كورسيكا خليط العالمين الإيطالي والفرنسي
تنضم كورسيكا، أو قرسقة، إلى مجموعة الجزر الفرنسية الكائنة في البحر الأبيض المتوسط، ويقوم اقتصادها بشكل رئيس على القطاع السياحي. إنها خليط من العالمين الإيطالي والفرنسي مما يمنحها نكهة خاصة.
يمكن الوصول إلى الجزيرة جواً أو عبر رحلة بحرية من ساحل «كان» في فرنسا. تمتاز الجزيرة بأنها مسقط رأس نابوليون بونابرت، ولا يزال منزل والده موجوداً حتى الآن رغم تحويله إلى متحف خاص وإرث وطني في شارع سان تشارلز في العاصمة أجاكسيو.
تقع جزيرة كورسيكا غرب إيطاليا وجنوب فرنسا، وهي من الجزر الجميلة والخلاّبة ورابع أكبر الجزر في حوض البحر الأبيض المتوسّط.
تُلقّب كورسيكا بجزيرة الجمال لما تتحلّى به من ألوان متباينة مثل الأزرق في بحرها الشاسع، والأخضر في أشجار الصنوبر المنتشرة فيها.
توصف كورسيكا بالجــبل في وسـط الـبـحر لأنها عبارة عن جــزيــرة تمتد فيها الشواطئ الرملية على نحو 600 ميل، وتكثر فيها المنحدرات الصخرية الشامخة التي يصل ارتفاعها إلى تسعة آلاف قدم.
تقع كورسيكا في قلب القسم الغربي من البحر الأبيض المتوسّط، مما يسهل الوصول إليها جوّاً وبحراً. هذه الجزيرة ذات النسائم العليلة مناسبة لقضاء عطلات نهاية الأسبوع على الطريقة الأوروبية، أو تمضية شهر العسل على الطريقة الاستوائية.
تمتاز كورسيكا بتنوّع تضاريسها وتنتشر في مساحتها الشاسعة المرتفعات والجبال. وتعتبر قمة جبل «مونتي شنتو» Monte Cinto الأعلى في الجزيرة ويصل ارتفاعها إلى 2706 أمتار فوق سطح البحر، علماً أن سلاسل أخرى من القمم المرتفعة تنتشر في الجزيرة، ويُقارب ارتفاعها الألفي متر.
طبيعة خلابة
يطغى المناخ المعتدل على الجزيرة، وتنتشر فيها زراعة الزيتون، والعنب، والفواكه، والخضروات، والتبغ، والبلوط، والصنوبر، والكستناء. في فصل الصيف، تتراوح درجات الحرارة بين 25و30 درجة مئوية. أما في الشتاء، فيشتدّ البرد خصوصاً في الجبال وتهبّ الرياح الشمالية في الجزيرة.
لا تزال كورسيكا تحافظ على هويتها الطبيعية والتاريخية، وأجوائها الفريدة والخاصة والقديمة. يقول الكثيرون إنها محمية سياحية غير مستهلكة ومقصد ممتاز لكل من يبحث عن عالم هادئ وبعيد من ضوضاء السياحة التجارية.
تنفرد كورسيكا بلغة رسمية خاصة بها تختلف عن اللغات الرسمية في فرنسا، وهي اللغة الكورسية. تتوسط هذه اللغة الإيطالية والفرنسية، لكنها لم تعد شائعة إذ يطغى حالياً استعمال اللغة الفرنسية في الجزيرة.
أبرز المناطق السياحية
أجاكسيو: تقع هذه المدينة على أحد أروع الخلجان وتشتهر بجمالها الطبيعي، والأماكن التاريخية والأثرية، والمتاحف، والشوارع القديمة. كما يوجد فيها وادي سنكارا والعديد من المحميات الطبيعية الجميلة، إضافة طبعاً إلى خليج أجاكسيو الذي يبهرنا بروعة شواطئه.
بونيفاسيو: مدينة ساحلية قديمة تقع في جنوب الجزيرة وتمتاز بجمالها الهادئ وأزقّتها القديمة. يوجد فيها متحف ليفي والكثير من المواقع التاريخية. يستطيع السيّاح ممارسة رياضة المشي، أو ركوب الخيل، أو تسلّق الجبال، أو ركوب الدرّاجات الهوائية، أو التجديف والسباحة في النهر.
كاستاغنيشا: إنه الشاطئ الغربي في كورسيكا ومهد التاريخ الكورسيكي. تكثر فيه أشجار الكستناء والليمون والكيوي وكروم العنب، وأبراج الأجراس، إضافة إلى الغابة الخضراء المتموجة التي تعكس مشهداً طبيعياً في غاية الروعة.
كالفي: إنها جوهرة كورسيكا المغطّاة بأشجار الزيتون والتين والبرتقال. تطل على أروع خلجان البحر الأبيض المتوسط، وفيها وادي بالان الذي ألهم الشعراء.
باستيا: فيها ميناء قديمة وأماكن دينية والعديد من الأزقة الضيقة. كانت المدينة من قبل مهداً لفن الأوبرا، وتشهد حالياً حداثة معاصرة لافتة ولكنها تحافظ في الوقت نفسه على بريقها القديم. كما تشتهر بكروم العنب وأشجار الزيتون والفاكهة.
