تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

نور عريضة: أسلوبي، حياتي، عائلتي

نور وابنتها «آيلا»

نور وابنتها «آيلا»

العائلة مجتمعة في يوم ميلاد «آيلا»

العائلة مجتمعة في يوم ميلاد «آيلا»

نور وزوجها جورج

نور وزوجها جورج

في صور نور عريضة في حسابها على «إنستغرام» الكثير من شخصيتها العفوية والبسيطة والمتميّزة، لكن الحوار معها يكشف عن أسلوب هذه الشابة الفريد في الموضة كما في الحياة العائلية.  في مكاتب «لها» في بيروت، كان اللقاء بعد جلسة تصوير تعاونت فيها الـ Influencer اللبنانية الشهيرة مع دار Tory Burch، فكان الحديث رقراقاً عفوياً بلا تكلّف...


- في عمر 28 عاماً، حقّقت شهرة واسعة؟ هل خططت لذلك أم أن الحظّ كان حليفك؟
لم أخطّط للنجاح الذي حققته ولا للشهرة الواسعة التي حصدتها. لقد بدأت مسيرتي المهنية كمتسوّقة لمجموعة «آيشتي» الفاخرة في لبنان، وكنت أخطّط للتوسّع في هذا المجال. لكن زواجي وحملي من ثم بابنتي آيلا، قلبا الموازين فقرّرت تغيير نمط عملي للحصول على مزيد من الوقت أمضيه مع عائلتي، وكانت فكرة إطلاق مدوّنة Blog خاصة بالأزياء، ثم إطلاق حسابي الشخصي على «إنستغرام». حتى اليوم، لم أتمكن من استيعاب ما حقّقته من نجاح خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لأن كل شيء حصل بسرعة كبيرة!

- أي دور لعبه الحظ في مسيرتك هذه؟
نجاحي يعود إلى عاملين: العامل الأول هو مثابرتي على العمل والجهد الكبير الذي بذلته لإنجاح ما أقوم به، والعامل الثاني هو بالتأكيد الحظ!

- عملت كمتسوّقة لمجموعة «آيشتي» الفاخرة، وكنت تواظبين على حضور عروض الأزياء لهذا الغرض، ما الذي تعلّمته خلال هذه المرحلة من مراحل حياتك؟
هذه المرحلة هي التي صقلت موهبتي في مجال الأزياء، وبلورت شخصيتي المتميّزة وخبرتي في اختيار قطع الأزياء التي تليق بالمرأة العربية. لقد منحتني الفرصة كي أرى الجانب الآخر من مهنة مدوّنة الموضة. في مجموعة «آيشتي» عملت مديرةً في مجال المبيعات، ثم مديرة متجر قبل أن أصبح متسوّقة، وهو ما أتاح لي التعرّف عن كثب على القطع المطلوبة من ألوان وأقمشة وقصّات، وفهم ما يليق بالمرأة العربية وما لا يليق بها. علّمتني مهنة التسوّق لمجموعة بوتيكات كبيرة وفاخرة، أن أفهم السوق العربية بشكل أفضل، وأجيد اختيار التصاميم والأزياء التي ترغب فيها المرأة. هناك تصاميم رائعة تلفتنا على العارضات، لكنها غير مطلوبة في بوتيكاتنا. مثلاً المخمل في البلاد العربية ليس مرغوباً لأنه يُظهر بوضوح الكيلوغرامات الزائدة في جسم المرأة.

- كيف طبّقتِ ما تعلّمته من هذه المرحلة، في تعاونك مع الماركات التي تختارينها على حسابك على «إنستغرام»؟
عندما أطّلع على مجموعة أزياء دار معيّنة، أعرف من خلال الصور ما سيليق بي وما سترغب في أن ترتديه المرأة العربية. لذلك ترينني أحرص في كلّ مشروع تعاون مع دار أزياء، على التدخّل في اختيار الإطلالات المطلوب تصويرها، كي أقدّم حقاً ما يهمّ المرأة العربية وما ترغب فيه.

