عشر أفكار غذائية خاطئة
كلّنا نسمع أقاويل وأخباراً عن حمية جديدة أو طريقة مثلى لخفض الوزن أو أفكاراً متداولة بين الناس يتناقلونها دون السعي إلى التأكد من صحّتها ظناً منهم أنها صحيحة لمجرّد كونها شائعة. في الواقع، كثيرة هي النصائح الغذائية التي نطبّقها دون التأكد من صحتها فيما تكون مخطئة تماماً ولا أساس لها من الصحة. نضع هنا بين يديك عشراً من تلك الأفكار الأكثر شيوعاً والتي غالباً ما تعتمدينها بحثاً عن الرشاقة وتفسدين فيها نظامك الغذائي بدلاً من الاستفادة منها وتكون النتيجة عكسية.
السكر يسبب السكري
تعتبر هذه الفكرة من الأفكار الخاطئة الأكثر شيوعاً في ما يتعلّق بالسكري. إذا كنت تعانين السكري يجب أن تراقبي كمية السكر والنشويات التي تتناولينها بمساعدة اختصاصية التغذية حفاظاً على توازن مستوى السكر في الدم. أما إذا كنت لا تعانين السكري فلن يسبب تناول السكر إصابتك بالسكري. لكن من ناحية أخرى، يعتبر اتباع نظام غذائي غني بالوحدات الحرارية إلى جانب السمنة واتباع حياة ركود من العوامل الرئيسية المسببة للسكري.
كل الدهون مؤذية
نحتاج كلّنا إلى الدهون كونها تساعد في امتصاص المكونات الغذائية وفي الحفاظ على وظائف عدة في الجسم. رغم ذلك، يساهم الإفراط في تناولها في زيادة الوزن والإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان . وتجدر الإشارة إلى انه لا تعتبر كل الدهون متماثلة بل يؤثر بعضها إيجاباً على الصحة فيما يزيد بعضها الآخر خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك من المهم الاستعاضة عن الدهون المشبعة السيئة بالدهون غير المشبعة الأحادية المفيدة والدهون غير المشبعة المتعددة.
يعتبر السكر الأسمر أفضل من السكر الأبيض
لا يعتبر السكر الأسمر الذي يباع في الأسواق أفضل من ذاك الأبيض. صحيح أنه يحتوي على المعادن لكن يجب تناول كميات كبيرة منه يومياً للاستفادة منها وإلا فلا فارق بينه وبين السكر الأبيض.
يعتبر البيض الأسمر مفيداً أكثر من البيض الأبيض
لا يؤثر الفارق في لون البيض في نوعيته ومذاقه ومكوناته الغذائية أو مواصفاته. الفارق الوحيد في الدجاجة التي تبيض هذا البيض أو ذاك وفي لونها. أما المذاق فلا يختلف أبداً.
تجنبي ثمار البحر لخفض مستوى الكولسترول
لا يؤثر الكولسترول الموجود في ثمار البحر إلا بنسبة ضئيلة على مستوى الكولسترول في الدم. أما الدهون المشبعة فهي العوامل الأساسية التي تؤثر في ذلك وتساهم في رفع مستوى الكولسترول فيما لا يؤثر في ذلك الكولسترول الغذائي. ونجد الدهون المشبعة عادةً في اللحوم ومشتقاتها وفي الأطعمة المصنّعة. إضافةً إلى الدهون المضرة الموجودة في المقليات والأطعمة المعلّبة والمرغرين الذي يحتوي على الزيت المهدرج.
تجنبي النشويات لخفض وزنك
تدعو العديد من الحميات المتبعة إلى خفض كمية النشويات في الغذاء كونها تساهم في زيادة إفرازات الأنسولين مما يؤدي إلى زيادة الوزن. لذلك، يساعد خفض كمية النشويات في النظام الغذائي في خفض الوزن. ولكن يلاحظ عادةً أن معظم الحميات القليلة النشويات لا تؤمن حاجة الجسم اليومية من النشويات فيبدأ الجسم بحرق النشويات المختزنة فيه لتأمين الطاقة وعندها يبدأ بتصريف الماء مما يجعلك تعتقدين في الفترة الأولى لدى رؤية عدد الكيلوغرامات التي تخسرينها بسرعة في الفترة الأولى أن حميتك تنجح لأنها مبنية على أساس خفض النشويات فيما يكون انخفاض الوزن ناتجاً عن خسارة الماء نتيجة حرق الغليكوجين لتأمين الطاقة. وتكمن المشكلة في أن هذا النوع من الحمية، إضافةً إلى كونه يسبب خسارة الماء بسرعة كبيرة، يعتبر قاسياً جداً لجهة الحد من المحصول اليومي من الوحدات الحرارية، إذ يتناول الأشخاص الذين يخضعون لهذا النوع من الحمية 1000 وحدة حرارية أو 1400 يومياً. في الواقع يكفي تناول 500 وحدة حرارية أقل من النظام الغذائي المعتاد يومياً لخسارة حوالي كيلوغرام واحد في الأسبوع بغض النظر عمّا إذا كان النظام الغذائي قليل النشويات أم لا. لذلك، يكفي تخفيف كمية الوحدات الحرارية في الحمية لخفض الوزن سواء كان النظام الغذائي قليل النشويات.
