كل الأسئلة الممكن طرحها على طبيبك النسائي
من سن البلوغ إلى سن اليأس، تشهد حياة المرأة تقلبات مذهلة. الحمل، الأمومة، التقلبات الهرمونية، العلاجات الجديدة... إليك ما يجدر بكل امرأة معرفته لعيش أنوثتها في كل الأعمار.
أقل من 20 عاماً
في سن المراهقة، أو بعد ذلك بقليل، في بداية مرحلة سن الرشد، يبدأ زمن التحولات الكبيرة في جسم المرأة، وكذلك زمن الزواج وبداية العلاقات العاطفية في حال الزواج المبكر. وهنا، تبدأ المرأة بطرح بعض الأسئلة.
- في أي عمر أستطيع الخضوع للقاح المضاد لسرطان عنق الرحم؟
يمكن الخضوع لهذا اللقاح بدءاً من عمر 14 عاماً، أو في السنة الأولى على بدء العلاقة الزوجية. واللقاحان المتوافران، أي Gardasil أو Cervarix، يحميان من أنواع فيروسات الحليمات البشرية (HPV) المسؤولة في أغلب الأحيان عن الآفات السابقة لسرطان عنق الرحم وسرطان المهبل. لكن حتى في حال الخضوع لهذا اللقاح، يستحسن زيارة الطبيب النسائي مرة كل سنة والخضوع لفحص الزجاجة لتفادي أنواع أخرى من فيروسات الحليمات البشرية.
- عمري 18 عاماً، لكن ثديي صغيران. هل يمكن أن يتغير جسمي؟
يقول الأطباء إن شكل ثديي المرأة يمكن أن يتغير طوال حياتها. وحتى لو كان ثدياك صغيرين في عمر 18 عاماً، لا تتوجهي فوراً إلى جراح التجميل. فتكبير الثديين هو عملية جراحية كبيرة تستلزم الكثير من التفكير قبل الخضوع لها.
- اقترب موعد زفافي وأنا خائفة من الليلة الأولى...
مهما كان عمرك، من الطبيعي أن تخافي من شيء تجهلينه. استفسري من أمك وإخواتك المتزوجات، أو زوري الطبيب النسائي، أو طالعي بعض الكتب في هذا المجال. وإذا كانت مخاوفك مرتبطة بجسمك (تخافين من الألم أو من تشوه معين....)، اطلبي المساعدة من الطبيب النسائي.
- هل يجدر بي استعمال صابون خاص لغسل المناطق الحساسة في جسمي؟
من الأفضل طبعاً استعمال الصابون الخاص بالمناطق الحساسة. لكن في حال عدم توافر هذا النوع من الصابون، يمكنك استعمال أي مستحضر غسول آخر، شرط أن يكون ناعماً ويحترم المعدل الهيدروجيني PH في الغشاء المخاطي.
بين عمر 20 و40 عاماً
في هذه المرحلة، تفكر معظم النساء في مسألة الأمومة. فبعد العثور على الزوج المناسب، تصبح مسألة الإنجاب أساسية.
- أريد شراء نوع زهيد من حبوب منع الحمل. هل هذا النوع فعال أيضاً؟
طبعاً. فحبوب منع الحمل الجديدة والزهيدة الثمن فعالة بقدر الأنواع الباهظة. إنها تتألف ببساطة من هرمونات مركبة أقل تعقيداً، ولذلك تتضاءل تأثيراتها الجانبية، مثل الانتفاخ وزيادة الوزن...
- عانت أمي من سرطان الثدي. هل هذا المرض وراثي؟
لا يمكن التحدث عن مرض وراثي مع وجود حالة واحدة فقط من السرطان. ويصبح العامل الوراثي حاضراً بقوة عند تعرض ثلاث أو أربع نساء من العائلة نفسها لسرطان الثدي. ويمكن لتحليل في الدم أن يؤكد وجود الجينة الحاملة لهذا السرطان (BRCA1 وBRCA2 ). إلا أن العوامل الوراثية مسؤولة فقط عن 3 إلى 5 في المئة من سرطانات الثدي. وتبقى المراقبة أفضل سبيل للوقاية.
