تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مكافحة الكولسترول بالطعام

ليست الأدوية الملجأ الأول عند الإصابة بالكولسترول، بل يعتبر البحث عن الأسباب ضرورياً بهدف مكافحة هذه المشكلة بواسطة الطعام.  علماً أن الأطعمة التي قد تفيد البعض في حل هذه المشكلة، يمكن ألا تنجح في معالجة البعض الآخر لأن العلاج يختلف بحسب كل حالة.  الطبيب اللبناني الاختصاصي بعلم الأعشاب رالف عيراني تحدث عن أهمية البحث عن أسباب الإصابة بالكولسترول لمعالجته والأطعمة المضرة وتلك المفيدة لمكافحته.

لا يخشى اختصاصيو التغذية من الكولسترول الذي نحصل عليه من الطعام، بل من الكولسترول كمادة يفرزها الكبد.  وبحسب عيراني، في كل الحالات، من الضروري معرفة السبب قبل وصف الدواء إذ أنه لا بد من معالجة السبب للقضاء على الكولسترول نهائياً.  وتجدر الإشارة إلى أن معالجة الكولسترول، تختلف بين حالة وأخرى بحسب السبب.
أما أهم أسباب ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم فهي:

 -  انخفاض مستوى الأوستروجين بعد سن اليأس يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم كون الكبد يفرط في إفراز الكولسترول عندها.  وفي هذه الحالة، يمكن خفض مستوى الكولسترول في الدم بتناول الأطعمة الغنية بالأوستروجين النباتي كالزبيب مع بزره  والسمسم مع قشره والأرز مع قشره والصويا شرط عدم تناولها نيئة لأنها تحتوي على مادة تسبب تخثّر الدم.  علماً أنه يجب غلي الصويا لمدة خمس ثوانٍ أو عشر، ثم يمكن وضعها في الطهو أو في السلطة أو مع الأرز.  كما أنه يفيد تناول الخسّ والتفاح مع قشره والإجاص مع قشره والبطاطا الحلوة والحمص والفول والفاصوليا وبزر الشمّار والحلبة وبزر الكتان والكراوية.  وتجدر الإشارة إلى انه يجب تناول من هذه الأطعمة يومياً للحصول على نتيجة مرضية.  فبهذه الطريقة يتوقف الكبد عن إفراز الكولسترول بنسبة زائدة.  علماً أن الرجل أيضاً يمكن أن يعاني هذه المشكلة عندما يبلغ سن اليأس وينخفض مستوى هرمون التستوستيرون.

 - عدم الحصول على الزيوت الأساسية، كما يحصل مع النباتيين الذين لا يتناولون إلا الخضر.  وبهذه الطريقة يرتفع مستوى الكولسترول في الدم.  ويمكن أن ينخفض مستوى الكولسترول في هذه الحالة بمجرد تناول الزيوت الأساسية.  أما أهم هذه الزيوت فهي زيت الزيتون وزيت السمسم وزيت بزر العنب وزيت بزر الكتان  وزيت السمك وزيت اللوز وزيت الجوز وزيت الكاجو وزيت الأفوكادو وزيت البندق.  وللحصول على هذه الزيوت، يمكن تناول الثمار نيئة بكثرة.  إذ انه عند تناولها بكميات غير كافية مقابل تناول كميات كبيرة من الزيوت المضرة، يرتفع مستوى الكولسترول.  ولا بد من الإشارة إلى انه يجب عدم تناولها محمصة لأنها تضر في هذه الحالة.

 -نقص المواد المانعة للتأكسد في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول.  وفي هذه الحالة ينصح بتناول الليمون والليمون الهندي والأناناس والبابايا والشاي الأخضر والثوم والبصل والشمندر وبزر الشّمار.  إضافةً إلى كل الأطعمة الغنية بالفيتامين C وE.  كما أن معدن الكروم الموجود في النباتات كالقمح مع قشره والذرة والسمك مفيد.

 - تعب الكبد الذي يعتبر مصفاة الجسم وتخرج عبره كل السموم.  وعندما يتعب الكبد يفرز المزيد من الكولسترول وتتجمع الدهون.  وفي هذه الحالة، من الضروري اتباع نظام غذائي خاص لتنظيف الكبد وخفض مستوى الكولسترول.  أما أهم الأطعمة التي تساعد في تنظيف الكبد، فهي الأرضي شوكي والهندباء مع جذورها والجزر مع قشره والفجل مع أوراقه والملفوف والبقلة والفليفلة الخضراء.  كما ينصح بتناول زيت الزيتون مع القليل من الحامض قبل تناول الطعام صباحاً (على الريق).  هذا إضافةً إلى نبتة شرش الرباص، ولتناولها يمكن نقع قطعة صغيرة جداً منها في كوب من الماء البارد من المساء حتى الصباح.  وعند تناولها تزول الدهون من الجسم.  إلا انه نظراً إلى أنه يمكن أن يعاود الجسم امتصاص الدهون، ينصح بتناول الألياف الغذائية لمنع الجسم من امتصاص الدهون مجدداً.  أما أهم مصادر الألياف فهي الشعير والشوفان والأرز مع قشره والقمح مع قشره وورق الصبار ومادة البيكتين التي تستخرج من التفاح والليمون الهندي.

 - الإصابة بالتهاب، ويمكن ملاحظة ذلك في فحص الدم.  وفي هذه الحالة من الضروري معالجة الالتهاب لخفض مستوى الكولسترول في الدم.  لذلك، يمكن تناول بعض الأطعمة المضادة للالتهاب كعرق السوس وعشبة كف الشيطان وأنزيم الأناناس وأنزيم البابايا وعصير الخضر الطازجة.  وتجدر الإشارة إلى انه في حال الإصابة بالتهاب، يفرز الجسم الكولسترول لحماية نفسه من الالتهاب.