- كيف سخّرتِ دراستك الاقتصاد لبناء نجاحك بالأرقام: 203 آلاف متابع و 20 مليون انطباع Impressions شهرياً؟
درست الاقتصاد والرياضيات وأستطيع أن أقرأ الأرقام جيداً، وهو ما ساعدني في توسيع دائرة متابعيّ بسرعة كبيرة، ورسم الاستراتيجيات اللازمة لذلك. لست امرأة تهوى الفن بقدر ما تهوى عالم الأرقام!

- ما هي الاستراتيجية التي رسمتها لاستقطاب متابعين جدد؟
إن نجاح كل حساب على «إنستغرام» أو مدوّنة مرهون بالاستراتيجية المرسومة لهما. هذا ما تعلّمته في دراسة الاقتصاد، وإلا تحوّل الحساب مجرّد حساب ترفيهي حول الموضة والجمال. لقد أحبّ متابعو حسابي على «إنستغرام» عفويتي والطابع الغربي الذي تتضمّنه إطلالاتي، إضافة إلى كوني امرأة عربية شابّة تفخر بجذورها. عفويتي هي سرّ نجاحي، إضافة إلى جرأتي في التغيير وعدم خوفي من التجديد. وخير مثال على جرأتي هذه، اعتمادي القصّة القصيرة لشعري. هناك الكثير من النساء اللواتي يحتفظن بشعورهنّ طويلة، ويخشين المغامرة بقصّة مجنونة. ورغم أن متابعيي استغربوا إطلالتي الجديدة بادئ ذي بدء، إلا أن الكثيرات قلّدنني وأرسلن إليّ صوراً لهنّ بقصّات قصيرة. وهو ما لمسه مصمّم هذه القصّة جورج مندلق حين قصدته فتيات شابات لقصّ شعورهنّ على طريقتي.

- من خلال تجربتك اليومية، ماذا يحبّ المتابعون؟ وما الذي يكرهونه؟
لو طرحت عليّ هذا السؤال قبل ثمانية أشهر، لأجبت بأن المتابعين لا يحبّون الإكثار من صور الأزياء ويفضّلون عليها الصور الشخصية مع زوجي وابنتي. لكن أسبوع الموضة الأخير أثبت لي أن المتابعين والمتابعات يعشقون صور الأزياء والموضة، وهو ما لمسته بالأرقام، شرط أن تعبّر هذه الصور والإطلالات عن شخصيتي، ولا تكون غريبة عن الأجواء العامة لحياتي وحسابي على «إنستغرام». دعيني أقول إن المتابعين والمتابعات يستشعرون الصور التي أكون فيها مرتاحة في ما أرتديه وأقدّمه لهم، ويقارنون بينها وبين تلك المُلتقطة لي عن غير قناعة. وهذا كلّه موثّق بالأرقام.

- هل هذا يعني أنك تشعرين برابط معيّن مع متابعي ومتابعات حسابك على «إنستغرام»؟
فعلاً، هذا صحيح، هناك رابط معيّن يجمعنا. الصورة التي أحبّها وأعطيها من ذاتي، يحبّها متابعو حسابي أيضاً، وتلك التي أجدني مُجبرة على تنفيذها لا تلقى أي اهتمام من هؤلاء. يبدو أننا نتحدث اللغة نفسها، وتنتابنا المشاعر ذاتها تجاه الأزياء والموضة المقدّمة.

