تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عبادي الجوهر: ابنتاي طلبتا مني الاعتزال

طرح الفنان السعودي عبادي الجوهر، أخيراً، ألبومه الغنائي الجديد «خلاص ارجع»، والذي تضمن أربع أغنيات جديدة، ليعود من خلاله الى الغناء بعد فترة غياب.
«لها» التقت الجوهر ليكشف لنا تفاصيل الألبوم الجديد، وحقيقة مهاجمته جمهوره السعودي، ورأيه في الأغنية السعودية، وسبب ابتعاده عن الغناء باللهجة المصرية. كما يتطرق الى حقيقة اعتزاله، هوايته المفضلة، وعلاقته بابنتيه.


- لماذا اخترت أن تعود الى جمهورك الخليجي بعد فترة غياب بألبوم «خلاص ارجع»؟
لم يكن غيابي طويلاً، لكن أحببت أن تكون عودتي بألبوم جيد من حيث الكلمات والألحان، ومتناسق في الأشكال الموسيقية والغنائية التي أقدّمها، لذلك تعمّدت أن أقدم في العمل أربع أغنيات فقط، وهي: «عامك سعيد» و«خلاص ارجع» و«ما بقالي» و«لا سفر»، وأنا من محبّي فكرة تقديم عدد قليل من الأغنيات في ألبوم واحد، لأنني لا أهتم بطرح ألبوم غنائي كل عام أو عامين، فقد سبق لي أن أصدرت ألبوماً أو اثنين في العام الواحد، فحين أجد النصوص الجيدة لا أتردد أبداً في طرحها، لأن الجمهور يريد دائماً سماع النص الجيد.

- لماذا لا تحدّد إطاراً زمنياً تطرح من خلاله أغنياتك وألبوماتك مثلما يفعل غيرك من المطربين؟
الفن الجيد لا يحتاج الى إطار أو موعد زمني، فهو قناعات، وهذه الأخيرة تختلف من شخص الى آخر، فأنا مثلاً أرفض أن أمتلك نصوصاً جيدة وجميلة وأؤجل طرحها لمجرد أنني أسير على خطة زمنية، كذلك أرفض أن أطرح أعمالاً هابطة من أجل إثبات وجودي فقط، ففي بعض الأحيان كنت أطرح ثلاثة ألبومات في عام واحد، مثلاً في الفترة ما بين عامي 2006 و 2008 ربما لم أطرح إلا عدداً قليلاً من الأعمال، نظراً الى أن كل الأعمال التي عُرضت عليّ خلال تلك الفترة كانت رديئة، ففضّلت فيها الابتعاد حتى لا أخسر جمهوري الحبيب.

- ما حقيقة مهاجمتك الجمهور خلال حفلتك الأخيرة في مدينة «أبها» ووصفه بـ«الخناشير»؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ومن تداول الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يفهم ما قلته، ونشر حديثاً مغلوطاً لا يمتّ الى الحقيقة بصلة.
وما حصل، أنني بعد الحفلة التقطت الصور مع جمهوري الحبيب، وقد كان هناك عدد كبير من الشباب ينتظرون التصوير معي، فقلت لهم «يا خناشير»، وهي في اللهجة الحجازية تعني «الرجال»، لذلك لم يتضايق منها الذين كانوا ينتظرون التصوير معي، لأنهم فهموا المعنى الصحيح للكلمة.
أما من تداول الفيديو، فلم يفهم أصلاً معنى كلمة «الخناشير»، إضافة إلى أنني من أكثر الفنانين الذين يرحّبون بجمهورهم ويحبذون دائماً التقاط الصور معه.

