تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الحساسية الغذائية بين الصح والخطأ

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الحساسية الغذائية أو الحساسية تجاه أنواع معينة من الأطعمة. إليك بعض الحقائق التي تساعدك على التمييز بين الخطأ والصح في الاعتقادات الشائعة في هذا المجال.

لا بد من الإشارة أولاً إلى أن 3.4 في المئة من إجمالي سكان العالم، و5 إلى 7 في المئة من الأطفال الذين لم يبلغوا 15 عاماً، يعانون من الحساسية تجاه أنواع معينة من الأطعمة. والحساسية الغذائية هي أول دليل على حساسية الجسم، وتبدأ عموماً قبل عمر 6 أشهر. والمؤسف أنها في تزايد مستمر في كل أرجاء العالم.

يعاني المزيد والمزيد من الأشخاص من الحساسية الغذائية

صح.
وتشير الإحصاءات إلى أن الأعداد تضاعفت تقريباً خلال الأعوام الخمسة الماضية. يعزى ذلك ربما إلى اتساع معرفة الأطباء لهذه المشكلة، وإنما أيضاً إلى التنوع الغذائي المبكر جداً للأطفال الرّضّع، والإفراط في أساليب النظافة، وحتى الافتتان الشديد بالأطعمة الغريبة والأطباق الجاهزة.

الحساسية الغذائية وراثية

صح.
كلما ازداد عدد أفراد العائلة المصابين بالحساسية الغذائية، ازداد احتمال تعرض الطفل المولود حديثاً لهذه المشكلة. فحين يكون أحد الأهل مصاباً بالحساسية الغذائية، ثمة احتمال بنسبة 30 إلى 40 في المئة أن يتعرض الطفل لهذه الحساسية أيضاً. ويمكن أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 60 في المئة في حال كان الأب والأم يعانيان معاً من الحساسية الغذائية. لكن تجدر الإشارة إلى أن مشكلة الحساسية هي التي تنتقل من الأهل إلى الأولاد، وليس بالضرورة النوع نفسه من الحساسية. فثمة احتمال أن يعاني الطفل من حساسية تجاه أطعمة مختلفة عن تلك التي يعرفها أهله.

لا تظهر الحساسية عند أول احتكاك بالطعام المسبب للحساسية

خطأ.
رغم أن الحساسية قد تظهر فجأة تجاه طعام كان يتحمله جسمنا تماماً قبلاً، فإن الحساسية تظهر في أغلب الأحيان في الساعات القليلة، لا بل الدقائق القليلة، التي تلي تعرض الجسم للمادة الغذائية المسببة للحساسية. ويحدث هذا التفاعل غالباً بعد تناول الطعام، وإنما قد يحدث أيضاً بمجرد حصول احتكاك مع البشرة أو بمجرد استنشاق رائحته.

يمكن التعرض للحساسية الغذائية في أي عمر

صح.
فالحساسية الغذائية يمكن أن تظهر في أي عمر، رغم أن الأطفال هم الأكثر تعرضاً لهذه المشكلة. بالفعل، تشير الإحصاءات إلى أن عدد الأطفال المصابين بالحساسية الغذائية يوازي ثلاثة أضعاف الراشدين المصابين بهذه الحساسية.

يمكن أن تكون الحساسية الغذائية خطيرة جداً

صح
. تتموضع معظم علامات الحساسية على مستوى البشرة (التهاب موضعي في الجلد)، أو الجهاز الهضمي (غثيان وتقيؤ وأوجاع في البطن وإسهال)، أو الجهاز التنفسي (داء الربو والتهاب مخاطية الأنف)، أو العينين (التهاب الملتحمة في العين conjonctivite)، أو الفم (وخز في الحنجرة وانتفاخ في الشفتين وصعوبة في الابتلاع). وفي بعض الأحيان، تكون أعراض الحساسية شاملة، أي أنها تطال كل الجسم، كما في وذمات «كوينك» Quincke وصدمات العُوار التي قد تكون قاتلة.

يعاني الأطفال من الحساسية تجاه حليب البقر فقط

خطأ
. فبياض البيض هو المسبب الرئيسي للحساسية عند الأطفال ويأتي قبل الفول السوداني والحليب والسمك. وعند الأشخاص الراشدين، تأتي المنتجات النباتية في أولوية لائحة الأطعمة المسببة للحساسية، ولاسيما الفاكهة «الوردية» (مثل المشمش والكرز والفراولة والتوت والإجاص والتفاح والخوخ والدراق) وفاكهة «اللاتكس» (مثل الموز والأفوكادو والكستناء والكيوي). إلا أن الصغار مثل الكبار يمكن أن يعانوا من حساسية تجاه أنواع عدة من الأطعمة.

