الصداع النصفي (مايغرين)
في الولايات المتحدة الأميركية نجد دائماً ذوي اختصاص متفرغين، جماعات وأفراداً، يقومون بأبحاث ودراسات طبية وعلمية بشتى أنواعها، دون كلل او ملل، للتخفيف من معاناة الإنسان. بالطبع يتلقى مثل هؤلاء الدعم الكافي والوافي مادياً ومعنوياً، من أجل المتابعة والاستمرار.
موضوع اليوم، ألم الرأس عموماً والصداع النصفي في شكل خاص، هو موضوع البحث العلمي هذه المرة. ألم حاد يصاب به الكثيرون ويلازمهم أزمنة طويلة تصل الى سنوات عدة.
ما هي أسبابه وكيف نتوقّاه؟ وهل لأنواع الأطعمة علاقة للإصابة به؟
نعم.. يقول الاختصاصي جيف جيرهارد أن الوجبات السريعة التي نقضمها على عجل يمكن أن تكون سبباً مباشراً للمايغرين. هو نفسه مصاب بهذا المرض منذ أكثر من ١٥ عاماً وهو يصفه عندما يحصل وكأنّ سيارة شحن قد صدمته بعنف. يقول بحكم خبرته عملياً أنه بعد تناوله للحوم المصنّعة وبعض أنواع الأجبان، ويحدد ساندويش لحم البقر المصنّع والجبنة على سبيل المثال، أنه تحصل له مشاكل في بصره، يتبعها ألم شديد في صدغه، ترافقه حالة من الدوار واختلال التوازن.
يضيف الدكتور سايمور داياموند، صاحب عيادة تحمل اسمه لآلام الرأس في مدينة شيكاغو، أن أكثر من ٢٥ في المائة من المصابين بهذا المرض يربطونه ببعض الأطعمة التي يتناولونها، منها الاجبان المعتّقة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة «تيرامين» الناتجة عن انخفاض البروتين في بعض الأطعمة القديمة التصنيع.يحذّر«كليفلاند كلينيك» من تناول الاجبان التالية:
- الأجبان الزرقاء، جبنة بري، جبنة شيدار، جبنة ستلتون، جبنة فيتا، جبنة غورغونزولا، جبنة موزاريللا، جبنة مونستر، جبنة بارميزان، السويسرية، الاجبان المصنّعة.
كما أنّ اللحوم المصنّعة تحتوي على نسبة عالية من مادة «تيرامين» وكذلك المخللات، الزيتون، بعض أنواع الفاصوليا، الزبيب، الجوز، الأفوكادو، الحساء المعلب والمشروبات الروحية. وينصح الأطباء أيضاً الابتعاد عن الأغذية المحفوظة المحتوية أملاحاً وملوّنات. فهي تزيد تدفّق الدم الى الدماغ وتسبّب آلام الرأس. من مؤشراتها: ارتفاع الضغط على الصدر والوجه. حساسية حارقة في الصدر والعنق والأكتاف. شعور بالدوار والنعاس، تلبّك في المعدة.
ينصح الأطبّاء بضرورة الابتعاد عن تناول المثلّجات اذ هي تجمد المخ لمدة ٥ دقائق، ويشعر البعض بألم في منتصف الجبهة الأمامية من الرأس. أما الذين يشكون من المايغرين أصلاً، فهم يشعرون فوراً بالاّلم في المنطقة ذاتها من الرأس. أما المهيّؤون للإصابة بالصداع النصفي، فإنّ المثلجات تعجّل في بداية إصابتهم بألم مغلف خفي وعميق. إن ٩٠ في المائة من المصابين بالصداع النصفي يحذرون - بحكم تجاربهم - من تناول المأكولات والمشروبات المثلّجة.
إن البعض يهاجمهم الصداع النصفي إذا لم يتناولوا وجبات طعامهم في أوقاتها. ولذلك فإن تناول الطعام المناسب في الوقت المناسب أمر على جانب كبير من الأهمية. كما أن تناول كميات من الطعام البروتيني صباحاً، ووجبة الغداء في وقتها يجنّب المريض من التعرّض للشعور بالانزعاج وعدم التركيز والشرود الفكري طيلة النهار. إلا أن بعض المصابين يهاجمهم المرض بسبب تناول بعض الأطعمة. ننصح هؤلاء بأن يسجّلوا كل ما يتناولونه يومياً بكل دقّة لمعرفة نوع الطعام الذي يسبب لهم ذلك فيتجنبوه.أخيراً, نقدّم اسم بعض أنواع الأطعمة التي يوصي الاختصاصيون بعدم تناولها، أو للتقليل من تناولها قدر المستطاع وهي:
- الحلو والمُحليات الصناعية
- اللحوم المنقوعة بالمطرّيات والخميرة،
- الكافيين
- الشوكولاتة والكاكاو والجوز
- المشروبات الكحولية (عدم تناولها)
- المعلّبات واللحوم المصنّعة مثل كبدة الدجاج والسردين والأطعمة المجهّزة بأحماض
- النيترات
- الكريمة والزبدة المستخرجة من مزارع منتجات الألبان والأجبان
- الفواكه المجففة مثل التين والزبيب والتمر
- الخبز والبسكويت المخلوط بالجبنة بما فيها البيتزا
- الأسماك المجففة والمدخنة
- الحساء المعلب
إذا ضعفتم أمام بعض هذه الأطعمة الشهية ولم تستطيعوا مقاومتها نهائياً، يبقى عليكم مراجعة طبيبكم لإعطائكم الدواء المناسب ليخفف من ضرر هذه الطيّبات المغرية.
إن تناول الطعام المناسب في الوقت المناسب أمر على جانب كبير من الأهمية كما أن تناول كمية من الطعام البروتيني صباحاً ووجبات الغداء في وقتها يجنب المريض التعرض للشعور بالإزعاج.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024