النظارات والعدسات اللاصقة
تبقى العين المرآة الأساسيّة للإنسان، بحيث تعكس حالته النفسيّة وصحّته الجسديّة وشخصيّته. فهي نافذة واسعة يتطلّع من خلالها المرء إلى الآخر، فيحاول التعمّق فيه ومعرفة أسراره.بيد أنّ العين عنصر حسّاس للغاية في الجسم، وتحتاج على الدوام إلى عناية متواصلة ووقاية مستدامة وحتى إلى علاج أحياناً. فهي غالباً ما تتعرّض للعوامل الخارجيّة التي من شأنها أن تُضعفها، سواء كان ذلك الغبار والتلوّث، أو أشعّة الشمس ما فوق البنفسجيّة أو سواها...من جهة أخرى، يحرص البعض على إبراز جمال العين وشكلها عبر إستخدام «أكسسوار» بات من المستلزمات، ألا وهو النظارات الشمسيّة. كما يستحسن قسم من الناس إعتماد الألوان المتعدّدة للعين، كي تناسب لون الشعر المصبوغ أو طبيعة الماكياج المعتمد أو الثياب. فيلجأون إلى إستخدام العدسات اللاصقة الملوّنة.
فكما في كلّ شيء، يتداخل الشقان الطبيّ والتجميليّ ضمن إطار موحّد، ألا وهو «أكسسوار للعين». فالنظارات تكون إمّا لهدف طبّيّ وإمّا ذات طابع تجميليّ. والعدسات اللاصقة أيضاً تفيد كتغيير في الجمال، كما تخدم أهدافاً طبّيّة بحتة.
يشرح السيّد جوزيف بو فاضل، فنّيّ وإختصاصيّ بصريّات Optician Optometrist، دواعي إستخدام النظارات الطبّيّة والشمسيّة والعدسات اللاصقة. كما يفصّل طريقة الإختيار الصحيحة لها ويفسّر سبل العناية بها.
كما تعطي الآنسة سمر بو داغر، بائعة في محلّ بصريّات، أبرز ما تلاحظه عن إقدام الناس على شراء النظارات والعدسات، لخدمة هدف معيّن ووفق الموضة الرائجة.
أمراض العين
يتمتّع الإنسان بحواس خمس تكون منفذاً لإتصاله بالعالم الخارجيّ. ولعلّ حاسّة النظر من أبرز النعم التي أغدقها الله على مخلوقاته، لأنها وسيلة تأمل جمال الطبيعة والكون.
العين جهاز بصريّ مؤلّف من قرنيّة وعدسة وشبكة، بالإضافة إلى عصب العين. ويفصل في ما بين هذه الأجزاء نوع من الماء الخاص الذي يُعطي العين المتعارف عليها حجمها. أمّا وظيفة العين الأساسيّة، فهي إيصال الصور الخارجيّة التي نراها إلى الدماغ، كي تنعكس ونتمكّن من الرؤية الواضحة لنميّز ما يحيط بنا.
يقول الإختصاصيّ بو فاضل «إنّ العين السليمة تستقبل الصورة بوضوح على الشبكة. لكن في بعض الحالات، قد يعاني الإنسان من Myopia، التي هي تلقّي الصورة أمام شبكة العين، ما يسبّب قصر نظر للمريض فلا يتمكّن من الرؤية الواضحة للأشياء البعيدة. ومن جهة أخرى، قد يعاني المرء من Hyperopia التي هي تلقّي الصورة خلف الشبكة، فتتعب عضلات العين خصوصاً عند محاولة النظر إلى الأشياء القريبة. وبالإضافة إلى ذلك، قد تكون المشكلة هي Astigmatism، التي هي تلقّي إمّا صورتين خلف الشبكة، وإمّا صورتين أمام الشبكة، وإمّا صورة أمام الشبكة وأخرى خلفها. وهذا يسبّب إزعاجاً عاماً في النظر من قريب وعن بعيد، وتصبح الرؤية غير واضحة ومشوّشة».
نظارات طبيّة
لكلّ هذه المشاكل البصريّة علاج بسيط، ألا وهو إستخدام النظارات الطبيّة الخاصة أو العدسات اللاصقة.
تكون الخطوة الأولى هي التوجّه لفحص العين، لمعرفة ما تعانيه. ويقول بو فاضل «يجب معرفة إنتقاء نوعيّة زجاج صحّيّ وطبّيّ ليتماشى مع وصفة الطبيب. بعدها، يُصار إلى أخذ قياس العين وتعديل الزجاج بما يتناسب مع المشكلة التي يعانيها الشخص. من جهة أخرى، يُصار أيضاً إلى إجراء فحص للنظر في المراكز الخاصة. وهذا الفحص يتألّف من 21 نقطة علميّة واضحة، لإعطاء فكرة أوّليّة عن مقدار الإصابة بالخلل البصريّ، بعيداً عن الأمراض التي هي من إختصاص طبيب العيون فقط».
