إنفلونزا الخنازير
مع ظهور أمراض جديدة تنتشر حالة الهلع بين الناس، خصوصاً أن هذه الأمراض تكون مجهولة ونجهل طرق انتقالها أو ما إذا كان ممكناً الشفاء منها. مع انتشار حالات انفلونزا الخنازير Swine Flu في المكسيك أولاً ثم انتقالها إلى بلدان أخرى سادت حالة هلع في العالم، خصوصاً بعدما حصلت حالات وفاة ناتجة عن المرض فبدأت الإجراءات الوقائية تُتخذ في الدول لتجنب انتشار الوباء. في الواقع هذا كلّه ساهم في إعطاء الوباء أهمية قصوى دون أن يعرف الناس ما إذا كان فعلاً يستحقها أم لا ودون أن تكون لديهم معلومات عنه. الطبيبة اللبنانية الاختصاصية في الأمراض الجرثومية وخبيرة الأوبئة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت زينة كنفاني تحدثت تفصيلاً عن «انفلونزا الخنازير» وطرق انتقالها وسبل الوقاية منها وطرق معالجتها، نافيةً وجود حالات في لبنان ومؤكدةً انه أُعطيت للمرض أهمية بالغة أكثر مما يستحق، فيما هو لا يختلف بالفعل عن انفلونزا البشر.
- ما هي انفلونزا الخنازير؟
انفلونزا الخنازير هي عبارة عن فيروس H1N1 الذي تختلف تركيبته الجينية عن تركيبة انفلونزا الطيور H5N1 وانفلونزا البشر H3N1 . صحيح أن الباحثين رأوا تشابهاً بينه وبين فيروس انفلونزا الطيور لكنه ليس نفسه، كما اعتقد الناس.
- كيف ظهر الفيروس؟
بدأت حالات الانفلونزا في المكسيك ثم انتقلت من خلال أشخاص سافروا إلى بلاد أخرى. في هذه الناحية يتشابه المرض مع انفلونزا البشر الذي ينتقل بالطريقة نفسها. لكن الغريب أنه تم تضخيم المسألة بشكل مبالغ فيه فيما ليس الوضع بهذه الخطورة. من المستغرب أن تصل حالة الهلع بين الناس إلى هذه الدرجة فيما لا تتعدى خطورة فيروس انفلونزا الخنازير خطورة فيروس انفلونزا البشر.
- ماذا عن حالات الوفاة التي حصلت؟
الأشخاص الذين توفوا هم كلّهم كبار في السن أو صغار جداً. وكل انفلونزا تصيب هذه الأعمار تعتبر خطيرة وقد تسبب مضاعفات وتؤدي إلى الوفاة بسبب نقص المناعة. انفلونزا الخنازير هي تماماً كانفلونزا البشر ولم يثبت علمياً أنها أخطر أو أنها عبارة عن فيروس قاتل، باستثناء أنه لا يوجد لقاح للوقاية منها حتى الآن.
- كيف ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر؟
ينتقل الفيروس تماماً كفيروس انفلونزا البشر أو كأي التهاب في مجرى التنفس. علماً أنه تبيّن أن الفيروس الذي ينتقل اليوم بين الناس مختلف عن ذاك الذي كان ينتقل بين الخنازير عندما ظهر. خصوصاً أن مجرد انتقاله إلى الناس يعني أنه مختلف بطبيعته لأن الفيروس الأول لا ينتقل إلا بين الخنازير.
- ما أعراض انفلونزا الخنازير؟
أعراض انفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض انفلونزا البشر، كالسعال وسيلان الأنف والتعب وارتفاع الحرارة والغثيان وألم البلعوم.
- كيف يمكن التمييز بين أعراضها وأعراض انفلونزا البشر؟
لا يمكن أن يميّز المريض بين أعراض انفلونزا الخنازير وتلك التي تسببها انفلونزا البشر. بل يعجز عن إعطاء التشخيص الصحيح بالفحص السريري. لذلك لا بد من اللجوء إلى الفحوص المخبرية لتشخيص الحالة.
- من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟
يزداد خطر المرض لدى الأشخاص المتقدمين في السن ولدى الأطفال الذين دون الخمس سنوات ولدى الحوامل والمرضى الذين يعانون نقصاً في المناعة كمرضى السرطان.
