تخلّصي من أوجاع بطنك الآن!
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مشاكل المعدة والأمعاء. بعض هذه المشاكل بسيط وبعضها الآخر خطير فعلاً، لكنها قد تكون كلها مؤلمة، ومزعجة، ومحيّرة، ومحرجة وصعبة التشخيص والمعالجة. كيف تعرفين إذاً ما إذا كان ألم معدتك ناجماً عن مرض معين أو أنه نتيجة إفراطك في الأكل، أو شعورك بالتوتر، أو إصابتك بمرض نادر؟
ألم المعدة جزء من الحياة
فإذا راقبنا مليون شخص، سوف نجد أن 80 في المئة منهم يشعرون بألم في المعدة، فيما يعاني 10 في المئة منهم ربما من تهيج الأمعاء ويعاني 10 في المئة آخرون من التهاب خطير في الأمعاء.
وألم المعدة يكون في أغلب الأحيان ألم معدة. لكن إذا استمر الألم أكثر من ستة أشهر أو لاحظت أعراضاً خطيرة، مثل دم في البراز أو خسارة غير مبررة في الوزن، راجعي الطبيب. هناك أكثر من 100 سبب لألم معدتك نذكر لك في ما يأتي الأكثر شيوعاً بينها.
تناذر الأمعاء المتحسّسة
إنه أحد أصعب الأمراض لناحية التشخيص والمعالجة. فهناك ألم في البطن، وانتفاخ في المعدة، بالترافق مع إمساك أو إسهال (أو الاثنين معاً)، لكن التحاليل والفحوص تظهر أنه لا يوجد أي خطب أو مشكلة. هل هذا وسواس في رأسك؟ لا! المشكلة في بطنك ولن تختفي لوحدها من دون معالجة.
يجري الطبيب عدداً من الفحوص لتأكيد تشخيصه، ثم يقترح عليك تعديلات في غذائك، مثل تناول المزيد من الألياف أو تناول المكملات (عليك زيادة الألياف تدريجياً لأن فائض الألياف قد يسبب انتفاخاً وغازات وإسهالاً). احتفظي بدفتر مذكرات تسجلين فيه كل الأطعمة التي تحفز الأعراض، مما يساعدك على تفاديها لاحقاً. وقد يصف الطبيب أيضاً مضادات حيوية لتخفيف البكتيريا في الأمعاء أو بروبيوتيك لتقوية البكتيريا السليمة.
مرض السيلياك Celiac Disease
قد يكون هذا المرض غير معروف لدى الكثيرين رغم أن أعداد المصابين به تزداد شيئاً فشيئاً. ومرض السيلياك هو حساسية على الغلوتين، أي مجموعة من البروتينات موجودة أساساً في الحبوب، بما في ذلك القمح والشوفان والحنطة. يسبب مرض السيلياك ألماً في المعدة، وإسهالاً، وانتفاخاً في البطن، وخسارة في الوزن، وفقراً في الدم، وشعوراً إجمالياً بالانزعاج.
يكون المعي الصغير السليم مبطناً بالزغب، وهي نتوءات صغيرة شبيهة بالأصابع تمتص المواد المغذية والسوائل. لكن في مرض السيلياك، تتلف هذه الزغب بحيث لا يمتص الجسم أي شيء تقريباً من المواد المغذية والسوائل ويخرج كل الطعام الذي تأكلينه عبر البراز من دون أن يستفيد منه الجسم. لذا، عند الامتناع عن تناول الغلوتين، يستعيد المعي الصغير زغبه تدريجياً وتختفي الأعراض المزعجة مع الوقت.
إلا أن الغلوتين موجود لسوء الحظ في كل مكان: في الحبوب، والخبز، والمعكرونة، والبسكويت، والحلويات، والأطعمة الجاهزة. لذا، قد يكون تجنب الغلوتين صعباً جداً على رغم توافر المزيد والمزيد من المنتجات الخالية من الغلوتين في الأسواق. إذا شككت في إصابتك بمرض السيلياك، راجعي الطبيب قبل التوقف عن تناول الأطعمة المشتملة على الغلوتين. فالفحوص التي تؤكد التشخيص قد تأتي سلبية إذا توقفت عن تناول الغلوتين.
مرض كرون Crohn Disease
إنه شكل من التهاب الأمعاء، ومجموعة من الحالات التي يكون فيها الجهاز الهضمي مصاباً بالتهاب مزمن. وأعراض داء كرون مماثلة لأعراض تناذر الأمعاء المتحسسة. لكن في تناذر الأمعاء المتحسسة، لا يحصل أي ضرر أو تلف في الجهاز الهضمي، فيما يؤدي مرض كرون إلى التهاب الأمعاء. وقد يحدث ذلك ضيقاً في طرف المعي الصغير، مما يزيد صعوبة التخلص من البراز، ويسبب ألماً في المعدة (خصوصاً أثناء الأكل)، بالترافق مع إسهال وتقيؤ وخسارة في الوزن.
ما الذي يسبب مرض كرون؟ تؤدي الجينات دوراً أساسياً، وقد تكون البيئة هي السبب (جرثومة في الغذاء). يتم تشخيص هذا المرض بطرق عدة: يتحسس الطبيب كتلة في تجويف البطن، أو تبدو نتائج تحاليل الدم غير طبيعية، أو تكشف التحاليل الأخرى عن وجود قرحة أو نقص كبير في المواد المغذية في الجسم. يمكن للخزعة من المعي (Biopsy) أو منظار المعدة أو الصورة بأشعة إكس أن تؤكد التشخيص.