لكن عند إستعمال النظارات الطبيّة، لا بدّ من المراجعة والمعاينة كلّ فترة، لمعرفة ما إذا تطوّرت الحالة وكيف. يضيف بو فاضل «يجب الخضوع لفحص النظارات دورياً حسب العمر. يُجرى الفحص التقويميّ للصغار كلّ ستّة أشهر، وبعد سنّ الثانية عشرة يمكن إجراؤه سنوياً. بعدها، يمكن أن يُجرى كل سنتين. ومع بلوغ سنّ الأربعين، يعود الفحص العام ليصبح سنوياً من جديد».
عدسات لاصقة
تُعتبر العدسات اللاصقة الطبية البديل للنظارات الطبيّة، بحيث تمنح الوجه المظهر الطبيعيّ وتتيح مجالاً أوسع للحراك بحريّة وتؤمّن حقل نظر واسعاً.
يشرح بو فاضل «يكون إستخدام العدسات اللاصقة بمعدّل عشر إلى إثنتي عشرة ساعة يومياً، شرط أن يهتمّ الشخص بنظافتها، كونها جسماً غريباً يدخل العين. كما يجب العناية بها وترطيبها وحفظها في محلول خاص داخل علبة خاصة بها. تكون هذه العدسات اللاصقة مكيّفة لتتلاءم مع حاجة الشخص، وتكون مراقبة طبّياً، أي تحت إشراف طبيب عيون وإختصاصيّ بصريّات».
العدسات اللاصقة مختلفة الأنواع، فمنها ما يُستعمل ليوم واحد فقط، ومنها ما يخدم فترة شهر، ومنها ما يكون سنوياً. لكن من غير المستحبّ النوم والعدسات في العيون أو إستعمالها في أمكنة يكثر فيها الغبار والتلوّث. تأتي العدسات اللاصقة على شكلين: ليّنة Soft Contact Lenses، وصلبة Hard Contact Lenses.
في بعض الأحيان، لا يجوز إبقاء العدسات داخل العين. فيجب نزعها فوراً عند الشعور بوخز في العين، أو بحريق أو بحكّة. كما يجب نزعها في حالات الإدماع الزائد أو عند ملاحظة إحمرار أو إفرازات غير عاديّة في العين، أو عند المعاناة من رؤية مغشّاة أو ظهور أقواس قزح أو هالات حول الأشياء.
العناية بالعدسات اللاصقة
تبقى النظافة من أهمّ الجوانب للعناية الصحيحة بالعدسات اللاصقة. ويفسّر بو فاضل طريقة الإهتمام الصحيحة ببضع نصائح:
- يجب غسل اليدين جيّداً بالماء والصابون وتجفيفهما قبل لمس العدسات.
- لا يجوز إستعمال مستحضرات التجميل الدهنيّة أو الكريمات على أنواعها قبل إمساك العدسات باليد.
- من الأفضل إدخال العدسات اللاصقة إلى العين قبل وضع الماكياج.
- يجب إبقاء العينين مغمضتين دائماً عند إستعمال بخاخ الشعر لمنع العدسات من التلوّث.
- يجب إتباع التعليمات التي يعطيها الإختصاصيّ حول الطريقة الصحيحة لإستعمال العدسات اللاصقة وإدخالها ونزعها وتنظيفها وتعقيمها وحفظها وإستعمالها بشكل عام.
- يجب إستخدام محلول خاص للعدسات اللاصقة يكون صالح الفعاليّة.
- يجب عدم حفظ العدسات في محلول مالح لأنه لا يحميها من الجراثيم، وقد يؤدّي بالتالي إلى إلتهاب العين.
- لا يجوز وضع العدسات اللاصقة من دون علبة خاصة ومحلول فعّال، لأنها تجفّ وتصبح هشّة.
- يجب التأكّد من عمر العدسة تماماً بمحلول الحفظ.
عدسات تجميليّة ملوّنة
يسعى المرء دوماً لتحسين شكله الخارجيّ. ويتبع الموضة بحذافيرها. وقد يصل به الأمر إلى إقتناء عدد لا يُستهان به من الأكسسوارات التجميليّة. ومن سلسلة هذه الأكسسوارات، العدسات اللاصقة التجميليّة الملوّنة، التي تكون ذات هدف وحيد، ألا وهو تغيير لون بؤبؤ العين، سواء أكان أسود أو أزرق أو أخضر أو بنيّاً أو رمادياًّ أو متموّجاً...
يقول بو فاضل «إنّ هذه العدسات اللاصقة التجميليّة Cosmetic Lenses، تعطي العين لوناً مختلفاً عن اللون الأصليّ. وهي بمثابة تبرّج أو ماكياج للحصول على تعديل طفيف في الطلّة. وهي أيضاً أنواع، فمنها اليوميّ والشهريّ والسنويّ، لكنها كلّها ذات طبيعة ليّنةSoft ».