الأطعمة المضرة

في كل الحالات، توجد بعض الأطعمة المضرة التي لا بد من تجنبها في حال ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وهي المقليات كونها تحتوي على مواد مؤكسدة وتسبب التهاباً وبالتالي ارتفاع مستوى الكولسترول، والمعجنات فهي تحتوي أيضاً على زيوت توضع على النار وتصبح مضرة، إضافةً إلى كونها تحتوي على السكر.  كما انه يجب تجنب السكريات فهي تقضي على الفيتامينات "ب" في الجسم.  ولا بد أيضاً من تجنب الأطعمة الغنية بالدهون الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والبيض غير البلدي، إذ أن البيض البلدي يحتوي على ثلاثة مكونات تساعد معاً في خفض مستوى الكولسترول.  ومن الأطعمة المضرة أيضاً الأطعمة المصنّعة كالهمبرغر والبيتزا والنقانق، إضافةً إلى الأجبان والزبدة والسمن.

الأطعمة المفيدة

تساعد بعض الأطعمة في خفض مستوى الكولسترول في الدم ومنها السبانخ والهندباء والملوخية والزعتر والبقلة والكوسا والباذنجان وعصير الجزر مع عصير التفاح والرشاد والروكا وعصير الخضر والزيتون كونه يحتوي إضافةً إلى زيت الزيتون الذي يرفع مستوى الكولسترول الجيد، الألياف التي تمنع امتصاص الكولسترول في الجسم.  كما أن اللبن (الزبادي) مفيد جداً لمرضى الكولسترول كونه يحتوي على بكتيريا جيدة وعلى حوامض تساعد في خفض مستوى الكولسترول.  وتجدر الإشارة إلى انه من الضروري محاولة اتباع النظام الغذائي المناسب قبل تناول الأدوية.  أما في حال وجود العامل الوراثي، فيساعد النظام الغذائي في خفض مستوى الكولسترول بنسبة 20 في المئة، إلا أنه يكون هناك استعداد لارتفاعه.  وبالتالي يمكن السيطرة على مستوى الكولسترول، لكن لا يمكن خفضه نهائياً.
وتجدر الإشارة إلى أن ممارسة رياضة المشي ترفع مستوى الكولسترول الجيد HDL ، مما يساعد في خفض مستوى الكولسترول المضرLDL.

حمية صحية لرشاقة صحية

من الطبيعي أن ترغبي في المحافظة على رشاقتك، إلا أن عملية خفض الوزن يجب ألا تؤثر سلباً على صحتك.  لذلك يجب أن تتبعي حمية صحية تحصلين من خلالها على الكمية اللازمة من الوحدات الحرارية.
ولكي تخسري الكيلوغرامات الزائدة بطريقة آمنة، ننصحك باتباع بعض النصائح، وهي:

-  يجب أن يكون النظام الغذائي الذي تتبعينه صحياً، بحيث يحتوي على كل المغذيات التي يحتاج إليها الجسم يومياً من فيتامينات ومعادن وبروتينات.  واعلمي أن النظام الغذائي الذي تتبعينه لخفض وزنك يجب أن يحتوي على كمية أقل من الوحدات الحرارية وليس من المواد الغذائية الضرورية للجسم.

- يجب أن تخفضي وزنك ببطء إلى أن يصبح وزنك مناسباً إلا إذا قرر طبيبك أنه يجب أن تخفضيه بسرعة أكبر.  واعلمي أنه في حالات كثيرة ينخفض الوزن بسرعة أكبر خلال الأسبوعين الأولين عند تخفيف كمية الوحدات الحرارية في الغذاء، إلا أن هذا الإنخفاض ينتج عن فقدان السوائل من الجسم، وسرعان ما تستعيدين وزنك الأساسي عندما تعودين إلى النظام الغذائي الذي تتبعينه أصلاً.

- إذا كنت تنوين خفض سبعة كيلوغرامات أو ثمانية وتعانين مشكلات صحية وتتناولين أدوية، من الضروري أن تستشيري الطبيب حول الحمية التي يمكن أن تتبعيها.  كما يمكن أن ينصحك الطبيب  حول ما إذا كنت في حاجة إلى خفض وزنك وحول الحمية التي تناسبك، كما يمكن أن يوجهك خلال فترة الحمية.  كما أنه إذا أردت أن تتبعي حمية تحتوي على كمية قليلة من الوحدات الحرارية، فمن الضروري استشارة الطبيب.

- يجب أن تتبعي برنامجاً محدداً للحفاظ على وزنك الجديد بعد مرور مرحلة خفض الوزن، إذ أنه لن يفيدك أن تخسري الكيلوغرامات لتعودي وتكسبيها مجدداً.  واعلمي أن مرحلة الحفاظ على الوزن تعتبر المرحلة الأصعب، لذلك من الضروري أن تختاري النظام الغذائي الذي يحتوي على برنامج يسمح لك بالحفاظ على الوزن الذي وصلت إليه، كما يجب أن تغيري خلاله عاداتك الغذائية باستمرار والحركة التي تمارسينها أي أن تغيري طريقة العيش التي كنت تتبعينها في السابق.
وتعتبر زيادة ممارسة الرياضة والحركة الوسيلة المثلى للحفاظ على الوزن.
إعلمي أن عملية الحفاظ على الوزن تتطلب منك مجهوداً طوال الحياة ولا تقتصر على عدد من الأشهر، لذلك يجب أن تعتمدي نظاماً غذائياً صحياً يرتكز على برنامج طويل المدى.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080