لا يوجد فرق بين الحساسية وعدم القدرة على تحمل الطعام

خطأ.
إذا كانت عدم القدرة على تحمل الطعام يمكن أن تسبب أعراضاً مماثلة لأعراض الحساسية، فإنها لا تؤثر في جهاز المناعة بالطريقة نفسها. فعند المعاناة من حساسية، يتفاعل الجسم مع المادة المسببة للحساسية بحيث يعتبرها غريبة ويركّب أجساماً مضادة محددة، هي IgE. أما عدم القدرة على تحمل الطعام فلا تشكل أي خطر أساسي، على عكس الحساسية.

يمكن أن يعاني الشخص من حساسية مزدوجة

صح.
عند بعض الأشخاص المصابين بالحساسية، يتفاعل نظام الدفاع في الجسم بشكل قوي مع المواد المسببة للحساسية ذات التركيبة القريبة، وهذا ما يعرف بالحساسية المزدوجة. ولعل الأكثر شهرة بين هذه الأنواع من الحساسية هي الحساسية تجاه غبار طلع الأشجار والحساسية تجاه أنواع معينة من الفاكهة والخضار. هناك أيضاً الحساسية تجاه الفول السوداني والحساسية تجاه الصويا، والحساسية تجاه الدواجن والحساسية تجاه البيض، والحساسية تجاه الحليب والحساسية تجاه لحم البقر... كانت هذه الحساسية المزدوجة نادرة في السابق، إلا أنها أصبحت الآن أكثر شيوعاً لسوء الحظ.

يصعب أخيراً تشخيص الحساسية

صح
. لتشخيص النوع الدقيق من الحساسية، يباشر الطبيب في طرح أسئلة محددة على المريض ويجري له فحصاً سريرياً دقيقاً. ثم يطلب الطبيب إجراء استقصاء غذائي، أي أنه يطلب من المريض تدوين كل الأطعمة التي يتناولها على مدى أسبوعين كاملين وتدوين ردات الفعل الحاصلة بعد تناول كل طعام. ويتيح هذا الاستقصاء عادة توجيه اختبارات البشرة التي تقوم على إدخال خلاصة من الطعام المشتبه به داخل البشرة ومراقبة ردة الفعل. ويمكن إتمام هذه الاختبارات بتحديد جرعة الأجسام المضادة الإضافية (عبر إجراء تحليل للدم). وفي حال الشك، يتم تحديد العناصر المسببة للحساسية عبر اختبار فموي يجرى في المستشفى.

يكفي التخلص من الحساسية للتمتع بالشفاء

خطأ
. قد يكون هذا الأمر صحيحاً في حال التهاب مخاطية الأنف والربو، لكن التخلص من الحساسية لا يعني الشفاء في حالات الحساسية الغذائية.

يمكن معالجة الحساسية الغذائية

خطأ.
فالعلاج الوحيد الممكن هو الوقاية. يجب الامتناع تماماً عن تناول الطعام المشتبه فيه بتسبيب الحساسية. ويعتبر هذا الأمر سهلاً نسبياً إذا تعلق الأمر بالكيوي أو الفراولة، وإنما أكثر صعوبة إذا تعلق الأمر بالحليب ومشتقاته. لذا، يجب تعلم التعرف إلى المادة المسببة للحساسية حتى لو كانت مقنّعة (كما في الأطعمة الجاهزة مثلاً)، وقراءة لصائق الأطعمة بعناية، وتفادي الأدوية ومستحضرات التجميل التي قد تحتوي على المادة المسببة للحساسية.

يجب حمل دواء الحساسية باستمرار في الحقيبة

صح.
فعلى رغم اتباع نظام غذائي صارم أحياناً، والامتناع تماماً عن تناول أي شيء مسبب للحساسية، تحصل ردة فعل قوية في الجسم. لهذا السبب، يجدر بالشخص المصاب بالحساسية الغذائية أن يحمل دوماً معه أدوية الطوارئ، التي تشمل حقنة الأدرينالين ومضاداً للهيستامين.

أبرز الأطعمة المسببة للحساسية الغذائية

الغلوتين، البيض، السمك، الصويا، الحليب، الخردل، بذور السمسم، الفول السوداني، المفصليات القشرية مثل القريدس، الكرفس، ملح السلفيت المركّب، الترمس، الرخويات، الكيوي، الأفوكادو...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079