تغيّرات الجسم في سنّ المراهقة...
سنّ المراهقة هي سنّ في غاية الدقة، وتشكّل نقطة فاصلة للعبور من مرحلة الطفولة إلى عمر النضج. وخلال «مرحلة التحوّل» هذه، تحدث تغيرات جمّة على الصعيدين البيولوجي والنفسيّ، إذ تبدأ معالم البلوغ بالظهور على الفتاة أو الصبي، بغية أن يصبحا في ما بعد إمرأة أو رجل...
ولكن في خضمّ هذه المرحلة، قد يمرّ المراهق ببعض المشكلات، الجمالية منها خاصة، إذ يخضع جسمه لسلسلة من التغيرات الهرمونيّة، مما قد ينعكس سلباً على نفسيّته ويسبّب له بعض الإنزعاج.
من جهة أخرى، تكون هذا السن حساسة لأنّ المراهق لم يعد طفلاً، لكنه لم يصبح شاباً بعد، فتختلط عليه الأمور في طريقة التصرّف إذ لا يفقه الطريقة الصحيحة للتعامل مع وضعه الجديد، مما يؤثر سلباً في علاقته مع الآخرين المحيطين به.
كما أنّ بعض العوائق الجماليّة الموقتة قد تحول دون أن يُكمل حياته بطريقة طبيعيّة من غير مواجهة العراقيل التي قد ينتفض لوجودها. بيد أنّ الأمر ليس بهذا القدر من التعقيد، إذ أصبح بالإمكان الآن مساعدة المراهقين على تخطّي مشكلاتهم المتعلّقة بالبشرة والجسم عبر إستشارة الطبيب المختصّ.
يشرح الدكتور شارل صعب، الاختصاصيّ في أمراض الغدد الصمّاء والهرمونات، التغيّرات التي تصيب المراهقين جسدياً، محدّداً المشكلات وعارضاً لأبرز الحلول العمليّة والجذريّة. كما تعطي الإختصاصيّة في علم النفس مارلين فارس بعض النصائح للتعامل السليم مع المراهقين حتى نساعدهم على تخطّي بعض العوائق الموقتة ونحثّهم على مواصلة حياتهم بعيداً عن العدوانيّة والفوضى.
سنّ المراهقة!
بادئ ذي بدء، لا بدّ من التنويه بأنّ سنّ المراهقة هي من أصعب المراحل التي قد يمرّ بها إنسان، إذ يعتبرها البعض سنّ الفوضى واللامبالاة والإنتفاض على الواقع والثورة والضياع... بيد أنّ لكلّ هذه الإنعكاسات أسباباً جليّة قد لا يخطر في بالنا التفكير فيها. فسنّ المراهقة هي بالتحديد أكبر مرحلة انتقاليّة قد يعيشها إنسان، إذ يشعر أنّ عالمه المألوف قد تبعثر من حوله «فلا حياة لمن تنادي»!
في هذه السنّ، قد يخوض المراهق «إمتحانات جدارة» كثيرة، من ناحية إثبات ذاته كشخص بالغ وناضج، فيضطرّ لتحمّل المسؤوليّة ويحاول أن يُظهر ذلك للعلن. لكن من جهة أخرى، لا يجب تناسي أنّه لم يصل بعد إلى مرحلة الإستقلاليّة التامة، وإن أراد ذلك بفارغ الصبر، لذلك تختلف عنده الحسابات.
وبالإضافة إلى الثورة النفسية، يخضع المراهق لتغيّرات هرمونيّة من شأنها أن تتيح له فرصة التحوّل إلى شخص بالغ، وهذا ما يؤثر فيه كمرحلة أوليّة.
