مشكلاتك الصحية من المراهقة إلى ما بعد الخمسين
تعاني المرأة عموماً من مشكلات صحية عدة في مختلف مراحل عمرها، ويستطيع طبيب العائلة معالجتها في أغلب الأحيان من دون اللجوء إلى طبيب اختصاصي. من أبرز هذه المشكلات نذكر مشاكل الوزن، والقلق، والاكتئاب، والأوجاع. إليك لمحة عن أبرز الأسئلة التي تطرحها النساء على طبيب العائلة في مختلف مراحل عمرهنّ.
أقل من 20 عاماً
في هذه المرحلة من العمر، لا تعاني المرأة إجمالاً من مشكلات صحية مهمة أو خطيرة، لكنها تنتبه كثيراً إلى شكلها الخارجي ووزنها...
- أشعر بالكثير من التوتر كلما اقترب موعد الامتحانات. ماذا أفعل؟
قد يكون التوتر حافزاً ممتازاً بالنسبة إلى بعض النساء، وفي هذه الحالة لا تفعلي أي شيء قبل الدخول إلى الامتحان. لكن إذا وجدت نفسك على شفير الانهيار العصبي أو شعرت بالتوتر الشديد، إسألي الصيدلي أو طبيب العائلة عن العلاج العشبي الخاص بالتوتر والممكن تناوله قبل خمسة عشر يوماً من موعد أي استحقاق. يرتكز هذا العلاج عموماً على خلاصات النباتات والأزهار التي تخفف القلق بفاعلية من دون أي خطر بالإدمان. ومباشرة قبل الدخول إلى الامتحان، تنفسي بعمق مرات متتالية لإفراغ التوتر.
- أنام أحياناً من دون تناول أي عشاء، فيما أجبر نفسي أحياناً أخرى على التقيؤ بعد تناول الأكل. هل أنا مصابة بالأنوركسيا؟
لا يمكن جزم ذلك. فمشاكل السلوك الغذائي تنجم عن أسباب عدة ومعقدة. راجعي الطبيب وتحدثي معه عن المشكلة التي تواجهينها حتى يتمكن من تحديد الأسباب ومعالجتها. بهذه الطريقة، يمكنك فهم الأسباب التي تبعدك عن الطعام وتدفعك إلى التقيؤ. كما تبرز الحاجة أحياناً إلى بعض الدعم المعنوي والنفسي.
- أعاني من الإمساك على الدوام. ما العمل؟
باشري في مراجعة أنواع الأطعمة التي تتناولينها. استهلكي الكثير من الفاكهة والخضار الطازجة أو المجففة لأنها غنية بالألياف. واشربي الكثير من الماء لتسهيل عمل الأمعاء. وإذا لم تكن هذه الحلول كافية، تناولي ملينات الأمعاء الخفيفة المرتكزة على الألياف وإنما تجنبي أنواع الشاي الملينة للمعدة لأنها تحتوي غالباً على ملينات مؤذية للأمعاء.
- أستمع إلى الموسيقى بواسطة سماعات الأذنين. هل سأصاب بالصمم؟
قد يكون الصمم مبالغاً فيه قليلاً، لكن الأشخاص الذين يستمعون إلى الموسيقى عبر سماعات الأذنين لساعات طويلة متتالية وبمستوى صوتي مرتفع يمكن أن يتعرضوا فعلاً لخطر فقدان السمع. للحفاظ على صحة الأذنين، أخفضي صوت الموسيقى في السماعات بحيث تبقين قادرة على سماع الأصوات الخارجية المحيطة بك. ولا تستعملي السماعات لأكثر من نصف ساعة يومياً.
- أعاني من التهابات المثانة بشكل متكرر. ماذا أفعل للتخلص منها؟
في حال تواتر التهابات المثانة لديك، عليك إجراء تحليل للبول لمعرفة أنواع الجراثيم المسؤولة عن التهاباتك. راجعي الطبيب بعدها ليصف لك أنواع مضادات الالتهاب اللازمة. وفي غضون ذلك، بدلي أسلوب عيشك. اشربي 1.5 ليتر من الماء على الأقل كل يوم، وتوقفي عن ارتداء السراويل الضيقة والملابس الداخلية المصنوعة من أقمشة اصطناعية. احرصي أيضاً على غسل المناطق الحساسة بشكل منتظم للتخلص من كل الأوساخ المسؤولة عن الالتهابات. من جهة أخرى، باشري في تناول مضاد حيوي لتفادي امتداد الالتهاب إلى الكليتين. تجدر الإشارة إلى أن التهابات المثانة وراثية في أغلب الأحيان، وقد تكون مرتبطة بخلل في عمل الجهاز البولي.