- هل الفاشينيستا والـ Influencer مهنة تتطلّب جهداً وتخطيطاً، أم أنها هواية مسلّية تحولّت Trend يتابعه الكثيرون؟
دعيني أُبيّن الفارق بين الفاشينيستا ومهنة Influencer: الفاشينيستا هي امرأة تعشق الموضة وتختار منها قطعاً تقدّمها لمتابعيها من دون أي استراتيجية أو رسالة، وهو ما أصنّفه ضمن خانة الصور الترفيهية التي يعشقها المتابعون. في حين أن الـ Influencer هي امرأة مؤثّرة في مجتمعها من خلال خياراتها والرسائل التي تتضمنها صورها وتدويناتها. بصفتي Influencer، أخطّط ومدير أعمالي لجدول عقود يمتدّ إلى شهر من اليوم. ويتضمّن ذلك العقود مع دور الأزياء والمناسبات التي سأحضرها. إنها مهنة حقيقية تحتاج إلى فريق عمل كامل، وليست مجرّد تسلية قائمة على شخص واحد. يمكنني أن أسمّي على الأقل أربعة أشخاص لإدارة حسابي وأعمالي اليوم. كلّ شيء مبرمج فيها ومخطّط له ومحضّر مُسبقاً. طبعاً هناك صور من وحي المناسبات التي أتواجد فيها، وهي مصنّفة في خانة صور حياتية ألتقطها من يومياتي كـ Influencer.

- أيّ رسالة تحمل صورك على «إنستغرام»؟
كل صورة من صوري تحمل رسالة معيّنة وليس هناك من صور أنشرها لمجرّد الترفيه. رسالتي قد تكون نشر الإيجابية والتشديد على الأمل وتمكين المرأة. ورغم أنني لا أكتب جملاً تشرح هذه الرسالة، إلا أن الصور نفسها كفيلة بإيصال هذه الرسالة.


امتهان الأزياء... بالوراثة

- امتهنت الأزياء، على خطى والدتك، وجدّتك، أخبرينا عن هذا الأمر؟
جدّتي هي من السيدات الأوائل اللواتي عملن في مجال الموضة، وقد كانت مديرة لبوتيك ديور Dior في لبنان، ومتسوّقة لها، تختار من العروض ما يناسب المرأة اللبنانية. وعلى خطاها مشت أمي، وهي لا تزال مديرة بوتيك لدار أزياء. وها أنا أسير على خطاهما، من حيث لا أدري.

- فرحتِ عندما نشرتْ المصمّمة ريم عكرا صورة لوالدتك في العرض الأول الذي قدّمته في بيروت في حفل تخرّجها... هل كنتِ فخورة بها؟
لقد تفاجأت بنشر المصمّمة ريم عكرا صورة لوالدتي على حسابها على «إنستغرام»، وقد كنت فخورة جداً بذلك. هذه الصور أعرفها من ألبوم والدتي، لكن نشرها على «الإنستغرام» فاجأنا، خصوصاً أن والدتي امرأة خجولة ولا تحبّ أن تتفاخر بنفسها.

- أنتِ أيضاً خجولة... يبدو أنك ورثتِ ذلك عن والدتك؟
(تضحك) أنا فعلاً خجولة، وما زلت رغم كل ما حقّقته من شهرة.

- ماذا علّمتك والدتك عن الأزياء والأناقة؟
يمكنني أن أتحدث ساعات وساعات عمّا علّمتني إياه والدتي عن الأناقة والموضة. يبدو أنني متأثّرة جداً بها، رغم أن أسلوبي في الأناقة يختلف كثيراً عن أسلوبها الخاص. ما تعلّمته من أمي هو البساطة، وعدم المبالغة في الماكياج والتسريحة والأكسسوارات والإطلالة العامة. كلماتها ترافقني في كل خياراتي لأناقتي اليومية كما في المناسبات. لذا، ترينني دائماً على سجيتي ومن دون تكلّف.

- وبمَ أوصتكِ في ما يتعلق بمهنتك وتعاملك مع دور الأزياء الكبرى؟
لطالما ردّدت أمي: «لا تتعاملي مع دور أزياء لا تشبه أسلوبك الشخصي، لأن ذلك سينعكس عدم ارتياح في إطلالاتك وصورك، حتى لو كانت هذه الدور من الأكبر والأهمّ في عالم الموضة. عليك دائماً أن تختاري ما يشبهك ويكمّل شخصيتك».