هرمونات الجسم
يفسّر صعب طريقة إفراز الهرمونات في الجسم حتى يتسنّى للجميع فهم المرحلة التي يمرّ بها المراهقون، فيقول: «يولد الطفل من رحم أمّه وهو متمتّع بهرموناتها هي، سواء أكان صبياً أو فتاة. وفي الشهر الأوّل من حياته، يكون معدّل الهرمونات عالياً جداً لديه، إنما لا يعود السبب إلى غدده الخاصة بل إلى أمّه. وبعد إنقضاء نحو شهر، تصبح هذه النسب شبه معدومة وتظلّ كذلك حتى السبع سنوات. بعدها، إذا كان الطفل فتاة، تبدأ الغدّة الكظريّة بإفراز هرمونات ذكريّة لديها Androgen. وفي التاسعة، تكثر كمّية الشعر في مناطق محدّدة من الجسم، حتى يبدأ الميعاد أو الدورة الشهرية في السنوات بين الحادية عشرة والثالثة عشرة. أمّا إذ كان الطفل صبياً، فيبدأ عمل الغدّة الكظريّة في سن الثامنة أو التاسعة. وتبدأ مرحلة المراهقة عموماً ما بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة».
لكن تجدر الإشارة إلى أنه عند بدء الدورة الشهرية، لا يكون ذلك بداية البلوغ Puberty، بل نهايتها، إذ تكون مرحلة التحوّل الكاملة قد تمّت.
تغيير في الشكل
يمرّ الإنسان خلال حياته بمراحل عديدة منذ المهد وحتى اللحد. إذ يكون طفلاً رضيعاً فولداً، فمراهقاً فشاباً فبالغاً فكهلاً فعجوزاً... وكلّ مرحلة تفرض تغيّراً معيّناً من ناحيتي الشكل والعقل. يقول صعب: «إذا ما نظرنا إلى جسم الفتاة قبل بلوغها العام الثامن أو التاسع، نلاحظ أنّ شكلها موحّد، فلا تظهر «نتوءات» أو تراكمات للدهون في منطقة معيّنة، بل يكون متناسقاً من الرأس وحتى أخمص القدمين. بعدها، تبدأ إفرازات الغدّة والمبيض، فتغيّر الهرمونات النسائيّة في شكل الجسم لتبرز الأوراك والصدر عبر تراكم الدهون، لتعطيها الشكل الأنثويّ المتعارف عليه. ويحدث العكس عند الصبيّ، إذ تتشكّل هذه الدهون في المنطقة العليا من الجسم عند الصدر وفي أماكن تكوّن العضلات». يمكن القول بإختصار إنّ شكل الفتاة يصبح على شكل «8» باللغة العربية، فيما شكل الصبيّ يصبح على هيئة «7» باللغة العربية. لكن مع الرياضة المنتظمة، يمكن الحصول على التناسق والتوازن في المظهر. إنّ أساس «اللعبة» الهرمونية في سنّ المراهقة هو أمر في غاية الطبيعيّة وهو مرحلة إنتقاليّة يمرّ بها الجميع.
حلول على كل الجبهات
قبل كلّ شيء، إن محاولة التأقلم مع كلّ جديد تتطلّب وقتاً ومساندة ودعماً وتفهّماً. ذلك أنّه مهما كان المرء مطّلعاً وواعياً، يجب أن يكون لديه على الدوام مَن يسمعه وينصحه ويساعده لتخطّي العقبات مهما بدت تافهة للبعض.
تفسّر فارس: «تُعتبر مرحلة المراهقة من أصعب المراحل في العلاقة ما بين الأهل والمراهق، إذ تخضع للكثير من التجارب والعراقيل. فالأهل يريدون أن يتربّى ولدهم كما يرونه مناسباً ولا يحبّذون مطلقاً رؤيته ضعيفاً أو مكسور الخاطر، لكنهم أحياناً لا يجيدون التصرّف أو التعبير. ومن جهة أخرى، يثور المراهق على نفسه أولاً وعلى الآخرين في هذه المرحلة لأنه لا يدرك كيفيّة التصرّف والتأقلم مع وضعه. فعندما يرى المراهق أنّ وجهه ممتلئ بالبثور أو أنّ وزنه زائد، يؤثر ذلك في نفسيّته، فيخجل بشكله وقد ينطوي على ذاته ويرفض الإختلاط إذ لا يطيق أن يرى نفسه ويراه الآخرين بهذا المظهر. وكلّ ما على الأهل فعله هو مساندته. يكون ذلك عبر تدارك الأمر قبل تفاقمه وزيارة الطبيب، من إختصاصيّ هرمونات إلى إختصاصيّ أمراض جلديّة للتشخيص السليم ووصف العلاج المناسب، الذي يكون أحياناً عبارة عن غسول مثلاً، وتُحلّ المشكلة. كما يمكن تنظيم نمط تناول الطعم لتفادي الوقوع في شرك البدانة.
