تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الدواء المزور قاتل صامت يهدد الحياة

يفتقد معظمنا الحد الأدنى من الثقافة الصحية التي تسمح بالتصدي للمشكلات التي يمكن مواجهتها يومياً والتي تعرّض حياتنا للخطر. أبسط الأمور التي تشير إلى ذلك أننا في لحظات المرض قد نقصد الصيدلي بهدف شراء دواء معيّن ونشتري غيره لمجرد أنه نصحنا بذلك دون أن نتأكد ما إذا كان يناسب حالتنا أم لا وما إذا كان بالفاعلية نفسها. ماذا بالأحرى إذا كان الدواء مقلّداً أو مزوّراً مما يعرّضنا لخطر الموت أحياناً. الأدوية المزوّرة تشبه الدواء الأصلي بالشكل الخارجي فقط بحيث يصعب ضبطها كونها مصنوعة بإتقان، أما في المضمون فهذه الأدوية مزوّرة وغير فاعلة ولا تلبي شروط النوعية والفاعلية مما يشكل خطراً على المريض. والهدف من تصنيعها هو تحقيق الربح فقط على حساب صحة المريض وحياته. وتكمن المشكلة في سعة انتشار هذه الأدوية، خصوصاً في البلدان التي في طور النمو، ففيما لا تتعدى نسبة انتشارها 1 في المئة في البلدان المتقدمة، تصل النسبة إلى 30 في المئة في البلدان التي في طور النمو. صحة المريض مسالة لا يستهان بها، ولا بد من أن نعير أصغر التفاصيل أهمية بالغة. من هنا أهمية تناول هذا الموضع الحيوي الذي يعني كلاًّ منا.

- ما الدواء المزوّر أو المقلّد؟
الدواء المزوّر منتج غير طبّي صنع بطريقة غير قانونية دون اعتبار لسلامة المريض وصحته. وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الدواء المزوّر بأنه دواء زُوّر عمداً عن طريق الغشّ بلصاقة لا تحدد هويته أو مصدره الحقيقي. علماً أن التزوير قد يظهر بأشكال مختلفة من خلال:

  • عبوة مماثلة أ تركيب مماثل
  • تركيب مختلف
  • توضيب مزيّف أي تغليف مزيّف يسمح بتمديد تاريخ انتهاء الصلاحية للأدوية المنتهية مدّتها.

- كيف يمكن التمييز ما بين الدواء المزوّر والدواء الصحيح؟
الدواء الصحيح مادة فاعلة تحتوي على مكونات فاعلة. وهو يخضع لرقابة السلطات الصحية ويصفه الطبيب ويصرفه الصيدلي. أما الدواء المزوّر فلا يخضع لرقابة السلطات الصحية، وبالتالي لا يمكن التأكد من جودته وفاعليته . لذلك قد يشكل الدواء المزوّر خطراً على الحياة كونه قد لا يحتوي على المكونات الأساسية الفاعلة أو قد يحتوي على نسبة ضئيلة منها. كما قد يحتوي الدواء المزوّر على مواد سامة مما يهدد الحياة. ويختلف أيضاً عن الدواء الأصلي بكونه متوافراً في أماكن عدة سواء عبر الإنترنت أو في بعض المستشفيات أو في بعض الصيدليات وبعض المستوصفات وبعض الدكاكين. الهدف من تصنيع الدواء المزوّر هو الربح السريع على حساب صحة المرضى. علماً أنه قد لا يختلف في الشكل الخارجي عن الدواء الأصلي.

- كيف يمكن التأكد مما إذا كان الدواء أصلياً أم مقلّداً؟
يلاحظ الرسم النافر أو Hologram على الدواء الأصلي. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى انه في حال ملاحظة أي تبدّل في الغلاف، أو أن الجسم يتفاعل مع الدواء بطريقة غريبة، من الضروري استشارة الطبيب أو إعلام الصيدلي. ومن الضروري أن يعرف المريض أنه في حال شراء الدواء عبر الإنترنت، يخسر النصائح التي يمكن الحصول عليها من الطبيب المعالج أو الصيدلي، وهذا ما يشكل خطراً عليه.

- ما الهدف من التزوير؟
هدف التزوير الربح السريع، ومن أهم العوامل التي تسهّل ذلك الأسعار المرتفعة والمنافسة غير المشروعة وتضارب المصالح. كما أن النظام الصحي المحلّي الضعيف يساعد على ذلك، وكذلك العقوبات الخفيفة وإنكار المشكلة من جانب السلطات. إضافةً إلى توافر الخدمة المجانية للمنازل والتكنولوجيا الحديثة التي تتيح البيع عبر شبكة الإترنت.

- ما الأخطار والمشكلات التي قد تنتج عن تناول الدواء المزوّر؟
تنتج عن تناول الدواء المزوّر أخطار كثيرة أهمها:

  • يساهم وجود مواد سامة في الدواء المزوّر في تفاقم حالة المريض الصحية.
  • لا تكون نوعية الدواء المزوّر مضمونة ولا حتى شروط حفظه إذ لا تعتمد طرق التوزيع العادية المراقبة من قبل المؤسسات المرخصة.
  •  يعرّض استهلا ك الدواء الذي لا يحتوي على مادة فاعلة أو يحتوي على مادة فاعلة أخرى صحة المريض للخطر.
  •  بشراء الدواء عبر الإنترنت لا يخضع المريض لمراقبة طبية دقيقة ويتعرّض لخطر الاستعمال الخاطئ. ومن الأدوية التي يروّج لها عبر الإنترنت أدوية العجز الجنسي وأدوية فقدان الشهية إلى الأكل.

- كيف نعرف الدواء المزوّر؟
يمكن معرفة الدواء المزوّر من عناصر عدة أهمها:

  • السعر المنخفض بنسبة زائدة.
  • رقم العبوات وتواريخ الانتهاء غير متناسبة مع تلك التي يستعملها المستورد المرخّص عادةً.
  • عدم إمكان تحديد حلقة التوزيع.
  • غلاف غير مطابق.
  • إشارة المريض إلى تأثيرات جديدة غير مرغوب فيها، وهي الطريقة الأكثر شيوعاً لاكتشاف الأدوية المزوّرة.
  • ملاحظة المريض عدم فاعلية الدواء في معالجة مرضه.
  • هدف التزوير الربح السريع، ومن أهم العوامل التي تسهّل ذلك الأسعار المرتفعة والمنافسة غير المشروعة وتضارب المصالح 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080