- هل هناك صور لا يمكن أن تُنشر على حسابك على «إنستغرام»؟
لا أعتقد. إن الصور التي أنشرها في الأساس هي صور تشبهني وتعبّر عن حياتي اليومية مع عائلتي، في بحثي المستمرّ عن الأناقة.

- لا تجدين مشكلة في نشر صور ابنتك (سنتان)، في وقت يفضّل البعض حماية عائلته من الأضواء؟ كيف تنظرين الى هذا الجدل؟
كانت أمي متخوّفة جداً من نشري صور ابنتي، لكنني لم أجد مشكلة في ذلك. صور ابنتي لا تقول شيئاً عن حياتنا العائلية ولا عن طريقة تربيتي لها ولا عن أسلوبي في تدليلها وتعليمها. إنها مجرّد صور في مناسبات معيّنة فقط لا غير. وهي لا تكشف شيئاً عن خصوصياتنا. مع ذلك أجدني انتقائية في اختيار صور أفراد عائلتي.

- هل لابنتك علاقة بالأزياء؟ وهل تحرصين على أناقتها؟
رغم صغر سنّها، تعشق «آيلا» الأناقة. وهي من تختار ثيابها بثقة كل صباح. وخياراتها صبيانية بامتياز: لا تحب الفساتين ولا التنانير ولا القمصان الأنثوية، وتفضّل عليها الجينزات وبذلات الرياضة، تماماً كما كنت في صغري. أتذكّر أنني في مراهقتي، كنت أرتدي الجينز باستمرار، وأمارس رياضة كرة القدم، وأتابع المباريات كل ليلة سبت مع والدي وشقيقي، بدلاً من الخروج مع الصديقات.

- هل تشجعين ابنتك مستقبلاً لامتهان الموضة على خطاك؟
أتذكر أن أمي، وبعد تخرّجي منعتني من العمل في مجال الموضة لمدة ستة أشهر. وكنّا نتناقش باستمرار حول الموضوع، حتى تدخّل والدي نزولاً عند إصراري وتأكيدي على حبّي للموضة، وطلب إلى والدتي أن تسمح لي بذلك. لذا فلن أكرّر التجربة مع ابنتي، لأن من حقّ الأبناء والبنات أن يختاروا المهنة التي يرغبون فيها ويهوونها، وهذا هو السرّ في تحقيق النجاح. إذا قررت «آيلا» امتهان الموضة، سأقدّم لها النصائح والدعم اللازم.

- كيف أثّرت فيك الأمومة؟
صرت امرأة مسؤولة أكثر، وأحسب خطواتي وعواقبها وأحرص على حياتي وصحّتي إكراماً لابنتي. من جهة أخرى، ازداد خوفي على ابنتي فترينني أحميها بشكل دائم وأصرّ على أن تعيش طفولتها البريئة بعيداً من عالم الكبار الذي تحكمه المصالح والمؤامرات والتجّار.

- هل لدعمك قضايا الطفولة علاقة بكونك أمّاً لـ»آيلا»؟ 
لطالما حلمت بتأسيس جمعية تُعنى بقضايا الطفولة، حتى من قبل أن أُرزق بابنتي «آيلا». قضايا الطفولة تمسّني في العمق وقد ازددت تأثّراً بها، بعدما صرت أماً. حقوق الطفل هي أولوية بالنسبة إليّ، كذلك تعليمه وعلاجه، وأعمل عن كثب مع مركز سرطان الأطفال في لبنان، ومع اليونيسف، والجمعية اللبنانية للتوحّد، ولم ولن أرفض أي طلب مساعدة تتقدّم به جمعية تدعم قضايا الطفولة!

- ماذا نجد في خزانة نور عريضة؟
في خزانتي كل ما هو مفيد وجميل، لأنني لا أشتري الأزياء التي لا تليق بي، ولا تعجبني.