- هل يجدر بي الحصول على جرعات متكررة من اللقاحات طوال حياتي؟
نعم، عليك تجديد جرعاتك من اللقاحات مرة كل عشر سنوات، ولاسيما لقاحات الشلل والكزار والخُناق. فهذه اللقاحات تتيح لك الحصول على مناعة لمدى الحياة من أمراض عجز الطب لسوء الحظ عن القضاء عليها بشكل تام حتى الآن.
بين عمر 20 و35 عاماً
في هذه المرحلة، تعاني المرأة من التعب، والاكتئاب، ومشاكل النوم والهضم... إنها مرحلة الحياة المهنية المحمومة ومرحلة الأمومة. نتيجة ذلك، تكثر الأسئلة الموجهة إلى الطبيب...
- أعاني أكثر فأكثر من صداع الشقيقة (migraine). ما السبيل لمعالجة ذلك؟
يجري لك الطبيب أولاً صورة سكانر Scanner للتأكد من أن صداع الشقيقة ليس ناجماً عن مرض دماغي. إذا كان الفحص طبيعياً ولم تنجح المسكنات الكلاسيكية في وقف صداع الشقيقة أو تخفيفه، تبرز الحاجة إلى أدوية متخصصة تعرف بالتريبتانات. لكن بدل معالجة نوبات الصداع عند حصولها، يستحسن معالجة المشكلة من أساسها. اطلبي من طبيب العائلة إحالتك إلى اختصاصي في هذا المجال.
- أشعر بانتفاخ في البطن طوال الوقت. هل من حل لمشكلتي؟
يرتبط انتفاخ البطن عند معظم النساء العاملات بالعادات الغذائية السيئة. لمعالجة هذه المشكلة، ينصح الأطباء بعدم تناول الوجبات بسرعة وإنما تخصيص الوقت الكافي لكل وجبة طعام بهدف مضغها وابتلاعها على مهل. لا بد أيضاً من تفادي المشروبات الغازية والعلكة لأنها مسؤولة عن انتفاخ البطن. من جهة أخرى، عليك الامتناع عن ارتداء الثياب الضيقة جداً التي تسبب تراكماً للغازات في البطن. خففي أيضاً من تناول الأطعمة المخفزة للتخمر (مثل الملفوف والفاكهة والخضار الجافة). اشربي كمية كافية من الماء وتناولي الأطعمة الغنية بالألياف (مثل الهليون والأرضي شوكي والبطاطا والفاكهة المطهوة مع قشرتها). تناولي أيضاً الأنواع الكاملة من المعكرونة والأرز لأنها تحسن عمل الأمعاء.
- أشعر دوماً بالتعب، وألتقط كل الالتهابات ويزداد وزني من دون سبب. ما هي مشكلتي؟
قد تكون الأسباب متعددة ومنها نقص الحديد في الدم، أو الغذاء غير المتوازن، أو الخلل في مستويات الهرمونات، أو مشكلة في الأيض (metabolisme)، أو حتى المرض النفسي. زوري الطبيب لإجراء فحص شامل لجسمك وتحليل لدمك وهرموناتك حتى يتمكن الطبيب من كشف السبب.
- لا أنام بصورة جيدة، وتضاءلت شهيتي ولم أعد أستمتع بأي شيء. هل هذا هو الاكتئاب؟
ربما، ولكن ليس بالضرورة. ففي 80 في المئة من الحالات، يمكن معالجة المشكلة من دون اللجوء إلى مضادات الاكتئاب. ناقشي المشكلة مع طبيبك واشرحي له أسباب انزعاجك. يمكنك تناول المغنزيوم أو المهدئات الخفيفة لمعالجة مشكلتك. وإذا لم يتحسن وضعك، زوري الطبيب الاختصاصي
.بين عمر 35 و50 عاماً
إنه الوقت الحاسم لاعتماد أسلوب العيش الصحي ومراقبة الغذاء كما يجب زيارة الطبيب بشكل منتظم.