من جهة أخرى، لا يجوز ترك الموضوع يؤثر في الحياة العمليّة والإجتماعيّة للمراهقين. فلا يجوز ترك فتاة تعاني من زيادة في الشعر في منطقة الوجه من دون علاج، لما ينعكس ذلك سلباً على نفسيّتها. بل يجب تطويع كلّ الإمكانات الممكنة لمساعدتها نفسياً عبر إيجاد الحلّ وإن الموقّت مع الطبيب، ريثما يكتمل نموّها وتبادر إلى الحلّ الجذريّ عبر إزالة الشعر نهائياً بالليزر مثلاً». إنّ الشق النفسيّ يؤثر كثيراً في المراهقين لذلك لا يجوز مطلقاً إهمالهم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّون بها، بل على الأهل أن يكونوا متفهّمين وأن يتذكّروا أنهم أيضاً قد مرّوا بأنفسهم في هذا الوضع الحسّاس، لذلك عليهم بالتصرّف لمساعدة أولادهم.
من الناحية الطبّيّة،لا يجوز أبداً محاولة «العبث» بالبشرة من دون الإختصاصيّ، إذ قد تتحوّل المشكلة البسيطة إلى أخرى أكثر خطورة وتعقيداً.
يقول الدكتور صعب: «قبل كلّ شيء لا يجب مطلقاً أخذ المبادرة الفرديّة ومحاولة «علاج» المشكلة من دون تقصّي المسبّب الأساسيّ. لذلك، يجب إستشارة الطبيب المختصّ حتى يشخّص الحالة ويتوصّل إلى معرفة السبب الرئيسيّ لهذه المشكلات الجماليّة. وبعدها، قد يصف العلاج المناسب لكلّ شخص على حدة. وتمتدّ فترة المراهقة عموماً عند الفتيات ما بين سنّ العاشرة والرابعة عشرة. وأمّا عند الشبان، فتكون ما بين الحادية عشرة أو الثانية عشرة وحتى السادسة عشرة أو السابعة عشرة». وخلال هذه الفترة قد يعاني المراهق بعض المشكلات، لكن يمكن السيطرة عليها قدر الإمكان ومحاولة القضاء عليها قبل أن تتفاقم وتتحوّل إلى عائق في طريق إكمال الحياة الطبيعيّة. ويوضح الدكتور صعب أنّ «العلاج يكون عموماً عبارة عن حبوب Anti-Hormones، لعكس عمليّة زيادة الإفرازات وما تسبّبه من مشكلات من حيث ظهور الحبوب. وأمّا في حال المعاناة من زيادة في الشعر غير المرغوب فيه، فيمكن التوجّه إلى الليزر والماكنات المتطوّرة، لكن لا تكون النتيجة نهائية قبل إكتمال النموّ، إذ تعاود الإفرازات بالظهور». إنّ إختبار التبدّل في شكل الجسم والبشرة قد يشكّل أحياناً «صدمة» للمراهقين الذين يواجهون وقتاً عصيباً في تقبّل ما يجري لهم، إلاّ أنّ الأمر ليس دائماً بل هو إلى زوال. ومع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، قد تختفي المشكلة في غضون وقت قصير، من دون إحراج.