- تعاملت مع دور أزياء عالمية، أيّ الماركات تحبّين أكثر، ولماذا؟
أحب أزياء «سان لوران» Saint Laurent و»زاديغ إي فولتير» Zadig & Voltaire وأعمل كثيراً مع دار «كارولينا هيريرا» Carolina Herrera لأنني أعشق الرسالة التي يحملونها عن المرأة. كذلك فإن ما تقدّمه دار «توري بورش» Tory Burch رائع، أسلوبهم في الأناقة يشبهني، لذا أحبّ الإضاءة عليه أكثر في المنطقة. أحبّ أيضاً أزياء وأكسسوارات دارَي «كلوي» CHLOE و»سيلين» Celine. هذه الدور تشبهني وأشبهها وأجدني في شراكة مستمرّة معها.

- تُنتقد الـ Influencer اليوم لأنهنّ غير وفيّات لماركات معيّنة؟ ما ردّك؟
هذا صحيح، لكنه لا ينطبق عليّ، لحرصي على اختيار ما يشبهني من موضة ودور أزياء. ومن هنا أؤكّد أن هذه الدور التي سمّيتها، هي في شراكة مستمرّة معي، وصداقة تتخطّى حدود العمل إلى علاقة شخصية ناجحة. خطّي يفرض عليّ ألا أعمل مع دور لا تشبهني ولا أشبهها.

- كيف وجدت التعاون مع Tory Burch في مشروع التصوير لمجلة «لها»؟
أحب كل ما تقدّمه «توري بورش» Tory Burch وأعشق التعامل مع فريق عمل هذه الدار، فنختار معاً الإطلالات التي سنصوّرها ونتبادل الآراء والأفكار، وهذا ما أحبّه في الدور الصديقة التي تحدّثت عنها، فأنا لست عارضة يملي عليّ هذا المصمّم أو ذاك ما سأرتديه اليوم. رأيي مهمّ جداً بالنسبة إلى هذه الدور، كما أن آراءها مهمة بالنسبة إليّ. هذا التعاون هو ما يؤدي إلى نجاح جلسة التصوير وإيصال الرسائل التي تتضمّنها بأسلوب سهل. أعرف هوية Tory Burch واستراتيجيتهم في العمل من قبل أن أبدأ مهنتي كـ Influencer، وهو ما سهّل عملنا على هذا المشروع.

- تعتمدين ماكياجاً ناعماً في إطلالاتك، هل تعشقين البساطة؟
لا أحبّ أن يغيّر الماكياج ملامحي ويجعلني امرأة أخرى، فمستحضرات التجميل دورها الأول والأخير هو إبراز مواطن الجمال فينا، من دون أن تصبح قناعاً نضعه كل يوم. الماكياج القويّ يصبح أشبه بقناع يحجب عن الآخرين نورنا الداخلي.

- هل هذا يعني أنك ضد عمليات التجميل؟
بالعكس، أؤيد عمليات التجميل إذا كانت نابعة من رغبة المرأة الشخصية وليست نتيجة ضغوط المجتمع أو الرجل عليها. شخصياً، أعرف أنني لا أملك الأنف المثالي، لكنني لا أنوي تغييره من خلال جراحة تجميلية. فهو بصمة تميّزني عن غيري من النساء، وقد أصبح جزءاً من هويتي الشخصية. لا يهمّني أن أمتلك أنفاً يشبه أنوف الفتيات الأخريات!

- أيّ المستحضرات لا تستغنين عنها؟
لا أستغني عن كريمات العناية وكريم حول العينين، فهي تساعد بشرتي على التجدّد وتمنحها الألق الذي تفقده مع التعب والسفر والسهر. بالنسبة إلى الماكياج، أملك كل ما تملكه أي فتاة في عمري من مستحضرات: خافي الهالات، الماسكارا وأحمر الشفاه لإطلالاتي اليومية. وفي جلسات التصوير، أترك لخبيرات التجميل إضافة لمساتهنّ الخاصة.