تجنبي المكسرات لأنها تسبب زيادة الوزن
هذا صحيح، إذ تحتوي المكسرات على الكثير من الوحدات الحرارية، إذ يكفي أن تتناولي مثلاً 15 حبة من الكاجو لتحصلي على 180 وحدة حرارية. وأسوأ ما في ذلك انه تصعب مقاومة الرغبة في تناولها نظراً إلى لذتها. في المقابل يجب أن تعلمي أن المكسرات تعتبر جزءاً مهماً من النظام الغذائي الصحي كونها غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة والتي تعتبر من الدهون الجيدة والمفيدة في خفض مستوى الكولسترول السيئ LDL. وقد أظهرت دراسات حديثة أن تناول 45 غراماً من معظم أنواع المكسرات ضمن النظام الغذائي اليومي القليل الدهون المشبعة والكولسترول يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك بدلاً من إضافة المكسرات إلى نظامك الغذائي، الأفضل أن تحل محل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة في نظامك الغذائي.
من الضروري مضاعفة كميات الطعام خلال الحمل
تختلف حاجات الجسم إلى الطاقة بين شخص وآخر. لكن لا بد من التوضيح أن الحمل لا يشكل المرحلة التي يعتبر المجال فيها مفتوحاً لتناول الأطعمة كلّها بأنواعها بحرية تامة. ينصح عادةً بأن تزيد الحامل 100 وحدة حرارية على نظامها الغذائي المعتاد في الأشهر الثلاثة الأولى و300 وحدة حرارية في الستة المتبقية. لذلك يكفي غالباً تناول حبة فاكهة وحصة من الحليب أو اللبن(الزبادي) وبضع حبات من البسكويت. كما ينصح غالباً بتناول حبة من الفيتامينات المتعددة الخاصة بالحمل خلال هذه المرحلة بحسب تعليمات الطبيب.
قد يساعد خفض عدد الوجبات في خفض الوزن
يعتقد كثيرون أنه بإهمال وجبة معينة تقل كمية الأكل التي يتناولونها مما يساعد في خفض الوزن. لكن في الواقع، تعتبر هذه من الأفكار الخاطئة المتداولة بين الناس لأن أجسامنا لا تعمل في هذا الشكل إذ انه لدى إهمال وجبة معينة "يعتقد" الجسم بأن طريقة "التجويع" معتمدة مما يبطئ عملية الأيض للتعويض عن ذلك. وبالتالي نحاول التعويض في الوجبة التالية بالإفراط في الأكل. وفي معظم الأحيان يؤدي إهمال وجبة معينة إلى زيادة المحصول اليومي من الوحدات الحرارية مقارنةً مع ما كنا لنتناوله لو كان نظامنا الغذائي يشمل وجبات عدة متكررة في اليوم. ينصح بتناول وجبات صحية متكررة أصغر حجماً ووجبات صغيرة حفاظاً على توازن مستوى السكر في الدم.
تعتبر اللحوم الحمراء مضرّة للصحة
غالباً ما نسمع عن أشخاص لا يتناولون اللحوم الحمراء باعتبارها مضرّة للصحة. صحيح أن بعض الدراسات قد أظهرت وجود علاقة ما بين تناول اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب الدهون المشبعة التي تحتوي عليها. لكن في الواقع، لا بد من التوضيح أنه حتى الدجاج قد يحتوي على الدهون المشبعة تماماً كاللحوم الحمراء. فعلى سبيل المثال قطعة من لحم البقر الهبرة تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة مقارنةً مع قطعة بالحجم نفسه من فخذ الدجاج مع الجلد. صحيح أن اللحم الأبيض كالدجاج والحبش يحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة، لكن هذا ليس صحيحاً إلا في حال تناولها دون جلد. لذلك، بدلاً من الامتناع تماماً عن تناول اللحوم الحمراء من الأفضل اختيار الأجزاء التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة فيها. لا يؤثر
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024