تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

حساسية الطعام

تصعب غالباً السيطرة على رغبات الطفل في الأكل حتى إذا كانت الأطعمة التي يتناولها مضرّة له. وقد تكون الأطعمة الصحية حتى مؤذية لطفلك، فما الحل وكيف تؤمنين حاجات جسمه لكي ينمو في شكل صحيح؟ حساسية الطعام مشكلة شائعة خصوصاً لدى الأطفال وطبيعي أن تشعري بالحيرة والقلق عندما تلاحظين أن طفلك يعاني حساسية حيال الحليب مثلاً، فهل هذا يعني أن طفلك مختلف وأن مشكلته هذه ستؤثر في نموه الطبيعي؟ حملنا الأسئلة الخاصة بحساسية الطعام إلى طبيب الأطفال اللبناني رمزي أبو جودة.

- ما أنواع حساسية الطعام التي يمكن التعرّض لها؟
هناك حساسية على أنواع مختلفة من الطعام وأكثرها شيوعاً حساسية الحليب كونه الغذاء الأساسي خلال السنة الأولى من العمر. كما يمكن أن تظهر حساسية ضد الصويا عندما تعطى للطفل كبديل للحليب إذا كان يعاني حساسيةً ضده. إضافةً إلى حساسية البيض والفاكهة، خصوصاً الفريز(الفراولة)، وثمار البحر كالقريدس، والمكسرات والمواد الحافظة والملوّنات في السكاكر ورقاقات البطاطا المقلية(التشيبس).

- هل يمكن أن يعاني الطفل حساسية ضد حليب الأم؟
نادراً ما تظهر حساسية ضد حليب الأم، إلا انه إذا أفرطت الأم في تناول الحليب المصنّع يمكن أن تنقل بروتين الحليب الموجود فيه إلى طفلها أثناء الرضاعة، وهي المادة المسؤولة عن الحساسية لديه.

- هل تظهر هذه الحساسية لدى الأطفال فقط؟
تظهر مشكلة الحساسية في سن مبكرة، خصوصاً في السنة الأولى.

- هل تستمر طوال الحياة أم يمكن معالجتها؟
تزول حساسية الطعام تلقائياً في نسبة 85 في المئة من الحالات في سن الثلاث سنوات. إلا أن الحساسية ضد المكسرات قد تدوم طيلة الحياة، إلا أنها ليست شائعة في الدول العربية بسبب قلة تناول زبدة الفستق بكثرة وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على المكسرات.

- لماذا قد تحصل الإصابة بحساسية الطعام؟
يضبط جهاز المناعة في الجهاز الهضمي الجسم لكي يتكيّف مع كل أنواع الطعام. إلا أنه لدى البعض، خصوصاً في حالة الولادة المبكرة، لا يكون جهاز المناعة مكتملاً بعد، الأمر الذي يسبب حساسيةً. أما السبب الأساسي للإصابة فهو العوامل الجينية، إذ يكون هناك استعداد جيني أصلاً وتظهر الحساسية عندها لدى التعرّض للمسببات الخارجية.

- هل صحيح أن الرضاعة تساعد في توفير الحماية من الحساسية؟
يساعد الحليب الطبيعي في الحماية من الحساسية، خصوصاً لدى إرضاع الطفل في الأشهر الستة الأولى كونه يضبط جهاز المناعة ويساعد في تقويته فيقلل احتمال الإصابة بالحساسية.

- هل هناك إجراءات معينة يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بحساسية الطعام؟
هناك بعض الإجراءات الوقائية التي من الأفضل التقيّد بها لتجنب حساسية الطعام لدى الطفل وأهمها:

  • إرضاع الطفل خلال الأشهر الستة الأولى.
  • عدم إعطاء الطفل أطعمة صلبة خلال الأشهر الستة الأولى لأن جسمه لا يكون مستعداً بعد وجهاز المناعة لديه يكون ضعيفاً.

- ما الأعراض التي قد تظهر نتيجة الحساسية؟
معظم الأعراض تظهر في الجهاز الهضمي في 50 إلى 80 في المئة من الحالات. أما أعراض الجلد فتشكل نسبة 20 إلى 40 في المئة من الحالات ، وفي جهاز التنفس نسبة 20 إلى 25 في المئة. وفي 15 في المئة من الحالات يمكن أن تحصل صدمة وغيبوبة وربما الوفاة في حال عدم التصرّف بسرعة. وفي ما يتعلق بأعراض الجهاز الهضمي فأهمها الإسهال المزمن وألم البطن والتقيؤ وقلة النمو. إلا انه لا بد من الإشارة إلى أن الشفاء يتم تلقائياً لدى إزالة المسبب. كما توجد مشكلة التهاب المعي الغليظ الناتج عن حساسية الطعام حيث تظهر أعراض كألم البطن والدم في الغائط الذي قد لا يظهر إلا في الفحص المخبري ويسبب فقراً في الدم. وفي الجهاز التنفسي تظهر أعراض كالزكام المستمر وانسداد في الأنف قد يعتقد البعض أنها ناتجة عن حساسية ضد المحيط. حتى أنه يمكن أن يسبب الطعام أعراض الربو كالصفير في الصدر. وبالنسبة إلى أعراض الجلد فهي تورّم في الشفتين وطفرة جلدية وحكاك في كل الجسم.

- هل تظهر أعراض الحساسية مباشرةً بعد تناول الطعام المسبب؟
قد تظهر الأعراض مباشرةً أو قد تظهر خلال يومين، وهذا يرتبط بالتكوين الجيني. كما أن حدة الأعراض أيضاً تختلف على هذا الأساس.

- كيف يمكن تشخيص حساسية الطعام، خصوصاً أنها قد تكون ناتجة عن أي نوع من الطعام؟
يتم التشخيص من خلال فحوص في الجلد PRICK test أو RAST test وهو الأكثر تطوراً لقياس معدل الأجسام الضدية في الدم، وهو يجرى على مختلف أنواع الأطعمة التي قد يعاني المصاب حساسيةً ضدها. علماً أنه يمكن أن يجرى الفحص على نوع معين من الأطعمة في حال الشك أو على الأنواع كلّها. إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن التشخيص يتم في شكل أساسي على أساس ملاحظات الأهل. كما أنه يمكن اكتشاف المسبب بإلغاء نوع معين من الطعام لدى الشك فيه، وهذه الطريقة هي في الوقت نفسه تشخيص وعلاج.

- هل هناك حاجة إلى أدوية معينة؟
تشفى معظم الحالات تلقائياً مع التقدم في السن. وفيما تشفى الحساسية ضد الحليب غالباً في سن السنة، تشفى معظم أنواع الحساسية المتبقية في سن الثلاث سنوات. وخلال هذه الفترة، يجب إزالة المسبب بعد التشخيص.

- إذا كان الطفل يعاني حساسيةً ضد الحليب، كيف يمكن تأمين حاجة جسمه منه لنموه الصحيح؟
يمكن استعمال نوع آخر هو الحليب بالصويا أو حليب مصنّع في المختبر خصيصاً لهذه الحالات.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080