زرع الشعر

08 أيلول 2009

ليست مشكلة الصلع حكراً على الرجال، بل هي من المشكلات الشائعة لدى النساء أيضاً، خصوصاً في بلاد الشرق الأوسط. وصحيح أن مشكلة الصلع تأخذ طابعاً جمالياً نظراً لأهمية الشعر الصحي في مظهر الرجل والمرأة على حد سواء، لكن في الواقع يخبئ تساقط الشعر مشكلات صحية أكثر أهمية لا بد من التنبه لها ومعالجتها قبل اللجوء إلى أي تقنية علاجية لتساقط الشعر نفسه. زرع الشعر من الحلول التي يتم اللجوء إليها غالباً لتخطي آثار تساقط الشعر الذي له آثار نفسية أيضاً على من يعانيه.
ويعتبر زرع الشعر من التقنيات الحديثة الشائعة الفاعلة التي تسمح بتخطي مشكلة الصلع بشكل جذري شرط الالتزام بشروط معينة تتطلبها هذه التقنية. الطبيب اللبناني الاختصاصي بالأمراض الجلدية داني توما يجيب هنا على كل الأسئلة التي يمكن طرحها في عملية زرع الشعر ومضاعفاتها وطرق الحفاظ على النتيجة بعد الخضوع لها.

يبدأ تساقط الشعر عند الرجل أواخر مرحلة المراهقة ويصبح أثره أكثر وضوحاً في العشرينات، وقد يزداد حدةً في السنوات اللاحقة مما يسبب الصلع التام أحياناً في مؤخرة الرأس أو في أعلاه. أما عند المرأة فتكون المشكلة أقل حدةً وقد لا تبرز بوضوح، خصوصاً أنها تبدأ في سن متقدمة أكثر وتؤدي إلى نقص تدريجي في كثافة الشعر في أعلى الرأس حتى تظهر مساحة كبرى من فروة الرأس تدريجاً، خصوصاً في حال الوقوف في ضوء النهار. لكن سواء كانت المرأة هي التي تعاني تساقط الشعر أو الرجل، لا بد من معالجة المشكلات الصحية المسببة للمشكلة واللجوء إلى الأدوية التي تساعد على وقف تساقط الشعر وقد تسمح بنموّه مجدداً. علماً انه لا بد من تناول الأدوية خلال فترة إذ تتطلب رؤية نتيجة واضحة للعلاج من ثلاثة أشهر إلى سنتين وتستمر طوال مدة الاستمرار بالعلاج.

- من يمكنه اللجوء إلى تقنية زرع الشعر؟
يُنصح باللجوء إلى زرع الشعر كل من عانى تساقطاً دائماً ومستمراً في الشعر كالرجل الذي يعاني الصلع والنساء اللواتي يعانين نقصاً في كثافة الشعر والأشخاص الذي توجد لديهم مواضع مصابة لا شعر فيها نتيجة التعرّض لحادث معيّن أو بسبب الخضوع لعملية شد الوجه. كذلك قد يخضع لعملية زرع الشعر الأشخاص الذين يرغبون في زيادة كثافة الرموش أو الحواجب.

- كيف تختلف نتيجة زرع الشعر بين شخص وآخر؟
يمكن الحصول على نتيجة فضلى إذا كان الشعر كثيفاً. علماً أن الشعر يبدو أكثر كثافة لدى ذوي البشرة الفاتحة والشعر الفاتح. كما يحتاج الأشخاص الذين يملكون شعراً متموجاً أشعث إلى عدد أقل من الجلسات. في كل الحالات تختلف النتيجة بين شخص وآخر.

- كيف تتم عملية زرع الشعر؟
تتطلب عملية زرع الشعر ثلاثاً إلى ست ساعات عادةً يخضع خلالها المريض إلى التخدير موضعي دون أن تكون هناك حاجة إلى المكوث في المستشفى. وغالباً ما يبقى المريض مستيقظاً لكن يفضّل إعطاؤه دواءً للاسترخاء حتى لا يشعر بالتوتر.

- هل تسبب عملية زرع الشعر آلاماً حادة؟
لا تسبب عملية زرع الشعر ألماً أو على الأكثر قد ينتج عنها ألم طفيف أثناء العملية. وفي حال وضع رباط للرأس تتم إزالته في اليوم التالي. أما «القطَب» في الموضع الذي تم أخذ بقعة الجلد منه، فتتم إزالتها خلال سبعة أيام أو 12. كما يمكن استخدام «القطَب» التي تسقط تلقائياً لتجنب عملية إزالتها بيد الطبيب.

- ماذا بعد العملية؟
يُعطى من يخضع لعملية زرع الشعر مسكناً خفيفاً للألم لإزالة أي شعور بالانزعاج قد ينتج عن العملية في الليلة التي تليها. كما قد يحتاج المريض إلى استعمال الكمادات الرطبة أو الرذاذ والنوم بوضعية جلوس ليوم إلى ثلاثة تجنباً للتورّم . وقد تظهر قشريات في فروة الرأس لكننها تسقط خلال عشرة إلى 14 يوماً بعد العملية. أما التنميل الذي يمكن الشعور به في الموضع المعني فيزول خلال شهرين إلى أربعة أشهر.