- أكدت لي صديقاتي أن اللولب المانع للحمل هو أفضل وسيلة لمنع الحمل. هل هذا صحيح؟
يمكن القول إن اللولب المانع للحمل عملي وفعال بنسبة 99 في المئة. فلا حاجة إلى تذكر موعد تناول الحبوب أو أي شيء آخر. يزرعه الطبيب النسائي في جسم المرأة بعد إجراء تخدير موضعي. وثمة نوع جديد على شكل قضيب يتم زرعه تحت الجهة الداخلية للذراع ويدوم مفعوله ثلاث سنوات. إلا أن هذا اللولب قد يسبب نزيفاً أو غياباً لدورات الطمث عند بعض النساء.
- يعاني زوجي من التهاب قال الطبيب إنه قد ينتقل إليّ عبر العلاقة العاطفية. ماذا أفعل؟
إذا عانى زوجك من التهاب قابل للعدوى، ثمة احتمال ألا تلتقطي العدوى، أو تلتقطيها من دون المعاناة منها، أو تلتقطينها وتعانين منها. يجدر بزوجك التوجه إلى طبيب والخضوع للمعالجة. ويمكنكما في هذه الأثناء استعمال الواقي الذكري أثناء العلاقات العاطفية لحمايك نفسك قدر الإمكان.
- في مراحل معينة من دورة الطمث، ينتقخ جسمي مثل الاسفنجة. ماذا أفعل؟
جربي حبوب البروجستاتيف الممكن تناولها من اليوم السادس إلى اليوم الخامس والعشرين من دورة الطمث. فهذه الحبوب تبطل تأثيرات الاستروجين المسؤولة أساساً عن احتباس الماء. ثمة حبوب أيضاً منشطة للأوردة الدموية (veinotoniques) توفر الراحة للجسم عبر تحسين مشاكل الدورة الدموية في الساقين وتخفيف الآلام في الثديين والحوض. جربي أيضاً العلاج بالأعشاب أو الوخز بالإبر أو العلاج المثلي، والتي أثبتت كلها فاعليتها. والأهم من كل شيء، حاولي إبعاد التوتر عنك، لأن التوتر مسؤول عن الانتفاخ واحتباس الماء. جربي اليوغا أو الاسترخاء أو الراحة لمحاربة التوتر.
- أواجه صعوبة في الحمل على رغم زواجي منذ فترة طويلة. ماذا أفعل؟
لا يمكن التحدث عن مشكلة في الخصوبة إلا بعد مرور عام كامل على العلاقات العاطفية «الطبيعية» (أي مرة كل ثلاثة أيام تقريباً) وعدم حصول أي حمل. إلا أن المهلة التي يمنحها الطبيب للمرأة قد تختلف حسب عمرها. فبعد عمر الثلاثين عاماً، يجدر بالمرأة استشارة الطبيب بعد مرور 4 إلى 6 أشهر. يجري الطبيب بداية تحاليل دموية واختبارات لحرارة جسم المرأة وفحص لمستويات الهرمونات. كما يطلب الطبيب من الرجل الخضوع لفحص لمستويات المني. وفي حال عدم الكشف عن أية مشكلة، يقوم الطبيب بفحص الأنابيب والرحم، ويستطيع إعطاء جواب موثوق عن خصوبة المرأة في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر. وفي 75 في المئة من الحالات، يتم الحمل بواسطة علاج أو زرع في الأنبوب.
بين عمر 40 و55 عاماً
في هذه المرحلة، تعاني المرأة من زيادة في وزنها، واضطرابات هرمونية، وسرطانات... فمع التقدم في العمر، يصبح الجسم معرضاً للمزيد من المخاطر. من هنا أهمية زيارة الطبيب بصورة منتظمة.
- ما هي المرحلة السابقة لسن اليأس؟
المرحلة السابقة لسن اليأس هي مرحلة الفوضى الهرمونية التي تستمر عموماً ثلاث سنوات. فالمرأة لا تنتقل مباشرة من دورة الطمث المنتظمة إلى سن اليأس بين ليلة وضحاها. بالفعل، تصبح دورات الطمث أقل انتظاماً وتتباعد لفترات طويلة عن بعضها (أشهر عدة أحياناً) وتصبح أكثر غزارة نوعاً ما. يترافق هذا الاضطراب في دورة الطمث عادة مع نوبات توهج عند النساء.
- هل يجدر بي الخضوع لصورة الثدي قبل عمر 50 عاماً؟
ينصح الأطباء دوماً بإجراء أول صورة للثدي بين عمر 40 و50 عاماً، لأن سرطانات الثدي تكون الأكثر شيوعاً في هذه المرحلة. وحسب نتيجة صورة الثدي، يقرر الطبيب الموعد التالي لإجراء الصورة الثانية.