- أعمل أمام شاشة الكمبيوتر طوال الوقت وأعاني من ألم في الظهر. هل الأمران مترابطان؟
يعاني 80 في المئة تقريباً من الأشخاص من أوجاع الظهر، ولا يساعد أسلوب العيش الكثير الجلوس على حل هذه المشكلة. فإذا كان ارتفاع الشاشة غير صحيح، أو كانت الشاشة موجهة بطريقة خاطئة، أو كان الكرسي غير مريح، يمكن أن تحدث أوجاع في الظهر وتشنجات في العضلات. للحؤول دون هذه الأوجاع، انتبهي جيداً إلى وضعية الشاشة على المكتب وإلى ارتفاع الكرسي، ومارسي بعض تمارين التمدد كل بضعة ساعات.
- أعاني من حرقة في المعدة. هل من علاج لهذه المشكلة؟
إذا بدّلت في الآونة الأخيرة عاداتك الغذائية أو أسلوب عيشك، لا حاجة إلى البحث بعيداً عن السبب. فالأطعمة الحمضية أو الغنية بالتوابل، والكحول والتبغ مسؤولة غالباً عن حرقة المعدة. كما أن التوتر أو التبديل في مواعيد وجبات الطعام يمكن أن يحدث خللاً في الجهاز الهضمي. لكن إذا ظهرت هذه الأعراض فجأة، قد تكون جرثومة هي المسؤولة المشكلة. تعرف هذه الجرثومة باسم Helicobacter pylori ويمكن كشفها بواسطة اختبارات تنفسية من دون إجراء أية خزعة. وفي حال تشخيص قرحة في المعدة، يجب تناول مضاد حيوي وأدوية مضادة للحموضة.
- كلما مرّ الوقت، أشعر بالمزيد من التعب. لماذا؟
تزور النساء الطبيب غالباً بسبب الشعور بالتعب. إلا أن سبب التعب واضح ومعروف: فالتوفيق بين العمل والعائلة في عمر 30 عاماً ليس بالأمر السهل طبعاً، وكلما مرت السنوات، ازداد التعب...
أمام هذا التعب المزمن، يجري الطبيب تحليلاً شاملاً للدم لتحديد النقص الحاصل ومن ثم وصف المكملات والعلاجات اللازمة. وفي غضون ذلك، ننصحك سيدتي بتهوين الأمور على نفسك وتقسيم واجباتك إلى دفعات ومراحل. لا تسعي دوماً وراء الكمال وحددي أولوياتك لتتمكني من تأجيل بعض الأعمال إلى الغد.
بعد عمر الخمسين عاماً
في هذه المرحلة، تبرز الحاجة إلى إجراء فحوصات طبية منتظمة لكشف أية مشكلة مرتبطة بالتقدم في العمر، بما في ذلك بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.
- هل أستطيع تلقي اللقاح المضاد للزكام قبل عمر 65 عاماً؟
ينصح الأطباء عموماً بأن يخضع كل شخص يعاني من مرض مزمن، مثل الربو ومشاكل القلب والرئتين أو ضعف في جهاز المناعة، لهذا النوع من اللقاح لأنه يخفف عليهم الكثير من الانزعاجات التي هم في غنى عنها. وإذا كنت تعانين كثيراً من الزكام خلال فصل الشتاء، لا تترددي في الخضوع لهذا اللقاح.
- أعاني من الدوالي (varices) في الساقين. هل يجدر بي إجراء عملية جراحية لإزالتها؟
تشير الدوالي إلى ضعف في الأوردة يتوجب عليك مراقبته والانتباه إليه. ففي حالة الأوردة المتوسعة، يميل الدم إلى الركود، مما يؤدي إلى تكوّن الجلطات، وعلى المدى الطويل، قرحة في الجوانب الداخلية للأوردة. ويمكن أن تعاني بعض النساء من الدوالي طوال حياتهنّ من دون حصول أي تفاقم مرضي. وفي الإجمال، يستطيع الطبيب إرشادك حول وسائل العلاج الممكن اتباعها وسبل الوقاية الممكن اتخاذها.
- قالوا لي إنه يجدر بي إجراء فحص لسرطان القولون بعد عمر 50 عاماً. كيف يتم ذلك؟
بات الأطباء ينصحون بإجراء هذا الفحص لسرطان القولون مرة كل سنتين بعد عمر 50 عاماً. إنه فحص Hemoccult II ويقوم على فحص البراز لثلاثة أيام متتالية للتأكد من وجود أو عدم وجود دم فيه. إذا كان الدم موجوداً، يأمر الطبيب بإجراء منظار للقولون (colonoscopie).
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024