- ما الفارق بين طرحك أغنيتك الأولى في بداية السبعينيات من القرن الماضي، واليوم بعد طرحك ألبومك الأخير «خلاص ارجع»؟
هناك فوارق كبيرة وكثيرة، لا بل هناك اختلافات جذرية، ربما أنني من الفنانين القلائل المحافظين على لونهم منذ ظهورهم، والعود شريك رئيس ودائم في كل أغنياتي عبر تاريخي، لكن وسائل التسجيل وتقنية الصوتيات اختلفت كلياً، إضافة إلى المسارح التي نغنّي عليها، وآلات التصوير، فقد انتظرت سنوات طويلة حتى صوّرت أول أغنية لي، وأتذكر أنها كانت «يا غزال».
أما اليوم، فالأمور أصبحت أكثر سهولة، ونجاح الأغنية وسرعة انتشارها أصبحا أسهل بكثير من ذي قبل، فلولا دعم قامة فنية لي كطلال مدّاح، لكنت تعبت كثيراً حتى أكوِّن قاعدة جماهيرية عريضة.

- لماذا أنت مقلّ في تقديم الأغنية المصرية؟
لا أفكر في الأغنية من حيث لهجتها، إنما من خلال الرسالة التي تقدّمها، فأنا أعلم أن لي جمهوراً كبيراً في أرجاء الوطن العربي كافة، كما أن الأغنية التي أقدّمها لهجتها بيضاء وتفهمها الشعوب العربية.
لذا لا أهتم كثيراً بفكرة الأغنية المصرية والخليجية والشامية، فلو عرضت عليَّ أغنية باللهجة المصرية ووجدت أن فكرتها ورسالتها هادفتان، لن أتأخر أبداً في تقديمها، خاصة أنني أدرك تماماً أن شعبيتي في مصر تزداد يوماً بعد يوم.

- البعض يرى صعوبة في الغناء باللهجة المصرية؟ فما ردّك على ذلك؟
أبداً، لأن اللهجة المصرية من أسهل اللهجات العربية، والجميع يجيد التحدّث بها ويفهمها، ذلك أننا في الخليج تربّينا على الأفلام المصرية، كما أننا كمطربين نعشق سماع الأصوات المصرية القديمة التي أسّست للفن والغناء في الوطن العربي، ويأتي في المقدمة كلٌ من «كوكب الشرق» أم كلثوم، «موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب، «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ ومحمد فوزي. وبالنسبة إليّ، أتكلم بالمصرية مثل المصريين، لأنني أُطيل الإقامة في مصر وأسجّل معظم ألبوماتي في استوديوات القاهرة، وأشعر فيها كأنني أعيش في بلدي.

- هل ترى أن الأغنية السعودية قادرة حالياً على المنافسة في ظل قوة الأغاني المصرية واللبنانية؟
كل الأغنيات العربية بخير، وكذلك الأغنية السعودية، فهي جيدة وما زالت قوية وقادرة على المنافسة، ففي المملكة عدد كبير من الفنانين الكبار أمثال محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد ورابح صقر، وهم قادرون على حفظ تلك الأغاني وجعلها تسير على الطريق السليم، وما زالت جماهيريتهم الأولى في الوطن العربي، كما أن في المملكة عدداً من الأصوات الشابة والجيدة التي تلقى قبولاً من الجمهور، وأتمنى من تلك الأصوات أن تستمد قوّتها من الأجيال التي سبقتها، وأن تلتزم بخط الهوية السعودية حتى تظل الأغنية قوية ومنافسة لكل الأغنيات الأخرى، ونحن نُعدّ جزءاً منها.

- ما تقييمك لحال الأغنية العربية في الوقت الراهن؟
علينا أن نعترف بالحقيقة لكي نضع حلولاً جذرية لأزمتنا، ففي الوقت الراهن، حال الأغنية العربية ليست جيدة، ولو سألت أي مواطن عربي فهو سيؤكد لك ذلك، موضحاً أنه أصبح لا يشاهد أو يستمع إلى الكثير من الأغنيات المطروحة حالياً، لكونها لا تتضمن أي رسالة أو فكرة جيدة، وذلك على عكس ما كنا نفعله أثناء انطلاقتنا الغنائية، فأنا مثلاً، تربّيت على أغنيات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وطلال مدّاح وآخرين، وهنا أناشد القائمين على الوزارات في الدول العربية كافة أن يراعوا الأغنية العربية ويفعلوا كل ما في وسعهم من أجل الحفاظ عليها وإعادتها الى سابق عهدها.