- هل صحيح أن الفحص الذاتي للثديين مفيد؟
أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الفحص الذاتي للثديين يكشف عدداً قليلاً من سرطانات الثدي. إلا أن المرأة تعرف جسمها جيداً، وتستطيع كشف أي تغير في ملمس البشرة أو كثافة الثدي أو وجود لكرة صغيرة داخل الثدي. يتطلب الفحص الذاتي للثديين تقنية معينة (إسألي عنها الطبيب النسائي)، وينصح بإجرائه بعد الطمث، حين يكون الثديان طريين. لكن أغلب حالات سرطان الثدي تُكشف بواسطة صور الثدي إذ يكون الورم صغيراً ولا يمكن تحسسه بالأصابع.
- هل يمكن الوثوق في التحاليل الهرمونية لتقييم ظهور سن اليأس؟
نعم، لكن هذه التحاليل لا تكفي لوحدها. ففي مرحلة ما قبل سن اليأس، تتقلب كثيراً مستويات الهرمونات، ولاسيما مستوى الاستراديول (الهرمون الاستروجيني) الذي يفرزه المبيضان. لهذا السبب، يبقى الفحص السريري والأعراض المباشرة الوسيلة الوحيدة لتوكيد سن اليأس.
- كيف أحول دون سَلَس البول؟
يمكن أن ينجم سلس البول عن سبب آلي (بعد الولادة مثلاً) أو هرموني. وفي بعض الأحيان، يجتمع السببان معاً. في أية حال، عليك استشارة الطبيب على الفور وعدم التباطؤ أبداً في تلقي العلاج. وتبقى زيارة المعالج الفيزيائي المتخصص أساسية لتعليم المرأة كيفية شدّ عضلات الحوض والمثانة، فيما تبرز أحياناً ضرورة الخضوع لعلاج هرموني موضعي أو لعملية جراحية موضعية.
- هل يمكن لرقعة الثدي (prothèse mammaire) أن تعيق الفحص الكاشف للسرطان؟
أبداًَ. لكن أبلغي مسبقاً طبيب الأشعة بوجود هذه الرقعة في ثديك. واعلمي أيضاً أن هذه الرقع لا تزيد أبداً من خطر التعرض للسرطان إذ يستعملها الأطباء في الجراحة الترميمية التالية لاستئصال الثدي بسبب السرطان. وفي حال وضع هذه الرقع خلف غدد الحليب في الثدي، فإنها لا تعيق أيضاً عملية الإرضاع.
- هل صحيح أن العلاج البديل للهرمونات يساعد الجسم على البقاء نحيلاً؟
نعم. فقد أثبتت الدراسات أن الجرعات الملائمة من العلاج البديل للهرمونات لا تسبب أية زيادة في الوزن، لا بل إنها تحول أيضاً دون ثقل البنية، وهذه مشكلة شائعة عند معظم النساء في مرحلة سن اليأس إذ تتكدس الدهون حول محيط الخصر.
- هل صحيح أن الهرمونات الكيميائية خطيرة؟
أبداً، إذ تؤكد الدراسات أن العلاج البديل للهرمونات الذي يجمع الاستروجين والبروجسترون الطبيعي لا يزيد أبداً من خطر التعرض لسرطان الثدي، حتى لو استمر العلاج لفترة طويلة (ست سنوات وأكثر). كما أن مشاكل الأوردة (مثل التهاب الأوردة وانسداد الأوردة) لا تزداد إذا كانت الهرمونات هي استروجينات عن طريق البشرة (رقع أو هلامات)، مستخدمة لوحدها أو مع البروجسترون الطبيعي أو أحد مشتقاته.
بعد عمر 55 عاماً
مرحلة ما قبل سن اليأس، سن اليأس... إنها ثورة كبيرة في حياة المرأة يجب التعاطي معها بهدوء وروية. ثمة علاجات نافعة وحلول حسب الطلب لتبقى المرأة مرتاحة مع نفسها على رغم تقدمها في العمر.
