله. السؤال: أي منهما يمكن الأهل اتباعها؟

الصراع بين المدرستين قديم. في مرحلة معيّنة كان اختصاصيو تقويم النطق يرون أنه من الضروري أن يتعلّم الطفل الأصم اللغة الشفهية، ولكن أظهرت الأبحاث والدراسات والتواصل مع الأطفال الصم أنه عند الإصرار على تعلّم اللغة الشفهية ومنع لغة الإشارة التي هي لغتهم الطبيعية، يُحرمون طريقة تواصل طبيعية أي نحرمهم لغة. فلغة الإشارة طبيعية بالنسبة إلى الأصم. لذا من المفضل استعمال اللغتين أي اللغة الشفهية ولغة الإشارة، فإذا قلت مثلاً أريد تعليم الطفل الأصم فقط لغة الإشارة فأنت تحصرينه ضمن مجتمعه، وإذا قررت تعليمه فقط لغة الشفاه فإنه سيواجه تأخرًا في التعلّم. كما تتأثر اللغة الشفهية بحسب ضعف الذبذبات الصوتية عند الأصم. لكي يتعلم الطفل الكلام عليه أن يكون يسمع بين الـ ٢٠ والـ ٤٠ ديسيبل. ونطرح تعليم لغة الإشارة عندما تكون مشكلة السمع تعدت الـ ٦٠ دسيبيل. وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الصمم: الصمم عبر الانتقال ويكون النقص  بين الصفر والـ ٦٠ دسيبيل، والصمم عبر التلقي وهو الذي تعدّى الـ ٦٠ دسيبيل. ويمكن تصحيح النوع الأول من خلال عملية جراحية.

من الملاحظ أن الطفل الأصم يستعمل أصابعه بشكل سريع لأنها لغته الطبيعية، وهؤلاء الأطفال كي لا يشعروا بأنهم معزولون عن المجتمع السامع لديهم مجتمع يعيش فيه الصم حياة طبيعية في ما بينهم.  والأنسب السماح للطفل الأصم بأن يتعلّم اللغتين، أي لغة الشفاه ولغة الإشارة. فلغة الإشارة يستعملها مع رفاقه الصم حتى يعيش مرتاحًا من دون مشاكل ويتواصل معهم بسرعة، أما اللغة الشفهية فبقدر قدرة الأهل على تعلّم الشفهي يعلّمونه إياها. ويكون ذلك من خلال خضوعه لجلسات بمساعدة اختصاصي نطق وأستاذ للصم. فلغة الإشارة الخاصة بالصم لا تشبه التي نستعملها نحن الصحيحين، بل لها قواعد خاصة وحروف لكل حرف إشارة ولكل كلمة إشارة. هناك لغة الإشارة التي تعتمد على الأحرف ولغة الإشارة التي ترتكز على الأفعال والصفات.

- إذًا هل هذا يعني أنه ليس من الضروري تعليم  الطفل الذي يعاني صممًا خفيفًا لغة الإشارة؟ 
عندما نقول إننا نريد تمرين الأذن الصحيحة فهذا يعني أننا ننطلق من مبدأ أن الطفل لديه مشكلة في أذن واحدة. وعموما الطفل الذي لديه مشكلة في أذن واحدة لا نشعر بأنه يعاني صممًا، و من الممكن ألا تكتشف لديه مشكلة السمع مبكرًا فقد يدخل المدرسة ويعتمد على أذن واحدة ويكتسب العلم في شكل عادي ويتطور كلامه. ولكن علينا أن ننتبه إلى أن هناك درجات في نقص السمع.
 وفي المقابل عندما نعلّم الطفل لغة الإشارة لا نعني الطفل الذي يعاني مشكلة سمع خفيفة، وإنما الذي يعاني مشكلة صمم حادة، فهذا الطفل لا يمكن تصحيح العطب المصاب به. فلمَ نحرمه من لغته الطبيعية أي الإشارة!

- ما هي التقنية التي يستعملها اختصاصي النطق خلال جلسة تعلّم النطق؟ 
يستعمل اختصاصي النطق خوذة خاصة لزيادة نسبة ارتفاع الصوت، ويستعمل حركة الشفتين التي تساعد في التمييز بين الأصوات والصور وتساعد على تقليد الصوت. وقد ابتكروا أخيرًا برنامجًا على الكمبيوتر يساعد في فهم أصوات الأحرف ويعرف بـ speech viewer  يساعد الطفل ليس فقط في الأحاسيس السمعية بل الصورية أيضًا، فالأصم يتعرّف إلى أصوات الأحرف مثلا عندما يلفظ الطفل حرف(أ) يظهر على الشاشة، وهكذا... لأنه يميز بين ذبذبات أصوات الحروف ونطقها  التي يصعب على الأصم فهمها، مثلا هناك فرق بين ؤ - و - ءُ.