حقائق مهمة
● تضم الجزيرة الكثير من المرتفعات والجبال، أعلاها جبل «مونتي شنتو» (Monte Cinto) إضافة إلى 20 قمة أخرى لا يقل ارتفاعها عن ألفي متر عن سطح البحر.
● الجزيرة غنية بالأنهار والشلاّلات والبحيرات الجميلة، وفيها واحدة من أهم المحميات الطبيعية الجبلية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا بحيث تعتبر محمية Parc Naturel Régional de Corse إرثاً إنسانياً وفق منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة.
● قمم الجبال باردة وغنية بأحراج الصنوبر والسنديان والبلوط وغيرها من الأشجار المعمّرة. وفي كورسيكا واحد من أطول الخطوط الجبلية التي تُستخدم لرحلات السير على الأقدام أو ما يعرف بـ GR 20 أو جبل «فرا لي» (fra li monte) الممتد من جنوب الجزيرة إلى شمالها.
● الزراعة مهمة جداً في الجزيرة، نظراً إلى الطبيعة الخصبة، إضافة إلى صيد الأسماك، وتجميع المرجان، واستخراج الغرانيت والرخام من الجبال.
● القطاع السياحي هو الركيزة الأساسية لاقتصاد الجزيرة، إذ يتوافد إليها السيّاح من كل أنحاء العالم للتمتع بالطبيعة الخلابة.
● السياحة البحرية في الجزيرة جزء مهم جداً من الحركة السياحية بحيث تضم الجزيرة الكثير من الشواطئ الرائعة والمشهورة (منطقة بروبريانو) التي تعتبر من أهم العوامل الجاذبة للسيّاح من جميع أنحاء العالم.
● المطبخ الكورسيكي يجمع بين المطبخين الفرنسي والإيطالي، إضافة إلى العديد من الأطباق العالمية الفريدة واللذيذة. وتعتبر الكستناء من أساسيات المطبخ الكورسيكي بحيث يتم تحضير العديد من الأطباق والحلويات المرتكزة على الكستناء.
● تشتهر الجزيرة بإنتاج الصوف المستخدم في صناعة الملابس، ويتم استخلاصه من الأغنام التي ترعى في أراضي هذه الجزيرة الخلابة.
شخصيات كورسيكية معروفة
● القائد الفرنسي نابوليون بونابرت.
● باسكال باولي محرر كورسيكا من الجنوب وأول من وضع الدستور.
● عادل رامي لاعب كرة قدم من أصول مغربية.
● شوقي سعادة لاعب كرة قدم من أصول تونسية.
● ميشال زيفاكو الكاتب الفرنسي الشهير.
نشاطات رائعة في كورسيكا
● تسلّق الجبال والوصول إلى الأعالي واكتشاف الأسرار القديمة لجزيرة كورسكيا والاستمتاع بالمناظر الخلاّبة.
● التنزّه في شوارع القرون الوسطى في سارتين.
● زيارة الجداول في «بيانا».
● زيارة خليج بورتو.
● زيارة منزل نابوليون بونابرت في أجاكسيو.
● التنزّه في المحميات الطبيعية في سكاندولا.
● زيارة الجزر الدموية Sanguinaires
● رحلة في صحراء أغريات.
● المشي في جبال غوزي التي ترتفع 220 متراً عن سطح البحر، وتوفر منظراً بانورامياً مدهشاً.
● الاستلقاء على شاطئ روندينارا الأكثر جمالاً في فرنسا.
● زيارة ملعب «غولف دو سبيرون كورس» المحاذي للشاطئ.
● التنزّه في الأسواق القديمة حيث يمكن تذوّق المأكولات اللذيذة، ولا سيما الأجبان والأطباق البحرية.
● زيارة متحف فيش في أجاكسيو.
● التجول في بلدة الفنانين سانت فلوران.
● مشاهدة جدران القلعة باستيا في بورتو فيشيو.
● ممارسة الرياضات المائية على الشواطئ، ولا سيّما على شاطئي «بالومباجيا» و«كابو دي فينو».
● زيارة مدينة بونيفـاســيو الموجودة في الجنوب ويمكن الوصول إليها عبر البحر لرؤية الجرف الأبيض والكهوف المظلمة على جوانبه مع انعكاسات أضواء الشموع المتدلية من الرواســب الكلسية داخل المغارات.
● الغوص تحت الماء لرؤية المرجان وأسماك الهامور الكبيرة والكائنات البحرية المتنوعة.
● صيد السمك في البحر أو الأنهار.
● ركوب الدرّاجات الهوائية لتنفّس الهواء النقي في الجبال والسهول والاستمتاع بأحضان الطبيعة والمناظر الخلابة.
● السباحة في المياه النقية وممارسة رياضة التجديف التي تعتبر المفضلة عند السيّاح في الجزيرة.
● العلاج بالمياه إذ تعدّ كورسيكا مركزاً مهماً للعلاج بالمياه المعدنية بسبب كثرة ينابيع المياه الساخنة فيها والتي أثبتت فاعليتها إلى حد كبير.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024