- تضاءلت رغبتي العاطفية بعد بلوغي سن اليأس. هل هذا طبيعي؟
ما من معيار محدد في هذا المجال. فانخفاض معدل الرغبة العاطفية مع الزوج يختلف بين امرأة وأخرى. بالفعل، يزداد النشاط الجنسي عند بعض النساء بعد تحررهن من فكرة الحمل وإنجاب الأولاد، فيما يتضاءل عند نساء أخريات بسبب تأثرهن بالتقلبات الهرمونية. إلا أنه يمكن تحسين الرغبة العاطفية عند المرأة بعلاج هرموني، وإنما ضمن حدود معينة. ويمكن القول إن الحياة الجنسية بعد سن اليأس ترتبط كثيراً بما كانت عليه قبل هذه المرحلة. فالمرأة التي عاشت دوماً حياة جنسية نشطة ستستمر على الأرجح في ذلك بعد سن اليأس.
- ما الهدف من قياس كثافة العظام؟
يتيح قياس كثافة العظام تحديد وضع العظام عند المرأة ويبحث عن علامات ترقق العظام. فبعد عمر 55 عاماً، يعاني الجسم على الأرجح من تضاؤل في مستوى المعادن مما يؤثر سلباً في العظام. ويبقى الكشف المبكر لترقق العظام أفضل وسيلة لمعالجة هذه المشكلة بفاعلية، وأحياناً وقفها تماماً.
- حتى أي عمر يجدر بي زيارة الطبيب النسائي؟
يبقى خطر التعرض لسرطان الثدي محتملاً عند النساء حتى عمر 74 عاماً. وحتى بعد هذا العمر، توصى النساء عموماً بزيارة الطبيب بانتظام لأن معدلات السرطان تبقى مرتفعة. إلا أن زيارة الطبيب النسائي تحديداً ليست إلزامية، إذ يمكن لطبيب العائلة أن يعالج المشاكل التي قد تعانيها المرأة
- تزوجت في سن مبكرة ولكننا لا نرغب أنا وزوجي في إنجاب الأولاد في الوقت الحاضر. ما هي الوسائل المتوافرة لمنع الحمل؟
يستطيع زوجك استعمال الواقي الذكري باستمرار لضمان عدم حصول حمل وحمايتك أيضاً من الالتهابات والأمراض. وإذا أردت المزيد من الوقاية، يمكنك تناول حبوب منع الحمل بعد استشارة الطبيب طبعاً ليطلعك على النوع المناسب لعمرك وجسمك... واعلمي أن حبوب منع الحمل هي الطريقة المثالية لمنع الحمل لأن الواقي الذكري قد يتشقق أحياناً ويخرج منه سائل مما يتسبب بالحمل...
- هل أستطيع الوثوق في اختبارات الحمل المباعة في الصيدليات؟
نعم في 99 في المئة من الحالات. من النادر حصول خطأ في نتيجة الاختبار، لكن هذا يبقى ممكناً. لذا، يعمد الطبيب عموماً إلى التأكد من الحمل عبر تحليل دم في المختبر (معدل Beta HCG).
- ازدادت نسبة السيلوليت في جسمي بعد عمر الخمسين. ما العمل؟
عليك أولاً تخفيف نسبة الدهون والسكريات في الأطباق التي تتناولينها ومن ثم ممارسة المزيد من التمارين الرياضية. ويؤكد الأطباء أن المرحلة المراوحة بين عمر 45 و55 عاماً هي الأشد خطراً على شكل الجسم، وتعاني معظم النساء من زيادة للدهون في مساحة البطن. كما أن فائض الاستروجين قد يسبب احتباساً للماء، السبب الرئيسي للسيلوليت. إلا أن حدّة هذه الأعراض تختلف بين امرأة وأخرى، حسب العوامل الوراثية ونوع الغذاء ومقدار النشاط الجسدي. وفي أية حال، تبقى الوقاية خير من أي علاج، وينصح الأطباء النساء باتخاذ التدابير الوقائية بدءاً من عمر الأربعين من خلال اعتماد أسلوب العيش الصحي ومراقبة نوعية الغذاء. لا تترددي في استشارة اختصاصي التغذية للاستفسار عن بعض المسائل.
- عمري 55 عاماً ولم أبلغ بعد سن اليأس. هل يجدر بي القلق؟
لا، ليس بالضرورة. فسن اليأس وراثي مبدئياً، ويحتمل أن تكون أمك بلغت سن اليأس في عمر متأخر أيضاً. في كل الأحوال، يجدر بالطبيب النسائي تحديد وضعك بعد إجراء عدد من الفحوص اللازمة. استمري في وسائل منع الحمل، إذا كنت لا تريدين الإنجاب، لأن الحمل يبقى محتملاً في هذا العمر، وإن كان بنسبة ضئيلة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024