دور الأهل
في أيامنا هذه، تبدّلت العقليّة القديمة وزالت المعتقدات البائتة، إذ أصبح الناس أكثر وعياًَ لما يجري وأصبحوا أكثر إنفتاحاً لكلّ التقدّم الطبيّ-التجميليّ. يشدّد الدكتور صعب على «ضرورة مناقشة المشكلة التي يمرّ بها المراهق مع الأهل عوض الإختباء حتى تتفاقم. فرأي الطبيب المختصّ ضروريّ لشرح أبعاد الأمر وتفاقمه. وأصبح العلاج متوافراً وبسيطاً». من جهتها، ترى فارس أنه "من واجب الأهل تشجيع المراهق على الإمساك بزمام الأمور، وحثه على زيارة الإختصاصيّ حتى يتمكّن من مساعدته. فإذا تغاضينا عن الموضوع، قد يخلّف ذلك عقداً نفسيّة لا يظهر أثرها على المدى القريب أحياناً. لذلك يجب دوماً الإستماع إلى المراهقين ومدّ يد العون وعرض المساعدة للتوصّل إلى حلّ يُرضي الجميع».
لقاح جديد لسرطان عنق الرحم
إنها المرة الأولى التي يبتكر فيها العلماء لقاحاً ضد السرطان. إنه لقاح ضد سرطان عنق الرحم. تضاربت المعلومات بشأن هذا اللقاح، ولذلك نقدم لك لمحة عن الأسئلة الأكثر شيوعاً حول هذا الموضوع.
يستحسن بالفتاة الحصول على اللقاح قبل بدء حياتها الزوجية.
صح. فمن الضروري إعطاء هذا اللقاح للفتيات الشابات في عمر المراهقة قبل مرحلة الزواج. والهدف هو أن تكون الفتاة محمية قبل تعرضها للفيروسات المسببة ربما لسرطان عنق الرحم. فقد بات معلوماً أن الفيروس الحليمي البشري (papilloma virus) المسؤول عن سرطان عنق الرحم هو فيروس معدٍ جداً ويمكنه الانتقال أيضاً بواسطة الأيدي أثناء المداعبات الحميمة. والمؤسف أنه يكفي حصول احتكاك واحد مع الأغشية المخاطية لتحصل العدوى.
يبقى اللقاح فعالاً لمدى الحياة.
صح وخطأ. فاللقاح لا يزال جديداً نسبياً ومن المبكر إذاً تحديد المدة الدقيقة لفاعلية اللقاح. إلا أن الدراسات تظهر على ما يبدو أن فاعلية اللقاح تستمر لفترة طويلة جداً، ربما لمدى الحياة، على رغم عدم إمكانية الجزم بهذه المسألة في الوقت الحاضر.
من الضروري الاستمرار في إجراء فحص "الزجاجة" حتى بعد تلقي اللقاح.
صح. فلا بد من متابعة الفحوص الدورية بشكل منتظم عند الطبيب النسائي لأن اللقاح يحمي بنسبة 70 في المئة فقط من أربعة أنواع من الفيروس الحليمي البشري في سرطان عنق الرحم (وهي الفيروسات 6 و11 و16 و18). كما أنه يحمي بنسبة 90 في المئة من الأورام القنبيطية في الأعضاء التناسلية، لكن توجد لسوء الحظ أنواع أخرى من الفيروس الحليمي البشري التي يعجز اللقاح عن التغلب عليها.
عمري 20 سنة وتزوجت قبل عامين. هل فات الأوان لأستفيد من اللقاح؟
خطأ. صحيح أنه من الأفضل تلقي اللقاح المضاد للسرطان قبل الزواج وبدء العلاقات الجنسية، أي قبل إمكانية التعرض للفيروسات المسببة للسرطان، لكن الأطباء يؤكدون أنه باستطاعة المرأة تلقي اللقاح حتى بعد مرور أكثر من عام على زواجها. لكن بما أن اللقاح يحمي فقط من أربعة أنواع من الفيروس الحليمي البشري، يحتمل أن تلتقط المرأة بعد الزواج أحد أنواع هذه الفيروسات وتبقى بمنأى عن الأنواع الثلاثة الأخرى. في هذه الحالة، يبقى اللقاح مفيداً وفعالاً.