- هل من لقاح للمرض؟
عادةً يكون هناك تأخير عام في لقاحات الانفلونزا التي تركب على أساس الفيروس الذي كان منتشراً في العام الأسبق. علماً أن الفيروس يكون مختلفاً في كل عام مما يتطلب الانتظار حتى تركيب اللقاح لأننا لا نكون نعرف الفيروس المنتشر. حتى الآن لا يوجد لقاح لانفلونزا الخنازير لكن قد يتم العمل على ذلك للعام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أنه في لبنان لم تقابلنا حالات، علماً أن موسم الانفلونزا هنا هو الشتاء، فيما يعتبر طقس المكسيك مختلفاً وكذلك اوستراليا حيث يبدأ الآن فصل الشتاء وبالتالي قد يكون الآن موسم انفلونزا.
- ما الفترة التي يظل فيها خطر انتقال المرض بالعدوى ممكناً؟
يظل الخطر موجوداً ما دامت الأعراض موجودة. عادةً تتحسن الحالة ويخف الخطر بعد سبعة أيام . وبشكل عام يزول الخطر نهائياً بعد 24 ساعة من انتهاء الأعراض. وبالتالي يعتبر خطر انتقال المرض من شخص إلى آخر موجوداً طوال أسبوع.
- هل يعتبر العلاج ضرورياً في كل الحالات ولا يمكن الشفاء من دونه؟
يشفى المريض غالباً دون حاجة إلى علاج. علماً انه في لبنان هذا العام انتشرت حالات انفلونزا بشر حادة وعولج الوضع. لكن لا حاجة إلى اللجوء إلى الدواء مباشرةً وفي كل الحالات، إلا في حال وجود أعراض حادة أو في ما يتعلّق بالأشخاص الذين قد يشكل المرض خطراً على حياتهم، لأن لكل دواء مضاعفات من الأفضل تجنبها. وبالتالي يعطى الدواء للأشخاص الذين يواجهون خطراً بسبب المرض ويكونون عرضة لمضاعفاته. كما قد يعطى دواء الانفلونزا لبعض الأشخاص كوقاية في حال انتشار الوباء.
- ما هو علاج انفلونزا الخنازير؟
هو نفسه علاج انفلونزا البشر.
- كيف يمكن تجنب انتقال المرض إلى الآخرين؟
النصائح التي تعطى للوقاية من انفلونزا الخنازير هي نفسها التي تعطى للوقاية من عدوى انفلونزا البشر. فالمصاب بالانفلونزا ينصح بتجنب الأماكن المزدحمة وإلا عليه أن يستعمل قناعاً. كما يجب ألا يقترب من الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة. هذا إضافةً إلى أهمية غسل اليدين جيداً وباستمرار والعطس في المنديل الورقي ثم رميه مباشرةً لتجنب انتقال العدوى إلى الآخرين. وينصح أيضاً بتجنب تقبيل الآخرين أو الاقتراب منهم في حال الإصابة بالمرض. علماً أن الفيروس يبقى حياً أربع إلى ثماني ساعات.
- ماذا عن الأشخاص الذين يخشون التقاط الفيروس؟
بالدرجة الأولى ينصح الأطفال والكبار في السن والأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة بتجنب الأماكن المزدحمة. كما أنه من الأفضل تجنب المصافحة باليد وعدم الاقتراب من الأشخاص المصابين. مع الإشارة إلى أنها إجراءات عامة تعطى دائماً لتجنب الإصابة بالانفلونزا.
الوقاية ممكنة
ثمة إجراءات يمكن اتخاذها للوقاية من التقاط العدوى أوانتقالها وللحد من انتشار المرض وهي:
-عدم العطس في اليدين لتجنب تلوّثهما بالفيروس مما يسهّل انتقاله إلى الآخرين. في المقابل، ينصح باستعمال منديل ورقي عند العطس ورميه مباشرةً بعده.
- بعد العطس أو السعال يجب غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون. يجب فرك اليدين جيداً بالصابون لمدة 15 ثانية ثم غسلهما جيداً بالماء. كما يمكن استعمال الكحول الطبي أو المستحضرات المعقّمة.
- قبل الأكل مباشرةً يجب غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون أو يمكن استعمال الهلام المطهّر.
- يجب عدم لمس العينين أو الأنف أو الفم لأن اليدين قد تكونان ملوّثتين دون أن ندري بعد لمس موضع ملوّث بالفيروس. وفي هذه الحالة يمكن التقاط المرض.
- قد تعيش الفيروسات والجراثيم ساعتين أو أكثر في المساحات الملوّثة كالباب أو الهاتف. لذلك يساعد غسل اليدين باستمرار في تجنب الأمراض الجرثومية بشكل عام.
- يجب تجنب مصافحة أشخاص مصابين أو تقبيلهم أو على الأقل ينصح بغسل اليدين بعدها.
- ينصح بتجنب الأماكن المزدحمة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024