- ما المضاعفات التي يمكن أن تحصل بعد العملية؟
تعتبر المضاعفات الناتجة عن عملية زرع الشعر نادرة. إذ يمكن أن تحصل التهابات بسيطة في الموضع المحيط بالشعرة المزروعة. لكن تعتبر هذه الالتهابات مشابهة لتلك التي تحصل نتيجة التهاب بثور أو بسبب عدم اكتمال نمو شعرة. وتساعد مضادات الالتهاب على التخلّص من هذه الالتهابات بسهولة. أما الجروح البسيطة التي يمكن أن تظهر في الموضع الذي تمت فيه العملية في الجلد، فيمكن إخفاؤها بسهولة بواسطة الشعر. كما يمكن ملاحظة تورّم بسيط في أعلى الرأس خلال أيام بعد العملية.

- هل هناك سن معينة لزرع الشعر؟
يمكن اللجوء إلى عملية زرع الشعر في أي سن. لكن من الأفضل البدء قبل الصلع التام بهدف استعمال الشعر الباقي لإخفاء آثار العملية. لكن كون تساقط الشعر يتم تدريجاً ، من الأفضل الانتظار حتى ما بعد سن 25 سنة للجوء إلى عملية زرع الشعر.

- هل من طرق معينة لغسل الشعر والعناية به بعد العملية؟
من الأفضل غسل الشعر في المرة الأولى بعد العملية بمساعدة اختصاصي. علماً أنه يتم غسل الشعر في اليوم التالي للعملية. في الأيام الخمسة التالية يغسل الشعر بالطرق الآتية:

الوقوف في الحمام واستعمال كوب بلاستيكي لتبليل الشعر جيداً بالماء البارد.
وضع الشامبو في راحة اليد على أن يستعمل الشامبو الخاص للأطفال في الأسبوع الأول.
وضع الشامبو برفق في الموضع الذي زُرع فيه الشعر. لكن يجب عدم فرك الشامبو بل يُنصح بتركه خمس دقائق ثم يُغسل الشعر بالماء البارد باستعمال كوب أو وعاء.
تجفيف الشعر بالمنشفة شرط عدم فرك الموضع الذي زُرع فيه الشعر . يمكن استعمال الهواء البارد في مجفف الشعر بعد 24 ساعة من العملية.

وبعد الأيام الخمس الأولى التي تلي العملية:

يمكن الوقوف تحت رذاذ الماء عند الاستحمام شرط ألا يكون ضغط الماء قوياً.
يمكن البدء بإزالة القشور في موضع زرع الشعر ، شرط عدم نزعها بالأظافر لتجنب الجروح. بل يمكن فركها برفق بواسطة الأصابع لدى وضع الشامبو.
من الضروري غسل الشعر يومياً حتى تسقط القشور كلّها بعد حوالي الأسبوعين. عندها يمكن غسل الشعر بالشكل الروتيني المعتاد.

- متى تُزال القطب؟
يزيل الطبيب القطب خلال سبعة أيام أو أسبوعين.

- هل من إجراءات معينة يجب اتخاذها بعد العملية لتجنب المشكلات؟
تجنباً للمشكلات التي يمكن أن تحصل بعد العملية، يجب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية وهي:

يُنصح بالنوم بوضعية يكون فيها الرأس مرتفعاً إلى حد ما بواسطة وسادتين أو ثلاث لمدة ثلاثة أيام بعد العملية لتجنب النزف والتورّم.
من الأفضل ثني الركبتين لالتقاط غرض عن الأرض أو ربط الحذاء بدلاً من الانحناء إلى الأمام.
يجب الحرص على عدم ارتطام الرأس لدى الصعود إلى السيارة أو النزول منها.
يجب ارتداء قميص بأزرار في الأيام الخمسة الأولى التي تلي العملية وتجنب القمصان التي يتم إدخالها بالرأس.
ليس ضرورياً اعتمار قبعة إلا في حال التعرّض لأشعة الشمس.

- متى يمكن البدء بممارسة الرياضة؟
يجب تجنب ممارسة الرياضة في الأيام الخمسة الأولى التي تلي العملية لأن النشاط المفرط قد يسبب التورّم. لذلك ينصح بالحد من الحركة في الأيام الخمسة الأولى. أما بعدها فيمكن ممارسة رياضة معتدلة، لكن من الضروري تجنب الركض ورفع الأوزان وغيرها من أنواع الرياضة القوية. وبعد عشرة أيام يمكن ممارسة الرياضة بانتظام دون مشكلة.

- هل تشكل السباحة خطراً في هذه الحالة؟
يُنصح بتجنب السباحة خلال الأيام العشرة الأولى بعد العملية. كما ينصح بتجنب أشعة الشمس خلال أسبوعين. أما بعدها ففي حال التعرّض لأشعة الشمس لفترة طويلة يُنصح باعتمار قبعة وباستعمال كريم واقٍ من الشم.