يمكن إستخدام هذه العدسات اللاصقة منذ المراهقة، أي عندما يستطيع الشخص التحكّم في وضعها من دون التسبّب بأذى للعين.
من جهة أخرى، يمكن إجراء تعديل آخر على العدسات اللاصقة، بمعنى أن تخدم هدفين في آنٍ واحد، فتكون طبّيّة، كما ذكرنا سابقاً، وملوّنة أيضاً».
موضة الأكسسوار
تشير سمر بو داغر إلى أنّ «الطلّب على النظارات الشمسيّة قد تضاعف في الآونة الأخيرة، إذ باتت هذه الأخيرة مثل أيّ أكسسوار تجميليّ. فهي تتغيّر بإستمرار كلّ موسم وتحاكي ألوان الثياب وأنماط التصاميم. فمنها ما يليق بكلّ مستوى وذوق وبكلّ فئة عمريّة وشريحة سكانيّة، كونها تساهم في إعطاء لمحة مقتضبة عن الشخص».
إذ تستخدم السيّدة مختلف الأشكال لشتى المناسبات، ويسعى الرجل للحصول على الطلّة المطلوبة التي تناسب وضعه. كما يستعمل المراهقون والأطفال على حدّ سواء هذه النظارات على سبيل تغيير الشكل وكي تتلاءم مع الطلّة المكتملة من حيث الملبس وتصفيف الشعر ووضع مختلف الأكسسوارات.
تقول بو داغر «هناك نظارات شمسيّة لإرضاء جميع الأذواق والميول والميزانيّات. فقد تنوّعت الماركات والموديلات والتصاميم ومواد التصنيع، لتتلاءم مع كل العيون والوجوه. كما توجد ألوان متعدّدة تناسب السحنات المختلفة وتلبّي الطلبات العديدة. لكن لعلّ أكثر ما يلفت هوإتباع الموضة «العمياء»، بحيث يعمد الجميع إلى شراء «الموديل» الخاص بموضة الموسم تباعاً، غير آبهين بعوامل أخرى. لذلك نرى أنّ بعض الأشخاص يملكون تشكيلة واسعة من النظارات الشمسيّة، مثل الأحذية أو حقائب اليد أو الأقراط والحُُلى... ويستعملون كلّ واحدة حسب الثياب والتوجّه العام للموضة».
لا بدّ من الإشارة إلى أنه يمكن في بعض الأحيان مصادفة أشخاص يبتاعون النظارات فقط لهدف تزيينيّ ولا يستعملونها لحماية عيونهم، أو لا يشترون النظارات المناسبة. فيكون إستعمالها محصوراً بوضعها على الشعر مثلاً أو بوضعها على العينين من دون أن تكون الزجاجة واقية من UV، وهذا أمر خاطئ للغاية لأنه يضرّ العين. فهو يعمل على تكبير حجم البؤبؤ، مما يُتيح دخول أشعّة الشمس بطريقة أكبر إليه، والتسبّب بالتالي بايذائه!
يبقى أنّ ملاحقة الموضة أمر جميل، شرط ألاّ ننجرف في ذلك، غير آبهين بالعواقب الصحّيّة. وفي خضمّ التطوّر الحاصل، باتت كلّ الأكسسوارات تُستعمل للتجميل، حتى تلك منها الخاصة بالعين كالعدسات اللاصقة والنظارات...
نظارات شمسيّة
باتت النظارات الشمسيّة ضرورة في السنوات الأخيرة. إذ تداخلت في الموضة من الباب العريض، فتنوّعت ألوانها وأشكالها وتصاميمها ومواد صنعها...
يشدّد بو فاضل على أنّه «لا يجوز مطلقاً الإستهتار بالنظارات الشمسيّة وإبتياعها من أيّ مكان! إذ لها وظيفة أساسيّة هي حماية العين من الأشعّة ما فوق البنفسجيّة UV، وليست فقط أكسسواراً تجميلياً غير علميّ. ويجب التنبّه إلى ضرورة شراء نظارات شمسيّة مناسبة من محلّ بصريّات مختصّ يتسّم بالكفاءة والإختصاص ويكون مؤهلاً. فكلّ ما يهمّ هو أن تكون الزجاجة نظيفة وسليمة توفر متطلّبات الحماية من أشعّة الشمس صيفاً شتاءً».
يعاني البعض من حساسيّة تجاه الضوء، وهم عموماً الأشخاص ذوو العيون الفاتحة اللون. لذلك، لا بدّ من وضع نظارات نظارات شمسيّة تقيهم شرّ الأشعّة وتتقيّد بالمعايير العالميّة، فتحميهم خلال التزلّج والسباحة وعند القيادة وعند التعرّض للشمس عموماً.
شارك
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024