- برأيك، من هم فنانو الوطن العربي الذين يعدّون أفضل من غنّى بالخليجية؟
يجب أن نعترف بأن اللهجة الخليجية تُعدّ من اللهجات التي يصعب غناؤها والإجادة فيها، خاصة إذا لم تكن خليجياً متربياً عليها. لذا، ورغم عشرات الأصوات التي قدّمت الأغنية الخليجية، يبقى عدد الذين أبدعوا وتألقوا فيها قليلاً، لكن تُحسب لهم روح المغامرة.
وأبرز الأصوات التي كنت أعشقها وهي تغنّي الخليجية، التونسية ذكرى، إذ كنت أشعر بأنها حقاً خليجية... ومن مصر الفنانة أنغام، التي برعت في تقديم الأغنية الخليجية، والأمر نفسه بالنسبة الى الفنانة السورية أصالة نصري، التي قدمت عشرات الأغنيات الخليجية الجيدة.

- هل تؤمن بفكرة اعتزال الفنان الغناء؟
الصوت الجميل نعمة من الله، ولو اعتزل الفنان فهو يكون يبخل على الناس بالنعمة التي أكرمه الله بها، إلا في حال كان الاعتزال لأسباب صحية أو ما شابه، وأنا لا أحبذ فكرة اعتزال الفنان ما دام قادراً على العطاء، وإن كنت أعترف بأنني فكرت في هذا الأمر كثيراً، خاصة في المواقف الصعبة التي مررت بها في حياتي، لكن في النهاية كنت أرضخ لقراري النهائي، وهو أن هناك جمهوراً يحبّني ويدعمني كثيراً، وأنا أحبّه وأقدّره، لذا لا بد من أن أظل دائماً في جواره، وأسعى إلى أن أقدم له كل ما هو جديد في عالم الأغنية.

- هل تتذكر أصعب موقف تعرضت له في حياتك الفنية؟
أعتقد أن أصعب المواقف التي مررت بها في حياتي كان منذ ما يقرب من 12 عاماً، حين خضعت لجراحة لاستئصال الغدة الدرقية في العاصمة البريطانية لندن.
آنذاك أخبرني الأطباء أن الجراحة معقّدة، وستتسبّب في انتهاء مشواري الغنائي، لكنني صمّمت عقب العملية على المضي في الغناء، وأقنعت نفسي بأن لا شيء في الحياة يستطيع أن يمنعني من ذلك، حتى أن ابنتيّ خافتا عليَّ وطلبتا مني الاعتزال، وقالتا لي: «يكفي تاريخك الفني العريق والأعمال التي قدمتها خلال مسيرتك»، لكنني لم أرض بهذا الأمر، لأن الغناء جزء من حياتي ويصعب عليَّ أن أتركه.

- ما المواقف الأخرى التي فكرت فيها بالاعتزال؟
بعد رحيل زوجتي «أم سارة» رحمها الله، مررت بأوقات عصيبة فكرت فيها كثيراً بالاعتزال. كذلك حين رحل شقيقي، لكن الله سبحانه وتعالى يخفّف علينا ألم الفراق بمرور الأيام.

- كيف هي حياة عبادي الجوهر الأسرية؟
أعيش حياة هادئة، فالله أنعم عليَّ بابنتين هما «سارة» و«مي»، وزوجة صالحة رحمها الله، ونحن أسرة جميلة، وأدعو الله دائماً أن يسعد ابنتيَّ في حياتهما الخاصة.

- ما هي هواياتك المفضلة؟
بعيداً من الغناء، أعشق لعبة كرة الطاولة وأمارسها من وقت الى آخر، وأحب أيضاً رياضة المشي، واعتدت عليها منذ شبابي. أما الهواية الخاصة بي فهي شراء آلات العود، حيث إنني أقتني ما يقرب من 50 عوداً، إضافة الى القراءة وشراء الكتب والمجلات والصحف اليومية، لكي أطّلع على أخبار العالم من حولنا.

- ما المدن التي تعشقها؟
لا أعتقد أن هناك في العالم أفضل من مكة المكرّمة والمدينة المنورة.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078