- بعض الأهل يصممون على إرسال ابنهم الأصم إلى مدرسة عادية. فما هي النصيحة التي تسدينها للأهل الذين لديهم طفل أصم؟
لا يمكن لوم الأهل، ذلك لأنه عندما يولد الطفل أصمً  يشعرون بالحزن العميق و لا يقبلون الأمر بسهولة، وعلينا أن نعطيهم وقتًا حتى يتقبلوا هذه الإعاقة لأنهم كانوا يتوقعون طفلاً صحيحًا ويحتاجون إلى دعم نفسي حتى يقبلوا بأن يرسلوا ابنهم إلى مدرسة متخصصة حيث يوجد برنامج مختلط أو دمج بحسب الطفل وحالته، فالطفل الذي يعاني صممًا كاملاً لا يمكن دمجه بسهولة مع طفل يعيش على سمّاعة.  

وفي المقابل إذا قبلت المدرسة غير المتخصصّة انتساب الطفل الأصم، يجب أن يكون هناك تعاون  بين المدرسة والأهل والطبيب. أي إذا كان الطفل يعاني مشكلة سمع خفيفة توضع له سمّاعة يعدّلها بحسب المكان الموجود فيه، وعليه أن يتعلّم كيف يستعملها فالعيار ليس هو نفسه في الصف و الملعب. ففي الصف يزيد معدّل الصوت ليسمع المعلّمة بينما في الملعب عليه تخفيض المعدّل لأن الأصوات قوية.

- كيف يمكن دمج الطفل الأصم مع الأطفال الأصحاء، أخوته أو أقربائه، خصوصًا في اللعب؟
لا يمكن تجاهل الصعاب التي يواجهها الطفل الأصم في مجتمع السامعين خصوصًا إذا كان موجودًا في مكان كل اللعب فيه يرتكز على الكلام الذي لا يستطيع سماعه. قد يستوعب الطفل الأصم بعض قواعد اللعب بالتقليد والنظر ولكن ليس كل اللعب، وإلى أن يحين الوقت لفهمه  قواعد اللعب يكون أقرانه قد تغلّبوا عليه مما يسبب له مشكلة. لذا دور الأهل هنا أن يعرفوا نسبة الصمم عند الطفل، فإذا كان صممًا حادًا لا يمكنه أن يلعب طوال الوقت مع أطفال عاديين. و دور الاختصاصي أن يشرح للأخوة طريقة اللعب مع أخيهم الأصم، ويعطي النصائح الآتية.

 عندما يتكلمون من الضروري أن يكون الشقيق الأصم ينظر إلى شفاهم فممنوع التحدث إليه ووجهه في اتجاه آخر. فهذا يشعره بالإهانة لأنه يحرمه من أن يفهم.

  • استعمال الإشارة الطبيعية التي عادة نستعملها، فهي اللغة الطبيعية.
  • التأكد من أنه يفهم من خلال إعادة شروط اللعب مرّات عدة ليتأكدوا أنه فهم. فعوضًا أن نقول له عليك أن تضع الكرة في الهدف على الشقيق الصحيح أن يرسم الهدف ويريه أهميته ويمثل أمامه ليقلده ويفهم أصول اللعبة، وإذا عبس فهذا يعني أنه لم يفهم.
  • الطلب من أخوته أن ينتبهوا إليه أثناء اللعب خارج المنزل، فمثلا إذا كانوا يلعبون أمام المنزل وسمعوا صوت سيارة عليهم سحبه من المكان، وهذا قد يسبب غيرة عند الأخوة أو إلفة.

  لماذا لغة الإشارة

 في البداية يرى الطبيب ما إذا كان في الإمكان زرع أذن صناعية، وإذا أصيبت الأذنان فإن الطفل سوف يتدهور كلامه بسبب نقص السمع، فمن المعلوم أن الذي يجعل الإنسان الصحيح يحافظ على الكلام ويطوّره هو حلقة السمع اللفظي. فعندما يتكلم يسمع ما قاله والدماغ يرسل إشارة ما إذا نطق بشكل خاطئ فيصحح خطأه في النطق، بينما الأصم لا يستطيع تصحيح نطقه لأنه لا يسمع ما يقوله، وإذا كان لا يسمع الكلام من الطبيعي أن يتراجع كلامه. فهذا الطفل في حاجة إلى الإشارة ليستطيع التواصل مع الآخرين مئة في المئة لأنه في حاجة إلى أداة تساعده في التواصل مع الآخرين، وفي الوقت نفسه في حاجة إلى اختصاصي نطق ليساعده في المحافظة على الكلام الشفهي. لذا لا يمكن إرساله إلى مدرسة عادية لأنه ليس في استطاعته تعلّم قواعد اللغة في المدرسة العادية فمن الضروري أن يتعلّمها في المدرسة المتخصصة، علمًا أن تطوّره في الكتابة يستمر ولكنه لا يمكنه أن يتعلّم في مدرسة كلّها شفهي لأن ليس في مقدوره المتابعة.
في المدرسة المتخصصة يضع الطفل خوذة خاصة تعدل الأصوات فضلا عن وضع أساور تساعده في فهم الذبذبات، فالإنسان يسمع بالعظم والهواء وعندما يفحص سمع الطفل يكون هناك فحص العظم وفحص الهواء.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080