في الماضي، كانت تتم معالجة هذا المرض بواسطة الستيرويد، لكن الأطباء يصفون اليوم عقاقير قامعة لجهاز المناعة لها تأثيرات سلبية أقل. كما أن تناول المزيد من البروتين وتجنب الأطعمة التي يحتاج هضمها إلى وقت طويل (بما في ذلك العديد من الفاكهة والخضار) قد يكون مفيداً ويساعد على الحؤول دون الألم.
رابط التوتر
لديك اليوم امتحان مهم أو مقابلة حاسمة في العمل، أو كنت تقودين السيارة بسرعة كبيرة وتفاجأت بوجود رادار السرعة... فجأة، يبدأ الألم في معدتك وتشعرين بحاجة ملحة للدخول إلى الحمام. ما السبب؟ إنه الجهاز العصبي في الأمعاء، أو «دماغ» الأمعاء إذا صح القول الذي يملك عضلاته وأعصابه وناقلاته العصبية التي تأمر الأمعاء بإخراج محتوياتها من الجسم. يتواصل الجهاز العصبي للأمعاء مع الدماغ بصورة مستمرة، ويرسل الإشارات جيئة وذهاباً. لكن عند الإحساس بالتوتر، ينطلق عدد كبير من الإشارات مما يسبب الانزعاج. وبما أن العلاقة متينة جداً بين الأمعاء والدماغ، من الطبيعي أن تتوتر الأمعاء حين يتوتر الدماغ. لذا، يعتبر الاسترخاء، والتأمل، والتنفس العميق، واليوغا من الأمور المفيدة التي تساعد على تخفيف الأعراض.
التسمّم
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مشكلة التسمم بسبب نوع طعام فاسد. لكن كيف تعرفين ما إذا كان عشاء ليلة البارحة هو المسؤول عن تسممك؟ فاضطرابات المعدة والأمعاء تبدأ ببطء وتتفاقم تدريجياً، لكن تسمم الطعام يحصل بعد 4 ساعات إلى 24 ساعة على تناول الطعام الفاسد، وهو يترافق مع سلسلة من الأعراض: غثيان، تقيؤ، حمى، ألم في المعدة، إسهال... إذا استمر الإسهال معك أكثر من 12 إلى 24 ساعة، أو شعرت بانزعاج كبير، راجعي الطبيب أو توجهي إلى قسم الطوارئ في المستشفى لأن جسمك يحتاج على الأرجح إلى جرعة كبيرة من السوائل.
الغازات
يخرج الشخص العادي الغازات من جسمه بمعدل 14 إلى 23 مرة يومياً. لكن عند المعاناة من انتفاخ مؤلم وغازات كبيرة في البطن، جربي تناول مضاد للحموضة أو بروبيوتيك لتخفيف الأعراض. كما تتوافر في الأسواق مجموعة من الأدوية التي تخفف الغازات، لكن الخبراء يقولون إنها ليست فعالة كثيراً. والواقع أنه ما من طرق سهلة لإخراج الغازات من الجسم، لكن هناك طرق سهلة لتفادي التعرض لها في المستقبل. فإذا لاحظت مثلاً أن الخضار أو البقول هي السبب وراء غازات بطنك، تجنبيها قدر الإمكان. وفي الإجمال، امضغي طعامك ببطء وتناولي الطعام بمعنويات مرتفعة. تجنبي الإفراط في الأكل ولا تستلقي بعد الأكل بل حاولي المشي لمدة 20 دقيقة على الأقل. تجنبي أيضاً الأطعمة الغنية بالغازات، مثل الصودا، والعلكة، والسكاكر، والملفوف والقنبيط والخضار الأخرى، ولا تشربي الماء مع وجبات الطعام.
حقائق عن عادة الأكل أثناء الليل
- ما هي متلازمة الأكل أثناء الليل؟
تتميز متلازمة الأكل أثناء الليل بفقدان الشهية في الصباح والإفراط في الأكل ليلاً، يرافقها الاضطراب والأرق. بعض الأشخاص الذين يأكلون أثناء الليل يستفيقون من نومهم لكي يأكلوا، في حين أن البعض الآخر يسيرون أثناء نومهم ويأكلون بينما هم نيام.
- في أية فئة من الناس تؤثر متلازمة الأكل أثناء الليل؟
يُعتقد أنها تؤثر في حوالي 2% من الناس، ويقول بحث أميركي أن حوالي 6% من الأشخاص الذين يخضعون لعلاج ضد السمنة يعانون متلازمة الأكل أثناء الليل.
- ما الذي يسبب متلازمة الأكل أثناء الليل؟
قد يسبب الخلل الهرموني إصابتك بمتلازمة الأكل أثناء الليل. يملك الأشخاص المصابون بمتلازمة الأكل أثناء الليل مستويات أقلّ من هرمون ميلاتونين الذي يساعدك على النوم، وهرمون لبتين الذي يقمع شهيتك. وفي هذه الأثناء، تبقى مستويات هرمون التوتر (كورتيزول) مرتفعة في شكل دائم. ويعتقد الخبراء أن بداية الإصابة بمتلازمة الأكل أثناء الليل مرتبطة في شكل كبير بالتوتر الشديد والإقلاع عن التدخين.
- هل أن متلازمة الأكل أثناء الليل خلل في الأكل أم النوم؟
في حين أن متلازمة الأكل أثناء الليل ليست مصنفة في شكل رسمي على أنها خلل في الأكل، فهي تنطبق على هذا النموذج من الأمراض. إذ إنها تتقاسم بعض الخصائص المشتركة مع الشّره المرضي، فالأشخاص الذين يعانون متلازمة الأكل أثناء الليل يعرفون عادة شعوراً بالذنب وندماً في المساء.
- هل من علاج لها؟
في الوقت الحالي ليس هناك من دواء لمعالجة متلازمة الأكل أثناء الليل سوى زوفولت Zofolt.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024