- ماذا نجد في حقيبة نور عريضة؟
(تضحك) كل شيء، حقيبتي مليئة وغير منظّمة، فأنا لست امرأة منظّمة على الإطلاق. عندما تزوجت جورج، قالت له أمي: «أنت رجل منظّم، وابنتي امرأة غير منظّمة على الإطلاق!»، فأجابها: «سأغيّرها مع الوقت». وحتى اليوم، لم يستطع أن يغيّرني. (تفتّش من جديد في حقيبتها قبل أن تضيف ضاحكة) في حقيبتي كلّ شيء: سكاكر وألعاب ابنتي «آيلا» وأشياء أخرى.

- ماذا عن العطور، هل أنت عاشقة للعطور القوية المرتكزة على العود والأخشاب، أم الناعمة المبنيّة على الأزهار؟
الروائح القوية تسبّب لي آلاماً في الرأس، لذلك أفضّل دائماً العطور الخفيفة والناعمة التي تتضمّن عبق الورد.


أنا وزوجي

 - هل يساعدك زوجك جورج في وضع الاستراتيجيات لأعمالك؟
درس زوجي الاستراتيجيات المالية والعلوم السياسية، وهو يعمل في مجال العقارات والاستثمارات، لكنني أستعين به لقدرته على وضع الاستراتيجيات الناجحة. صحيح أن لا علاقة له بالأزياء والتصوير، لكنني أستغّل حبّه للأرقام في وضع استراتيجية شهرية لحسابي على «إنستغرام» وفي إبرام العقود.

- هل هو فعلاً مدير أعمالك؟
زوجي ليس مدير أعمالي. مدير أعمالي في دبي وهو من يدير العلاقة مع دور الأزياء والماركات. لكن جورج يساعدني في رسم الخطوات المقبلة ووضع استراتيجية شهرية وتحسين صورة الحساب بشكل عام، وتقرير ما يناسبني وما لا يناسبني من عقود. إنه حريص على الصورة التي أقدّمها عن نور عريضة.

- ألا يؤثر عملكما معاً في طبيعة حياتكما الزوجية، علماً أن كلّ النجمات اللواتي سلّمن أفراداً مقرّبين من عائلاتهم، انتهى الأمر بهنّ الى قطيعة أو طلاقات؟
في الفترة الأولى، كنا نمزج بين العمل والعائلة بشكل عشوائي وغير منظّم، وكنا نعود إلى المنزل مساءً ونعمل معاً حتى ساعات متأخرة من الليل، مما أثّر في أجواء منزلنا العائلي وانعكس سلباً على نفسية طفلتنا «آيلا». لقد تعلمنا مع الوقت أن نحلّ كل المشاكل والأمور العالقة خلال ساعات العمل ونحمي أسرتنا من تلك الضغوط. واليوم نتطلع إلى تأسيس مكتب خاص بموقعي نعمل فيه بدلاً من المنزل. صحيح أن هناك بعض العلاقات العائلية التي انتهت الى قطيعة، وأعتقد أن ذلك هو نتيجة الاحتكاك المباشر بين أفراد العائلة في مجال الأعمال وفي المنزل.

- هل هناك حدود رسمتماها معاً كي لا تؤثر علاقتكما المهنية في حياتكما الزوجية؟
نعم، لقد قرّرنا أن يكون السبت يوم عطلة لا نتحدث فيه عن العمل. نمضي يومنا معاً خارج المنزل بلا صور، أما الأحد فهو يوم عمل لأننا نتبع إيقاع العمل في دبي. نحاول أن ننظّم أوقاتنا قدر الإمكان، ومع المكتب الذي أنوي توسيعه حالياً، سأربح المزيد من الوقت أمضيه مع ابنتي وزوجي.