هل صحيح أن هذا اللقاح يحمي أيضاً من بقية أنواع السرطان النسائية؟
صح. فهذا اللقاح فعال ضد الآفات السابقة للسرطان في الفرج (مجموع الأعضاء التناسلية الخارجية عند المرأة)، وهو فعال ربما ضد آفات المهبل لأن الفيروسات المسببة للمرض هي نفسها في كلا الحالتين. وأصدرت أخيراً الوكالة الأوروبية للأدوية موافقتها على اعتماد اللقاح للحماية من سرطان المهبل.
يستلزم اللقاح زيارة الطبيب ثلاث مرات.
صح. فاللقاح يتألف من ثلاث حقن ضرورية. تتلقى الفتاة الجرعة الأولى من اللقاح في اليوم الذي تريده، ثم تتلقى الجرعة الثانية بعد شهرين، والجرعة الثالثة بعد ستة أشهر.
مشكلات جماليّة
لا تخلو سنّ المراهقة من المشاكل من كلّ حدب وصوب. فبالإضافة إلى كونها سنّ المطالبة بالإستقلاليّة والقرار الحرّ، هي أيضاً مرحلة تؤثر فيها الهرمونات على الشكل والمظهر برمّته. يقول الدكتور صعب: «قد تعاني الفتاة المراهقة من زيادة في إفرازات الغدّة أو المبيض للهرمونات الذكرية أو الأنثويّة، أو قد تعاني ببساطة من بشرة حسّاسة وإن لكمّيات ضعيفة من الهرمونات. هذا الأمر يظهر على شكل حبوب شباب وبثور، بالإضافة إلى زيادة في الشعر في المناطق التي يجب ألا يكون فيها شعر أصلاً مثل منطقة الوجه بشكل عام والصدر وسواهما. فإذا نبت لها شعر في هذه الأماكن، أو على العكس، بدأ شعرها بالتساقط، يجب إستشارة الطبيب للتشخيص ومن ثمّ البدء بالعلاج المناسب». فلا يجوز مطلقاً التغاضي عن المشكلة وترك المراهِقة تعاني من عقد نفسيّة. ويضيف صعب: «عندما يتعلّق الأمر بالشاب المراهق، قد تكون المشكلات ناتجة عن زيادة في إفرازات التستوستيرون. وإذا كان الشاب بديناً أو ممتلئاً بعض الشيء، قد تبرز معالم «الثدي» عنده نتيجة تزايد الهرمونات الذكريّة، مما يقتضي إستئصالها Gynecomasty. كما قد تواجهه مشكلات جلديّة مثل ظهور الحبوب».
رفض وتمرّد!
إنّ النظر إلى المرآة ورؤية جسدك يتغيّر أمر ليس من السهل تقبّله! فكيف إذا كان الإنسان في سنّ حرجة ولا يستوعب كلّ ما يحصل معه؟!
تفسّر الإختصاصيّة فارس «إنه من الطبيعيّ أن يمرّ المراهق بفترة عدم الرضى عن حالته، ويحاول لفت الأنظار إليه من خلال محاولة برهان أنه قد تجاوز مرحلة الطفولة إلى غير رجعة. لذلك نراه في معظم الأحيان يتصرّف بنوع من العدوانية ويتهجّم على الغير، أو على العكس يُظهر لامبالاته ولا ينصاع لمطالب الأهل، ذلك أنه حائر وضائع لكنه لا يعترف مطلقاً بالأمر «ليُظهر من الضعف قوّة. كما أنه في هذه السن، قد ينكبّ مثلاً على الأكل كسبيل «لفشّة الخلق»، مما ينعكس سلباً على وزنه فيعاني من الوزن الزائد، وهذا ما يزيد الأمر تعقيداً عوضاً من تخفيف عبء المشكلة.
كلّ ما يمكن فعله في هذه المرحلة هو محاولة تفهّمه قدر المستطاع وإستيعابه وإمكانيّة التكلّم «معه»! فكلّ ما يطلبه هو القليل من المساواة والإستقلاليّة ريثما يتأقلم مع وضعه». فلا يجوز معالمته كالطفل وإختيار كلّ شيء بالنيابة عنه، بل يجب منحه فسحة من الخيار الحرّ ودعم قراراته السليمة وتصحيح الخاطئة منها عبر إرشاده وتعليمه ونصحه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024