- كيف هي طبيعة علاقتكما العملية؟ هل تفكران في الاتجاه نفسه؟
أنا امرأة عاطفية ويمكن أن أوافق على عروض لا تناسب العمل، في حين أن جورج عمليّ أكثر ويعرف كيف يقول لا عندما يتعلّق الأمر بمشاريع لا تناسب صورتي. هذا التناقض مهمّ جداً للعمل وتوازن العلاقات مع الآخرين، لأنه أشبه بتوزيع أدوار.

- متى تتفقان؟ وعلامَ تختلفان؟
نتّفق على كل شيء ونعمل في الاتجاه نفسه، لكن خلافاتنا هي أمور بسيطة. الرؤية العامة متّفقان عليها تماماً، وأين سيصبح حساب نور عريضة بعد سنوات... ننظر دائماً في الاتجاه نفسه.

- هل يمكن جورج أن يرفض تعاوناً أو عقداً ومتى؟
طبعاً، إذا كان العقد لا يناسب صورة نور عريضة، بغضّ النظر عن الأموال التي سنجنيها من هذا العقد. فالعروض المادية لا تغيّر شيئاً في قناعاته.

- ما هي نصيحة جورج لك في العمل؟
نصيحته الدائمة لي والمتكرّرة: «احرصي على هويتك ومن أنتِ. لا تدعي أحداً يتدخّل في هويتك هذه». وجورج لا يفرض عليّ أيّ ضغوط. أصدقائي المقرّبون هم من أيام الدراسة، ولست مضطرة أن أصادق أحداً فقط من أجل عقد عمل أو دعوة لحضور عرض أزياء أو افتتاح بوتيك.

- ماذا عن جورج الزوج، وما هي الصفات التي جذبتك إليه؟
أحبّ فيه تصميمه الدائم وعزيمته على تحقيق ما يريد ورؤيته الصائبة... عندما التقيته على مائدة أصدقاء مشتركين، قال لي لا بد من أن تكوني زوجتي! وهكذا كان. أحبّ إصراره على تحقيق ما يصبو إليه. في الوقت نفسه، يملك جورج قلب طفل ولا يحب أن يؤذي أحداً أو يزعّله.

- أخيراً، ماذا تقولين للمشكّكين في نجاح المرأة في العمل والبيت معاً؟
المرأة العاملة هي المرأة الأفضل أداءً في المنزل والأكثر تفهّماً لأولادها وتطلّعاتهم وأحلامهم، وهي الأسعد في علاقتها مع زوجها. إن نوعية الوقت الذي تمضيه الأم مع أولادها هي الأهم. على المرأة أن تحقّق ذاتها في العمل الذي تقوم به لتتمكن من تقديم المزيد من التضحيات لعائلتها. ليس بالضرورة أن تكون المرأة مشهورة في عملها، وهنا أتحدّث عن نشاط امرأة ربما تبيع الحلويات التي تحضّرها في بيتها، أو ربما تعمل في جمعية من دون أجر. ليس مهمّاً ما تقوم به المرأة، بل المهمّ هو أن تحقّق ذاتها من خلال ما تقوم به، وهو ما تعلّمته من أمي. صحيح أنها لم تكن دائماً موجودة في طفولتي، لكنها كانت تحرص على أن نمضي معها أجمل الأوقات على الإطلاق. وقد علّمتني أموراً كثيرة من واقع خبرتها في مجال عملها.

- نصيحة جمال تسدينها لقارئاتنا...
أنصح المرأة بأن تتقبّل نفسها كما هي، وتكون فخورة بما لديها من مواطن جمال. لا أحبّ أن أقول للمرأة افعلي هذا ولا تفعلي ذاك. على المرأة أن تختار من الموضة ما يناسبها بغض النظر عمّا هو رائج. نصيحتي الوحيدة هي البساطة، ثم البساطة ثم البساطة. هناك نساء أتابعهنّ على «إنستغرام»، وعندما ألتقيهنّ في الواقع أرى أنهنّ أجمل بكثير على طبيعتهنّ بلا الماكياج الخافي للملامح ومواطن الجمال.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080